خطبة ( ثلاثون فائدة من كتب السنة والآثار عن خطورة البدع وأهلها )

خطبة ( ثلاثون فائدة من كتب السنة والآثار عن خطورة البدع وأهلها )

مشاهدات: 294

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة  (ثلاثون فائدة من كتب السنة والآثار عن خطورة البدع وأهلها)

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

22/8/1443هـ

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فيا عباد الله من باب بيان خطورة البدع؛ اكتفي في هذا اليوم بذكر بعض ما جاء في السنة والآثار، من التحذير من البدع.

 النبي كما في صحيح مسلم من حديث جابر كان إذا خطب يوم الجمعة قال: « فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ »

 ما بعد هذين الأمرين؟ اسمع قال: « فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ».

 

النبي مبينًا خطورة البدع، بل يستحق صاحبها اللعنة منه عليه الصلاة والسلام:

 جاء في المسند من حديث علي رضي الله عنه:

 «مَن أحْدَثَ حَدَثًا» ويدخل فيه من يؤوي ويؤيد ويناصر هذا المبتدع «مَن أحْدَثَ حَدَثًا أوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولَا عَدْلٌ»

لا يُقبل منه صرف : أي توبة ونافلة

 ولا عدل: أي فداء ولا فريضة

وبالأخص في المدينة، في الصحيحين: « فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ » لأن البدع تنخر في دين الله عز وجل.

 

ولذلك أهل البدع محرومون من الشرب من حوض النبي عليه الصلاة والسلام، في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام:

 « وَلَيُرْفَعَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ، أَصْحَابِي. فَيُقَالُ  » لأنه قال في مقدمة الحديث قال:

«أنا فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ» : أنا متقدمكم على الحوض

 « ولَيُرْفَعَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ، أَصْحَابِي. فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ »

 

لعظم التمسك بالسنة، وبسنة الصحابة من الخلفاء الراشدين،

ولخطورة البدع حذَّر عليه الصلاة والسلام بماذا؟ بموعظة:

 العيون دمعت، والقلوب وجلت، في حديث العرباض بن سارية في المسند وفي سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه قال:

 «وعَظَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»

وهذا متىكما في رواية الإمام أحمد؟ بعد صلاة الفجر:

 « وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ » : خافت « فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا »

 وفي رواية :

« وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ»

فقال عليه الصلاة والسلام: «فإنَّهُ مَنْ يعشْ مِنكمْ»

 هذا تحذير  حتى لنا في هذا الزمن

 «فإنَّهُ مَنْ يعشْ مِنكمْ بعدِي فسيَرَى اختلافًا كثيرًا»: من حيث الكثرة، وأيضًا من حيث العظمة. من حيث العدد: فسيرى اختلافا كثيرا، ومن حيث الكيف.

ولذلك في رواية ابن ماجه قال: «فسيَرى اختِلافًا شَديدًا» ما المخرج؟

قال: « فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ» ولذلك في رواية ابن ماجه قال: «تُركتُم على البيضاءَ» الشريعة بيضاء واضحة تدفع كل سواد يأتي عليها. السواد هو الباطل «تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها» الليل والنهار هما يختلفان لكن هذه الشريعة واضحة، لا تختلف بمرور الليل والنهار «ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ»

 ولذلك في رواية ابن ماجه قال:

«فعليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهدِيِّينَ » التمسك بالسنة وبما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.

 

ولذلك البدع وصفها معاذ بن جبل وكأنه يحكي عصرنا سبحان الله!- وتأملوا في وسائل التواصل فيما مضى وفي الحال؛

قال كما عند أبي داود، يقول معاذ: « إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ، وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ، وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ، فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ : مَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟»

 مثل ما يجري الآن في وسائل التواصل الاجتماعي يريدون متابعين، ولو على حساب الدين؛ ببدع، وبخرافات، وبقصص، إما حياتية قد يكون أكثرها خالية من الصحة، أو بقصص مكذوبة، بل مخالفة للدين، فيقول الرجل: « مَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ» فقال معاذ:« فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ ؛ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ»

 ووضح معاذ رضي الله عنه كما في مقدمة سنن الدارمي هذا أيضًا، قال: « يُفْتَحُ الْقُرْآنُ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالرَّجُلُ فَيَقُولُ الرَّجُلُ : قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَاللَّهِ لَأَقُومَنَّ بِهِ فِيهِمْ».

