بيان تضعيف هؤلاء الأئمة لحديث (( رأيت ربي في المنام في صورة شاب أمرد ))

بيان تضعيف هؤلاء الأئمة لحديث (( رأيت ربي في المنام في صورة شاب أمرد ))

مشاهدات: 594

بيان تضعيف هؤلاء الأئمة لحديث (( رأيت ربي في المنام في صورة شاب أمرد ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لتعلم بارك الله فيك وفي الجميع :

أن أهل السنة والجماعة يسيرون على قواعد مؤصلة شرعيا ومبنية على الكتاب وعلى السنة

وهذا الحديث الذي ذكرت من أن الرافضة تدندن حوله من أن شيخ الإسلام رحمه الله يذكر حديثا : (( أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه في أحسن صورة شاب أمرد ))

ليعلم :

أن شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه [ بيان تلبيس الجهمية ] أراد أن يقرر مسألة :

وهي مسألة :

( رؤية الله عز وجل )

هناك حديث عند الترمذي :

(( أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه في المنام ))

فهو رحمه الله يريد أن يبين أن تلك الرؤيا ليست رؤية عين ، وإنما رؤيا منام ؛ ولذلك وقعت في المدينة بدليل :

 أنه لما قال : (( فيما يختصم الملأ الأعلى ))

قال من بينها :

(( المشي إلى الجمعات ))

والجمعة لم تفرض في مكة ، وإنما في المدينة ، أو المشي إلى الجمعات ما كان إلا في المدينة

ومن ينكر هذه الأحاديث هم الجهمية :

 الذين يريدون بذلك أن ينكروا رؤية الله مطلقا في الدنيا وفي الاخرة

 وهذا الحديث :

 (( من أنه شاب أمرد )) ذكر من ضمن هذه الأحاديث

 لكن هل هذا هذا الحديث يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام أم لا ؟

مع صحة ماذا ؟

أنه رآه في المنام ، لكن هل رآه في صورة ( شاب أمرد وعليه نعلان من ذهب ) وهناك إضافات أخرى في هذا الحديث

 

هذا الحديث  :

قال عنه أبو زرعة الرازي  : هو ثابت ، ومن نفاه فهو معتزلي  لأن المعتزلة ينكرون رؤية الله عز وجل

وهناك من ضعفه :

 لأن الحديث هو حديث أم الطفيل ، وهذا الحديث رواه عن أم الطفيل عمارة بن عامر ذكره البخاري في الضعفاء

 وقال ابن حبان : هذا الحديث منكر،  ولم يسمع عمارة من أم الطفيل

وقال النسائي :

 لأن من ضمن هذا الحديث  مروان بن عثمان أحد الرواة

قال النسائي : ومن هو مروان حتى يصدق في قوله على الله ؟

ولذا :

الألباني رحمه الله لم أر له توسعا في هذا وإنما ذكر هذا الحديث ضمن حديث على عجالة وقال  : هو منكر  ، وذكر تضعيف الذهبي له 

وحديث أم الطفيل رواه نعيم بن حماد :

ولذلك كان ابن معين يقول يعاتب نعيم بن حماد يقول : ( كيف له  أن يروي هذا الحديث  ) ؟

بعضهم فسر كلام ابن معين على أنه أنكر عليه أنه يذكره عند العامة ولكن هذه الجملة تحتمل هذا ، وتحتمل تضعييف ابن معين له

الإمام أحمد :

 لما سئل عن هذا الحديث ( حديث أم الطفيل ) لما ذكر له أعرض بوجهه  وقال : هذا منكر

وهناك حديث ابن عباس  :

يرويه حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس

قال بعضهم :

 لم يسمع لكن الإمام أحمد أنكر قال : لقد سمع ستة أحاديث ، وأخرج كتابا يبين أن قتادة سمع من عكرمة ، لكن الإمام أحمد لما سئل عن هذا الحديث ( حديث ابن عباس )  هو قال عن حديث أم الطفيل منكر

وقال هنا عن حديث ابن عباس قال  : هو مضطرب 

لِمَ هو مضطرب   ؟

لأن من رواه عن قتادة حماد بن سلمة

اختلف عليه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة

قال  : هو مضطرب من حيث الإسناد ، ولذلك الإمام أحمد يرى ضعف هذين الحديثين

لكن هناك من يقول :

 إن الإمام أحمد يصححه باعتبار ماذا ؟

أن أحد أصحابه قال : أأحدثه لهؤلاء في المجلس  ؟

قال : حدث به

فهم استشفوا من أن الإمام أحمد يرى ثبوته

وقد لا يكون للإمام أحمد تصحيح بهذه الجملة لأنه ربما من حيث أصل الجديث وهي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه في المنام هي ثابتة ، لكن من حيث هذه الألفاظ فلا

هذا الذي فهموه

ولذلك :

 نقل عن الإمام كما قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية أنه قال عن حديث ابن عباس قال : ” حديث  يرويه الأكابر عن الأكابر من نفاه أو نفى شيئا منه فهو جهمي لا يسلم عليه ولا يعاد في مرضه “

قال شيخ الإسلام قلت :  هذا فيه نظر فيما ثبت عنه

نعم به نظر

لِمَ ؟

لأنه ضعف حديث ابن عباس بالاضطراب ، وحديث أم الطفيل بماذا ؟

بأنه منكر

فدل هذا على أن كلام أبي زرعة الرازي على من يثبته مع أنها رؤية منام قال بهذا القول لأن المعتزلة ينكرون رؤية الله عز وجل ، ولذلك من أنكره من الأئمة وهم كثر أنكر هذا الحديث من أنكره لا يمكن أن يرمى بأنه جهمي أو معتزلي

فذكر شيخ الإسلام لما ذكر هذه الأحاديث وما فيها حتى في ألفاظها فيها زيادات في بعض الأحاديث ما ليس في البعض الآخر ، ولذلك شيخ الإسلام قال : ” من خلال هذه الأحاديث تبين خطأ طائفتين في آخر كلامه طائفة تقول بإنكار رؤية الله مطلقا وهم من ؟ الجهمية

وهناك من تثبت رؤية الله عز وجل ، رؤية النبي عليه الصلاة والسلام  لربه يقظة بعينه

 يقول :

 وإنما هذا في المنام

ولذلك يقول رحمه الله  :

وإنما الوارد عن ابن عباس في صحيح مسلم أن ابن عباس قال : ” رأى النبي  عليه الصلاة والسلام ربه بفؤاده وبقلبه “

قال :

وما جاء من رؤية النبي لربه عن ابن عباس رضي الله عنهما إما مطلقة وإما مقيدة بفؤاده وبقلبه

قال  :

ولم يرد عنه أنه قال رآه بعينه إلا في رواية ضعيفة شاذة لو انفردت ، فكيف وهي تخالف الروايات الأخرى الصحيحة  ؟!

ومع هذا خذها قاعدة :

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ  }

{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }

فليس لأحد حجة على أهل السنة والجماعة أبدا لأنهم يسيرون على ما جاء به الكتاب ، وما جاءت به السنة ، وهذا توضيح لما يمكن أن يقال حول هذا الحديث