خطبة صفة الصلاة ( 5) والأخيرة [ من الجلوس في التشهد الأخير إلى التسليم ]

خطبة صفة الصلاة ( 5) والأخيرة [ من الجلوس في التشهد الأخير إلى التسليم ]

مشاهدات: 674

بسم الله الرحمن الرحيم

خُطبة: صفة الصلاة (5)

 من الجلوس في التشهد الأخير إلى التسليم

لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾

 ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ أما بعد..

 

فيا عباد الله تحدثنا في الجُمَع السابقة عن الركعتين في الصلاة وما يكون فيهما

 ونتحدث في هذا اليوم: عمَّا يكونُ بعد الركعة الثالثة والركعة الرابعة.

الركعة الثالثة

فإذا قام المصلي من السجدة الثانية إلى الركعة الثالثة، أو إلى الركعة الرابعة من الظهر أو العصر أو العشاء، فإنه يجلسُ للتشهد الأخير.

وهنا: بعض الأئمة إذا قام من السجدة الثانية للتشهد الأول أو للتشهد الأخير يُغيّر نغمة التكبير، بحيث يُشعِر من خَلْفَهُ بأنه في التشهد (الله أكبر) (تطبيق من الشيخ) هكذا.

 ومِن ثَمَّ فإن مثل هذا الصنيع لا أعلمُ له دليلاً صحيحاً من سنةِ النبي ﷺ بحيث يُغايَر بين تكبيرة التشهد وبين التكبيرات الأخرى! وإنما يُكبر على طبيعته.

 ومن ثَمَّ/ فإن بعضاً من الناس لما سَمِعَ هذا الكلام: من أنه لا يُغير نغمة الصوت في التكبير للتشهد الأول والتشهد الأخير إذا به ماذا يصنع؟

 يُكبر تكبيرة من كأنه قام، يعني هو سيرفع من السجدة الثانية للتشهد فيقول (الله أكبر) (تطبيق من الشيخ) حالُه حال من يقوم إلى الركعة الثالثة!

ومثل هذا الصنيع أيضاً لا أعلم له دليلاً من سنة النبي ﷺ

وإنما يُكبر الإنسان على حسَبِ طبيعته؛ لأن التكبير يختلف من حركة إلى حركة، أُعطيكم مثالاً:

 لما أُكبِّر وأنا أهوي إلى السجود تكونُ نغمة التكبير من حيثُ الطبيعة لطولِ الهَوي وأيضاً لحركتي، تختلف عن التكبير بين مثلاً بين السجدتين،

لمّا أُكبر لسجدة الثانية يختلف عن تكبيرتي لمّا أنهض، فهي تعود إلى طبيعة الإنسان، يعني لا يُدقق الإنسان، وإنما يكونُ على طبيعته في جميع تكبيراته لأن نغمة التكبير من حيث الطبيعة تختلف، لما تتحدث وأنت هاوي أو أنك قائم تختلف هذه الحالة عن هذه الحالة.

إذاً يكون الإنسان على طبيعته.

التشهد/ وفي التشهد كما ذكرنا في أول خُطبةٍ عن صفة الصلاة: ينظر إلى سبابته حينما يُشير، لأننا قلنا إذا كبر تكبيرة الإحرام ينظر إلى: موضع سجوده،

 لكن في التشهد ينظر إلى: السبابة.

وهنا تنبيه على خطأ/ وهو أن بعضا من الناس ينظر إلى السماء في الصلاة، وهذه تكثُر حينما يرفع من الركوع (سمع الله لمن حمده)، (تطبيق من الشيخ) لا يجوز مثل هذا الرفع في الصلاة، لا أثناء الرفع من الركوع، ولا في أي موطن من مواطن الصلاة! حتى إن بعض العلماء أبطل الصلاة لأنه فعل محرماً؛ وإن كان هناك جملة كبيرة لا يُبطلونها، لكن يتنبه الإنسان بحيث لا يجعل صلاته في محل بُطلان عند بعض العلماء، ولذلك النبي ﷺ كما في صحيح البخاري قال:

( ما بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ في صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ في ذلكَ، حتَّى قالَ ﷺ: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ) وعند مسلم: (أو لا ترجِعُ إليهم)

-أيضاً بما أنني ذكرتُ هذا الأمر- تنبيه على خطأ/ بعضٌ من الناس إذا رفع من الركوع قال: (سمع الله لمن حمده) كما سلف قلنا يرفع يدَيه بعضهم يرفعها بصفة الدعاء! (تطبيق من الشيخ) ومثلُ هذا لا أعلم له دليلاً صحيحاً من سنة النبي ﷺ.