يقول: لا بد أن أظهر، فقال: « لأَقُومَنَّ بِهِ فِيهِمْ لَعَلِّي أُتَّبَعُ. فَيَقُومُ بِهِ فِيهِمْ فَلَا يُتَّبَعُ، فَيَقُولُ : قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقَدْ قُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ، لَأَحْتَظِرَنَّ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا لَعَلِّي أُتَّبَعُ. فَيَحْتَظِرُ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا فَلَا يُتَّبَعُ » فماذا يقول؟

« قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقَدِ احْتَظَرْتُ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ بِحَدِيثٍ لَا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَلَمْ يَسْمَعُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلِّي أُتَّبَعُ. قَالَ مُعَاذٌ : فَإِيَّاكُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ ؛ فَإِنَّ مَا جَاءَ بِهِ ضَلَالَةٌ »

 سبحان الله المال فُتح، النعمة اتسعت على الناس، وسائل التواصل الرغبة فيها، والرغبة في الأعداد الهائلة، والله إن الأعداد الهائلة الكبيرة بمئات الآلاف أو بالملايين أو بما هو دون حتى لو كانت على الحق، فالمسلم الوَرِع الخائف يخاف حتى لو كان على الحق.

ولذلك في المقابل لستَ بمنأىً عن الحذر من  متابعة هؤلاء في وسائل التواصل، أو في مجالسهم.

ولذلك في مقدمة سنن الدارمي ماذا قال الحسن البصري وابن سيرين؟

قالا: « لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ، وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ » المتابعة لهم في وسائل التواصل من هذا الأمر.

ولذلك ابن سيرين طبَّق وهو من؟ ابن سيرين.

« دَخَلَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَا: يَا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَا: فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا، لِتَقُومَانِ عَنِّي أَوْ لَأَقُومَنَّ»، قَالَ: فَخَرَجَا، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ. يَا أَبَا بَكْرٍ، وَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْ يَقْرَآ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى؟  قَالَ: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْرَآ عَلَيَّ آيَةً فَيُحَرِّفَانِهَا، فَيَقِرُّ ذَلِكَ فِي قَلْبِي»

قلبك هذا احفظه مِن هؤلاء لمَ؟

 

لأن البدع تنتفي معها السنن

حسان بن عطية كما عند الدارمي في مقدمته قال:

  «ما ابتدع قوم بدعة في دينهم، إلا نزع الله من سنتهم مثلها م لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة».

 

واحذر من الفتاوى التي يقال فيها: أرى وأرى من غير أن يُسند ذلك إلى نص من كتاب أو إلى سنة.

 انتبه! ،أرى ما أرى هذه ليست لك في شرع الله عز وجل، فيما يتعلق بخصوصياتك هذا شيء يعود إليك لكن في الدين ما فيه أرى، فيه قال الله وقال النبي عليه الصلاة والسلام.

ولذلك قال الشعبي: «مَا حَدَّثُوكَ هَؤُلَاءِ عَنْ النبي فَخُذْ بِهِ، وَمَا قَالُوهُ بِرَأْيِهِمْ فَأَلْقِهِ فِي الْحُشِّ» يعني في أماكن القاذورات،

يعني أرى ما أرى في دين الله!!.

 ليس هناك إلا ما قال الله، وقال النبي عليه الصلاة والسلام.

 

ولذلك ماذا قال الشعبي في مقدمة سنن الدارمي قال:

 « إِنَّمَا سُمُّوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ» بهذا الاسم « لِأَنَّهُمْ يَهْوُونَ فِي النَّارِ

 

البدع شرها خطير، لا يُظن أن البدعة فقط مجرد أنها بدعة وانتهى الأمر لا، كما هي اعتداء على الشرع، سيُعتدى على أهل الإسلام بها.

