حقائق العلمانية

حقائق العلمانية

مشاهدات: 423

 ( حقائق العلمانية  )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

أما بعد : فيا عباد الله :

تحدثنا في الجمع الماضية أول ما تحدثنا عن حقائق الرافضة ثم ثنينا بذكر حقائق النصيرية ثم ثلثنا بذكر حقائق الإسماعيلية ثم ربعنا بذكر حقائق الدروز ثم تحدثنا عن حزب البعث الذي يحكم بقبضته على إخواننا في سوريا ، ونسأل الله عز وجل أن يخلصهم من بطش هؤلاء وأن يرينا في هؤلاء عجائب قدرته إنه قوي عزيز ، وهذا الحديث – عباد الله – عن حقائق هذه الفرق ما كان لي كما أسلفت فيما مضى ما كان لي أن أتحدث عنها على مسامع آحاد الناس ، لكن لما كثر الشر وتعدد وسائل التواصل بين الناس أصبح الكبير والصغير يسمعون بهذه الفرق ، وهذه الفرق فرق ضالة فأحببت أن أتحدث عنها متمثلا حديث حذيفة رضي الله عنه كما في الصحيحين قال ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني )

ومعلوم أن الشر قد كثر في مثل هذا العصر .

نبسط الحديث في هذا اليوم عن حقائق العلمانية ، كثيرا ما نسمع هذه الكلمة .

من حقائق العلمانية :

أنها أول ما نشأت نشأت في أوروبا ، ثم لما كثر الاستعمار في الدول الإسلامية بدأت آثارها تظهر في هذه البلدان ، فمن مستقل ومن مستكثر من هذه البلدان الإسلامية ومن هذه البلدان العربية .

ومن حقائق العلمانية :

أنها أول ما بدأت في أوروبا بدأت بالتهجم على علماء الدين أو يسمونهم برجال الدين ، ومعلوم أن هذه اللفظة ما يصلح لنا أن نتلفظ بها ، فلا نقل ” رجال الدين ” لأن هذه الكلمة أتت من العلمانيين من أجل أن يبينوا للناس أن علماء الشرع لا يفقهون إلا في الدين ، أما الدنيا فإنهم لا يفقهون فيها ، ولذلك من أسسهم أن الدين يعزل عن الدنيا بتاتا ، ولذلك لا يرون الدين ، وهذا خطأ مبين لمن تأمل كتاب الله عز وجل فإنه سيجد أن أطول آية في القرآن في أطول سورة في القرآن وهي سورة البقرة ذكرت فيها آية الدين وهي أطول آية مما يدل على أنه لا يمكن أن تصلح أحوال الناس في دنياهم إلا بدين الله عز وجل ، فأول ما بدءوا في دياناتهم وليس في الدين الإسلامي ، لما بدءوا بدءوا بالتهجم على علماء دينهم ، فبعض علماء الدين تلبس بلباس الدين وأصبح يتهجم على الدين ذاته ، ثم لما تطور الحال بهذه الطائفة العلمانية بعد أن سلطوا ألسنتهم على علماء الدين سلطوا ألسنتهم وجميع إمكانياتهم على الدين ذاته ، ومن ثم أصبح دين هؤلاء في أوروبا في معزل عن سياستهم وعن دنياهم .

ومن حقائق العلمانية :

أن شعارهم تسقط الرجعية ، ما المقصود من الرجعية ؟ هي كلمة ملتوية يراد بها – ولاسيما في هذا العصر وفي البلدان الإسلامية وفي البلدان العربية – يريدون بذلك الدين الإسلامي ، يريدون إقصاء الدين الإسلامي من شؤون وأمور الناس في دنياهم .

ومن حقائق العلمانية :

أن عندهم نظرية وهي نظرية من القدم ، لم يأت بها من في بلدان المسلمين وإنما أتى بها من في دول الغرب ، وهي أن الجد الحقيقي للإنسان هو عبارة عن جرثومة عاشت في مستنقعات قبل ملايين السنين ، ثم إن الإنسان الموجود الآن تطور إلى أن وصل قردا إلى أن وصل إلى ما وصل إليه ، ولا شك أن هذه النظرية التي تَدَّعى بأن أصل الإنسان قرد أنها نظرية كفرية ، لم ؟ لأنها تخالف القرآن ، الله عز وجل ذكر في القرآن من أن آدم خلق من تراب ، أما هذه النظرية فهي نظرية كفرية بحتة ، ثم إن نظرية مراحل التطور أدت إلى أن تعزل الديانات وأن ينتشر الإلحاد ، يعني إذا كان الإنسان بمثل هذه الصورة من أن أصله جرثومة ثم قرد نفيت الحقائق التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومن ثم فإن الإلحاد ينتشر ، لأن الإنسان بدون دين يعد ملحد ، ولذلك عبارة يطلقونها وهي ” هذا زنديق ” لأنه لا ديانة له ، المنافق يطلق عليه زنديق لأنه لا دين له ، فانتشر الإلحاد من جراء هذه النظرية ، وقد استغل اليهود هذه النظرية أبشع الاستغلال ، واليهود يعظمون العلمانية ، بل هم وراء هذه العلمانية ، لم ؟ لأنهم يقولون إنه لا يمكن أن نصل إلى شعوب العالم إلا بتحطيم الدين حتى تنكسر الحواجز أمامنا بين الشعوب ومن ثم نهيمن بقوتنا حتى يخرج الشعب المزعم بأنه شعب الله المختار .

