بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة مسائل المعاملات) الخُطبة رقم (6)
القرض
لفضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]
أما بعد فيا عباد الله تحدثنا فيما مضى من خُطَبٍ عن بعض المسائل المتعلقة بالمعاملات، ونطرح شيئًا منها في هذا اليوم؛ من هذه المعاملات:
القـرض
أتت النصوصُ الشرعية بالحثِّ عليه والثناء لفاعله، لكنه انعدمَ أو يكاد ينعدم في هذا الزمن بسبب تصرفات بعض من يقترض، من المماطلة ومن الجحود لمن أحسن إليه، ولذلك:
مَن يقترض ليأخذَ مالَ الناس يظن أنه رابح! فليعلم أنه خاسر، فهو إنما يخدع نفسَه، فيُعَرِّض هذه النفس لوعيدِ الله عز وجل.
ولذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين: ” مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ “
تُماطِل في حقِّ الآخَرين وأنت غنيّ! هذا ظلم لا يجوز لك؛ ولذلك أحجمَ كثيرٌ مِنَ الناس أن يُقرِضَ فلانًا قرضًا حسنًا لكي يرفعَ عنه حاجَتَهُ بسببِ هذه الظاهرة التي عَمَّت وطَمَّت
حتى وللأسف وأقولُها بكل أسف: ممن عليه سما الخير كأنك لم تُقْرِضْهُ شيئًا، بل ربما ينقلب هذا الإحسان الذي أحسنتَ إليه، ينقلبُ منه إليكَ بالسوء!
فقال ﷺ: ” مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ “، هو ظالم لنفسِه، وظالم لصاحبِ هذا المال.
أما مَطل الفقير فليس بظلم كما هو ظاهر الحديث؛ يعني: ربما تُقرِض إنسانًا وليس عندَه شيء، فيُماطِل، يقول: أخِّرنِي أخِّرنِي أخِّرنِي، هو ليس عندَه شيء؛ فهذا لا يُعاب {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} تنتظر حتى يغنيَهُ اللهُ عز وجل.
لكنَّ الإشكال في مماطلة من يَجِد ويُماطل حتى يذهبَ بحقوقِ الناس ” مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ “
إما إن كان مُعسِرًا فليس بظلم
ولذلك بعض الناس ربما يرفع قضيَّة على فلان وهو مُعسِر! ما يجوز، يجِب أن تُنْظِرَه
{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} هذا واجب.
لكن وللأسف أصبح حتى الخداع من بعض الناس! يقول: “أنا مُعسِر” وإذا به ليس بمعسر! كما يقال: “يلف ويدور” من أجل أن يتلاعب حتى يُظهِرَ صَكَّ إعسار ليُضَيِّعَ حقوقَ الناس! ولذلك على الناس أن تُنَظِّفَ قلوبَها وأن تحرِصَ على أداءِ الحقوق لبراءة ذمتهم، فيُحرَص على هذا الجانب.
وبعض الناس/ لأن القرض أصبح يُذكَر بصيغته على معاملة، كمثال:
يذهب فيقول، أو أنه يقول: “سآخُذ قرضًا من البنك” الواقع البنك لا يُقرِض، لأن القرض:
هو القرض الحسن، يعني: أعطيك ألف ريال ترده إلي ألف، هذا هو القرض.
ولذلك بعض الناس يقول: “سآخُذ قرضًا من البنك” أنت لا تأخذ قرضا، أنت تتعامل بمعاملة تجارية “بيع وشراء” ولذلك لو أن المال الذي أخذتَهُ من البنك: “مال بمال دون وجود سلعة بزيادة ربح”؟
هذا ربا، فليتنبه بهذه حتى لا تندثر هذه الأوصاف الشرعيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن المسائل: الذي لا يملك المال لا يَحِقُّ له أن يقتَرِضَ منه ولا أن يُقرِضَ غيرَه، لأن القاعدةَ الفقهيّة: “مَن لا يصح تَبَرُّعُهُ لا يَصِحُّ قَرضُهُ” يعني: هذا المال الذي بين يديك هل لك أن تتبرع به؟
إن كان لك أن تتبرع به فلك أن تُقرِض، لكن إذا كان هذا المال أمانةً أو وديعةً عندك لتوصِلَهُ إلى أحد، أو أنَّ إنسانًا قال: “هذا المال أمانة عندك حتى أعود”
ما يجوز أن تُقرِضَ غيرَك منه، ولا يجوز أن تأخُذَ منه
بعض الناس يقول: “والله إذا أتى الراتب سأرد هذا المال”! لا يجوز إلَّا إذا أذِنَ صاحبُه
بعض الناس يتصرَّف فيما لديه من أموال أؤتمِنَ عليها بالاقتراض منها لنفسِه أو لغيره! لمَ؟!
لأنه لا يحِقُّ لك أن تتبرعَ بهذا المال، فلا يجوز لك أن تُقرِضَ منه شيئًا لا لنفسِكَ ولا لغيرِكَ إلَّا إذا أذِنَ صاحبُهُ: وهنا لا إشكالَ في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن المسائل/ هناك قاعدة: كل قرضٍ جَرَّ نَفعًا فهو ربا إذا كان مشروطًا بين الطرفين أو مُتَوَاطأً عليه أو كانت هناك نيَّة
قاعدة: ما المقصود من القرض؟
المقصود من القرض: “أن تُحسِنَ إلى صاحبِك، أن تَرفُقَ به، أن تنفَعَه ابتغاء الأجر من الله” هذا هو المقصود من القرض
إذا تغيَّرَ هذا الأمر بحيث يكون هذا القرض يَجُرُّ نفعًا بشرطٍ اشتَرَطتَهُ أو تواطأتَ عليه أو نوَيْتَهُ أصبحَ ربا، لأن القرض خرج عن مقصودِه؛ ما مقصود القرض؟
الإحسان والإرفاق ورفع الحاجة عن الآخرين، وليس أن تُعاوِضَ عنه بمال أو بمنفعة
فالقاعدة تُقَيِّد: “كلُّ قرضٍ جَرَّ نفعًا فهو ربا إذا كان مشروطًا بين الطرفين أو متواطأ عليه أو كانت هناك نيَّة من المقرض” وسأمثل بأمثلة
وهذه القاعدة تندرج تحتَها معاملات كثيرة تغيب وتخفى عن كثيرٍ من الناس هذا من جهة،
ومن جهة أخرى: تهاون بعض الناس من أجل الشغف الحاصل في قلبه بِحُبِّ هذا المال.
فمثال ذلك/ لو اقترض منك إنسان مثلًا مبلغًا من المال، فاشترطتَ نفعه، تقول: “سأقرضك لكن بشرط أن تعطيَني سيارتك لكي أسافرَ بها إلى تلك البلدة”؟
هذا ليس بقرض، خرَجَ القرض عن مُسَمَّاه فانتقلَ إلى الربا، لأن القرض المراد منه: الإرفاق والإحسان ابتغاء الأجر من الله؛ فهنا شرط
ولذلك/ حتى بعضُ الناس قد يكون لديه أموال، وإنسان يحتاج إلى بيت، فَنَقَصَهُ من المال ما نَقَصَه، فيكونُ هذا الشخص متفقًا مع مكاتب العقار أو لم يكن هناك اتفاق، المهم فيقول: “أنا أُكمِل ما نَقَصَ منك بشرط أن أكونَ شريكًا مع مكتب العقار في السعي”؟
هذا ربا، لأن القرض هنا خرج عن مقصودِه الشرعي إلى المُعاوَضَة، فأنت تُعطيه مالًا من أجل أن يَرُدَّ إليك المال وأخذتَ النفع الذي هو الجُزء من السعي، أو أقرَضْتَهُ مبلغًا من المال مثلًا: أقرضتَهُ عشرة آلاف ريال على أن يردها إليك عشرة آلاف ريال،
هو أيضًا يزيدُ في ذلك: أن تأخُذَ سيارتَهُ لتسافرَ بها إلى بلدةٍ ما؟
إذًا/ خرجَ القرض عن مسماه، مال بمال رُدَّ إليك مع زيادة أو مع نفع؛
أو أن يقول: أقرِضُكَ بشرط أن أسكُنَ في بيتِكَ مثلًا أسبوعًا،
أو أنه يكون كالصريح: “أقرضِكُ عشرة آلاف ريال تعطيني أحدَ عشرَ ألفًا”؟ هذا ربا صريح
أو مُتواطَأً عليه ولو لم يتكلم: فهذا يقترِض منه وهو يعرف أن ذلك من العادة أنه سيأخُذ نفعًا؟
فلا يجوز؛
أو كانت هناك نية من المُقرِض: ” بعضُ الناس ربما يُصادِفُ غنيًّا ثريًا، فيحتاج هذا الثريّ إلى مال فيقول: من عنده -مثلا ولو على سبيل المثال- من عنده عشرة آلاف ريال الآن؟ فيقول بعضُهم:
“معي” لكن في نيته يقول: “هذا ثري ربما أنه سيكافئني بأكثر فهي فرصة لي” مع أنه لم يتكلم، ولم يقل هذا الثري الذي هو المُقتَرِض شيئًا، وهذا لم يقُل شيئًا، لكن نيَّة المُقرِض يقول:
“لعل وعسى إن شاء الله أعطيه هذا الشيء ويرد عليّ شيئًا عظيمًا أكثر مما أعطيته فهو ثري”؟
فهذا لا يجوز هذا ربا، فكلُّ قرضٍ جَرَّ نفعًا كان مشروطًا هذا النفع أو متواطأ عليه أو كانت هناك نيّة من المُقرِض فهو ربا.
سبحان الله كيف سد الشرعُ الأبواب، أبواب الربا!
