خطبة : ( الأدلة الشرعية والواقعية على خطر و أخطاء الجماعات ومنها الإخوان والسرورية )

خطبة : ( الأدلة الشرعية والواقعية على خطر و أخطاء الجماعات ومنها الإخوان والسرورية )

مشاهدات: 794

بسم الله الرحمن الرحيم

“الأدلة الشرعية والواقعية على خطر وأخطاء الجماعات ومنها الإخوان والسرورية”

لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفُسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبدهُ ورسولهُ

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران:١٠٢]

 

{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:١]

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا- يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:٧٠-٧١] أما بعد فيا عباد الله..

لا خيرَ ولا نفعَ للأمة إلّا بالاجتماع على كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ على فَهْمِ سلفِ هذه الأمة،

لا أحزاب ولا جماعات ولا أمثال هذه الحزبيات والجماعات

ولذا قال الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران:١٠٣]

الحبل: يتمسكُ به الإنسان للخلوص من مكروه أو الحصول على مطلوب،

ولا نجاةَ ولا خيرَ إلّا بحبل الله، الذي هو القرآن، والذي هو سنة النبي ﷺ،

والذي هو مذهب أهل السنة والجماعة.

 

ولذا لخطورةِ ترك الجماعة أكّد فقال عز وجل بعد قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} قال:

 {وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:١٠٣]

 

 

ولذلك قال النبي ﷺ كما في صحيح مسلم: “إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا”

دل هذا على أن من لم يأتِ بهذه فهو مسخوط عليه:

“إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَلَا تَفَرَّقُوا “

 

ولذا هذه الآية التي في سورة آل عمران لما أكّد على الاجتماع، حذر الأمةَ من أن تخترق في صفوفها تلك الحزبيات والجماعات والفِرَق:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران:١٠٥]

الكتاب والسنة موجودان فكيف تُنشأ أحزاب أو فرق أو جماعات!؟

 

وسأتحدثُ عن هذه الجماعات التي أريد أن أتحدث عنها بعد ذِكْرِ الأدلة الشرعية، فمن لم يقتنع بالدليل الشرعي فإيمانُه مدخول، فليُفتش إيمانَه!

لأن الشرعَ يجب أن يُستجابَ له:

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:٣٦]

تلك الفِرَق والجماعات والأحزاب، أمرَ اللهُ نبيه محمدا ﷺ أن يتبرأ منهم لأنهم ليسوا على طريقته:

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام:١٥٩]

بل سبحان الله ما تأتي جماعات إلا وكلُّ جماعة وكلُّ حزبٍ يقول: الحقُّ معي!

{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:٣٢]

والحق – والله – لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء!

الحق هو:

الذي جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله ﷺ، هذا هو الحق.

 

ولذلك/ تأملوا معي هذا الحديث الذي في الصحيحين، الخير الذي يأتي بعده شر، في حديث حذيفة رضي الله عنه، قال:” يا رسول الله، هَلْ بَعْدَ هذا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟

قَالَ: ” نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ”، رواية مسلم:” دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ”

” مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا “، قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟

فَقَالَ: ” هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ” – إذن ما المخرج؟ –

قُال: يا رسول الله فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟

قَالَ: ” تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ” الإمام ولي الأمر الذي بيده السلطة-

قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لهم جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟

– أيتخبط الإنسان! ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ –

قَالَ: ” اعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا”

-تعتزل تلك الفرق كلها دون استثناء، ولو كانت بك من الحال الميؤوسة الشديدة ما بك-

قال: “اعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ على أصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ “

من يعض على أصل شجرة يدل على الشدة، يعني: اعتزل، لا تقل هذه جماعة بها خير أو بها نفع! لا!

هذا هو قولُ نبيك عليه الصلاة والسلام.

 

النبي ﷺ كما في الصحيحين قال: “مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا “

ما ظنكم بمن فارق الجماعة أمتارا وكيلوات من الأفكار الهدامة والعواطف التي لا فائدةَ منها ولم تجنِ الأمةُ منها فيما مضى أيَّ شيء، بل جنت منها الضرر والشر

 

قال ﷺ: “مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً “

لأن أهلَ الجاهلية لا جماعة لهم ولا إمامَ لهم، ولذلك قال ﷺ كما في سنن أبي داود:

” مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ”.

