خطبة ( ثلاثون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في كتب السنة )

خطبة ( ثلاثون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في كتب السنة )

مشاهدات: 306

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة (ثلاثون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في كتب السنة)

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

10/7/1443 هـ

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد:

 

فيا عباد الله تحدثنا فيما مضى عن خطورة الشيطان كما جاء ذكر ذلك في القرآن، ونذكر جزءًا يسيرًا جدًا مما ذكرته السنة عن خطورة هذا الشيطان.

 

أول ما يصرخ الجنين إذا خرج من بطن أمه، فهذا من الشيطان إيذانًا بابتداء المعركة منه مع هذا الآدمي؛

 قال النبي كما في الصحيحين، وجاء في المسند من مجموع ما أتى قال عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة:

 كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطانُ في جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ

 “ألَم تَرَوْا إلى الصبيِّ حين يَسقُطُ كيف يَصرُخُ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: ذلك حين يَلكُزُه الشيطانُ بحِضنَيْه

فيستهل صارخا!.

 غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ

 الحجاب إما الخرقة التي يلف بها الجنين، أو المشيمة،

 يعني لم يصب مريم ولا ابنها عيسى.

ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]

 استجاب الله عز وجللدعاء أم مريم.

 

 لخطورة الشيطان يَحْضُر ابن آدم في كل شيء، في جميع أحواله.

قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم:

إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ“.

س: إذًا ما النجاة؟

ج: كثرة الذكر.

جاء عن أحمد والترمذي من أن الله عز وجلأمر يحيي بن زكريا بخمس يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، منها قال: وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ الله

 

أي إنسان يخرج من بيته إلى أن يعود، إما أن يصحبه ملك أو شيطان،

في المسند قال عليه الصلاة والسلام:

ما مِن خارجٍ يَخرُجُ يَعني مِن بَيتِهإلَّا بِبابِه رايتانِ: رايةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، ورايةٌ بِيَدِ شيطانٍ، فإنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهَ عزَّ وجَلَّ؛ اتَّبَعَه المَلَكُ بِرايتِه، فلم يَزلْ تحتَ رايةِ المَلَكِ حتى يَرجِعَ إلى بيتِه، وإنْ خَرجَ لِمَا يُسخِطُ اللهَ؛ اتَّبَعَه الشيطانُ برايتِه، فلم يَزلْ تحتَ رايةِ الشيطانِ، حتى يَرجِعَ إلى بيتِه“.

 

الشيطان إذا مشى يمشى في نعل واحدة،

ولذلك يحذر الإنسان من أن يمشي بنعل واحدة،

 ولذلك في مشكل الآثار عند الطحاوي نهى النبي أن يمشي الرجل في النعل الواحدة وقال: إنَّ الشَّيطانَ يمشي في النَّعلِ الواحدةِ“.

 

الشيطان يحب من العبد أن يغضب، لأنها هي فرصته لإغوائه وإيقاعه في الزلل،

 ولذلك في الصحيحين:

اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

 

الشيطان يحب أن يكون هناك تهاجر وتخاصم بين المسلمين،

 قال النبي كما في المسند قال:

لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث

فإن سلم عليه ولم يرد عليه سلامه أحدهما سلم والآخر لم يرد السلام،

فإن سلم عليه ولم يرد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان، لأنه يحب ذلك.

 

 لخطورة الشيطان النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في سنن أبي داود قال:

إذا دَخَلَ أحدُكم المسجِدَ

 حتى عند دخول المسجد يسن لنا أن نستعيذ بالله من شره!

 إذا دَخَلَ أحدُكم المسجِدَ فلْيتعوَّذْ باللهِ العظيمِ، وبوجهِه الكريمِ، وسُلطانِه القديمِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، قال: فإذا قال ذلك، قال الشَّيطانُ: حُفِظَ مِني سائِرَ اليومِ،

 ولذلك حتى إذا خرجنا من المسجد يسن أن تستعيذ بالله منه:

 اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

وفي رواية: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

 

الشيطان له ضراط يضرط إذا سمع الآذان كما في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وله ضُرَاطٌ

 وكذلك عند الإقامة، وهذا من خوفه ورعبه من كلمات الآذان المشتملة على التوحيد، فهو كحال الخائف خوفا شديدًا يضرط إذا فزع.

