خطبة ( أشياء يتوهم أنها تؤثر على الصوم وهي لا تؤثر )

خطبة ( أشياء يتوهم أنها تؤثر على الصوم وهي لا تؤثر )

مشاهدات: 630

خطبة (أشياء يتوهم أنها تؤثر على الصوم وهي لاتؤثر )

فضيلة الشيخ زيد البحري – حفظه الله –

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يَهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماُ كثيراُ إلى يوم الدين

 ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا﴾﴿يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾

أما بعد :

فهذه أشياء يتوهم البعض أنها تؤثرُ على صيام الإنسان ولكن لا تأثيرَ لها، اسرُدُها سردا:

وَضْعُ الحِنَّاء على الرأس، أو صَبْغ الرأس، أو وَضْع علاج للرأس، أو ضرب الإبَر في الرأس لعلاجهِ أو لتقويته أو لعدم تساقُطِ الشعر، فإنَّ مثلَ هذا لا يؤثِّر على صيام الإنسان.

صّبُّ الماء على الرأس ولو كانَ الماءُ بارِدا فإنهُ لا يؤثرُ على الصيام، فقد ثبتَ في المسند وسنن أبي داود أنَّ النبيَّ ﷺ صَبَّ الماءَ على رأسِه وهو صائم من شدَّةِ الحر أو العطش.

السباحةُ للصائم لا تؤثر: فقد جاء ما يَدُلُّ على ذلك من فعل أنسٍ رضي الله عنه في صحيح البخاري: كان لهُ إناء وكان يَقْتَحِمُ فيه -رضي الله عنه-.

قطرةُ الأُذُن: لا تؤثر، وَضْع مَرهم أو دِهان أو تنظيف الأُذن عن طريقِ الأطباء ولو كان به ماء كما هو معروفٌ عندَ الناس فهذا لا يؤثرُ على صيامِ الإنسان.

قطرةُ العين: لا تؤثرُ على الصيام، وَضْع مَرهم أو تنظيف العين أو عملية تصحيح نظر أو ما شابه ذلك حتى لو بُنِّجَتِ العين فإن هذا لا يؤثرُ على صيامِ الإنسان.

ضَرْبُ الإبَر في الخد لعلاجه، أو في أيِّ موطنٍ من مواطنِ البدن فإنه لا يؤثر، سواءٌ كانت هذه الإبَر للتقوية، لتقوية الجسم أو لتنشيطه او لعلاج، ويُسأل كثيراً عن إبرة السكر: هذه داخله لا تؤثر.

إنما يؤثر فقط الإبر المغذية التي يُستغنى بها عن الطعامِ والشراب، أما ما عداها من الإبر فإنها لا تؤثر على صيام الإنسان في أيِّ موطنٍ من جسمه.

معجونُ الأسنان لا يؤثر، وَضْع بخاخ لتعطيرِ الفم لا يؤثر ولكن يحترز حتى لا ينزل.

وَضْع حبوب تحتَ اللسان هذه لا تؤثر إذا كانت في محيط الفم، لكن إن كانت تنزل إلى الجوف فهذا يُسألُ عنه الأطباء، لكن إذا كانت في محيط الفم، إذا كانت هذه الحبوب في محيطِ الفم فتوضع تحت اللسان، فإنه إن كانت في محيط الفم فإنها لا تؤثرُ على الصيام.

تَذَوُّق الطعام لمعرفةِ ملوحتِهِ من عدمِ ذلك ثم يُلْفَظ، بأن يُوضع على اللسان لا حرج في ذلك ولا يؤثر على الصيام، وقد جاء ما يَدُلُّ على الجواز عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيحِ البخاري.

شَمُّ العطورات لا تؤثر، وَضْع دهون أو مرهم في الأنف أو ما يسمى بالفقس الذي له رائحة شديدة في الأنف هذا لا يؤثر، بخاخ الأنف إذا كان هواءً لا يؤثر، إذا كانت قطرة في الأنف وهيَ فقط في محيط الأنف لم تنزل إلى الجوف فإنه لا يؤثر لأننا نستنشق الماء بالوضوء، بما أنه في مُحيطِ الأنف، لكنَّ الغالب أنَّها تنزِل، لكن سُئلنا من أنَّ بعضَهم يقول هي لا تنزِل وإنما فقط في مقدمةِ الأنف: لا إشكال في ذلك ولا يؤثر على الصيام.

