﴿بسم الله الرحمن الرحيـــــــم﴾
خطبة:
” ثلاثون فائدة مهمة في التذكير بفضل بر الوالدين في النصوص الشرعية”
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
16/6/1445هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادِ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين..
أما بعد فيا عباد الله: الوالدان مهما عمل الولد -والولد كلمة تشملُ البنتَ والابن- مهما عمِل الولد للقيام بحقهما فإنه لا يوفي حقَّهما، ومن باب التذكير بفضلِ حقوق الوالدين أذْكُرُ ما يتيسَّر مِن نصوص، وإلا فالنصوصُ في فضل حق الوالدين كثيرة:
برُّ الوالدين أُمِرَ به في الأمم السابقة -أُمِرت به بنو إسرائيل- {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ] البقرة -83[
قال {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي} ] مريم -32[
ـــــــــــــــــــــــــــ
بر الوالدين لِعِظَم حقهما قَرَنَ الله عز وجل حقهما بحقه تفضلاً منه، وما هذا إلا لعظيمِ فَضْلِهما
{وَقَضَى} يعني أمر ووصى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ] الإسراء -23[
إحساناً بالوالدين بشتى أنواع الإحسان من حيثُ الفعل ومن حيث الوصف، أي يكون هذا الإحسانُ كبيرا ولذلك أتت آية العنكبوت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} ] العنكبوت -8[
وفي الآية التي ذكرتها {إِحْسَانًا}
ـــــــــــــــــــــــــــ
كلمة التضجر والتأفف من المنهيات أن تقال في حق الوالدين:
{فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} ] الإسراء -23[ كلمة تضجر وتأفف، فما ظنكم بما هو أعظم من ذلك من ضربٍ أو شتم! -نسأل الله السلامة والعافية-
ولذلك نهى النبي ﷺ أن يكون الولدُ سببا في شتم والديه -هو لم يشتمهما مباشرة لكن كان سببا- فما ظنكم لو سبهما مباشرة!
في الصحيحين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ “.
لأن المُتَعين أن يدعو لوالديهم -نعم- {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} ] الرحمن -60[
{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا} لِمَ؟ {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} ] الإسراء -24[
ماذا صنعَا بِكَ في الصغر؟
{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} ] الإسراء -24[
بل الدعاء للوالدين من سنَّة الأنبياء، ماذا قال نوح عليه السلام؟
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} ] نوح -28[ قال {وَلِوَالِدَيَّ} والذي يظهرُ لي أنهما كانا مسلميَن؛ لأن هذا هو الظاهر.
بل إن النعمة التي تصلُ إليك هي نعمة لوالديك، والنعمة التي تصل إلى والديك هي نعمةٌ لك -نعم-
دعاء سليمان عليه السلام {رَبِّ أَوْزِعْنِي} أي وفقني والهمني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} ] النمل -19[
الذي يبخل بخدمة أبوَيه محروم؛ وذلك لأن خدمة الوالدين في مصالحهما الحياتية مذكور في كتاب الله عز وجل: {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} ]القصص -23[
قامت المرأتان بخدمة الأب لأنه شيخ كبير، في ماذا؟ فيما يتعلق بسقي الغنم،
أيبخل إنسانٌ على والديه بمال أو بإعانة!؟ ولذلك أفضل ما ينفقه الإنسان من النفقة -والناس يختلفون في أعرافهم- يعني لديك مال ولو قل أعطي والديك ما تيسَّر من راتبك، اجعل لهما مصروفاً شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً على حسبِ أعرافِ المجتمعات -نعم-
ولذلك ماذا قال عز وجل {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ} لمن؟ أول من قدَّم {فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} إلى آخر ما ذكره عز وجل في هذه الآية ] البقرة -215[
نعم، مَن والداه أحياء فليحمد الله عز وجل؛ حتى يقوم ببرهما، لأنه من أفضل الأعمال عند الله وأحب الأعمال عند الله، والذي يقربك من الله ومن الجنة ’’ بر الوالدين’’
ولذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: “سألت النبي ﷺ أي الأعمال أفضل؟ – في رواية البخاري: أي الأعمال أحب؟ – في رواية مسلم: أي الأعمال تقربني؟ – فقال ﷺ: ” الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله”
انظروا، ولذلك ذكر هذه الثلاثة؛ لأن مَن ضيع هذه الثلاثة فهو لِما سِواها أضيع!
