بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة: الحرص على مجالسة أهل الصلاح واجتناب أهل السوء
” مَثَلُ جَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ “
لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
2/6/1445هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد، فيا عباد الله في الصحيحين: مِن حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
” مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً “
هذا الحديث مِن حيث الظاهر واضح جلِيّ، لكن لدي بعض التوجيهات فيما يتعلق بهذا الحديث في تطبيقه على الواقع، وذلك لحاجة الإنسان إلى الجليس:
لكن مَن هو هذا الجليس الذي يعود بالنفع منه عليك حتى يسلم دينُك ودنياك؟
ونحن بحاجة في مثل هذا الزمن فيما يخص جنسَ الرجال وأيضًا جنس النساء، فإن المصاحبةَ لها تأثير، والمجالسة إما أن تكون مجالسة على وجه الدوام والاستمرار، أو على وجه الأحايين،
وأفظع مجالسة فيما يبدو مرّت على الناس، أفظع مجالسة في مثل هذا الزمن فيما يتعلق بوسائل التواصل! إما مِن حيث متابعة أشخاص في هذه الوسائل في الواتس، المجموعات، الجروبات، التوتير، اليوتيوب وقل ما تشاء من هذه الوسائل، فإن لها تأثيرًا كبيرًا عظيمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلننظر في ألفاظ هذا الحديث:
النبي عليه الصلاة والسلام حريصٌ على أمَّتِه، يضرِبُ الأمثلة لتقريب الشيء المتضمّن الترغيبَ في شيء أو التحذير من شيء، فضَرَبَ أروع الأمثلة في هذا الحديث، وهذا الحديث حديث أبي موسى في الصحيحين، قال: ” مَثَلُ الجَلِيسِ ” في رواية أخرى بالحصر: ” إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ “
الجليس لا يعني أنه يجلس معه على الأرض على مقعدته الجلوس المعروف لا، مُطلَق المُجالَسَة، مِن الجلوسِ على الأرض، أو المشي على الأرض، أو بالسيارة، أو عبر وسائل التواصل،
وعبَّرَ بـ ” الجَلِيسِ ” لأن الإنسان في نفسِه يرغب في الجلوس أكثر مِن المشي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ ” الصالح في أقواله، في أفعاله، في تصرفاته، في مواقفه، وهذا لا يكون إلا إذا كان صالحًا في دينه.
“مثَلُ الجليسِ الصالحِ كحاملِ المسكِ” سبحان الله قال: ” كحاملِ ” ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
“لا ترُدُّوا الطِّيبَ؛ فإنَّه خفيفُ المَحمَلِ”
” كحاملِ ” وهذا يدل على اليسر والسهولة مِن الجليسِ الصالح.
ولذلك في الرواية الأخرى: ” كصاحب المِسك “، سبحان الله هو مُصاحِبٌ للمسك، وقال: ” كصاحب المِسك ” لأنه في صدر الحديث قال: أنت جليس يعني مُصاحِب، فكن مع هذا الصاحب الذي صَحِبَ المِسك، والمسك لا يُصحَب، مادّة، وإنما يدل على طهارة هذا الجليس.
قال: “كحاملِ المِسْكِ” ولذلك النبي ﷺ قال: المسك هنا، لما عند مسلم قال: ” الْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ “
هذا هو أطيب الطيب.
“كحاملِ المِسْكِ” أو ” كصاحب المِسك “على الرواية الأخرى، ما تجني منه؟
فقال ﷺ: ” فحاملُ المسكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ ” يعطيك عطيّة، وهذا يدل على فضل الهدايا التي تكون بين الأصدقاء والأحباء.
“إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، إما أن تبتاعَ منه” في الرواية الأخرى “إما أن تشتري منه”، الابتياع هو الشراء،
” إما أن تبتاعَ منه” سبحان الله أنت معه في نفع، إما أن تأخذ مِن طيبه بِعِوَض تشتريه، وإما أن تأخذ مِن طيبه مِن غير عوض بهدية منه مِن طيب نَفْسِه
فأنتَ بين أمرين؛ إن لم يكن هذا ولا هذا، إن لم يكن الأخذ بعوض وهو الشراء، أو الأخذ بغير عوض وهو الهدية منه، لن تُعدَمَ خيرًا.
ولذلك في رواية البخاري: ” لا يَعدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسكِ ” يعني: النفع حاصل منه، إما أن يقف معك في موقف، مادي، أو معنوي، أو بمشورة، أو بإعانة،
إن لم يكن الأخذ بعوض أو غير عوض، سيحصل لك النفع.