بخاخ الربو إذ كان هواءً وليسَ سائلًا ينزلُ إلى الجوف: لا يؤثر على الصيام.

الأُكسُجين إذا احتاج إليه الإنسان: أيضاً لا يؤثر لتوسيع الشُّعَب، لأنهُ ينزلُ إلى الرئة ولا ينزل إلى الجَوف هذا لا يؤثر.

وَضْع عِلاج في ذَكَرِ الإنسان لأيِّ غرضٍ من الأغراض حتى لو كانَ في فتحةِ البول: لا يؤثر.

وضع علاج في فَرج المرأة أو وَضْع مِنظار في فرج المرأة لعلاج أو وَضْع تحميلات: لا تؤثر.

وَضْع مِنظار في دُبُرِ الإنسان: لا يؤثر، تحميلات في دُبُرِ الإنسان لا تؤثر.

نزيف البواسير: لا يؤثر حتى لو كَثُرَت لأنه بغيرِ اختيارِه.

عَثَرَ الإنسان أو سَقَط أو أُصِيبَ بحادث لا قدَّرَ الله فَكَثُرَت معه الدماء: فإنها لا تؤثر لأنها من غيرِ اختيارِه.

وَضْع حِنَّاء في القدمين أو أخلاط من الأعشاب لعلاجٍ أو غيرِ ذلك: هذا لا يؤثر.

والقاعدةُ في هذا من أنَّ الله عزوجل قال: {وَكُلوا وَاشرَبوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ} ومعلومٌ من أنَّ الأكل والشرب إنما يكونُ أصالةً عن طريق الفم، والأنف يَدخُلُ لأنه مدخلٌ للطعامِ والشراب، لما في السُنن قال ﷺ: “وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكونَ صائمًا”.

 إذًا: الذي يؤثر هو ما أُخِذَ عن طريقِ الفم ونزلَ إلى الجوف، ولو أُخِذَ عن طريقِ الفم، كان في مُحيطِ الفم كما مثَّلْنا في المعجون وما شابه ذلك فإنه لا يؤثر.

 الأنف مَجْرَى ويؤثر على الصيام إذا نزل إلى الجوف، لكن إذا كان في محيط الأنف فإنه لا يؤثر.

 أما ما عدا ذلك فإنه لا يؤثر، والإبَر كما سلف كلُّها لا تؤثر إلاَّ إذا كانت إبرا مُغذية تُغني عن الطعام والشراب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

 الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد :

فيا عباد الله أعلموا  أن خير الحديث   كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمورِ محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة   ضلالة وكل ضلالة في النار   اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك  والمشركين  ودمِّر  أعداءَ الدين وانصُر عبادَك المُوحِّدين،  اللهم كان لاأخواننا  والمُرابِطين على

 الحدود اللهم كُن لهم  ونصيرًا مُعينًا  ، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم   على الرافضة الحاقدين     واجعَل هذا البلَدَ آمنًا مُطمئنًّا رخاء وسخاء وسائِرَ بلادِ المُسلمين،اللهم آمِنَّا في أوطاننا  وأصلِح الأئمةَ ووُلاةَ الأمور،

  اللهم  وفق َوُلاةَأمرنا لما تحبه وترضاه  ياكريم اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة  التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه  اللهم  وفق  جميع  َوُلاةَ  المسلمين على العمل على كتابك  وتحكيم سنة نبيك محمدﷺاللهم من أراد بهذا البلاد في دينها وفي عقيدته وفي آمنها  وفي رخاها  بسوء  وبلاء وفتنة  وشراً  اللهم  فااشغله في نفسه اللهم  فااشغله في نفسه  ورد كيده في نحره  وجعل تدبيره وتدميره  عليه ياعزيز ياقوي  اللهم ادفع عنا الغلا والوباء والزلازل والمحن وسوء الفتن  ماظهر منها ومابطن عن بلادنا هذه خاصة وعن سائر بلدان المسلمين  عامة يارب العالمين رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللهم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيتَ على ابراهيم وعلى آل إبراهيم  إنَّك حميدٌ مجيد، وبارِك على مُحمدٍ  وعلى آل محمد كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنَّك حميدٌ مجيد.