حقيقة الإسماعيلية

حقيقة الإسماعيلية

مشاهدات: 452

 ( حقيقة الإسماعيلية  )

 فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

أما بعد : فيا عباد الله /

ما كان لي فيما مضى أن أتحدث عن الفرق الضالة ، وإنما كان الحديث فيما مضى أن يُبين المعتقد الصحيح السليم فيتوقى المسلم شرَّ هذه الفرق فيما لو ظهر شيءٌ منها ، ولكن بما أن هذه الفرق قد انتشر صيتها عبر ما يصل إلينا من وسائل التقنية من جولات وإنترنت ونحو ذلك من الفضائيات ، كان لزاما علي أن أتحدث عن هذه الفرق التي نخرت في صفوف المسلمين ، هذه الفرق نتحدث عنها وتحدثنا عن فرقتين في الجمعة الماضية والتي قبلها هذه الفرق يصدق علينا فيما لو تحدثنا عنها يصدق علينا حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما إذ قال كما في الصحيحين ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني )

تحدثنا في الجمعة الماضية عن النصيرية  وكان قبلها قد تحدثنا عن ” حقائق الرافضة ” وفي هذا اليوم نتحدث عن ” حقائق الإسماعيلية “

الإسماعيلية : هي خليط في أفكارها بين النصيرية وبين الرافضة ، وهي إلى الرافضة التي في إيران أقرب ، بل إن الإسماعيلية هي الرافضة الباطنية .

الحقيقة الأولى :

أنها فرقة باطنية تزعم – كما زعم غيرها من الفرق الضالة من الباطنية – تزعم بأن للدين ظاهرا وباطنا ، ولذا هي فرقة باطنية ، كيف اختلفت عن الرافضة ؟

الرافضة يعظمون الأئمة الاثني عشر ، بينما هؤلاء يعظمون إماما واحدا وهو إسماعيل بن جعفر الصادق ، ولذلك يُنسبون إليه ، ظاهر هذه الفرقة التشيع والتودد والتحبب لآل البيت ، ولكنها تبطن في باطنها هدم الإسلام وعقائده ، ولذلك تشعبت هذه الفرقة وتنوعت وامتدت عبر الأزمان إلى وقتنا الحاضر

الحقيقة الثانية :

أن هناك من يسمى بالإسماعيلية القرامطة ، نسبة إلى حمدان بن قُرْمُط ، ولد في القرن الثالث ، وهو لم يؤسسها ، وإنما أسسها من كان قبله ، لكنها نسبت إليه باعتبار أنه أول من صدع بها في الكوفة .

الحقيقة الثالثة :

أن هناك إسماعيلية فاطمية ، هذه نشأت فيما مضى واستمر حكمها في مصر وفي الحجاز وفي اليمن إلى أن زالت دولتهم على يد صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه .

الحقيقة الرابعة :

أن هناك ما يسمى بإسماعيلية الحشاشين ، فهؤلاء الحشاشون يكثرون من تدخين الحشيش ، وكانت لهم دولة وانتهت أمام التتر والمغول ولا يزال لهم إلى الآن أتباع .

الحقيقة الخامسة  :

أن هناك إسماعيلية نزارية ، وهم إسماعيلية الشام ، وهم يتسترون كما أسلفنا بالدين ، ويقولون نحن طائفة دينية لا علاقة لنا ولا صلة بالسياسة ولا بالدول .

الحقيقة السادسة :

أن هناك إسماعيلية البهرة ، وهي إسماعيلية وجدت في اليمن ، تنسب إلى البهرة باعتبار أن هذا اللفظ لفظ هندي معناه التجارة ، فهم يقولون نحن نعتني بالتجارة ويتركون السياسة .

الحقيقة السابعة  :

أن هناك إسماعيلية أغاخانية ، ظهرت في إيران ولا يزال هناك أتباع لهذه الفرقة ، وكما أسلفنا هي فرق تأتلف فيما بينها لأنها تريد بذلك هدم الإسلام عن طريق إظهار أنهم يتوددون لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

الحقيقة الثامنة  :

أنهم يقولون بضرورية وجود إمام منصوص عليه ، ولكن من أي الأئمة ؟

يقولون من سلالة إسماعيل بن جعفر الصادق ، ولذا ينسبون إليه ، فيقال هم الإسماعيلية .

الحقيقة التاسعة  :

أنه متى ما وقعت أخطاء أو وقعت معاصي منهم فإنهم لا ينكرونها ولكن يؤولون هذه المعاصي على حسب معتقداتهم فيظهرون هذه الأخطاء وهذه المعاصي بصورة حسنة جميلة ، وهذا كما أسلفنا يدل على أنهم فرقة باطنية يريدون بذلك هدم الإسلام .

الحقيقة العاشرة :

أنهم يرفعون الإمام الذي من سلالة إسماعيل بن جعفر الصادق يرفعونه إلى درجة الإله ، ويخصونه بعلم الباطن ، يقولون هو الذي يعلم بباطن الشريعة ولا يعلم بها غيره ، وهم يدفعون له خمس ما يكسبونه من الأموال .

الحقيقة الحادية عشرة :

أنهم يؤمنون بالتُقية والسرية ، يعني أنهم يتخفون بها فيزعمون أنهم لا يريدون إلا الخير ، ومتى ما نُسب إليهم شيء من هذه الحقائق رفضوها ، ولكن لو أتيحت لهم فرصة لكي يغنموا من عدوهم فإنهم لا يترددون في ذلك .

 

الحقيقة الثانية عشرة :

أنهم يقولون إن الإمام الذي من نسل إسماعيل يقولون هو وارث لجميع الأنبياء ، يرث كل ما أتى به من علم ، ووارث لجميع من سبقه من الأئمة .

الحقيقة الثالثة عشرة :

أنهم ينكرون صفات الله عز وجل ، لأنهم يقولون إن الله في نظرهم فوق متناول العقل ، فهم ينكرون صفات الله عز وجل ، من أنه لا سمع له ولا بصر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهم بذلك يشبهون في طريقتهم طريقة الجهمية .

الحقيقة الرابعة عشرة عن الإسماعيلية البهرة :

أنهم لا يعترفون بالصلاة في المساجد كعموم المسلمين .

الحقيقة الخامسة عشرة عن الإسماعيلية البهرة :

أنهم يصلون ، لكن يصلون لإمامهم الذي هو من نسل الإمام الإسماعيلي المستور كما يزعمون .

الحقيقة السادسة عشرة :

أنهم يحجون ويقولون بالحج ولكن يقولون إن هذه الكعبة هي عبارة عن رمز لإمامهم الذي يحجون له .

الحقيقة السابعة عشرة :

أن شعار الحشاشين أن كل أمر مباح ، فهذه الطائفة بالذات – وهي طائفة الحشاشين – يقولون ليس هناك شيء يسمى بمحرم فكل شيء مباح ، ولذلك من أبرز ما يتَّسِمون به أن طريقتهم ووسيلتهم الاغتيال المُقَنَن ، فمن أرادوا اغتياله فإنهم يقنون حسب تسترهم وطرقهم من أرادوا قتله فإنهم يسعون إلى ذلك ، ولذلك اشتهروا به .

الحقيقة الثامنة عشرة :

أنهم ينكرون الشرائع ويستبيحون المحظورات يعني المحرمات .

الحقيقة التاسعة عشرة :

أنهم يقولون – تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا – يقولون إن الله لم يخلق الكون مباشرة ، وإنما خلقه عن طريق العقل ، ما هو هذا العقل ؟ قالوا إن العقل هو محل جميع صفات الألوهية ، أين هو هذا العقل ؟ قالوا هو حلَّ في إنسان ، من هو هذا الإنسان ؟ قالوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فمحمد مجرد أنه ينطق ، إذاً من يفسر ويبين ويوضح  حقيقة الشريعة ؟ قالوا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا قول يدل على سفاهة وخفة عقولهم – نسأل الله السلامة والعافية .

الحقيقة العشرون :

أن الإسماعيلية أول ما نشأت نشأت في العراق – ونحن نعلم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي بيَّن فيها أن الفتن ، وقد تحدثت عن ذلك في جُمَع سالفة – أن الفتن تخرج من قِبل نجد ، ونصت الروايات الأخرى بأنها تخرج من العراق ، وبالفعل معظم الطوائف الشاذة المخالفة للدين إنما خرجت من المشرق ولاسيما من العراق والفرس يعني إيران ، فمعظم الطوائف إنما خرجت من هاتين المنطقتين ، فنشأت أول ما نشأت في العراق ثم انتشرت في الأرض حسب الأزمان وحسب الأماكن ، ونفوذهم قد غطى العالم الإسلامي كله ، ولكنهم كما أسلفنا يتشكلون ويتنوعون ، نسأل الله عز وجل أن يبيد جميع الفرق الضالة وأن يظهر كلمته وأن يعلي شأن المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه .

الخطبة الثانية :

الخاتمة : …………………