ولذلك/ في ثنايا القرض: لا يجوزُ أن تقبلَ نفعًا أو هديّةً ممن أقرضتَهُ إلَّا إن كانت هناك عادة بينكما كل منكم يُهدي للآخر قبل القرض، جرت العادة أنت تُهدي لفلان، وفلان يُهدي إليك؟ هذا لا إشكال،
لكن لماذا أتت هذه الهدية قبل انتهاء القرض؟
مازال المال في ذمتك، فهو يُعطيه هدية في ثنايا القرض، هذا لا يجوز، ولذلك في صحيح البخاري:
عبد الله بن سلام قال لأبي بُردَة ابن موسي الأشعري قال:
“إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبَا بِهَا فَاشٍ؛ إِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَأَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ، أَوْ حِمْلَ شَعِيرٍ، أَوْ حِمْلَ قَتٍّ فَلَا تَأْخُذْهُ فَإِنَّهُ رِبًا“
لأن المال ما زال في ذمة المُقتَرِض، لكن لو أنَّ المُقتَرِض سَيَرُد المال، سيُوَفَّيه حَقَّه، فقال:
“يا فلان خذ هذا المبلغ الذي اقترضتني، مثلا لنَقُل: عشرة آلاف ريال، وهذا ألف مني”؟
لا إشكال، لأنه سَيُسَدِّد، ليس في ثنايا القرض ولا قبلَه ولا مواطأة ولا شرط ولا نية ولا أي شيء فقال: خذ هذه الزيادة، أو أعطاهُ هدية أخرى، أعطاه عِطرًا أو ساعةً أو ما شابه ذلك زيادةً؟ فلا إشكال ولذلك النبي ﷺ قال كما في الصحيحين: «إنَّ خَيرَكُم أحسَنُكم قضاءً»
لما تقضي الشخص وتوفِّيه حَقَّهُ تُحسِن إليه، ولذلك لما استسلَفَ النبيُّ ﷺ بعيرًا فأتى صاحبُه لكي يستَرِدَّهُ، فقال النبي ﷺ:
“ابحثوا له” فوجدوا شيئًا أثمن وأكبر وأنفس منه، فقال ﷺ: “أعطوه” يعني: زادَهُ أفضل من بعيرِهِ قال: “أعطوه فإنَّ خَيرَكُم أحسَنُكم قضاءً”.
بعض الناس يقول: ليس لديّ ما أُهدِي؟ نقول: الدعاء؛ النبي ﷺ كما في سنن أبي داود قال:
“وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ “
ولا تنسى الدعاء الذي ورد عن النبي ﷺ كما في سنن النَّسائي:
اقترض النبيُّ ﷺ مالًا فرَدَّهُ إلى صاحبِهِ بعد حين، فقال ﷺ لمن أقرَضَهُ: «بارك اللهُ لك في أهلِكَ ومالِك» إذا رددتَ المال، قُلْ لهُ: “بارك الله لك في أهلك ومالك”، فقال ﷺ:
” بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالوفاء”
الْحَمْدُ: الثناء على هذا الشخص، وَالوفاء: ما هو المُماطَلَة كما يفعلُه بعضٌ من الناس وللأسف يأخذ أموالَ الناس ويُحسِنونَ إليه وإذا به يَجني عليهم، بل هؤلاء جَنَوا على غيرِهِم ممن هو محتاج وحريص على الوفاء، جَنَوا على غيرِهِم، فامتنَعَ الناسُ أصحاب المال مِنَ القرض الحسن خِيفَةً من أن تذهبَ أموالُهُم أو أنهم يُتعَبون بالمماطلة وبالرفع إلى المحاكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول قولي هذا واستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعدُ فيا عباد الله..
القرضُ يَجِب حالًّا/ يعني كمثال: لو أقرضتُكُ مثلًا ألف ريال، هذا القرض الحسن،
لو طالبتُكَ بهذا الألف في نفسِ الحال فيلزَمُكَ أن تَرُدَّهُ عليّ، لمَ؟
لأنَّ القرض لأنه نفع وإحسان، ولذلك قال الفقهاء: القرض يكونُ حالًّا إلَّا إذا اشترط، قال:
“يا فلان أنا أريد منك ألف ريال سأرده لك بعد أسبوع أو بعد شهر”؟
هنا: على الصحيح على شرطِه، فلا يَحِقُّ أن يُطالِبَهُ به في الحال إذا كان قد اشترطه، ولأن النبي ﷺ قال كما في سنن أبي داود: “المسلمون على شروطهم” فالقرضُ يكونُ حالًّا حتى لا يُتَوَهَّم أنَّ المُقتَرِض لو شاء أن يُؤخِّرَهُ أخَّرَهُ! لا، متى ما طالَبَكَ صاحبُ المال بالمال فيَجِبُ أن تُوَفِّيَهُ إذا كان موجودًا لديك طالت المدة أو قَصُرَت إلَّا إذا كنتَ قد اشترطتَ عليه وقتًا محددًا.
هذه جملة من مسائل القرض التي يُحتاجُ إليها في مثل هذا الزمن
أسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
اللهم أعِّزَّ الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك،
اللهم من أراد بهذه البلاد شرًا وفتنة وزعزعة فأشغله في نفسه وورُدَّ كيدَه في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.