بسم الله الرحمن الرحيم
صفة الصلاة (3) من الركوع إلى الرفع من السجدة الأولى
لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعدُ فيا عباد الله..
فيا عباد الله تحدثنا في الجمعة الماضية عن صفة الصلاة من تكبيرة الإحرام إلى الركوع،
ونشرَعُ بعونٍ من الله عز وجل في بيانِ صفةِ الركوع وما يتيسر أن يُطرَحَ في هذا اليوم.
صفة الركوع:
فإذا أراد أن يُكبرَ للركوع فلْيرفع يدَيه.
والرفعُ هنا يكونُ كالرفع فيما يتعلقُ بمحاذاة المَنكِبَين وبفروع الأذنين يكون كما في تكبيرة الإحرام، ففي تكبيرة الإحرام:
إذا رفع المصلي فإنه بين صفتين: ينوع فيهما مرةً هكذا ومرةً هكذا،
في الصحيحين: ” يرفع حَذْوَ مَنكِبَيه “
وجاء في صحيح مسلم: ” حِيَالَ أُذُنَيه ” فيُنوِّع،
كذلك إذا أراد أن يركع: فلْيَقُل مُكبراً ويرفع يديه كهاتين الصفتين وينوع فيهما.
وإذا ركع فلْيُكن ظهرُه متساوياً مع رأسِه: لا يرفع رأسَه ولا يَخفِض برأسه.
(تطبيق عملي من الشيخ في المقطع) كأنَّ هذا هو الظهر وهذا هو الرأس،
لفعله كما ثبت عنه في أحاديثَ كثيرة.
ولو ركع وهو رافعٌ لرأسه أو خافضٌ لرأسه فركوعُه صحيح لأن الركوع متى ما أُتِيَ بأقل ما يكونُ فيه فقد أجزأ، لكننا نتحدثُ عن الأفضل
والنبي ﷺ قال كما في الصحيح: ( صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي )
ولذلك/ ضابط الركوع المُجزئ:
أن يكونَ إلى الركوعِ التام أقرب منه إلى القيامِ التام.
-هناك ضابط آخر لكنَّ هذا الضابط أيسر-، بمعنى: أنك إذا رأيتَ الإنسان فرأيتَ حالَتَهُ أقرب إلى الركوع من القيام فهو راكع.
وإلَّا فلا يَصِحُّ ركوعُه لأنَّ البعض قد يُشكِل عليه! هل هذا راكع أم أنه قائم؟!
بعضُهم ينحي انحناءً يسيراً فمثلُ هذا لا ينفع.
فالضابطُ: أنه متى ما رُئيَ فقيل هذا ركوع فهو ركوع وإلا فإنه لا يُجزئ،
والركوع ركنٌ من أركان الصلاة لا تَصِحُّ الصلاةُ إلا به.
وإذا ركع كما ثبت عند الترمذي: ” يُجافي بعَضُدَيه عن جَنْبَيه “ لا يجعل اليدين ملاصقة للجنبين بل إنه يجافي بيديه عن جنبيه.
ويكونُ كما جاء عند البخاري وغيرِه – لأن بعضّ الزيادات قد تكون عند البخاري – :
من أنه إذا ركع فيجعل يديه على رُكبتيه، وَيُمَكِّن بيديه من رُكبتيه كأنه قابضٌ لهما،
ويُفَرِّج الأصابع، الأصابع يجعلُها منفرجة لا يجعلُها متلاصقة، ويفرج أصابِعَهُ
(تطبيق عملي من الشيخ في المقطع)
هذا هو السنة ولو أنه لم يفعل ذلك فلا إشكالَ في ذلك،
لكن كما قلنا: الإنسان يحرِص على اتباع النبيِّ ﷺ فيما فَعَلَهُ في صلاتِهِ فإنَّ مثلَ هذا الاتباع أحرى بأن تكونَ هذه الصلاةُ مقبولة.
وكوننا نقولُ سُنَّة لا يعني أن الإنسان يدع هذا، لا، إنما نبين بحيث لو وقع شيء لا يكون الإنسان في حرجٍ من صلاته.
فلْيُتنبه لمثل هذه الحيثية فهي حيثية مهمة جداً، بمعنى أننا إذا قلنا سنة لا يعني أنها تُترك.
ويقول في الركوع: “سبحان ربي العظيم”
ويقول في ركوعه: “سبحان ربي العظيم” كما في جاء عند أبي داود.
وهذا هو أقل الواجب، وَلْيَكُن ثلاثَ مرات هذا هو أدنى الكمال،
ولا يُحصر بأيِّ عدد على الصحيح لا يُحصر بعشر، أما ما ورد من أثر من أنه يُحَصر بعشر مرات بأن يقول: “سبحان ربيَ العظيم” عشر مرات فهو أثرُ ضعيف.
