خطبة صفة الصلاة [2] ( من تكبيرة الإحرام حتى الركوع )

خطبة صفة الصلاة [2] ( من تكبيرة الإحرام حتى الركوع )

مشاهدات: 692

بسم الله الرحمن الرحيم

صفة الصلاة (2) من تكبيرة الإحرام حتى الركوع

لفضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

أما بعدُ فيا عباد الله..

تحدثنا في الجُمُعة الماضية عن مقدمةٍ عن صفةِ الصلاة، ونُكمِلُ بإذن الله عز وجل في هذا اليوم ما يتيسر أن يُطرَح فيما يتعلق بصفة الصلاة:

المسلم يُكَبِّر وهي تكبيرةُ الإحرام، وكما سبق لا تنعقدُ الصلاةُ إلا بتكبيرةِ الإحرام، ولذلك بعضُ الناس ربما أنه يصلي خلفَ الإمام فإذا به يستعجل فيُكَبِّر قبلَ الإمام أو مع تكبيرةِ الإمام فإنَّ صلاتَهُ لا تنعقد، فيجب أن تكونَ جملة (الله أكبر) بعد أن ينتهيَ الإمام من قول (الله أكبر) لقوله كما في الصحيحين: (فإذا كبَّرَ فَكَبِّرُوا).

وبعضُ الناس تحصُلُ عنده وسوسه في هذه التكبيرة: فيُكبر أكثرَ من مرة إما: لأنه يوسوس بحيث يقول: لم أنوِ!

النية هي: الإرادة، أنتَ ما جئت إلا للصلاة، هذه هي النية ليست عسيرة.

بعضهم يقول: ربما بما أنها تكبيرةُ الإحرام وهي أعظمُ ركن ربما أني لم أتلفظ بأحدِ حروفِها على الوجهِ الصحيح! وهذا من الوسوسة.

فبعضُهم يُكبر ويُكبر ويُكبر! وهو لو أخذ بوصيةِ النبي كما في الصحيحين:

(ليستعذ بالله ولينتهِ) يعني: أي موسوس، في وضوء في صلاة في أيِّ شيء.

بمعنى: لما كبرت تكبيرة الإحرام وأتى وقال: إنك لم تنوِ! أو أنَّ بعضَ الحروف لم تنطُقها النطق الصحيح! لا تلتفت إليه، ستجد معاناة، سيوسوس لك فيقول: أين صلاتُك؟ كيف تقابلُ ربَّك؟ كيف تُبرئ ذمتك؟ لا تلتفت إلى هذا لقوله : (ولينتهِ)

مرة مرتين ثلاث مرات أربع مرات تُراغِم الشيطان يذهبُ عنك.

وتذكَّر أنت أيها المُوسوس -عافنا اللهُ وإيَّاك-:

في وضوءٍ أو في صلاة أو في غير ذلك، تذكَّر أنه ربما تُحرَم من فضيلةِ ما يترتب على هذه الصلاة من فضائل أو ما يترتب على هذا الوضوء من فضائل.

ذمتُك تبرأ بالصلاة؟ نعم، وضوؤك تبرأ به الذِّمة؟ نعم.

لكنَّ تلك الفضائل يُخشى ألَّا تَحصُلَ عليها

قال ابنُ القيم رحمه الله كما في إغاثة اللهفان: (إنَّ قولَ اللهِ عز وجل: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}

إذا جُمِعَ الحديث: “سيأتي قوم يعتدون في الطُهور” إذا جُمِعَ مع ذلك فاللهُ عز وجل لا يُحِبُّ الاعتداء وإنما يُحِبُّ العبادة.

فوضوءُ هذا الموسوس ليست عبادةً مقبولة.

قال رحمه الله: تبرأ ذمتُه بذلك؟ فيقولُ: نعم.

لكن: هل تُفتَح له أبوابُ الجنة الثمانية؟ يقول: لا، لأنه لم يأتِ بهذه العبادة على وجهِها )

إذا تذكرتَ كلام ابن القيم هنا سيُعينُك بإذن الله على تركِ هذه الوسوسة، والمُضِي في صلاتك دون الالتفات إلى هذا الشيطان.

وإذا كَبَّرَ تكبيرةَ الإحرام هو مُخَيَّر على ما جاءَ في الصحيح ( إذا قلت: “الصحيح” إما في الصحيحين أو عند البخاري أو عند مسلم باعتبار أنَّ العزو لكثرة الأحكام سيُطيل بالخُطبة فإذا قلت: “في الصحيح” إما في الصحيحين أو في أحدهما)

فجاء في الصحيح: (أنك تُكَبِّر وتَرفع): ترفع إما أنت مخير ونوِّع مرة ومرة:

(هنا تطبيق عملي من الشيخ)

تقول: (اللهُ أكبر) التكبير مع الرفع

أو/ تقول مُقَدِّماً: (الله أكبر)

أو/ تُقَدِّم الرفع قبلَ التكبير: (الله أكبر)

فهذا ورد وهذا ورد وهذا ورد.

والرفع ليس بواجب إنما هو سُنَّة.

قاعدة: سيتكرر معي كلام: (هذا ليس بِسُنَّة) لا يعني أنك تترُكُ هذه السُّنَّة، احرِص عليها، لكن أذكُر أنَّ هذه سُنَّة حتى لا يَظُن ظانّ من أنه لو تركها عمداً أو ناسياً أو ما شابه ذلك وقع في حرج!

نقول: لا، صلاتُك صحيحة لو تركتَ السُّنَّة عمداً

لكن ليس معنى ذلك أنَّكَ تتركُها لكن هذا لبيانِ حُكْمِها فيما لو وقع منك شيٌء من تَركِ السُّنَّة فإنَّ صلاتَك صحيحة. هذه قاعدة اتَّخِذْها معك.

 

فإذا كَبَّرْتَ ورفعتَ فتضع اليمين على الشمال: كما جاءت بذلك السُّنَّة.

طبعاً تضع ذلك على الصحيح على الصدر، اليُمنى على اليسرى على الصدر، لورود ثلاثة أحاديث يُقَوِّي بعضُها بعضاً.

وأما حديث علي -رضي الله عنه- من أنها توضع تحتَ السُرَّة فهو حديثٌ ضعيف.

لكن الذي يظهر من السُّنَّة: أنك تضع اليد اليمنى على صدرك، والصدر واسع.

(هنا تطبيق عملي من الشيخ)

بعض الناس يُبالغ يضع هذا عند رقبته، لا!

ولذلك بعضُ السلف كان يضع ذلك بين ثدييه.

وأنت مُخَيَّر في هذا الوضع:

إما أن تضع اليُمنى على الرُّسُغ والساعد هكذا كما عند البخاري،

أو أنك تقبِضُ بيدك اليمنى على الكُوع هكذا، فأنت مُخَيَّر، وطَبِّق هذه مرة وهذه مرة.

 

أما ما يُفعَل من البعض: بعضُهم يضع يدَهُ على المِرفق!

هذا لا أعلمُ حديثاً ثابتاً عن النبي في ذلك.

ولذلك بعضُهم يقول حتى هكذا (تطبيق عملي من الشيخ في المقطع)

وبعضُهم يضع اليد اليمنى على اليسرى تجاه القلب هكذا!

لا أعلمُ حديثاً ثابتاً عن النبي في ذلك، فاتَّبِع السُّنَّة، فاتَّبِع السُّنَّة.

 

تتمة صفة الصلاة: ويضع المُصلي بصرَهُ إلى الأرض:

وهذا يدلُّ عليه ما جاء عند الحاكم من فعله .

لكن لو نظر إلى الأمام لوجودِ حاجة أو مصلحة: فلا إشكال في ذلك

لأن الذي يظهر منه وهو القول الصحيح عندي:

من أنه ينظر إلى موضع سجوده ينظر ببصره إلى موضع سجوده إلَّا في التشهد في التشهد ينظر إلى السبابة كما سيأتي بيانُه إن شاء الله تعالى.

فينظر إلى موضع سجوده، لكن لو كانت هناك مصلحة في أن ينظرَ إلى القبلة أو إلى أمامِه فلا إشكال في ذلك.

ولذلك الصحابةُ رضي الله عنهم نقلوا لنا من ( أن النبي كان يقرأ في صلاتي الظهر والعصر وذلك باضطراب لحيته) دلَّ على أنَّ بعضَهم شاهدَ ذلك.

وأيضاً ( النبيُّ لما عُرِضَت الجنةُ والنار في قبلته وهو في صلاة الكسوف، نَظَرَ إلى أمامِه) فمن السُّنَّة أن ينظُرَ الإنسان إلى موضع سجوده .

ولا يُغمِض عينيه فليس هذا بوارد، ولذلك نَصَّ الفقهاء على: أنه منهيٌّ عنه لأنَّ به تشبهاً بالمجوس الذين يُغمِضون أعينَهُم عند عبادتهم للنار.

لكن قال ابنُ القيم رحمه الله: ( لو أن الإنسان كان في موضع سجوده ما يُشغله من زخارف أو ما شابه ذلك فأغمض عينيه لهذا الأمر فلا بأس بذلك) لكن مع السَّعَة لا،

لأنَّ السُّنَّةَ إنما أتت بأن تفتحَ عينيك في الصلاة.

 

دعاء الاستفتاح:

بعد تكبيرة الإحرام تقرأ دعاء الاستفتاح وهو أنواع متعددة لا يتسع هذا المَقام لذكرِها.

وهو سُنَّة لو تركه الإنسان مُتعمداً فلا حرجَ عليه، لماذا قلت هذا الكلام؟

لأنَّ بعضا من الناس ربما يأتي والإمام يركع فإذ به يقرأ دعاءَ الاستفتاح فلا يتمكن من قراءةِ الفاتحة!

فنقولُ له: بما أنَّ هذا الإمام سيركع اقرأ الفاتحة في أولِ أمرك، دَع دعاءَ الاستفتاح لأنه سنة لو تركته لا إشكالَ في ذلك، وأنت ما تركتَهُ إلَّا من أجل تحصيل ركن فأنت مأجورٌ على ذلك.

والأدهى والأمَرّ – ورأيتُ ذلك لما كنت مأموماً في بعض الصلوات – من أن بعضَهم يأتي والإمام راكع، والإمام راكع ما الواجب عليك؟ تُكبر تكبيرة الإحرام ثم تكبيرة الركوع وتركع حتى تدركَ الركعة كما جاء في ذلك الحديث عند البخاري حديث أبي بَكرة

العجيب أنَّ بعضا من الناس:

الإمام راكع سيرفع يقول: (الله أكبر، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك…) وبعَجَله ثُمَّ يركع!

سبحان الله! إذا كانت قراءة الفاتحة وهي ركن على الصحيح سقطت في هذا الموطِن، أفلا تسقُط السنة!

إذا: من حين ما تأتي والإمام راكع: كَبِّر تكبيرةَ الإحرام ثم تكبيرة الركوع مباشرة لا تقرأ لا دعاء الاستفتاح ولا قراءة الفاتحة.

 

الاستعاذة

فيدعو دعاءَ الاستفتاح، ثم يتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وهذا شامل داخل الصلاة وخارج الصلاة

والصحيح: أنَّ الاستعاذة سُنَّة هذا هو الصحيح

لأنَّ النبي كما عند مسلم قال: ( أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ }) ولم يقرأ الاستعاذة.

لكن كما سَلَف: لا يعني أنه إذا كانت سُنَّة أنها تُترَك! لا، ومرَّ تفصيلُ ذلك في أولِ الخُطبة.

وله أن يُنَوِّع، جاءت السُّنَّةُ بأن يقول: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزِه ونفخِه ونفثِه)

وجاءت السنة كما ثبت بزيادة: السميع العليم-: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)

(وهمزه) الهَمْز: الوسوسة، ويدخُلُ في ذلك الصرع.

(ونفخه) النفخ: هو الكِبْر.

ولذلك عندَنا سأذكرُها باللهجة العاميَّة، بعضهم يقول: فلان نافخ نفسه” نافخ نفسه: يعني أنه متكبر هذا هو النفخ.