وسأعلق على ما يتعلق بكلامنا في بر الوالدين
،، من أضاع حق والديه فهو لحقوق غيرهما من المخلوقين أضيع،،
ولذلك حُسن الصحبة مع الوالدين، اجعل والديك أصدقاء لك، وأصحاباً لك، وليس الأباعد
بعضُ الشباب ربما أن والدته أو أن أباه يأمره بشيء ليأتي به، فيقول: عندي اجتماع أو طلعة مع الزملاء وما شابه ذلك -سبحان الله-!!
في الصحيحين: ” قيل يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك، قال: أمك، قال: أمك، في الثالثة قال: أبوك ” هذه رواية الصحيحين، وفي رواية ابن ماجه: “أمَّك ثم أمَّك ثم أمَّك ثم أباك” بالنصب، يعني بِرَّ أمَّك، بِرَّ أمَّك، بِرَّ أمَّك، بِرَّ أباك.
ولذلك يقول الزهري كما في صحيح مسلم: ” بلغنا أن أبا هريرةَ -رضي الله عنه- لم يحُج حتى ماتت أمه لصحبتها “
هو حج فريضة الإسلام مع النبي ﷺ، لكن بعد ذلك لم يحج حتى ماتت أمُّه لصحبتها -سبحان الله-
ترك نافلة الحج مِن أجل صحبة أمِّه!
ولذلك المجاهدة التي يؤجر عليها الإنسان أن يجاهد في بر والديه
في الصحيحين: ” أتى رجل يستأذن النبي ﷺ في الجهاد، فقال ﷺ أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد” أي: جاهد فيهما بالبر، ولذلك في السنن” فَبِرَّهُما “
أتريد أن يكون لك نصيب في الجنة؟ السبيل: الأم
ولذلك في سنن النسائي: لمَّا أتى رجل ليستأذن النبي ﷺ في الجهاد:
” يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ: ” هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ “. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ” فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا “
في رواية ابن ماجه قال: ” يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ؛ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: ” وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ ” قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ” ارْجِعْ فَبَرَّهَا “، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ؛ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَ: ” وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ “، قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا “، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ؛ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَ: ” وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ “. قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا؛ فَثَمَّ الْجَنَّةُ “.
أي: فهناك الجنة، الجنة تحت رِجليها ليس معنى ذلك أن الجنة تحت قدميها، لكن لماذا هذا التعبير؟ لأن الإنسان لمَّا يضع الشيء تحت رجليه يتمكن منه، يعني: إذا أردت أن يثبت لك نصيبُك من الجنة فبِرَّ أمك.
الوالدان باب من أبواب الجنة -باب- ولذلك في السنن من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه:
“لمَّا أتاه رجل يسأله عن الوالد – والوالد يشمل الأم والأب في اللغة العربية وحتى في النصوص – فقال أبو الدرداء: قال ﷺ: ” الوالدُ أَوْسَطُ أبوابِ الجنةِ “
أفضل أبواب الجنة باب الوالد، فاحفظ ذلك الباب أو أضِعه، ليس مِن باب الخِيار -تهديد له- مثل قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ] فصلت -40[، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} ] الكهف -29[
الذي يضيع هذا الباب لا يُحسن ولا يَفقه
ولذلك -سبحان الله- مهما عمِلَ الإنسان من أعمالٍ كثيرة تُوصِلُه إلى أن يكون مصاحباً للأنبياء والصديقين والشهداء لا يصحبهم إذا كان عاقاً!
في المسند -كما ثبت:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ” مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا – وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ – مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ “
ــــــــــــــــــــــــــــ
الإنسان ما يخلو من الذنوب، بر الوالدين يكفر الذنوب ولو كان بعضُها عظيما:
في سنن الترمذي:” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَةٍ؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ” فَبِرَّهَا “.
قوله: ” إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا ” إنما إنه ذنب عظيم باعتبار ما في قلبه من الإيمان، أو أنه ذنب عظيم من الكبائر، انظروا هذا في ظاهره من أنه ذنبٌ عظيم، وكبيرة تُكَفَّر ببر الوالدين.
فقوله ﷺ «هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَةٍ؟ قَالَ: لَا” إذاً أين الطريق؟ الأم ليست موجودة ماتت،
قَالَ:«هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟» قَالَ: نَعَمْ – لأن الخالة بمنزلة الأم، فماذا قال ﷺ؟ قَالَ: ” فَبِرَّهَا “.