بل إن السنةَ الثابتة منه ﷺ كما في الصحيحين من حديث البراء:
من أن ركوعَه قريبٌ من قيامه، فمتى ما كانت الركعة في القيام ” الفاتحة والسورة”
فَلْيَكُن الركوع قريباً في الإطالة مثل القيام.
وليُقل الأذكار الأخرى وهي أذكار كثيرة:
ويرجع إليها الإنسان، من بينها: ” سبُّوح قُدَّوس ربُّ الملائكةِ والرُّوح ” ويصِح أن تُنطَق:
” سَبُّوح قَدُّوس ” بفتح السين وفتح القاف، لكنَّ الأفصح:
” سبُّوح قُدَّوس ربُّ الملائكةِ والرُّوح ” كما جاء في صحيح مسلم.
وإذا لم يحفظ الإنسان غير: ” سبحان ربي العظيم ” فَلْيُعَظِّم الله عز وجل بأنواع التعظيم في هذا الركوع بما في صحيح مسلم قال ﷺ: ” فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ “
وهناك أذكار وردت عن النبي ﷺ في الركوع لكن لا يتيسر طرحُها حتى لا تكون هناك إطالة.
الرفع من الركوع
ثم يرفع من ركوعه قائلاً: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه “
ولْيَكُن أيضا الرفع إذا قال: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” (تطبيق عملي من الشيخ)
إذا قال: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” يرفع فتكون الكفَّان مُحاذيَة للمَنكبين أو إلى فروع أُذُنَيه.
ويقول: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه “من حين ما يرفع، وهذا هو فِعلُه ﷺ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
(كان ﷺ يقول: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه حين يرفع، ويُكبر حينَ يسجد).
لماذا أشرت إلى هذا؟ بعضُ الناس ربما لا يقول” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” إلا إذا استتمَّ قائماً، يعني: هو الآن في الركوع (تطبيق عملي من الشيخ)
يُفترض -يعني ينبغي- لكن في حاله يُفترض/ لأن بعض أهل العلم يقول: الصلاة غير صحيحة في أي حال من الأحوال إذا لم يكن التسميع من حين ما يرفع والتكبير من حين ما يسجد،
تنبيه على خطأ: فيه نقطه يفعلُها بعضُ أئمة المساجد يجني على المصلين الذين خلْفَه:
بعضُ الناس يكونُ راكعاً، (تطبيق عملي من الشيخ) طبعاً الركوع باعتبار أنَّ المَقام هنا ضَيِّق وإلا ليس هذا بالركوع لكن من باب التوضيح والتقريب،
بعضُ الناس مثلاً يكونُ راكعاً فإذا استتم قائماً قال: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” هذا خطأ!
والصواب: من حين ما ترفع: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” من حين ما ترفع.
بعض الأئمة لا يقول: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” إلا إذا استتم قائماً!
ربما يكونُ خلفَهُ صفَّان أو ثلاثة صفوف أو خمسة أو عشرة
يعني تصوروا: لو فُعِلَ مِثْلُ هذا في يومِ الجُمُعة/
مَنْ في الصف الأخير لو أن َّالإمام قال: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” لمَّا استتم قائماً
(تطبيق عملي من الشيخ)
لمَّا استتم قائماً قال: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” مَنْ في الخلف قد يَظُن أنَّ الإمام ما زالَ في الركوع،
(لأنه من حين ما يقول الإمام: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” فقد فاتك الركوع وفاتتك الركعة)
لكنَّ الإمام قد رفع
لكنَّ هذا المأموم الذي في الصف المتأخر أو في الصفوف المتأخرة ما يدري!
ربما أنه يظن أنَّ الإمام راكع وقد فاتته الركعة،
فيكونُ هذا الإمامُ قد جنى على من خلفَه ويتحمل الإثم،
قال ﷺ كما عند البخاري عن الأئمة: “يُصَلُّونَ لَكُمْ، فإنْ أصَابُوا فَلَكُمْ، وإنْ أخْطَؤُوا فَلَكُمْ وعليهم”
ولذلك يُتَنَبَّه لمثلِ هذا الأمر/ من حين ما ترفع سواءً كنتَ منفرداً -ويتحتم هذا إذا كنت إماماً – من حين ما ترفع تقول: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه “.
معنى: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ”
ومعنى ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” يعني: استجاب الله لمن حَمِدَه.
الله عز وجل يسمع، له صفة السمع:
﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾
فهنا ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” : فهو عز وجل يسمع، ويتضمن ذلك أنه يستجيبُ لمن حمده،
يعني: استجاب الله لمن حمده، يعني: لمن حَمِدَ الله، ولذلك في سنن الترمذي كما ثبت:
قوله ﷺ: “وأعوذ بك من دعوة لا تُسمَع” عند مسلم: “من دعوة لا يُستجابُ لها”
فتقول: ” سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه ” معناها: استجاب اللهُ لمن حمِدَه.
