الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فقد قال عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ( صلوا كما رأيتموني أصلي )
فمن خلال هذا الحديث يجب على المسلم أن يصلي كما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر يقتضي الوجوب في الأركان والواجبات ، أما السنن التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم إن أتى بها الإنسان فهذا حسن وإن لم يأت بها فصلاته صحيحة ولا يُثرب عليه ، إنما يثرب ويلام الإنسان الذي يُنقص شيئا من صلاته فيما يتعلق بالأركان والواجبات ، فمثلا لا يجوز للإنسان أن يسجد على جبهته ولا يلصق بأنفه الأرض ، هذا ما سجد على الأعضاء السبعة .
ولا يجوز للإنسان أن يرفع قدميه حال السجود لأنه ما سجد على الأعضاء السبعة .
ولا يجوز للإنسان أن يرفع كفيه حال السجود عن الأرض لأنه ما سجد على الأعضاء السبعة .
فلا يجوز للإنسان أن يفعل في صلاته حسب ما يهواه ويختاه ، فمثلا لا يقول في الركوع( سبحان ربي الأعلى ) إنما الواجب في الركوع أن يقول ( سبحان ربي العظيم ) في السجود يقول ( سبحان ربي الأعلى ) ولا يحق له أن يقول ( سبحان ربي العظيم ) يقول بين السجدتين ( رب اغفر لي ) ولا يجوز له أن يقول ( التحيات ) أو يقرأ القرآن ، فمن أخل بشيء من هذه الأركان ومن هذه الواجبات فإن صلاته باطلة ولا تصح ، لاسيما ونحن في بلد ولله الحمد فيه العلم كثير ، وهذا مما لا يسع الإنسان أن يجهله ، النبي صلى الله عليه وسلم قال ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) يعني هناك دقائق من العلم ليس فريضة على المسلم ، لكن سئل الإمام أحمد ما فرض العلم على المسلم ؟ قال ” ما لا يسع الإنسان أن يجهله ” هذه صلاة فارقة بين الإسلام والكفر ، الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة ، فيجب أن يُعنى بها ، كما أنه لا يجوز لنا أن نزيد في صلاة العشاء ركعة فتكون خامسة ، كذلك لا يجوز لنا أن نضع ذكرا في موضع ليس موضعه ، ومع هذا كله إذا صلى الإنسان كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في آخر صلاته ؟ يقول ( السلام عليكم ورحمة الله ـ السلام عليكم ورحمة الله ) إشعار بأن الإنسان يطلب السلامة لإخوانه المسلمين مما قد يحصل لهم من الأذى ، ومن أعظم الأذى ألا تقبل صلاتهم ، ولذلك إذا فرغنا من الصلاة ماذا نقول ؟ نقول (استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله ) كما جاءت بذلك السنة ، مع أنك صليت كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنك تطلب من الله عز وجل أن يغفر لك ما فرطت في هذه الصلاة مع أنك مجتهد فيها ، هذا وأنت مجتهد ، فما ظنكم بمن ليس بمجتهد ؟
ثم ماذا بعدها ؟ ( اللهم أنت السلام ومنك السلام ) يعني كأن فيه إشعارا بأننا نطلب من الله عز وجل السلامة لصلاتنا التي هي أعظم شيء .
فالقضية مهمة جدا ، لأنني أرى بعض المصلين قد يفرط في شيء من الواجبات وفي شيء من الأركان ، هو حريص على الصلاة ولكن صلاته ليس بتلك الصلاة المطلوبة شرعا ، هو لم يخل بشيء من النوافل والسنن حتى يتجاوز عنها – لا – هو يخل بشيء من الأركان والواجبات التي إذا تركها أثم وبطلت صلاته .
وفق الله الجميع لكل ما يُحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .