أما بعد : فيا عباد الله /
تحدثنا في الجمعة الماضية عن حقيقة الرافضة وقلنا إنهم غلاة الرافضة وهم من يسمون بالنصيرية ، وحقيقة النصيرية نجملها فيما يلي من حقائق :
أن النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث من الهجرة .
أن مقصود النصيرية هو هدم الإسلام ، وهم مع كل عدو ضد الإسلام والمسلمين .
أن الاستعمار الفرنسي لما استعمر سوريا أطلق عليهم وصف العلويين سترا لمذهبهم الرافضي ، ولذا يسمون في غالب ما يسمون به من أنهم علويون ، سترا لمذهبهم الفاسد الذي هو النصيرية .
أن مؤسسها يسمى بأبي شعيب بن محمد بن نصير ، ولذا ينسبون إلي هذا الرجل باعتبار اسمه ” ابن نصير ” وقد توفاه الله عز وجل في سنة مائتين وسبعين للهجرة ، وزعم أن المرجعية له بعد أن اختفى المهدي – الذي يزعمون بأنه دخل في سرداب وأنه هو الإمام الثاني عشر – يقول إن المرجعية له من بعده ، وادعى النبوة ونسب الألوهية في حق الأئمة .
أنهم أنشئوا فيما مضى مركزين لهما أحدهما في بغداد والآخر في حلب، ما في بغداد انقرض لما أتى التتر بقيادة هولاكو إلى بغداد وأسقط الخليفة العباسي آنذاك وانقرض هذا المركز ، والمركز الذي في حلب انتقل بعد ذلك إلى اللاذقية في سوريا .
أنهم جعلوا عليا رضي الله عنه إلها ، وقالوا إنما ظهر بصورة البشر من أجل أن يؤنس عباده وخلقه – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – فإنه إنما أتى بسورة الآدميين من أجل أن يؤنس خلقه .
أنهم يحبون عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل عليا رضي الله عنه ، كيف يحبونه مع أنه قتل عليا ؟
وانظروا إلى نعمة العقل بل إلى نعمة الدين إذا لم يزغ الله عز وجل قلبك فأنت على خير ، لأن العبد إذا أزاغ الله عز وجل قلبه أتى بأباطيل وخرافات وخزعبلات .
قالوا إن عبد الرحمن بن ملجم لا يبغض ، بل ينكرون على من يبغضه ويلعنه ، ويقولون هذا يكرم ، هذا يدعى له ، لم ؟ قالوا لأنه خلَّص عليا من صورة البشر إلى الألوهية ، فعلي رجع إلى حالته الأولى بسبب هذا الرجل .
أنهم يعتقدون أن عليا لما تخلص من جسمه البشري الذي قيده سنوات طوال ، يقولون إنه لما قتل وتخلص من جسد البشر قالوا إنه سكن في القمر ، وقال بعضهم إنه سكن في الشمس .
وأنا أجمل هذه الحقائق بأسلوب مختصر حتى تفهم ، وإلا لهم معتقدات يشيب لها العقل قبل أن يشيب لها الرأس .
أنهم يعتقدون أن عليا هو الذي خلق محمدا عليه الصلاة والسلام ، وأن محمدا خلق سلمان الفارسي ، وأن سلمان خلق الأيتام الخمسة ، من هم الأيتام الخمسة عندهم ؟
” المقداد بن الأسود – أبو ذر – عبد الله بن رواحة – عثمان بن مظعون – قنبر “
وقد زعموا أن هؤلاء الخمسة قد توكلوا بتصريف الكون ، فجعلوهم بمثابة الملائكة الذين وكلوا في تصريف بعض الأمور .
أنهم يبيحون المحارم ويبيحون أيضا اللواط بين الذكور .
أن لهم ليلة في السنة يختلطون فيها فيختلط الحابل بالنابل ، وهذا هو شأن سائر الفرق الباطنية .
والفِرَق الباطنية سيأتي لها توضيح إن شاء الله تعالى في ثنايا كلامي ، يقول هؤلاء إن الشريعة ليست شيئا واحدا ، وإنما لها ظاهر ولها باطن .
أنهم يعظمون الخمر ويعظمون شجرة العنب ، ويستفظعون قلعها ، لم ؟ قالوا لأن هذه الشجرة شجرة مكرمة لأنها أصل الخَمرة التي يسمونها بالنور .
أنهم يصلون خمس مرات في اليوم ، ولكنها تختلف عن ركعاتنا ، ولا يؤمنون بأن فيها سجودا ، فلا يسجدون فيها ، لديهم بعض الركوعات فيها ، ولكن لديهم من الخرافات ما الله به عليم ، ولذلك يتلون بعض تلاوات الخرافات ، كما قال بعض العلماء .
أنهم لا يصلون الجمعة .
أنهم لا يعترفون بالتطهر من الحدث الأصغر أو من الحدث الأكبر قبل الصلاة ، لأن عندهم ما يسمى بباطن الصلاة ، يقولون هذه الصلاة التي يؤديها هؤلاء بالنسبة إلينا يقولون هذا ظاهر ، فظاهرها ما يفعله هؤلاء ، لكن هناك باطن نعرفه نحن ولا يعرفه غيرنا ، ولعل الحديث يبين إن شاء الله فما يلي بعضا من هذا .
أنهم لا مساجد عندهم ولا يعترفون بالمساجد ، ولذا لا يصلون إلا في بيوتهم ، يصلون تلك الصلوات التي ذكرتُ آنفا .
أنهم لا يعترفون بالحج ، ويقولون إنما هو كفر وعبادة أصنام
أنهم لا يعترفون بالزكاة، وإنما يقولون ندفع ضريبة من أموالنا إلى مشايخنا وأئمتنا ، فخمس ما نملك نعطيه مشايخنا وأئمتنا .
أنهم لا يعترفون بالصوم إلا في شيء واحد ، يقولون الصوم هو عبارة عن حبس الإنسان نفسه عن النساء طيلة أيام الشهر ، إما قضية الأكل والشرب فهذه لا اعتداد بها فيما يسمى بالصوم ، ولذلك لا يعترفون به .
أنهم يبغضون كثيرا من الصحابة ويلعنونهم ، وبالأخص – كما أسلفنا هم غلاة الرافضة الذين مر بنا الحديث عنهم – يلعنون ويبغضون أشد ما يكون في حق الثلاثة الذين هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
أنهم يزعمون أن للعقيدة ظاهرا وباطنا ، فالظاهر هو ما عليه الناس ، لكن الباطن يقولون هو لدينا ، فنحن المتخصصون – كما زعموا – نحن المتخصصون بمعرفة بواطن وأسرار الشريعة، ولذلك لهم تعريفات في قضية الجنابة ، في قضية الصلاة ، في قضية الصوم ، فمثلا يقولون الصلاة هي خمس ، لكن ما هي هذه الصلاة ؟ قالوا ” علي وفاطمة وحسن وحسين ومحسن ” فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلي هو ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام ، الحسن والحسين هما ابنا علي رضي الله عنه ، ، خلاصة القول : يقولون إن هؤلاء الخمسة إذا ذكروا يكتفى بهم وبذكرهم عن الوضوء والغسل للجنابة، ولذلك يصلون من غير أن يتطهروا .
أن عندهم عيدا يسمى بعيد ( النوروز ) وهو أول يوم من أيام سنة الفرس .
أن عندهم عيدا يسمى بعيد ( المباهلة ) وذلك في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ، و ليس عندنا إلا عيدان الأضحى والفطر – ما هي هذه المباهلة ؟
لما أتى وفد نصارى نجران إلى النبي عليه الصلاة والسلام في السنة التاسعة من الهجرة ، وقالوا نباهلك يا محمد ، كل منا يلعن نفسه من أنه إن لم يكن على الحق فالله يلعنه ويأخذه ، لكن نصارى نجران بعد ذلك عرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم حق فخشوا على أنفسهم وعلى أولادهم ، فيقولون هذا يسمى بعيد المباهلة ، ولذلك نجد أن لهم ارتباطا بالنصارى .
أن عندهم عيدا يسمى بعيد الأضحى ، لكن ليس في اليوم الذي هو عند المسلمين ، وإنما يقولون في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة .
أنهم يحتفلون بأعياد النصارى .
أنهم يحتفلون في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول بسبب تهنئة وخبر وصل إليهم من أن أبا لؤلؤة المجوسي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فهم يتشمتون بمقتل عمر رضي الله عنه في هذا اليوم ويجعلون هذا اليوم يوم عيد وفرح لهم ويوم شماتة للإسلام وأهله .
أن عقيدتهم استمدوها من الوثنية ، ولذلك يعظمون الكواكب ويعظمون النجوم ، ويقولون أن عليا سكن فيها أو سكن في بعضها .
أنهم تأثروا بالمجوس وبالنصارى ، بالمجوس فيما يتعلق بأعيادهم ، وكذلك النصارى فيما يتعلق بأعيادهم وبالمغالاة في علي رضي الله عنه كما غالت النصرانية في عيسى ابن مريم عليه السلام .
أنهم غلاة الرافضة ، ولذلك كما أسلفنا في الجمعة الماضية الرافضة الذين هم في إيران لهم ارتباط وصلة بالقادة الذي هم في سوريا ، لأنهم هم غلاة الرافضة ، ولذلك يظهر كثير من معتقدات الرافضة عليهم فيما أسلفنا ولاسيما فيما يخص الرافضة السبئية الذين زعموا بأن عليا رضي الله عنه هو الإله
أنهم يستوطنون جبال النصيريين باللاذقية في سوريا .
وقد انتشر معتقدهم في بعض البلدان المجاورة ، وهؤلاء النصيرية صدق عليهم اتفاق علماء المسلمين لما سمعتم من هذه الحقائق المخزية بالبشرية ، لأن البشر إذا أتى بمثل هذه الخرافات فإن عقله قد ضل ، فصدق عليهم اتفاق علماء المسلمين من أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ولا تباح ذبائحهم ولا يصلى عليهم ولا يقبرون في مقابر المسلمين ولا يجوز أن يستخدموا في الثغور للمسلمين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في رسالة ” الرد على النصيرية “ قال ” وهم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل أكفر من كثير من المشركين ، فضررهم أعظم من ضرر المشركين المحاربين للمسلمين ، وهم دائما مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم ما يصيبهم أن ينتصر المسلمون على التتار – في وقته رحمه الله – قال ثم إن التتر أو المغول ما دخلوا بلاد المسلمين إلا عن طريقهم ، وما قتل الخليفة العباسي في بغداد إلا عن طريق هؤلاء ، وهم مع كل عدو ضد ملوك المسلمين ” ا.هـ
الخطبة الثانية
الخاتمة : ……………….