ولذلك إذا رفعنا ماذا نقول؟ ” ربنا ولك الحمد “
وهنا يستتم قائماً ويطمئن، ولذلك جاء عند البخاري وغيره -وإذا قُلت من أنه عند البخاري وعند غيره هناك زيادات-
فقد جاء عند البخاري وغيره:
من أنه يطمئن في مثل هذه الحال، ولذلك كما ثبت عند أبي يعلى: رأى النبيُّ ﷺ رجلاً لا يُتم ركوعَه، قد استعجل لا يطمئن، فقال ﷺ: ( لو مات هذا لمات على غير ملة محمد ).
فيستتم قائماً.
من الأخطاء: بعض الناس ربما أنه من حين ما يرفع من الركوع يقول: (سمع الله لمن حمده) ينزل مباشرة ويسجد هذا خطأ! (تطبيق عملي من الشيخ في المقطع)
وإذا رأيتم هؤلاء وضِّحوا لهم.
فمعنى هذا: أنه لا بد أن يطمئن، والطُمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة.
ضابط الطمأنينة كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة:
أن يعودَ كلُّ عظمٍ إلى مكانِهِ.
يعني: لما ترفع من الركوع هنا تثبُت حتى يعود كل عظم إلى مكانه، هذا أقل شيء في الطُمأنينة.
لكن السُّنَّة: أن يكونَ هذا الرفع في الإطالة كالركوع لحديث البراء في الصحيحين من أنه ﷺ كان رفعُهُ قريباً من ركوعِهِ.
فيقول/ وهذا هو الواجب: (ربنا ولك الحمد).
هناك زيادات على كلمة: (ربنا ولك الحمد) هذه هي الواجبة وقد جاء في الصحيحين:
(ربنا ولك الحمد) بالواو.
وجاء في الصحيحين: (ربنا لك الحمد) بدون واو.
وجاء في الصحيحين: (اللهم ربنا لك الحمد) بدون واو.
وجاء عند البخاري: (اللهم ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو.
وجاء عند أبي داود كما ثبت: ( لِربيَ الحمد).
فينوع الإنسان مرة هكذا ومرة هكذا. هذه الزيادة مُستحبة
هذا هو الواجب، ما زاد من الذكر فيكون مستحباً.
إذاً نقول: (ربنا ولك الحمد) فيه زيادات من مجموع ما جاء في صحيح مسلم وفي غيره في الصحاح وفي السنن، إذا قلت: (ربنا ولك الحمد) تزيد:
( حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه كما يُحب ربنا ويرضى أهلَ الثناء والمجد -يعني: يا أهل الثناء والمجد- أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَد )
هذه إن أُتِيَ بها فحسن من السنة، لكنَّ الواجب: (ربنا ولك الحمد).
لكن هناك أمر وهو: بعضُ الناس إذا قال هذا القول: (ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يُحب ربنا ويرضى أهلَ الثناء والمجد أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد) سجد!
لم يتم المعنى
(أحق ما قال العبد) هذا مبتدأ، أين خبرُه؟ (اللهم لا مانع لما أعطيت)
جملة (وكلنا لك عبد) جملة حالية معترضة بين الجملتين
(أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد) ما هو أحق ما قال العبد؟ أكمِل:
(اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَد).
تنبَّه لمثل هذه/ (تطبيق عملي من الشيخ)
لأن البعض إذا قال: (أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد) الله أكبر، أين التكملة؟
كمِّلْ حتى يَكمُل المعنى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله..
السجود
بعد ذلك يسجد، فيخر ساجداً، وإذا خَرَّ ساجداً فإن الذي تدل عليه الأدلة حسْبِ ما يظهر لي من أنه: يُقدم ركبتيه على يديه
وليس هذا الموطن موطناً لتوضيح الأدلة في ذلك،
لكن حتى لو قدَّمَ يديه قبل رُكبتيه فلا حرج؛ بعض الناس يُعَنِّف في مثل هذه المسألة.
ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
إن قَدَّمَ يديه قبل ركبتيه أو قدم ركبتيه على يديه فلا إشكالَ في ذلك؛
تقديم هذه على هذه أو هذه لا إشكال في ذلك
لكنَّ الكلام حول السُّنِّيَّة وحول الأفضل، فالأفضل فيما يظهر لي ولي حديثٌ حول هذا في غير هذا الموطِن من أنه:
يُقدم ركبتيه على يديه، لكن إن كان عاجزاً: فَلْيُقَدِّم يدَيه قبل ركبته.