 وكذلك بعض الناس إذا قال: (ربنا ولك الحمد) زاد كلمة: (والشكر) وهذه كما ذكرنا مراراً من أنها لا يُعلمُ لها دليل صحيح من سنة النبي ﷺ.

– هذه الأشياء ذكَّرتني بما مضى –

  إذاً في التشهد ينظُرُ إلى سبابته

ويكونُ جلُوسُه جلوس التورك في التشهد الأخير إذا كانت ثلاثية كالمغرب أو رباعية “العصر والعشاء والظهر”؛ لكن الفجر في التشهد الأخير، لأن الفجر ليس له إلا تشهد واحد.

من مجموع الأدلة: على أن الصلاة إذا كان فيها تشهدان كالمغرب والظهر والعصر والعشاء:

 ففي التشهد الأخير يتورك.

وفي التشهد الأول يفترش كما مر معنا، الافتراش: يفرش رجله اليسرى ويجلس بمَقعدته على رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى هذا في التشهد الأول.

 كذلك إذا كان في صلاة الفجر الافتراش لأنه ليس هناك تشهد آخر.

أما في التشهد الأخير من المغرب والظهر والعصر والعشاء: فإنه يتورك، ما هو التورك؟

 يفرُش رجله اليسرى ولكنه لا يجلِسُ عليها وإنما يجلسُ بمَقعدته على الأرض، بحيث تكون اليسرى مفروشة تحت رجلِه اليمنى وتكون اليمنى منصوبة هكذا (تطبيق من الشيخ) يعني كأنه هذه أطراف أصابع القدم تكون على الأرض؛ هذا هو التورك.

  وفي هذا التشهد الأخير لِيَحرِص لما جاء عند مسلم: ( إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ: اللهم إني أعوذ بك مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فتنة المَسِيحِ الدَّجَّالِ) أو: من شَرِّ فتنة المسيح الدجَّال [كما في الرواية الأخرى].

هذه أربع احرِص عليها، احرص عليها، لأن بعضَ العلماء أوجبها.

 وفي هذا التشهد لو أطال الإمام للدعاء إذا كنت مأموماً: فلا تستعجل هو محل الدعاء، ولذلك ماذا قال ﷺ كما في الصحيحين: ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ الدعاء مَا شَاءَ) وفي رواية: (مَا أَحَبَّ)

إن كان يعرف الأدعية الواردة عن النبي ﷺ في هذا المقام فليقل بها وليقل غيرها، إن لم يحفظ فليدعُ الله عز وجل بما يُحب.

 والصحيح يدعو بما شاء وبما أحب لإطلاق الحديث، خلافاً لبعض العلماء من أنه قال: (لا يدعوا بشيء من أمر الدنيا)، الصحيح: يدعو بما شاء وبما أحب لإطلاق الحديث، يدعو الله عز وجل بما يشاء مما يحب مما يتعلق بمصالحه الدينية وبمصالحه الدنيوية.

وهذا التشهد يكون الدعاء بعد الصلاة على النبي ﷺ كما هو معلوم ثم يدعو بما أحب وبما شاء.

ثم يُسلم

التسليم

تنبيه على خطأ/ بعض الناس إذا سلم (تطبيق من الشيخ) عند السلام (السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله) يُشير بيديه يعني يرفع كفيه عن فخذيه!

وهذا نهى عنه النبي ﷺ كما في صحيح مسلم قال:

(عَلَامَ تُومِئُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمسٍ؟ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ )

فالنبي ﷺ نهى عن ذلك، ولذا أرى بعض الناس إذا أراد أن يُسلم رفع يديه عن فخذيه أثناء السلام، هذا منهي عنه من النبي ﷺ.