لكن النُطق الصحيح: فلان نافخٌ نفسَهُ.

فالشاهد من هذا من أنَّ النفخَ: هو الكبر.

(ونفثه): يدخُل في ذلك السحر {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ويدخل في ذلك الشعر المذموم.

 

البسملة

ثم يقرأ بعد ذلك البسملة: ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )

هل هي سنة أم ركن من ضمن الفاتحة؟

خلاف طويل، لكنَّ الذي يظهر: أنها سُنَّة، لو تركها الإنسان فصلاته صحيحه لمَ؟

لأنَّ النبي كما في صحيح مسلم قال:

قالَ اللَّهُ تَعالَى: (قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ) الصلاة هنا: الفاتحة

(قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي…).

ولم يقل: “بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ” فدل على أنها ليست بآية منها.

ولذلك قال شيخُ الإسلام رحمه الله: وقد أتى بعضُ الوُضَّاع ممن اختلق فذكر البسملة في هذا الحديث، وذِكرُها في هذا الحديث من وَضعِ الوَضَّاعِين الكَذَّابين.

 

قراءة سورة الفاتحة

بعد البسملة يقرأ الفاتحة.

وتُقرأ الفاتحة لأنها ركن على الصحيح في كل ركعة لقوله كما في الصحيحين:

 (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)

 وعند مسلم: (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ)

 (خِداج) يعني: أنها ناقصة.

ولذلك عندنا يعني فيما نتناقل عنه/ إذا وُضِعَ جنين قيل: هذا خِداج أو خَديج أو كذا،

 هذا له أصل في اللغة.

فإذاً: لابد من قراءة الفاتحة في كل ركعة حتى على الصحيح لو كنت مأموماً مع إمامٍ يجهَر لما ثبت في الحديث الحسن قال كما عند أحمد وغيره قال: (لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب)، وهذا تؤيده الأدلة الأخرى المطلقة،

 بل إنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه راوي الحديث لما قيل له: ( إذا كنتُ مع الإمام؟) فقال رضي الله عنه: ( فاقرأ بها في نفسِك) وهناك أدلة أخرى.

( فاقرأ بها في نفسِك) : أي: يُسر بها، فليس معنى ذلك أنه يقرأ بها دون أن يحركَ لسانه وشفتيه لا، يعني يُسر بها.، ولذلك تنبَّه.

 من الأخطاء: بعضُ الناس ربما يكبر تكبيرة الإحرام أو يقرأ الفاتحة أو ما شابه ذلك دون أن يُحرك لسانه وشفتيه!

 هذا ليس بكلام ولا تصح صلاتُه إذا كان في ركن، ولا يحصل على ثواب ذِكْر أو ما شابه ذلك إذا لم يحرك لسانه وشفتيه.

 لا يلزم على الصحيح أنه يُسمِعُ نفسَه أو يُسمع غيرَه، لا، أهمُّ شيء أن تُحركَ لسانك وشفتيك

 ولذلك بعضُ الناس تجد أنه يُكَبِّر تكبيرة الإحرام/ (تطبيق عملي من الشيخ) أين الشفتان أين اللسان؟! لا يتحرك!

 ويقرأ الفاتحة هكذا (تطبيق عملي من الشيخ) لمَ يا فلان؟!

 قال: أنا اقرأ بها في نفسي!

 حكم الصلاة: هذه الصلاة لا تصح لا تصح هذه الصلاة، فلابد أن تحركَ لسانك وشفتيك(تطبيق عملي من الشيخ): (الله أكبر، {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين…} ) تُحرك اللسان والشفتين، أما دون تحريك فلا.

 

تنبيه على التلاوة خارج الصلاة: ولذلك بعضُهم قد يكون المصحف أمامَه يقرأ – خارجَ الصلاة- الحرف بعشر حسنات كما جاء عند الترمذي، فبعضُهم يقرأ لا يحرك لسانه وشفتيه:

 لم تحصُلْ على هذا الثواب.