انظروا أحاديث عظيمة يجب أن يُتَفَطنَ لها

وللأسف لما كانت تلك الجماعاتُ والأحزاب لا تريد! مع أنها لها الصولةَ والجولةَ ممن حولَها،

لما لم تُرِد أن تنشر هذه الأحاديث لم تكن معلومةً لدى كثيرٍ من الناس

 

قال ﷺ كما عند أبي داود: ” مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ”

الربقة: عروة توضَع في حبل، وتَوضَع في عنق الدابة أو في يدها لكي يتمكن صاحبُها منها

إذا خلع الإنسان ربقةَ الإسلام أصبحَ مُتحيرا ضالا

ربقة الإسلام: هي حدود الإسلام، هي شرائع الإسلام

إذن/ من فارقَ جماعة المسلمين هنا أصبح تائها حيرانا، ومصيره إلى الهلاك

ولذلك قال النبي ﷺ كما ثبت في المسند بإسنادٍ حسن:

“الجماعة رحمة، والفُرقة عذاب”

الجماعات والأحزاب عذاب، إي والله عذاب! وسأذكُرُ أشياءَ من حيث الواقع، أدلة واقعية،

لكن أريد أن أتحدث أولا بالأدلةِ الشرعية:

“الجماعة رحمة، والفُرقة عذاب”

واقرأ قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} البشرية {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ- إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} [هود:118-119] دل على أن أهل الاجتماع هم المرحومون.

 

النبي ﷺ بيَّن أنه لن يكونَ من الإنسان خيانة ولا غِل ولا حقد إذا تمسك بهذه الأشياء الثلاثة،

وهذه الجماعات والأحزاب لا تتقيد بما جاء في هذه الحديث عند ابن ماجه:

” ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ” وضُبِطَت: ” لَا يَغِلُّ” بالضم وبالفتح، لا يُغل: يعني لا يخون،

 لا يَغل: يعني أنه لا يُصيب قلبَه حقد ولا حسد.

” ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمناصحة أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ”

 

لأن الإنسان لماذا يتعبد في هذه الدنيا؟ محبةً لله، وطلبا للجنة، ونجاةً من النار

النبي ﷺ بيَّن كما عند الترمذي فقال: ” مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ “

بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ: يعني أفضل وأوسع الجنة.

 

النبي ﷺ بيَّن أن هذه الأمة ستفترق في حديث معاوية رضي الله عنه:

” سَتَفْتَرِقُ هذه الملة عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ: اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة”

رواية الإمام أحمد: “الجماعةُ الجماعة” أكَّد

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي قال: من هم الجماعة؟ من هي هذه الفِرقة؟

قال: ما أنا عليه وأصحابي”

إذن الجماعة لا يتحصل عليها الإنسان حتى ينجو إلا باتباع سنة النبي ﷺ واتباع سنة الخلفاء والصحابة رضي الله عنهم.

 

قال ﷺ كما عند أبي داود: ” وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ”

تجارى: يعني تتداخل وتسري فيهم الأهواء

“كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ لِصَاحِبِهِ” الكلَب: مرض يصيب الكلْب، إذا أصاب الكلب أصبح كالمجنون، ذلكم الكلْب إذا عضَّ إنسانا هذا الإنسان لا ينجو؛ فتلك الفِرَق من دخلَ فيها لا نجاةَ له.

 

” وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ لِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ ” تتشبع هذه الأقوام بهذه البدع.

ولذلك واجبٌ على الأمة، وواجبٌ على علمائها أن يُبينوا وأن يوضحوا، وخذ دليلا في صحيح مسلم:

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لما كان ما كان في شأن يزيد بن معاوية

 لما خرج عليه عبد الله بن مُطيع وحشدَ عليه الحشود، أتى إليه عبد الله بن عمر، فقال عبد الله بن مطيع:

“اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسادة، قال عبد الله بن عمر: ما أتيتُكَ لكي أجلس، إنما أتيتك لأخبرك بما سمعتُ من النبي ﷺ -أراد أن ينصحه – قال: سمعتُ النبي ﷺ يقول:

” من خلع يدا من طاعة لقيَ الله يومَ القيامة ولا حُجَّةَ له ” لا عذرَ له

” ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية” هذه طريقة أهل الجاهلية.

 

هذه نصوص واضحة كافية في الإطاحة بكلِّ جماعة وبعيب كل جماعة

والنفور من كل جماعة ومن كل حزب

 ومن هذه الجماعات التي عَظُمَ شرُّها – والواقع يشهد بهذا –

الأدلةُ الشرعية الصريحة وضحناها

الأدلة الواقعية موجودة وبألسنةِ كُبرائها وزعمائها موجودة في اليوتيوب، مقاطع موجودة بتصريح هؤلاء صراحةً واضحة وليس تقوُّلا

تلك الجماعة: جماعةُ الإخوان وما نشأ منها من السرورية والقطبية

ماذا جنت الأمة من هؤلاء؟!

