خطبة عشرون فائدة عن بعض ما جاء عن الخشوع في الكتب التسعة

خطبة عشرون فائدة عن بعض ما جاء عن الخشوع في الكتب التسعة

مشاهدات: 214

بسم الله الرحمن الرحيم

(خطبة عشرون فائدة عن بعض ما جاء عن الخشوع في الكتب التسعة)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري 

1-11-1442

_____________________

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا

 إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله:

 تحدثنا في الجمعة الماضية عن بعض ما جاء في القرآن عن الخشوع، ونتحدث عن بعض ما جاء في الكتب التسعة عن الخشوع.

 

الخشوع هو سبب من ضمن أسباب تكفير ذنوب العبد

 – يعني الصغائر

 في كل الأزمان، قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم:

 ما مِن امْرِيءٍ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ

 

الخشوع سبب من أسباب دخول الجنة.

النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ “.

قال: مقبل عليهما بقلبه ووجهه، بقلبه يعني أنه خاشع من حيث الباطن، بوجهه أنه خاشع من حيث الظاهر من حيث جوارحه.

 

الخشوع في الصلاة جودة للصلاة

 وذلك أنه عليه الصلاة والسلام لمَا قال في حديث عقبة بن عامر في الحديث السابق مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُأتى عقبة فسمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول هذه، فقال: ما أجود هذه يعني هذه الفائدة، وهذه البشارة هي ذات جودة لمَ؟

ليسرها وسهولتها، ولا مشقة فيها مع عظم هذا الأجر.

 

الخشوع هو الشغل الحقيقي في الصلاة

 النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين: إنَّ في الصَّلَاةِ شُغْلًا يعني لا يشتغل أحد بشيء في صلاته غير الصلاة، وذلك بالإقبال على حضور القلب والبدن

 في قراءته، وفي تسبيحه، وفي ثناءه على الله عز وجل في هذه الصلاة، فقال: إنَّ في الصَّلَاةِ شُغْلًا“.

 

الخشوع كان عليه الصلاة والسلام يرى خشوع أصحابه في الصلاة

 وهو يصلي

 وهذه مزية له، يرى في صلاته من هو خلفه كأنه يراه أمامه، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين: هلْ تَرَوْنَ قِبْلَتي هَا هُنَايعني أتظنون إنني إذا استقبلت، إنني لا أرى من استدبرت، ثَم قال: فَوَاللَّهِ ما يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ ولَا رُكُوعُكُمْ، إنِّي لَأَرَاكُمْ مِن ورَاءِ ظَهْرِي“.

 

الخشوع قد يطلق على بعض أركان الصلاة لأهميته

 يطلق على السجود، وهذا محتمل لأنه عليه الصلاة والسلام لمَا قال في صحيح البخاري: “ما يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ ولَا رُكُوعُكُمْقد يكون المقصود والاحتمال غير الاحتمال السابق أنه هو السجود لرواية مسلم

 مَا يَخْفَى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلَا سُجُودُكُمْ ولذا الخشوع قد يطلق على الركوع، ولذلك في المسند لمَا ذكرت عائشة رضي الله عنها صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالليل قالت: فَإِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ أَوْ : خَشَعَ قَائِمًا ” [قالت: ركع أو خشع] :الخشوع هنا هو الركوع، ركع أو خشع قائمًا،وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا

 

الخشوع لِعِظَمِهِ كان عليه الصلاة والسلام يقول

 كما في صحيح مسلم في ركوعه

 خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِيفي رواية أبي داود وعظامي عند النسائي لَحْمِي ودَمِي، في رواية عند الإمام أحمد وما استَقلَّتْ به قَدَمي للهِ ربِّ العالمينَسبحان الله لماذا ذكر هذه الأشياء؟

خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، لأن معظم الآفات التي تأتي العبد في دينه من سمعه ومن بصره، والذي يحركها بالخواطر مخي وهو الدماغ، والذي يدعو العبد إلى فعل هذه الأشياء التي هي الآفاتهو ما يستطيع أن يعمله ببدنه، لأن العصب يربط بين العظام

 وتحصل بذلك حركة الإنسان

قال: وَعَظْمِي وَعَصَبِي، وفي رواية أبي داود عظامي و لَحْمِي ودَمِي، لأن الإنسان هو من اللحم والدم.