انظر البر بالخالة لأنها بمنزلة الأم، كيف بالأم لو كانت حية -لا إله إلا الله-!
ولذلك إدخالُ السرور على الوالدين مطلب شرعي
لمَّا أتى ذلك الرجل للنبي ﷺ فقال: ” جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ. فَقَالَ ﷺ: ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا “
مع أنه أتى للعبادة، إلى الجهاد، قال ” ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَ”-سبحان الله-!
ربَّ عمَلٍ طيّبٍ قمتَ به لوالديك ينجيك الله مِن كربٍ عظيم ما تظن أنه يُكشَف عنك -أي والله- بأمْرِ الله
جاء في الصحيحين: والروايات في هذه الأحاديث كثيرة جداً:
“من أن ثلاثة أمطرت السماء فأوو إلى الغار فانسدت عليهم صخرة فلم يروا السماء، فقالوا إنه لن ينجيكم إلا أن تدعوا الله بأحب أعمالكم إليكم، فماذا قال أحدهم؟ قال: اللهم إنه كان لي أبوان كبيران وكنت أحلب لهما فتأخرت عليهما، فأتيتهما وهما نائمان فكرهت أن أوقظهما -وأيضاً هذه فيها فائدة: إذا أمُّك أو أبوك، إذا كان أحدهما نائماً فلا توقظه من نومه؛ لأن الإنسان لا يحب أن يوقَظ من نومه إلا لأمر ضروري-
قال: فكرهت أن أوقظهما، وكنت لا أغبُقُ قبلهما أهلاً ولا مالاً -ما يقدم عليهما أحدا بهذا الحليب- قال: فانتظرتهما حتى أفاقا، إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه حتى نرى السماء، فانفرجت الصخرة حتى رأوا السماء -وإلا فالهلاك محقق-
نسأل الله إلا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
الأحاديث كثيرة عن الوالدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو التواب الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،،أما بعد
فيا عباد الله ربما يقول البعض: مات الوالدان، فنقول: هناك سبيلٌ إلى برهما بعد موتهما، وذلك أن تُكرِمَ مَن كانا يُحبان في حياتهما من إخوتك، من أقربائك، من أقربائها، من صديقاتها، تقوم بالإحسان، ولذلك في صحيح مسلم: يقول ابن دينار: ” صحبت ابن عمر في السفر وكان على راحلته، وكان معه حمار يتروح عليه -لا إله إلا الله! يعني من مشقة ركوب البعير يركب الحمار في السفر يكون أريح له، هذا هو البديل المريح في وقتهم الله المستعان- وكان له حمار يتروح عليه، وعليه عمامة يشد بها رأسَه، فأتى أعرابي فلما رآه ابنُ عمر أعطاه الحمار وأعطاه العمامة فقلتُ: أعطيتَه الحمار الذي تتروح عليه! وأعطيتَه العمامة التي تشد بها رأسك! والأعراب يرضون باليسير، لِمَا لم تعطه أقل؟ فقال ابنُ عمر -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ:
” إنَّ مِنْ أبَرِّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلَ وُدِّ أبيهِ بَعْدَ أنْ يُولِّيَ “
أهْلَ وُدِّ أبيهِ -أي محبوب- بَعْدَ أنْ يُولِّيَ -أي بعد أن يموت-
” إن أباه كان صاحباً وصديقاً لعمر” فأكرمه ابن عمر من أجل أن يبر بوالده عمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأيضاً احرصوا على الدعاء، ادعوا لآبائكم وأمهاتكم الأحياء والأموات
ولذلك النبي ﷺ قال كما في صحيح مسلم: ” إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ “
وذكر منها: ” أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” -اللهم ارحمهما كما ربيانا صغيرا-
حقوق الوالدين والكلام عنهما ما توفيه خُطبة، أنا ما أدري كم جلست من الوقت؟
يمكن جلست عشرين دقيقة أو حولها، ما توفي، وهذا يدل على أن الشرع لو تأمل الإنسان في النصوص في القرآن وفي السنة وجد الكثير ببيان حقوقهما.
-نسأل الله أن يرحمنا وأن يتجاوز عما كان مِنا مِن تفريطٍ في حقوقهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً
اللهم آوِ طريدهم وأطعم جائعهم وأمّن خائفهم، واجعل الدائرة السوء على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا ووفق ولاة أمرنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك
اللهم من أراد بهذه البلاد شراً وفتنةً وزعزعةً فأشغله في نفسه، ورُد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين
رنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