ثلاثة عشر سببا شرعيا في تحريم المظاهرات ولو كانت سلمية ولو أذن الحاكم ولو حققت مصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأيضا هذه عادات ليست في دين الإسلام ، وإنما أتت من الكفار وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد وأبي داود ( ومن تشبه بقوم فهو منهم )
مثل ما وفد إلينا من المظاهرات هذه كلها ليست من شرع الله
ولو أذن الحاكم بها لما يترتب عليها من المفاسد والششرع من نظر إلى قواعده العامة في أدلته الشرعية وجد أنه يمنع من أن يقع ضرر بالعقول بالأعراض ، بالأنفس ، بالأموال
وبهذه المظاهرات تنفتح أبواب الشرور إضافة إلى أنها ليست من صنيع أهل الإسلام ولا يقال هذه مظظاهرات سلمية أو مظاهرات غير سلمية الكل واحد
ما الدليل ؟ أين الدليل على هذا ؟
الشاهد من هذا :
أن على المسلم أن يتخذ الأسباب الشرعية التي أمر الشرع بها ، وعليه أن يصبر فيما لو أنه ابتلي عليه أن يصبر ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الحق الذي لكم )
وفي الحديث الآخر ( فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )
حقك ستأخذه في الآخرة ، إن لم تأخذه في الدنيا لكن بهذه الطرق ، لا ، ليست من الشرع ، ولا تملح من أنها طرق سلمية أو مظاهرات سلمية
وكل عاقل ينظر إلى هذه المظاهرات ، حتى لو قيل إنها سلمية ماذا أحدثت ؟
يكفي في ذلك أنها أخرجت الناس وعطلت مصالحهم إما في بيوتهم أو في أعمالهم إضافة إلى ما يحدث من أنه قد يصحب فيها من أمر الشرع بأن تمكث في بيتها { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } وهن النساء.
ثم من باب إرغام الدولة أو الحكومة على ما يريدون أنهم يأتون بالأطفال
هذا ليس من الدين ، هذا تعريض للناس للخطر ، إضافة إلى ما يحصل من هجران المساجد والصلاة فيها، إضاعة هيبة الحكام.
الشرع واضح، سبحان الله ! أحاديث كثيرة بين فيها النبي عليه الصلاة والسلام ما سيكون لهذه الأمة فيما لو ابتليت بولاة ظلمة أرشدهم إلى الطريق الصحيح:
( ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) والمظاهرات بوابة الخروج على الولاة ، لا يمكن أن يكون ظهور على الولاة إلا بكلام حتى بالكلام فكيف إذا صحبه فعل وعمل وتجمع وتجمهر وحث الناس على أن يجتمعوا ؟!
وما جنت الأمة الإسلامية من المظاهرات إلا الشرور يعني لو لم يأت من الأدلة الشرعية العامة التي تحذر من الانفلات لكان العاقل يرى أن واقعه وواقع غيره يرى أنه أكبر دليل على ما تجره هذه المظاهرات من ويلات ومصائب .
ثم سبحان الله ! حتى في الدول الغرربية ما رأينا مظاهرة نجحت أو أتت بثمارها ، ولو أتت ثمارها فهذا ليس بطريق شرعي لنا ما يخصنا نحن المسلمين وما يميزنا فليس كل ما يفعله الغرب نفعله
فالموفق هو من أخذ بهواه فطرحه خلف ظهره وجعل نصب عينيه ما قاله الله وقاله النبي عليه الصلاة والسلام على ما فهمه سلف هذه الأمة لأن النفس ترغب النفس تهوى لا تريد أن يبخس منها ولو ريالا واحدا
لكن { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } سمعنا وأطعنا ، ما فاتنا في هذه الدنيا وصبرنا واحتسبنا الأجر فسيكون لنا يوم القيامة ويكون خيرا لك وأفضل لك مما لو أخذته في هذه الدنيا ، فاصبر واحتسب
يجب أن تكون الوسيلة شرعية أما أن يقال الغاية تبرر الوسيلة هذا ليس من شرع الله
الشرع أمرك أن تتخذ الوسائل الشرعية من بينها أنك تعظ من ظلمك
ولذلك يكفي في ذلك :
يعني حديث النبي عليه الصلاة والسلام حتى تعرف فيما يخص الإنسان مع غيره فكيف مع الدولة أو قطاع حكومي ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )
الوسيلة قد يتحصل على ما يريد بالخيانة قال ( ولا تخن من خانك )
فما على المسلم إلا أن يصبر
إذا جعل هذه الوسيلة جعلها قربة يتقرب بها إلى الله في تحقيق مراده فهذه من البدع وإلا فيكون اتخاذه لهذه الوسيلة من أجل أن يحقق فقط غرضا ليتحقق له فتكون وسيلة محرمة فإن جعلها قربة باعتبار أنها تقربه إلى قربة يريدها فإنها من البدع
وعمار بن ياسر لما كان يفتي بأن من أجنب له أن يتيمم أنكر عليه عمر وهو الوالي ، قال : ” إن شئت ألا أتكلم ما تكلمت مع أنه علم شرعي قال نولك ما توليت “
بل عمار عرض من أجل تحقيق مصالح ودرء مفاسد
تريد السلامة في الإسلام
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ }
الشيطان يريد أن تقدم الهوى على ما أمر به الشرع وإذا وقعت في حبائل الشيطان هنا ما أوقعك إلا الهوى وهنا خالفت الشرع