ثَم لمَا كان الخشوع لا بد فيه من جميع جوارح الإنسان الظاهرة والباطنة ختم في رواية الإمام أحمد قال: وما استَقلَّتْ به قَدَمي

ما الذي تحمله الأقدام؟ تحمل الجسم كله: وما استَقلَّتْ به قَدَمي

 لكن هذا الخشوع ليس لأحد، إنما هو لله:

 وما استَقلَّتْ به قَدَمي للهِ ربِّ العالمينَ“.

 

الخشوع علم

 في مسند الإمام أحمد جبير بن نفير سمع من عوف بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ “. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ : أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ “. ثُمَّ ذَكَرَ ضَلَالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّىفيقول جبير بن نفير وهذا موضع الشاهد: فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ : صَدَقَ عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا أَدْرِي. قَالَ : ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ يعني من يحمله، موت العلماء ذهاب للعلم، ثم قال: وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا أَدْرِي. قَالَ : الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا سبحان الله، أول العلم يرفع الخشوع.

ولذلك هذا الخشوع يقل في آخر الزمن، وهو من علامات الساعة

حتى لا يكاد أن يُرى من هو خاشع، ولذلك في نفس الحديث عند الترمذي أن جبير بن نفير سمعه أيضًا كما سمعه من عوف سمعه من أبي الدرداء فيقول جبير: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، قُلْتُ : أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ : صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ، الْخُشُوعُ يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ، فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا

 

الخشوع عوتب الصحابة رضي الله عنهم بآية من آيات الخشوع

 في صحيح مسلم قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كانَ بيْنَ إسْلَامِنَا وبيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بهذِه الآيَةِ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] إلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ

 

 النبي عليه الصلاة والسلام أفضل الناس لله خشوعًا:

 يقول مطرف عن أبيه: كما في سنن أبي داود رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَيُصلِّي وفي صدرِهِ أزيزٌ وهو الصوت

 أزيزٌ كأزيزِ الرَّحَى منَ البُكاءِيعني كصوت الرحى من البكاء.

ولذلك في رواية الإمام أحمد والنسائي: وفي صَدرِهِ أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ مِنَ البُكاءِالمرجل هو القدر الذي إذا وضع فيه ماء اشتد غليانه.

 وهذا يدل على ماذا؟

على أنه عليه الصلاة والسلام كان يبكي بصوت ليس مرتفعًا.

 وهذا يدل على خشوعه صلوات ربي وسلامه عليه.

 

أفضل الناس هم الخاشعون

 سفيان بن عيينة، وهو من الأئمة الثقات الأثبات رحمه الله يقول الإمام أحمد رحمه الله: “ما رأيت أحدًا من الفقهاء أعلم بالقرآن وبالسنن منهحُجّة حتى قال اللالكائي قال: هو مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه

 ما يحتاج أن يزكيه أحد لأن إتقانه، ولعظم ما لديه من الحفظ والإتقان تغني عن تزكيته.

الشاهد من هذا قال سفيان بن عيينة، كما في مقدمة سنن الدارمي قال: أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ مَا يَعْلَمُبعض الناس يترك العلم الذي يعلمه؛ إما صدودًا عنه، وإعراضًا عنه وكسلًا، وإما لتغير البيئة يترك ما علمه،

 أو أنه يلتمس بهذا العلم الذي هو متعلق بالدين يلتمس به الدنيا أو لأي غرض من الأغراض الأخرى.

أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ مَا يَعْلَمُ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ أَخْشَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.”