والأمر كما قلت أكرر في مثل هذه المسألة حتى لا يُظن أنها من المسائل العِظام التي تُشحَنُ فيها النفوس/ إن قَدَّمَ اليدين على الركبتين أو العكس فلا حرجَ في ذلك ولا إشكال في ذلك كما نصَّ على ذلك شيخُ الإسلام رحمه الله.
فيخر ساجداً مكبراً: متى؟ من حين ما ينزل كما هي السنة من فعله ﷺ.
السجود على الأعضاء السبعة
فإذا سجد فيجب عليه أن يسجد على الأعضاء السبعة، فإن لم يفعل بطَلَت صلاتُه
لأنَّ سجودَهُ لا يصح لما في الصحيحين: ( أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ )
اليدان وهما الكفان، والركبتان، والقدمان يعني أطراف القدمين، والجبهة والأنف.
من الأخطاء: بعض الناس ربما يسجد على جبهته، أنفه لا يصيب الأرض!
فالصحيح أنَّ سجودَهُ لا يصح وبذلك لا تصح صلاته.
ومن الأخطاء: بعض الناس وفي سجوده يرفع أطراف الأصابع عن الأرض،
أو: يرفع قدماً دون الأخرى هذا لم يسجد على الأعضاء السبعة!
والصحيح من قولَي العلماء:
أنه لا بد أن يسجد على العضو بأكمله ولا يُجزئ أن يسجد على بعضه
(تطبيق عملي من الشيخ) طبعاً الواجب في السجود أن تسجد هكذا، وتُمَكِّن من الأرض طبعاً.
فمن الأخطاء: -وهذا يحصل كثيراً عند الشباب في مثل هذا العصر-
بعض الناس إذا سجد يسجد هكذا! (تطبيق عملي من الشيخ)
هنا لم يسجد على جميع الكف! فليتنبه لمثل هذا الأمر.
والسنة في مثل الأمر بالنسبة لليدين:
أن يضم الأصابع أصابع اليدين ويستقبل بهما القبلة، ولتكن اليدين -وإذا قلنا اليدين يعني الكفين- لأن الإنسان لا يجوز له أن يسجد وقد وضع ساعدَهُ على الأرض، قال ﷺ كما في الصحيحين
( اعتَدِلوا في السُّجودِ ولا يبسُطْ أحَدُكم ذراعَيْهِ بَسطَ الكلبِ )
وإنما يرفع يديه ويكون السجود هكذا،
وتكون الكفان: حذو المنكبين أو بين رأسه. ينوع مرة هذا ومرة هذا.
ويعتدل في السجود/ بمعنى: أنه يرفع فخذيه عن ساقيه ويرفع بطنه عن فخذيه.
تنبيه: بعض الناس يضم نفسه ضماً، هذا مخالف للسنة، الصلاة صحيحة؟ نعم، لأنه سجد على الأعضاء السبعة لكن نحن نتحدث عن اتباع النبي ﷺ.
من الأخطاء: بعضهم يفرش نفسه فرشاً كهيئة المنبطح، هذا خطأ قال ﷺ:
( اعتَدِلوا في السُّجودِ ).
ويُجافي بيديه عن جنبيه/ ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يُشفقون على النبي ﷺ من شدة مجافاته حتى في الحديث: (لو أرادت بَهْمَة) -وهي البهمة الصغيرة من البهائم- لو أرادت أن تمر بين جنبيه لمرت من بين جنبيه ﷺ،
لكن تنبَّه: هذا إذا كنت وحدك أو كنت إماماً أو كنت مأموماً،
لكن إن كنت مأموماً وستُضيّق على من عن يمينك ومن عن شمالك لا، فلا تُعمل سنة مقابل التضييق على أخيك المسلم.
وبالنسبة إلى القدمين/ كما سبق يُمَكِّن القدمين من الأرض (تطبيق من الشيخ)
وتكون أصابع القدم تجاه القبلة وظاهر القدم إلى القبلة.
ويُمَكِّن بأصابعه مع رصِّ القدمين، يعني القدمين تكون مرصوصة كما ثبت عند ابن خزيمة وغيرِه.
إذاً أطراف الأصابع، تجاه القبلة ظاهر القدم للقبلة.
بالنسبة للأصابع مُمَكَّنة في الأرض، العقبين قد رُصَّتا.
ثم بعد ذلك يقول: (سبحان ربيَ الأعلى)، يرفع من السجود.
ولعل الحديث تكون له تتمة بإذن الله في الجمعة القادمة، بإذن الله تعالى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك المشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين. اللهم اجعل هذا البلد أمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد ﷺ، اللهم من أراد بهذه البلاد في دينها وفي عقيدتها وفي أمنها وفي رخائها سوءاً وبلاءً وشر وفتنة اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره وجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.