اضربُ لكم أمثلة من الواقع لم أذكر شيء من عندي،

 فما مر نصوص شرعية وما سيأتي من الواقع ومن أفعالهم وأقوالهم:

  • تلك المحاضرات العظيمة داخلَ المملكة وخارجها، وخصوصا في خارِجِها، ما نصيب التوحيد منها؟

لا يُذكَر! وليست هذه دعوة الرسل

أول ما تدعو إليه الرسل التوحيد، اقرأ القرآن، النبي ﷺ ظل ثلاثة عشرةَ سنة في مكة من أجل التوحيد.

 

تلك المحاضرات في خارج البلاد يرون في تلك البلاد ما يُخالف التوحيد مخالفةً صريحة ولكن لا تُذكَر

 وإن ذُكِرَ التوحيد ذُكِرَ على استحياء.

 

  • الثناء على الرافضة -موجود على اليوتيوب – بعضهم يقول: إخوانُنا الرافضة!

أهؤلاء متمسكون بالكتاب والسنة! هل تجتمع البدعة والسنة؟! هل يجتمع الشرك والتوحيد!؟

سبحان الله!

 

  • الثناء على الصوفية بأن عندهم رقة وعاطفة ولُطف! سبحان الله! وهذا موجود في اليوتيوب،

أيُثنى على الصوفية التي تدعو غيرَ الله، التي تتمسح بالقبور!

أيُثنى على الرافضة ويُلَبَّس على العوام وهم يدعون عليا والحسين!

أعوذ بالله من هذا الجهل

 

سبحان الله، كلامي الذي أذكُرُه عن واقع هؤلاء استحضِر النصوص التي ذكرتُها في أول الخطبة وطبق، سبحان الله ما أعظمَ كتابَ الله وما أعظمَ سنة النبي ﷺ.

 

  • البدع التي تُنشَر لا تتمعر وجوه هؤلاء منها! ولذلك بعضُهم -حتى ولو كانت له دروس-

يتصدر للدروس ويقول لا أرد على أحد!

احفظ دينَ الله، رد على الخطأ، احفظ شرعَ الله

الأئمة فيما مضى لهم مؤلفات في الردود حمايةً للدين حتى لا يتذرع الجُهَّال والمبتدعة لهذا الدين.

 

  • القَصَص الحياتية والقَصَص التي بها اختلاق وكذب على الله وكذب على رسول الله ﷺ، وتُنشر في اليوتيوب، لا تتمعر وجوههم في إنكارها! بل ربما يثنون على أصحابها! سبحان الله أهذا دين!؟

 

  • المظاهرات لا تُعرَف في دينِ الله، من أين أتت؟

أصلها عند الكفار، من الذي أتى بها عند المسلمين؟! هذه الجماعة وما تفرع منها.

 

  • الدماء المسفوكة، الأعراض المُنتهَكة، الخوف، الرعب، تلك البلاد التي كانت آمنةً مطمئنة تأتيها الأرزاق والخيرات، ما الذي ألَّبَ الشعوبَ على رؤسائها وولاةِ أمرِها!؟

هذه الجماعة، ماذا جنت تلك الشعوب؟! والواقع يشهد بهذا، انظروا إلى مَن حولنا

وأولئك الذين هيجوها أين هم؟! أين هم؟! ما هي أرصدتُهم؟ ما هو حالُهم؟ الواقع يشهد بهذا

بل إن بعضَهم يصور -وهذا موجود في سناباته كما يقولون وفي قنواته – يصور النعمة التي هو فيها والقصور و و، وهو من هيَّج أولئك! فأولئك ضاعوا وهو تنعم، لكن نعيم دنيوي.

 

  • ذلكم التلون، مرةً هكذا ومرةً هكذا، من أجل ما يريدون يتخلون، ولذلك تجد أن بعضا من هؤلاء معك في حال وضدك في حال على حسب ماذا؟ على حسب المصالح!

بل قد يُغير من هيئته، قد يُقصر اللحية، يُسبل الثوب!

أين أنت يا فلان فيما مضى!؟ هذا واقع لا نأتي بشيءٍ من عندنا هذا موجود، لا أحد يستطيع أن يُنكر الواقع، ونسألُ اللهَ الثبات، ومن يُنكر الواقع فهو مُكابر أو معاند أو جاهل، ولا أظن أن أحدا يجهل مثل هذا الأمر.