ولذلك قال أبو قلابة كما في مقدمة سنن الدارمي قال:

«مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلَّا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ» يستحل دماء المسلمين!،

 الآن أو بعد آن.

ولذلك قال كما في مقدمة سنن الدارمي قال:  

« إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلَالَةِ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارَ، فَجَرِّبْهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَنْتَحِلُ قَوْلًا أَوْ قَالَ: حَدِيثًا فَيَتَنَاهَى بِهِ الْأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ » كل أهل البدع.

ولذلك ضرب مثالا قال: « وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضُرُوبًا » يعني أنواع، وذكرهم الله عز وجل « ثُمَّ تَلَا: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة: ٧٥]، ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة: ٥٨]، ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ [التوبة: ٦١] فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا، فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ، وإنَّ هَؤُلَاءِ» أهل الأهواء وأهل الضلال « اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ» فالحذر الحذر من البدع صغيرها وكبيرها، فشرها عظيم، ولا يستحسن أي شيء.

 

ولذلك في موطأ الإمام مالك: « عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا مُتَجَرِّدًا بِالْعِرَاقِ، فَسَأَلَ النَّاسَ عَنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّهُ أَمَرَ بِهَدْيِهِ أَنْ يُقَلَّدَ، فَلِذَلِكَ تَجَرَّدَ »  تجرد كالمحرم « قَالَ رَبِيعَةُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ » فأتى الجواب الصارم « فَقَالَ: بِدْعَةٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ » ما يفعله بدعة وأقسم برب الكعبة لأن هذا أراد أن يهدي إلى الكعبة هديا.

 

 فالحرص الحرص على التمسك بسنة النبي والحذر كل الحذر من البدع صغيرها وكبيرها.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

—————————-

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وآله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فالحذر من أهل البدع، أيوب السختياني لما قال أبو قلابة ذلك القول.

قال: « إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلَالَةِ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارَ، فَجَرِّبْهُمْ …. » إلى أن انتهى من حديثه ماذا قال أيوب السختياني؟

قال: « وَكَانَ وَاللَّهِ » يعني أبا قلابة « مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الْأَلْبَابِ »

ولذلك أيوب السختياني لما أتاه رجل من أهل البدع قال« يَا أَبَا بَكْرٍ أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ. فَوَلَّى وَهُوَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ وَلَا نِصْفَ كَلِمَةٍ، وَأَشَارَ لَنَا سَعِيدٌ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنَى» هرب منه.

 ولذلك ليُحذر

 

 ومما يؤيد كلام أبي قلابة ما جاء في مقدمة سنن الدارمي أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه رأى أناسًا في المسجد وهم في حلق ينتظرون الصلاة، ورجل في كل حلقة يقول: ومعهم حصى يقول لهم: كبروا مائة، فيكبرون، سبحوا مائة، فيسبحون، هللوا مائة، فيهللون، فأتى أبو موسى الأشعري إلى عبد الله بن مسعود وقال: « يا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا » لأن الأصل في التسبيح والتهليل والتكبير خير، لكنه قال: أنكرته يعني هو ليس على الطريقة الصحيحة « قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ. » فحدثه « قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ. قَالَ: «أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ»، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟» قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: «فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ». قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: «وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.

 

ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه كلمة عظيمة عند الدارمي في مقدمته قال: «الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الِاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ »

لو عظمت البدعة، وأكثر الإنسان من عبادات على بدع، ليس بها خير، الاقتصاد والقلة من السنة، خير من الاجتهاد من البدع.

ولذلك فَصَلَها النبي عليه الصلاة والسلام حتى يستريح الناس.

قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ»، رواية مسلم «مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ»، رواية أبي داود «من صَنع أمرًا على غيرِ أمرِنا فهوَ ردٌّ»

س: ما معنى رد؟

ج: مردود، بينته رواية الإمام أحمد «من صَنع أمرًا على غيرِ أمرِنا فهو مردودٌ»

أسأل الله عز وجلأن يحفظني وإياكم، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من البدع ومن أهلها.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم، وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد شرا وفتنة، فاشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.