ومن حقائق العمانية  :

أنها لما سقطت الدولة العثمانية في تركيا ، وللأسف لبست ثوب العلمانية ، بدأت العلمانية تنتشر في البلدان العربية أكثر فأكثر .

ومن حقائق العلمانية :

أنه لما أتت خرجت معها أحزابها ، حزب البعث الذي كان يحكم في العراق ثم انتهى ، والذي يحكم الآن في سوريا ، ونسأل الله عز وجل أن تكون نهايته قريبة ، هذا مما يدعم العلمانية بل هو من صلبها ، حزب البعث ، القومية العربية ، كل هذه ترجع وتعود إلى منهج العلمانية .

ومن حقائق العلمانية :

أن بعضهم ينكر وجود الله عز وجل ، هذا مما يحكيه بعضهم ، وبعضهم يؤمن بوجود الله يقول إن الله موجود ، لكن لا علاقة بين وجود الله وبين حياة الإنسان ، وأي كفر بعد هذا الكفر ؟! نسأل الله عز وجل السلامة والعافية .

ومن حقائق العلمانية :

فصل الدين عن السياسة ، لا قال الله عز وجل ولا قال رسوله صلى الله عليه وسلم في السياسة ، بل يقولون إن الحياة يجب أن تقوم على أساس مادي بحت ، ما أقرته المادة ، ما أقرته الحقائق الدنيوية عند الغرب فهذا يقر ، أما الدين فلا ينظر إليه بتاتا .

ومن حقائق العلمانية :

نشر الإباحية ونشر الفوضى الأخلاقية ، ولذلك من أسسهم يركزون على الأسرة ، يقولون لأن البيت هو النواة الأولى في البنية الاجتماعية ، متى ما تحلل البيت من الأخلاق الإسلامية فإن المجتمع سيتحلل ، لأن المجتمع أصله الأسر الموجودة .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يطعنون في حقيقة الإسلام ، وبالتالي يطعنون في حقيقة النبوة وفي حقيقة القرآن .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يزعمون أن الدين إنما هو عبارة عن طقوس دينية قد أخذت حقها وبالتالي فإنه لا يستفاد منها ولا يحصل بها الإنسان على أي فائدة ، إنما هي طقوس وشعائر روحانية وانتهى أمرها ، يعني بمضي وقت القرون المفضلة وما بعدها فإنه لا فائدة من هذه الشعائر الدينية ، ومعلوم أن من نظر إلى التاريخ الإسلامي وجد أن الأمم لم تعلوا إلا بهذا الدين ، وما سقطت الدول والخلافات إلا لما فرطت في دين الله عز وجل ، الخلافة الأموية متى نجحت ؟ نجحت لما كان ملكها ملك صلاح وخير ، لما تولاها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله إن ملكه ملك رحمة وخير ، وهو أفضل ملوك الأرض ” لم ؟ لأن الدين طبّق ، لكن لما أتى أحفاده وأحفاد أحفاده وضعفت الأمور الشرعية في نفوسهم وضعفوا عن تطبيق دين الله عز وجل سقطت الدولة الأموية ، ثم أتت الدولة العباسية ، لكن لما بقي شخص من الدولة الأموية يحمل هم الإسلام وهو صقر قريش عبد الرحمن الداخل استطاع بقدرة من الله عز وجل أن يصل إلى  الأندلس في إسبانيا ، وأنشأ خلافة أموية في صلب الخلافة العباسية ولم تستطع الخلافة العباسية أن تقضي عليه ، مع أنه دخل وحده ، سمي بعبد الرحمن الداخل لأنه دخل وحده ، وسمي بصقر قريش لما له من هذه العظمة وهو وحده ، وأنشأ خلافة أموية في قلب الخلافة العباسية ، لما ضعفت الخلافة العباسية انهارت ، لما أتت الخلافة العثمانية وكانت لها من القوة حتى وصلت إلى أوروبا ، وكانت لها الهيمنة بسبب هذا الدين ، لما أتاها من ينخر في قواها في الإسلام ضعفت وانهارت ، نحن الآن نعيش في هذه البلدة بما أننا نطبق الإسلام ، كل من في العالم يحسد هذه الدولة ويحسدنا ، لم ؟ لأننا نطبق الإسلام ، ولكن ليس بيننا وبين الله أي صلة ، متى ما فرط الناس في دين الله عز وجل في هذا البلد أو في غيره فإن الذل والصغار والهوان يكون عليهم ، ولذا قال عز وجل {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ } يعني بشرك { أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” إن الأمن الكامل يحصل للمجتمع إذا طبق المجتمع التوحيد كاملا وكلما أنقصوا من التوحيد كلما أنقص الله عز وجل من هذا الأمن بقدر ما أنقصوا من التوحيد “