 

الإنسان إذا صلى ليحرص على أن يضع سترة أمامه؛

 لأن بها فائدة تقطع تمكن الشيطان من صلاة العبد بالوسوسة، إما كلًا، وإما بعضًا

على حسب إقباله على صلاته.

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي داود:

 إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته

 هذه أهمية السترة.

 

العبد إذا أتى إلى المسجد، يريد الشيطان أن يزنقه أو أن يُلجمه، حتى لا يذكر الله،

 في المسند قال النبي :

 إن أحدَكم إذا كان في المسجدِ، جاء الشيطانُ فأبسَ به، كما يبسُ الرجلُ بدابتِهِ

يعني يزجرها

فإذا سَكَنَ له

 إن سكن الآدمي لهذا الشيطان؛ قال عليه الصلاة والسلام:

 “فإذا سَكَنَ له زَنَقَه أو أَلجَمَه

 المزنوق هو عبارة عن ماذا؟ عن حلقة توضع في حنك الدابة، ثم يوضع بها حبل حتى يتمكن منها راكبها، والملجوم اللجام المعروف الذي يوضع على وجه الفرس وغيره فإذا سَكَنَ له زَنَقَه أو أَلجَمَه قالَ: أبو هُرَيْرةَ: فأنتم تَرَوْنَ ذلك، أمَّا المَزْنوقُ فتَراه مائِلًا كَذا، لا يَذكُرُ اللهَ، وأمَّا المَلْجومُ ففاتِحٌ فاه لا يَذكُرُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ“.

بعض الناس إذا أتى المسجد لا يذكر الله، إما أنه متململ مائلًا أو فاتحًا فاه يعني فمه، وهذا من تمكن الشيطان منه في تلك اللحظة، ولذلك الشيطان كما يُبِسُّ بالعبد إذا دخل المسجد يُبِسُّ به في صلاته، في المُسند قال النبي :

إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَّ بِهِ كَمَا يُبِسُّ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ “.

يريد أن يوسوس له، ولذلك ينتبه الإنسان، النبي عليه الصلاة والسلام في علاج الوسوسة قال كما في الصحيحين:

 ليستعذ بالله ولينتهِ لتنتهِ لا تسترسل، وسوسة في عقيدة، وسوسة في وضوء، في صلاة، في عبادة، في طلاق، حتى في الأفكار السلبية المتعلقة بدنياك مما قد يحدث أو لا يحدث، لا تسترسل لمَ؟

س: لماذا قال عليه الصلاة والسلام ليستعذ بالله ولينتهِ؟ ولينتهِ لا تسترسل لمَ؟

ج: لأنك إذا استرسلت مع الشيطان؛ وسوسة الشيطان وأفكاره الخبيثة ما تنتهي، فإن أتى بك مع هذا الباب أتى بك مع باب آخر وهكذا، حتى يوقعك في الحيْرَة، وفي التعب، وفي الألم، حتى قد يوصل ببعض الناس إلى الجنون من الوسوسة المتعلقة إما بدينه وإما بدنياه، يستعذ بالله ولينتهِ.

 

الشيطان إذا لم يذكر العبد اسم الله عند دخول البيت ماذا يكون له؟

قال النبي كما في صحيح مسلم قال:

 إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ يعني في هذا البيت

وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ

 

 بعض الناس يتهاون بأكله بيده الشمال أو بشربه.

في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام:

إذا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بيَمِينِهِ، وإذا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بيَمِينِهِ فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بشِمالِهِ، ويَشْرَبُ بشِمالِهِوفي السنن قال عليه الصلاة والسلام:

 وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِه، وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ. ”

 

الشيطان يحرص على ألا يذكر العبد ربه عند منامه؛

آية الكرسي كما جاء في صحيح البخاري:

  لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.” القصة طويلة.

 وكذلك ما أتى من أذكار النوم: “وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ.”

يقول ابن مسعود رضي الله عنه كما في الأدب المفرد قال: النَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ مِنَ الشَّيْطَانِ، إِنْ شِئْتُمْ فَجَرِّبُوا، إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ، فَلْيَذْكُرِ اللهَ عز وجل

 

 

الشيطان يحرص على أن يستغل عدم ذكر العبد لربه عند جماع زوجته، قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين قال:

لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا.ا

وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ كما جاء في الصحيحين وفي غيرهما؛ أي لم يتمكن من الإضرار بدينه أو ببدنه.

