تعود على هذا الأمر وأنت ( شاب ) حتى ( يسهل عليك فتتلذذ به ) وأنت كبير

تعود على هذا الأمر وأنت ( شاب ) حتى ( يسهل عليك فتتلذذ به ) وأنت كبير

مشاهدات: 485

تعود على هذا الأمر وأنت ( شاب ) حتى ( يسهل عليك فتتلذذ به ) وأنت كبير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن شأن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يختلف عن هؤلاء ولم يلزم نفسه بالنذر ، ألزم نفسه من غير نذر لأنه رأى من نفسه القدرة على أن يصوم يوما وأن يفطر يوما فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن يصوم ثلاثة أيام كما جاء في الحديث وفي تفاصيل ما فيه

( فقال إني أطيق أن أصوم كل يوم قال : لا صام من صام الأبد ، وإنما صم يوما وأفطر يوما أفضل الصيام صيام داود )

فلما بلغ في السن مبلغا وكبر رضي الله عنه شق عليه ، لكنه أراد ألا يدع أمرا كان يفعله في عصر النبي عليه الصلاة والسلام

 لأنه كان كم يصوم في الشهر ؟ يصوم يوما ويفطر يوما خمسة عشر يوما فكان يسرد الصوم سردا خمسة عشر يوما أخف عليه ثم يفطر خمسة عشر يوما

فهذا من باب البقاء على الطاعة ، البقاء على الطاعة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى أن يخفف عن نفسه لكنه رأى أنه قادر وهذا يدل على ماذا ؟

يدل على ان الإنسان إذا كان في وقت الشباب وفي وقت القوة والصحة  يتنبه فإن ما يفعله في وقت الصحة وفي وقت الشباب لا يتمكن منه وقت كبر السن

ثم أيضا في المقابل لأن من أعظم العبادات تعلم العلم الشرعي فتعلم العلم الشرعي في وقت الشباب وعلى الشباب أن يستغلوا هذه السنوات من العمر في طلب العلم الشرعي لأن الإنسان إذا كبر تضعف قواه مع أنه سبحان الله من اعتاد على الخير وهذا ما نقرأه في سير العلماء ما من السلف اجتهدوا اجتهادا كبيرا في شبابهم وبقي هذا الاجتهاد في آخر حياتهم

لأنهم يتلذذون به

 فالشاهد من هذا أن الإنسان يستغل وقت الشباب ولا يلزم نفسه بشيء في آخر الشباب أو في آخر حياته بناء على ما كان في شبابه