تحصل على ثواب التأمل؟ نعم، لكنَّ الثواب لا يحصلُ لك، تَنَبَّه، هذه نقطة مهمة جداً.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

الخُطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله..

 

 

 

 

من قرأ الفاتحة وأخطأ فيها:

يقرأُ الفاتحة وإذا أخطأتَ فيها – والكلام لمن ليس بموسوس، من كان موسوساً فلا يلتفِتْ، يستمر في قراءته كما سبق بيانُ ذلك في أول الخُطبة –

يقرأُ الفاتحة وإذا أخطأتَ فيها فتعيد من موضِعِ الخطأ ولا يلزمُكُ أن تعيدَ من أول السورة فيما لو أنك أخطأت مثلاً في:

{اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ} تبدأ منها لا تَعُد إلى أولِ السورة وإنما من حيثُ ماذا؟ من حيث ما أخطأتَ.

 

قَول: آمين

ويقول الجميع المنفرد والمأموم والإمام: (آمين)

 وهذه ليست من الفاتحة.

 ولذلك لو تركها الإنسان فلا حرجَ عليه، فهي سُنَّة.

 ومعناها: اللهم استجب.

وإذا كنت خلفَ الإمام فأمَّن فأمِّن معه، لما في الصحيحين وأحاديث أخرى:

(إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ )

الصحيح: أنك تُؤمِّن مع الإمام وليس بعدَهُ وليس قبلَه وإنما مَعَهُ.

 وهي ليست من الفاتحة كما سبق.

 

 

قراءة سورة بعد الفاتحة

وتقرأ بعدها سورة، إلَّا إذا كنتَ مع إمامٍ في جهرية فتكتفي بقراءة الفاتحة فقط.

من الأخطاء: بعضُ الناس ربما يأتي والإمام يقرأ الفاتحة، فيقرأ دعاء الاستفتاح!

 نقول: لا تقرأ دعاء الاستفتاح ولا أيَّ شيء، اقرأ فقط الفاتحة، بما أنَّ الإمام شَرَعَ في القراءة الجهرية اقرأ فقط الفاتحة، ما عداها فلا.

 

فيقرأ سورة: وهذه سُنًّة، ولو ترك هذه السورة صلاتُه صحيحة.

 بعض الناس يجد أن هناك حرجا فيما لو تركَها؟ نقول: هي سُنَّة، لكن ليس معنى ذلك أن تُترَك كما بيَّنَّا في أول الخُطبة.

والدليل على أنها ُسَّنة:

 ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود، (أصل الحديث في الصحيحين) :

أنَّ رجلاً كان يصلي مع معاذ -رضي الله عنه- فأطالَ الصلاة، فالرجل انصرف وصلَّى، فالنبيُّ قال له -كما في المسند وسنن أبي داود- قال:

” كَيفَ تقولُ في الصَّلاةِ؟ قالَ: إني أقرأ الفاتحة وأقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ، وأَعوذُ بِكَ منَ النَّارِ أما إنِّي لا أُحسنُ دَندنتَكَ ولا دَندنةَ مُعاذٍ، فقالَ النَّبيُّ : حولَها نُدَنْدنُ”

الدندنة: هو الصوت الخفي.

 يعنى: نحنُ ما أَطَلْنَا القراءة، ولا أَطَلْنَا الركوع، ولا فَعلْنا ولا فَعلْنا إلّا من أجلِ الجنة والنار، فقال: “حولَها نُدَنْدنُ”: حولَ النار وحولَ الجنة.

 حولَ النار: من أجل النجاة منها، وحولَ الجنة: من أجل الظَّفَرِ بها، نُدندن.

فإذا: لو ترك الإنسان قراءة سورة بعد الفاتحة فلا حرج وصلاتُه صحيحة.

 

ولعل الحديث إن شاء الله تكونُ له تتمة فيما يتعلق بصفةِ الصلاة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك المشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً، الله ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيء له البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد ، اللهم من أراد بهذه البلاد في دينها وفي عقيدتها وفي أمنها وفي رخائها سوءاً وبلاءً وشر وفتنة اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره وجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.