 

 

 

 

الخشوع صفة لا بد أن يتحلى بها أكثر وأكثرأهل العلم

 ولذلك قال الحسن البصري كما في مقدمة سنن الدارمي قال: كان الرجل يطلب العلم يذكر من كان من العلماء السابقين في زمنه، والحسن البصري من التابعين قال: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا طَلَبَ الْعِلْمَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يُرَى ذَلِكَ أن يرى العلم، أن يرى:  فِي بَصَرِهِ، وَتَخَشُّعِهِ، وَلِسَانِهِ، وَيَدِهِ، وَصَلَاتِهِ، وَزُهْدِهِ.

 

أسال الله عز وجل أن يرزقني وإياكم الخشوع

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه

 إنه هو الغفور الرحيم.

 

الحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله:

 

 من أسباب جلب الخشوع كما جاء في الكتب التسعة من حيث الأحاديث، وإلا فهناك أشياء أخرأن يدعو الإنسان ربه في صحيح مسلم:

 كان من دعاء النبي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ….مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ

 

ومن الأسباب إذا صلى الإنسان يستحضر أنه ربما تكون هذه الصلاة

هي آخر صلاة في حياته.

ولذلك في المسند وسنن ابن ماجه قال عليه الصلاة والسلام:

 ” إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ

 يعني كأنك تموت بعد هذه الصلاة، وهذا الحديث فيه عثمان بن جبير اختُلِف في توثيقه وضعفه بعضهم لكن الصحيح عندي أنه ثابت باعتبار طرقه الخمسة أو الستة، فلا مطعن في ثبوت هذا السند

 إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ

 

ومن الأسباب أن الإنسان يبتعد عما يشغله في صلاته مما يراه

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أنس في صحيح البخاري قال رضي الله عنه: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَالقرام هو ستر رقيق ذو ألوان، سَتَرَتْ بِهِ جانبَ بَيتِها سترت بهذا القرام جانب بيتها، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمِيطِي عَنِّي ؛ فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِيأي تلوح في صَلاتي تعرض في صلاتي، هذا مما ينبغي للإنسان أن يبعد نفسه عن ذلك.

 

ومن الأسباب أن يبعد الإنسان نفسه عن الصوارف ليست التي أمامه فقط كما ذكرنا في حديث القرام لا، بل الصوارف الأخرى من أمور الدنيا وما شابه ذلك.

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين توضأ ثم قال عليه الصلاة والسلام: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.

قال: لا يُحدِّثُ فيهِما نفسَهُفي أحاديث أخرى في غير الكتب التسعة

 لم يحدث فيهمَا نَفسه بِشَيْء من الدُّنْيَا فيخفف الإنسان من هذه الدنيا، ومن البحث ورائها، وإتعاب النفس، فإنه بقدر ما يستغرق فيها الإنسان بقدر ما يقل خشوعه، فقال عليه الصلاة والسلام: لا يُحدِّثُ فيهِما نفسَهُ يدل هذا على أن قوله: لا يُحدِّثُ أنه يستجلب يعني هو بنفسه تذهب به الخواطر، لكن لو هجمت عليه الخواطر ثَم لمَا هجمت عليه، فأبعدها عن صلاته، فإن هذا الثواب يحصل له، لكن الذي يحدث نفسه ويسترسل ما يظفر بهذا الثواب العظيم، والذي لا يحدث نفسه أصلا لا شك أنه أعظم ما يكون، ولذلك ثبت في المسند أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ، فَإِنْ وَجَدَ صَلَاتَهُ كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً

 

فنسأل الله عز وجل الكريم من واسع فضله، وأن يرزقنا هذا الخشوع

 في صلاتنا وفي جوارحنا، وفي كل شأن من شؤوننا.

وليعلم أن الحديث عن الخشوع في الكتب التسعة كثير، لكن المقام يقتضي هذا الحديث الذي يكاد أن يكون مختصرًا إضافة لو ذكر ما في الكتب كتب الحديث الأخرى غير الكتب التسعة، ففيها من الخير العظيم، وهذا يدل على عظم سنة النبي ، فلنحرص عليها ولنقرأ أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، ولنفهمها لعل الله عز وجل أن يرزقنا خيرات منه في ديننا وفي دنيانا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد أمنا مطمئنًا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد بلاء وشرًا وفتنة، اللهم فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلٍ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.