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يقولون إن الدين الإسلامي لا يتلاءم مع هذه الحضارة ولاسيما في هذا العصر ، انفتحت علينا قنوات متعددة ، وسائل التواصل من انترنت ، من قنوات فضائية ، دخلت في بيوت الناس أجمعين ، بل إن مصالحك الدينية والدنيوية لا يمكن أن تحققها إلا عن طريق الانترنت ، يقولون دخلت هذه الحضارة إلى بيوت الناس ، إذاً لابد أن نذوب وأن ننصهر فيها – لا – بل هذه الوسائل هي نعمة من الله عز وجل للمسلمين متى ما استخدموها في الخير ، يمكن أن تدعو إلى الله عز وجل وأنت بين أفراد أسرتك ، توصل الدين الإسلامي الصحيح إلى أقصى العالم ، لكن أين المشمرون ؟ أين شباب الأمة ؟ نسأل الله لنا ولهم الصلاح .

ولذلك يقولون إن الدين الإسلامي في مثل هذه الظروف لا يتلاءم مع الحضارة الموجودة وهو يدعو إلى التخلف ، يعني متى ما تمسكنا به فنحن في تخلف ، وهذه كلمة يقولونها من عشرات السنين ، أن التمسك بالدين الإسلامي تخلف .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يدعون إلى تحرير المرأة ، وهذا أمر لا يتسامحون فيه ولا تفتر ألسنتهم عن ذكره ، يقولون لابد أن تحرر المرأة ، كيف تحرر ؟ قالوا تحرر على وفق الأسلوب الغربي ، ما نراه في الغرب من تفلت الأخلاق بين الجنسين ، هذا لابد أن يكون حاصلا ، فمن الحضارة عندهم أن تقف ابنة الشخص أو زوجته أو أخته مع شخص آخر يعشقها في الطريق وكل منهم يقبل الآخر وقد عريا من اللباس ، هذا هو التحضر ، من التحضر أن هذه الشابة التي تستغل في شبابها إذا وصلت سن الثلاثين ليس لها زوج يرعاها وليس لها أولاد ، إنما أكلتها ذئاب البشر ثم أطلقوها ، هذا هو التحضر عندهم ، للأسف – لكن إذا غيب عقل الإنسان أصبح في الحقيقة لا عقل له بل إن البهيمة أفضل منه .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يشوهون الحضارة الإسلامية ، لا تجد شخصا علمانيا يتحدث عن الحضارات الإسلامية الأولى – لا – بل إنهم يدعون إلى إبراز وإظهار الحركات التي تهدم الإسلامية ويقولون إنها حركة إصلاح وإن فيها خيرا ومن ثم فإنهم يرعونها من أجل أن يظهروها ومن أجل أن يطمسوا حقائق الحضارة الإسلامية التي سبقت .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يقتبسون الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ، ويحاكون الغرب في كل ما يريد .

ومن حقائق العلمانية :

أنهم يسعون إلى تربية الأجيال تربية لا دينية ، ولذلك هذه الكلمة وهي كلمة ( العلمانية ) لها اسم باللغة الإنجليزية ، هذه العلمانية باللغة الإنجليزية تعني ” ألا دينية ” أو تعني ” الدنيوية ” يعني الدنيا فقط ، ولا يكون هناك أي صلة لنا بالدين .

ومن حقائق العلمانية :

أن اليهود لهم دور بارز في ترسيخ العلمانية في جميع البلدان من أجل أن يسيطروا عليها .

ومن حقائق العلمانية :

أن بعضهم ينكر الآخرة وينكر العمل بها  ، بل إن بعضهم يقول إن الحياة الدنيوية هي المجال الوحيد للمتع واللذات ، وهذا المعتقد هو أخو المعتقد الأول ، لأن الدنيا إذا أصبحت في معتقد الإنسان هي محل الملاذ والمتع بالتالي أنكرت الحياة الأخروية ، نسأل الله عز وجل أن يعصمنا وإياكم من الزلل  والفتن .

الخاتمة : …………………….