الالتفات مع لتسليم

وإذا سلم يلتفت، الالتفات مع التسليم (تطبيق من الشيخ) هكذا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.

تنبيه على خطأ/ بعض الناس -ولا أعلم له دليلا صحيحاً من سنة النبي ﷺ-

 إذا سلم قال (تطبيق من الشيخ): “السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله”

 هزَّ الرأس هذا، أين الدليل!

 وإنما يلتفت من حين ما يُسلم: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.

 (تطبيق من الشيخ)

ولتعلم أن الركن هو: السلام.

 الالتفات: سنة، بالإجماع.

 حتى يُفهم التفريق: يعني لو أنني سلمت من غير ما ألتفت صلاتي صحيحة

 تصور وأنا في الصلاة قلت هكذا: “السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله” دون أن التفت: (تطبيق من الشيخ) الصلاة صحيحة، الالتفات سنة.

 ولذلك لو التفت المصلي من غير ما يُسلم: فصلاته غير صحيحة، (تطبيق من الشيخ)

لو التفت ولم يُقل: السلام عليكم ورحمة الله لم تصح صلاته.

 إذاً/ الركن هو اللفظ، لكن الالتفات سنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صيغ التسليم/ وإذا سلم هناك صيغ للسلام، المشهور عندنا وهذا عند مسلم:

(السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله) هذا في حديث جابر بن سمُرة.

حديث جابر بن سمُرة أيضاً في صحيح مسلم من طريق آخر: لم تأتِ فيها كلمة (ورحمة الله)، يعني (السلام عليكم، السلام عليكم)، هذه كأن بها إشارة إلى أن كلمة “رحمة الله” -طبعاً قلت: رحمة الله باعتبار الحكاية- “ورحمة الله” فيها إشارة إلى: أنها ليست واجبة.

فإذاً لو صليت مع إمام فقال: (السلام عليكم، السلام عليكم) لا تُشنِّع.

وردَ: “السلام عليكم ورحمة الله” (جهة اليمين) “السلام عليكم” (جهة اليسار) لو فُعل لا تُشنع.

وردَ: (السلام عليكم ورحمة الله) (السلام عليكم ورحمة الله) هذه هي المعمولة عندنا.

 وردَ كما عند أبي داود: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” (من جهة اليمين)، “السلام عليكم ورحمة الله” (من جهة اليسار) زيادة جملة: ( وبركاته ) هذه واردة، يعني لو سمعتَ إماماً لا تُشنع، هذه فُعِلت.

أنت لو أردت أن تفعلها في صلاتك في السنة في راتبة في قيام الليل فلك ذلك.

 إذاً هذه هي صِيَغ التسليم.

بعد السلام/ إذا سلم كما هو معلوم يقول: “استغفر الله” ثلاثاً، “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام”

هنا تنبيه وهو: الإمام سينصرف إلى المأمومين بعد قول: “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام” ينصرف إلى المأمومين،

 بعض المأمومين لما يرى الإمام ينصرف إلى الجماعة إلى المصلين ينصرف من جهة اليسار يُشنع!

(تطبيق من الشيخ) يعني كأن هذه القبلة -كمثال فالقبلة خلفي – كأن هذه القبلة، هو انتهى من الصلاة يعني هو سيلتفت إلى المصلين، التفت من جهة اليسار،  بعضهم يُشنع!

 هذا من سنة النبي ﷺ، لأن بعضهم يقول لماذا لا تنصرف إلينا بوجهك من جهة اليمين.

قال ابنُ مسعود رضي الله عنه كما في الصحيحين:

“لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ”

حديث أنس في صحيح مسلم قال:

“فَأَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ”

فإذاً/ ابن مسعود يقول عن يساره، وأنس يقول عن يمينه، وكلٌّ منهم رأى النبي ﷺ.

ولذلك في السنن في حديث قَبيصة بن هُلْب:

“كَانَ يَنْصَرِفُ ﷺ عَنْ شِقَّيْهِ” يعني: عن جانبَيه، مرة هكذا ومرة هكذا.