س: ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟
” وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ” يكفي ” وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ” فلا ضرر منه البتة،
قال: ” ريحًا طيبةً ” لأنه طيب، والطيب لا يكون منه إلا الطيب، ولذلك في رواية الإمام أحمد قال:
” مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ الْعَطَّارِ، إِنْ لَا يُحْذِكَ يَعْبَقْ بِكَ مِنْ رِيحِهِ “
إن لم تشترِ منه علقك من رِيحِه.
” وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ” سبحان الله هذه طبيعتنا نحن لما تستنشق وأنت جالس أو تمر مشيًا تشم ريحًا طيبة، هذه الريح الطيبة بقطع النظر عن المسك والطيب، يعني هذا كمثال للشيء الطيب الذي رائحتُه طيبة، س: فكيف برائحة الطيب؟ فكيف برائحة المسك؟! ألا ينشرح صدرك إذا شممت شيئًا طيبًا؟
تسعد تنبسط بمجرد الشم؛ س: وهذا يدل على ماذا؟
يدل على سعة الصدر والأنس والراحة بالصديق الصالح، الجليس الصالح تجد منه ريحًا طيبة، يسعد قلبك به، يأنس قلبك، يرتاح قلبُك له،
” وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ” ولذلك النبي ﷺ في أحاديث كثيرة يحب الطيب، لأن الطيب يشرح الصدر يؤنسه.
ولذلك قال كما عند النسائي “حُبِّبَ إليَّ مِن دُنياكم النِّساءُ والطِّيبُ” بل حتى رؤية الصالح تعود عليك بالنفع، ولذلك عند أحمد وابن ماجه في الحديث الحسن في مجموع طرقه:
“خيارُ عِبادِ اللهِ الذين إذا رُؤوا؛ ذُكِرَ اللهُ” بعض الناس من حين ما ترى تذكُر الله، لِما عليه مِن الخشوع والعبادة والصلاح، سبحان الله تذكر الله، وذلك بعض السلف يقول: إذا وجدتُ مِن قلبي قسوة أتيت إلى بعض مشايخي، فنظرتُ إليه نظرة فأعتبر وأتعظ برؤيته أيامًا!
ما حادثه ولا كلّمَه، مجرد رؤية، “خيارُ عِبادِ اللهِ الذين إذا رُؤوا؛ ذُكِرَ اللهُ ” أليس هذا خيرًا؟
أليس هذا داعيًا إلى أن نبحث عن الصديق الطيب والصالح؟
وانتبهوا واحذر في مثل هذا الزمان مِن وسائل التواصل، متابعة مَن لا خير فيه لا خير لك فيه،
فابحث عمن أقوالُه وتغريداته ومقاطعه طيبة حتى تتأثرَ به.
ــــــــــــــــــــ
” وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً “
النبي صلوات ربي وسلامه عليه لديه تعبيرات الذي يتأمل فيها يجد العجب، قال: ” وَنَافِخُ الكِيرِ” هو الذي ينفخ النار لكي يشعلها فيصهر الحديد ليلين، قال: ” وَنَافِخُ الكِيرِ” الذي ينفخ النار سَهْلٌ فِعلُه؟ أو عسير؟ أو به مشقة؟ ج/ به مشقة بخلاف حامل المسك، نافخ الكير.
ولذلك في رواية ” كالكير ” يعني: الصديق والجليس السوء مثل نافخ الكير، فالنار التي يشعلُها لها التأثير السلبي عليه، وهو أيضًا بالرواية هذه قال: ” كالكير ” هو كير.
س: فماذا ترجو مِن الكير؟!
ج/ ما ترجو منه إلا الضرر، ولا تلقى منه إلا الضرر.
قال: ” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً “
قال: ” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ” ولذلك في رواية أخرى قال:
” إِنْ لَمْ يُحْرِقْكَ نَالَكَ مِنْ شَرَرِهِ ” إن لم يُحرقْك حرقًا كثيرًا أصابتك منه شرارة
” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ” س/ لماذا قال الثياب هنا في هذه الرواية؟
ج/ لأن الثوب يستر، والدين يستر، ولذلك في الصحيحين لما فسر النبي ﷺ تلك الرؤيا التي مَرَّ أناس وعليهم قُمُص: ” مَرَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وعليه قَمِيصٌ يَجُرُّهُ، قالوا: فَما أوَّلْتَ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟
قالَ: الدِّين ” لأن الدين يستر.
س: ولذلك ماذا قال تعالى؟، قال: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف:26] سبحان الله.
ــــــــــــ
الجليس السوء يُحرِق لك دِينَك، ولذلك في رواية قال: ” إما أن يحرقك ” سبحان الله قال: ” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ” أو أنه يحرقُكَ أنت، والحرق يكون لك في مصالحك الدينية والدنيوية، فتخسر دينك ودنياك.
” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ” وفي رواية للبخاري “إما أن يُحرِقُ بيتَكَ”
الشراح يقولون: الأوضح ” إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ “، لكن بعد ما تأملت هذه الرواية، والله إنها لرواية في مَحَلِّها! قال: “إما أن يُحرِقُ بيتَكَ”: لأنه إذا تأثر بهذا الجليس السيء في أفكاره، نقل تلك الأفكارَ السيئة إلى بيته، فأحرَقَ بيتَه الذي يسكُنُ فيه أهلُه، أحرقهم بهذه الأفكار، ألم يقل الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم:6] وفي قوله عليه الصلاة والسلام:
“كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ”.
قال: إما أن يُحرِقُ بيتَكَ”، قال: “وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً”.
س: ألا ينقبض صدرُ أحدِنا إذا شم رائحة خبيثة؟
ج/ بلى، بخلاف الأول ” وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً “، فدل هذا على أن الصديق السيء تنقبض منه النفوس، ولو أظهرَت هذه النفوس لأصحابها أنهم في سعادة مع هؤلاء! بلى، ولذلك كم مِن شخص في السجن، وإن لم يتعاطَ هذا الشيء مِن مخدراتٍ أو غيرٍها إذا به في السجن بسبب مصاحبةِ هذا الجليس السيء، إما أنه غَرَّه، أو أنه وَرّطَه بمجرد الصحبة له فقط، وهنا يخسَرُ الإنسان دينَه ودنياه،
الحديث واضح، سبحان الله كلمات من النبي ﷺ يسيرة وضّحَت، بمجرد ذِكْري لهذه الروايات ذهَبَت أذهانُكم إلى الواقع، فما أعظمَ سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين، أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد، فيا عباد الله:
يقول ابنُ الجوزي رحمه الله: إذا رأيت مِن نفسك رغبة في مصاحبة الأشرار فابحث عن السبب الذي اقتضى ذلك لِتُزِيلَه حتى لا تقعَ في المكروه، حتى لا تأثم، وحتى لا تتأثر بهؤلاء،
وإن رأيتَ مِن نفسك نُفرة وكرهًا لأهل الخير والصلاح فابحث عن السبب الذي اقتضى ذلك لتزيله حتى لا تقع في الذنب، لا تخسر، وسبحان الله النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين:
” الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ ” الأرواح قوية في تأثيرها،
ولذلك عبر هنا قال: ” الأرْواحُ جُنُودٌ ” يعني: مستعدة، ولذلك قال: ” مُجَنَّدَةٌ ” يعني: متهيأة لما تقبَلُه، ومتهيأة لما تُنكِرُه.
س: كيف تقبل الأرواح الشيء وكيف تنكره؟
ج/ على حسب الطباع.
ولذلك قال ﷺ: ” الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ “حسب الطباع،
ولذلك إذا صاحبتَ شخصًا طباعه كطباعك، الروح تنساق إليه، ” الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ” فإذا انساقت إليه تعارفت الأرواح فأتلفت،
“وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ “: إذا رأيت شخصًا طباعه ليست كطباعك تناكرت الأرواح، وإذا تناكرت اختلفت، “وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ ” وذلك حسب الطباع سبحان الله قد يكون لك صديق طباعه نفس طباعك، فيتغير، تتغير طِباعُه سبحان الله تكرهه، وبعض الناس طباعه ليس كطباعك فتنكره، فإذا به يتغير في طِباعه، فإذا بروحك تنجذِبُ إليه، فإذا بذلك الرجل أو الشخص الذي كان كريهًا لديك أصبح محبوبًا لديك! حسب الطباع.
” الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ “
ولذلك بعض الناس ربما مِن أول جلسة تجلس معك ترتاح، ارتاحت نفسُك، ارتاحت روحُك! لمَ؟
ج/ لأن طِباعه كطباعك.
بعض الناس مِن أول جلسة تقول: أعوذ بالله! أنكرت روحُك حالَه!؟ لأنه طباعه ليست كطباعك.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على هذا القائل الذي يقول هذه الكلمات صلوات ربي وسلامه عليه، والله إنه لا علم ولا خير ولا فائدة ولا نفع إلا بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله ﷺ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا، اللهم أطعم جائعهم، وآوِ شريدهم، وأمن خائفهم، واجعل دائرة السَّوْء على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم اجعل هذا البلد آمِنّا مطمئنًا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنّا في أوطاننا، ووفق ولاة أمورنا اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد فتنة وشر وزعزعة، فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لك من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.