 وليس معنى ذلك أن الوسوسة ترفع أصلا لا.

 لكن هذا الذكر حفظٌ لهذا الجنين الذي يأتي بعد حفظ اللهعز وجلله.

ولذلك قيل للبخاري من لا يحسن العربية أيقولها بالفارسية التي يحسنها قال: نعم، يقول هذا الذكر حتى بلغة أخرى غير اللغة العربية إذا لم يحسن اللغة العربية.

 

 الشيطان ما يترك ابن آدم حتى في منامه؛

 ولذلك بعض الناس أي حلم مزعج يخبر به ويفسره، خطأ!.

في صحيح مسلم وفي غيره قال عليه الصلاة والسلام لما أتاه أعرابي فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ. قَالَ : فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ : ” إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ ؛ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ “.

 

من ينام حتى يصبح فإن الشيطان يبول في أذنيه

يقول القرطبي وغيره: إذا كان الشيطان يأكل ويشرب، فلا مانع أنه يبول، أخبر النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين برجل قد نام حتى أصبح فقال:

 ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ

ولذلك يحرص الشيطان على أن يعقد على كل إنسان عُقَد عند نومه، في الصحيحين وفي المسند وفي سنن ابن ماجه، من مجموع ما ذكر قال عليه الصلاة والسلام:

يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِاللَّيْلِ بِحَبْلٍ فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ،

 قافية الرأس: إما المؤخرة أو الوسط على اختلاف بين الشراح

  يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ

(طيب النفس): سبحان الله هذا يدل على أن الذكر فيه نشاط وحيوية، وسعادة وفرح، هذا في قيام الليل وكذلك في صلاة الفجر على القول بذلك، فإذا كان في صلاة الليل نشاط وفرح وسرور وهي نافلة، فأيضًا صلاة الفجر.

ثم قال عليه الصلاة والسلام: وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَصْبَحَ كَسِلًا خَبِيثَ النَّفْسِ  “.

 بقيت عليه العقد، فاستيقظ كسلان خبيث النفس.

 

ولذلك الشيطان يبيت على خياشيم الإنسان،

لكن ولله الحمد لكل ضرر يريده هناك علاج شرعي قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

 هذا على سبيل الوجوب، لكن لو استيقظ وتوضأ استثنار، الوضوء كافي كما في رواية البخاري، قال عليه الصلاة والسلام: “ إِذَا اسْتَيْقَظَ أُرَاهُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ، فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ “.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وآله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله الشيطان السنة ذكرت كثيرا كثيرًا، لكن ما ذكرْتُه هو عبارة عن جزء يسير مما ذَكَرَتْهُ السنة عن خطر الشيطان، عند الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:

 أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ فِي بِلَادِكُمْ هَذِهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَسَيَرْضَى بِهِ

يعني الذنوب الصغائر المحقرات التي يحتقرها الإنسان يرضى بها الشيطان، لأنه يدخله بعد ذلك إلى ماهو أعظم، وهكذا وهكذا

ولذلك يحذر المسلمون من التشاحن والتباغض قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم:

إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ الاختلاف والتنازع والفتن والافتراق، وما شابه ذلك هنا يحصل ما يرغبه الشيطان.

 

الشيطان إذا أتى ابن آدم إلى هذه الدنيا يطعن في جنبيه فيصرخ، كما ذكرنا في أول الخطبة، العلاج ما أتت به الشريعة في القرآن وفي السنة،

 

 حتى عند الموت احرص ما يكون الشيطان عند موت الإنسان، لأنه يستغل تلك الفرصة ربما ضعف، ربما يئس من رحمة الله، ربما أنه أغضب الله بكلام أو بفعل.

ولذلك من دعاء النبي دعاء طويل،

لكن من بين الجمل كما جاء في المسند والسنن:

وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ

 بفتنة، أو يأس من رحمة الله، أو بذنب، أو بما شابه ذلك.

 

على كل حال هذه إمراره سريعة لنعرف خطر الشيطان،

 وإلا فالسنة كثيرة وملأى بما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الشيطان،

 نعوذ بالله منه.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم، وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد شرا، فاشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.