 يعني لو أن الإمام انصرف إلى جماعة المسجد من جهة اليمين، من جهة اليسار الأمر في ذلك واسع، فكل هذا سنة، فليطبق الإمام هذه السنة مرةً كهذا ومرةً هكذا.

وليُعلم: – وقد نص الفقهاءُ على ذلك – من أنه إذا انصرف الإمام ينتظر المأموم، قد يكون لدى الإنسان قد يكون لديه شُغل، فينصرف من حين ما يُسلم الإمام مباشرة! انتظر،

 نصَّ الفقهاء على أنه ينتظر بعد الاستغفار وبعد قول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ينتظر في مصلاه لم؟ قالوا: لأن الإمام ربما أنه نسِيَ شيئاً في صلاته فأراد أن يسجُد، فإذا كان الإنسان لديه شُغل فلينتظر هذه الثواني بعد الاستغفار وبعد قول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والأذكار التي بعد الصلاة كثيرة لا يتسع المقام هنا لذكرها وهي معروفة إن شاء الله لدى الجميع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

الخُطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد فيا عباد الله..

لما يُسلم ويذكر الأذكار السنة هنا على الصحيح: أنه يرفع صوته بالذكر، لأننا نرى أن كثيراً من الناس ترك هذه السنة، وهي سنة عند كثير من أهل العلم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما:

“مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَّا بِالتَّكْبِيرِ” وفي رواية: “بالذكر”.

تنبيه/ لكن أيضاً هنا أمر وهو: أن بعضا من الناس قد يظن من أنه يرفعُ صوته صوتاً جهورياً كبيراً! فيحصل من ذلك أن من يقضي الصلاة يتأثر.

المقصود من ذلك: من أنه يرفع صوتَهُ رفعاً طبيعياً، بحيث لما أرفع ويرفع من بجانبي وهكذا من عن اليمين والشمال يتكون من مجموع الأصوات من أنَّ الصوتَ يكونُ رفيعاً بحيث لا يؤذي من يقضي الصلاة في صلاته ولا يُشغله ذلك، وبحيث تطبق هذه السنة.

إذاً هذه صفة صلاة النبي ﷺ أوردناها باختصار.

 ومِن ثَمَّ فإنه ﷺ صلى هذه الصلاة على المنبر لكي يُعلم أصحابَه كما مر معنا في ذكر الحديث

“إنَّما صنعتُ هذا لتأتَمُّوا بي ولتعلَّموا صَلاتي”

ومن ثَم ننقل مثل هذه الأحكام ومثل هذه الصفة إلى النساء في البيوت،

أيضاً إن لم يكن كذلك يُحث من في البيوت من النساء إلى أن يسمعن هذه الخُطبة في اليوتيوب.

 

أيضاً هذه الصلاة لعِظَمِها وما فعله ﷺ من الصلاة على المنبر يدل على عظمها، ومن ثَمَّ فإننا نرى ما يُحرق القلب من التفريط في هذه الصلاة لعدم إقامتها أو بتركها أو بالنوم عنها من جملة وللأسف تفاقمت وتكاثرت في هذا الزمن جملة كبيرة من المسلمين من الشباب من البنات.

ومعلومٌ حديث النبي ﷺ عند مسلم: “بينَ الرجلِ وبينَ الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ”

في السنن: “العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفرَ”

فواجب علينا أن نتنبه

 وقد ذكرت في خُطبة عنونتُ لها وتحدثتُ عن ذلك، إن أضعنا الصلاة فما الذي بقي؟ ما الذي بقي؟ إن أُضيعت الصلاة فما الذي بقي؟ فهي الركنُ الأعظم بعد الشهادتين.

نسألُ الله عز وجل أن يُصلحَ أحوال بناتنا وشبابنا، اللهم حبب إلينا وإليهم الإيمان وزينه في قلوبنا وقلوبهم، وكره إلينا وإليهم الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا وإياهم من الراشدين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك المشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود اللهم كن لهم ناصرا ومعينا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم، وانصرهم على الرافضة الحاقدين

 اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد ﷺ، اللهم من أراد بهذه البلاد في دينها وفي عقيدتها وفي أمنها وفي رخائها وفي استقرارها سوءاً وبلاءً وشرا وفتنة اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز.

الله ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.