 

  • طلبُ الدنيا بالدين، مُتابعون أتوا إلى هؤلاء من أجل أنهم دعاة، فانقلب الحال، فأصبحت تلك الحسابات التي تابعه الناس عليها من أجل – في ظن هؤلاء المساكين أنه يفيدهم علميا ودينيا – فانقلب إلى دعايات تجارية! الواقع يشهد بهذا.

 

  • تلك الألقاب التي يُلقِّبون بها من يريدون أن يُظهروه: “العلَّامة، المُحدِّث.. فلان كذا وكذا وكذا”!

وهذا واقع! أين تلك اللقاءات والمحاضرات والندوات من تخريج علماء؟

حدثوني بربكم: كم نسبة من تخرج على يد هؤلاء من العلماء؟!

عاطفة يُهيَّج فقط!  لما يأتي ويسأل عن أحكام الوضوء وأحكام الصلاة ما يعرفُها!

وقد يكونُ له فيما يسمع عشرين أو ثلاثين سنة! أين العلم الذي يفيد الأمة؟

ولذلك كما قال النبي ﷺ: “لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ ” تهييج عواطف!

 

  • التقلبات الموجودة الآن في وسائل التواصل من هؤلاء، شيءٌ كان حراما فأصبح حلالا! ممن؟

الواقع يشهد بهذا، حتى لو أن بعضهم ألقى دروسا علمية، يأتي بالمسائل الشاذة المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة! حرص هذه الجماعة ومن ينتسبُ إليها على أن يأتوا بجديد، لأن كلَّ جديد ترغبُ إليه القلوب! ولذلك يأتون بمسائل لم يُسبقوا إليها من أهل العلم!

أو أن هؤلاء يبحثون عن الأشياء الشاذة المُخالفة ويأتون بها!

والله إنها مسائل رأيتها وسمعتها تُخالف النصوص الشرعية، لكنها تُنشر وتُرسَل!

والواقع يشهد بهذا، كثير كثير، يعني ما يحتاج أن أزيد، فالواقع يشهد بهذا.

 

فمن لديه حرص على عقيدته وعلى دينه فليلزم جماعةَ المسلمين، لِيلزَم العلماء الذين يأتون بالنصوص الشرعية على فَهم سلف هذه الأمة، ليس على فَهم رأيه أو عالِمِه!

أو من رأسه أو من عقله! لا!

فَهْم سلف هذه الأمة هو الذي يحفظ للنصوص الشرعية مكانتَها

 

 ولذلك النبي ﷺ في حديث عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه عند الترمذي لما سأل عن تلك الجماعة الناجية، قال: ” على ما أنا عليه وأصحابي” ليس من العقول والآراء لا!

ولذلك ما ذا قال تعالى؟ { وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ} لماذا نفصل الآيات؟

{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55] لِيَظهَرَ الشر الذي يُخالف هذا الخير،

 

ولذلك النبي ﷺ بيَّنَ الطائفة المنصورة وهي: أهلُ السنة والجماعة، كما جاء في الصحيحين:

“ولا تزال طائفة من أمتى على الحق منصورة”

تلك الطائفة: أهلُ الكتاب والسنة على فَهمِ سلفِ هذه الأمة.

 

الإنسان يحفظ دينَه، ولا ينساق مع أي إنسان

 ولذلك تجد ما تجد من الانحرافات الفكرية لأنهم يحثون على قراءة كتبهم، أو أنهم في كلامهم وفي محاضراتهم وفي ندواتهم يأتون بكلام أولئك المفكرين الذين لم يأتوا للأمة بخير، بل أتوا إليها بالشر

ولذلك احرص على نفسك

 

 

 

حذيفة رضي الله عنه كما في الصحيحين ماذا قال؟ قال:

” كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي “

انجُ بنفسك

ولذلك نجد أنهم يهيجون من يتبعهم على ذمِّ ذلك العالِم، والقدح في ذلك العالِم الربَّاني

من باب ألا يسمع الناس إليه!

قال: ” كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي “

 

{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} ما الواجب؟ {فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153]

الزم العلماء الراسخين في العلم، واحذر من الجماعات كلِّها ومن أذنابها

ونسأل الله عز وجل أن يجمع كلمةَ المسلمين على الحق وعلى التوحيد وعلى السنة.

أقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخُطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد فيا عباد الله

اعلموا أن خيرَ الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها

وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين،

 اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين،

 اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد سوءًا وشرًا وزعزعة اللهم فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب،

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد،

 وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.