بعض المسنونات في أعراسنا
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
تُعورف في الأعراس عندنا بعض الأشياء وهذه الأشياء التي نفعلها أو يفعلها البعض لها أصلٌ في السنة ولكن الناس يجهلونها ومن باب التذكير بهذا الفعل حتى يستحضر الإنسان أنه قد عمل سنة عمل بها النبي عليه الصلاة و السلام فيكون له فيها أجر , من أجل ذلك أوضح ما هو معتاد لدى الناس ويحسبونه معروفاً وعادةً وهو من السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة و السلام من بين هذه الأشياء أن المتزوج يُهدى إليه من بعض أقاربه بعض رؤوس الأغنام من أجل أن يقدمها في وليمة العرس , إذا أهدى الإنسان مثل هذه الهدايا التي يستعين بها الزوج على وليمة العرس يستحضر أنها من السنة فقد ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما بنى بصفية بنت حيي بن أخطب قال للصحابة من كان عنده طعامٌ فليأتنا به فبسط نطعا( يعني بساطاً) فجعل أحدهم يأتي بالتمر والآخر يأتي بالأقط والآخر يأتي بالدقيق فلما جمع طعاماً دعا الناس إليه فأكلوا وهذا هو ما صنعه عليه الصلاة و السلام في وليمة صفية رضي الله عنها مما يدل على أن المشاركة في إعداد الوليمة أنها من السنة فليحرص الإنسان إذا أهدى إن لا يفوته هذا الأجر ثم إنه في صنيع النبي عليه الصلاة و السلام في كونه يقدم الدقيق والأقط والسمن في الوليمة يدل على أنه لا يلزم في الوليمة أن تكون من الذبائح فتصح الوليمة ولو كان من أقل الطعام لكن الأفضل الذبائح لقول النبي عليه الصلاة و السلام (أولم ولو بشاة) لكن ليس معنى هذا أن الإنسان إذا أهدي إليه رؤوس من الغنم أنه يذبحها كلها ثم يحصل الإسراف هذا ليس مطلوباً في الشرع .
أمر آخر وإن كان هذا يرجع إلى الناس ولكنهم لا يعرفونه وهو يتعلق بالوليمة فالوليمة قال بعض العلماء هي سنة وقال بعض العلماء هي واجبة لابد منها في العرس ولكن متى يبدأ وقتها ؟ يبدأ وقتها من حين العقد (المُلْكًة) التي يسمونها الناس (ملكة) هي العقد بعض الناس إذا عقد على ابنته أو على موليته مثلاً إذا أنهى العقد ذبح ذبيحة لو جعلها وليمة أجزأت لمَ ؟ لأنها جاءت بعد العقد.
أمر آخر إذا دخل الزوج بزوجته وإذا أصبح إلى أين يذهب إلى أهله لمَ ؟ ليسلم عليهم ويسلمون عليه هذا موجود في السنة ففي حديث أنس رضي الله عنه عند ابن سعد رحمه الله أن النبي عليه الصلاة و السلام (لما بنى بإحدى زوجاته فلما أصبح أتى إلى أمهات المؤمنين فسلم عليهن ودعا لهن وسلمن عليه ودعون له) فلا تغفل هذا الجانب هذا لمن هو أعزب أو يريد أن يعدد فإذا تزوج وأصبح فالسنة له أن يأتي إلى أهله وأن يسلم عليهم ويدعو لهم وأن يسلموا عليه هذه من السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة و السلام نحن نفعلها على أنها عادة ولكن من فعلها أو أراد أن يفعلها فهو مثاب ومأجور على ذلك إذا استحضر النية .
وصلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين