خطبة/ عشرون فائدة من قول النبي عليه الصلاة والسلام : ” أول ما يحاسب به العبد صلاته “

خطبة/ عشرون فائدة من قول النبي عليه الصلاة والسلام : ” أول ما يحاسب به العبد صلاته “

مشاهدات: 1972

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة/ عشرون فائدة من قول النبي ﷺ:

” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ “

لفضيلة الشيخ/ زيد البحري حفظه الله

_______________________________

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

 ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد فيا عباد الله:

 

أخرج الإمامُ أحمد وأصحابُ السنن أن النبي ﷺ قال:

” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا وَإِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَةَ “.

هذا الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ ورواه تميم الداري أيضًا.

حديثٌ عظيم: ” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ ” وعظمة هذا الحديث أنه بيَّن فضلَ الصلاة على وجه العموم سواء كانت صلاةَ فرض أم صلاة نفل،

 ولِعِظَم هذا الحديث فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان حريصًا على نشْرِه

أتاه أنس الضَّبِّي فقال أنس: ” أتيتُ أبا هريرة فانتسبني فانتسبت له “

 فانتسبني يعني: ذَكَر نَسَبَه -ذكر أبو هريرة رضي الله عنه نَسَبَه ونَسَبَ أنس-

” وجعلني معه في نسبِه “

قال: فانتسبت له يعني: أني اتصلتُ بنسب أبي هريرة،

وليس معنى ذلك أنه لم يعرفه أبو هريرة؛ لأن من أراد أن يسأل من أهل العرب عن شخص لا يعرفه قال: استنسب لنا حتى نعرِفَك، اذكُر لنا نسبَك حتى نعرفك، فأبو هريرة يعرفه.

فيقول أنس رحمه الله: ” فقال لي أبو هريرة: ” يا فتى! ألا أُخبرك بحديثٍ سمعته من النبي ﷺ؟ فقلت: بلى رحمك الله! “

وهذا يدل على أن من أسدى إليك خيرًا أن تدعو له، وأعظم ما يُدعى للإنسان أن يرحمَه الله، فكيف إذا كان هذا النفعُ يتعلق بأمر ديني.

فقال له أبو هريرة رضي الله عنه هذا الحديث، ولذلك لما أراد أن يذهب أنس إلى بلدته، قال له أبو هريرة: ” إذا أتيتَ أهلَ مِصْرِك فقل لهم: “إني سمعت النبي ﷺ يقول: ….” وذَكَرَ الحديث.

 

ولذلك لما أتى حُرَيث بن قبيصة أبا هريرة، قال:

 ” قَدِمتُ المدينة فقلت: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا “

 هذا يدل على عِظم الصحبة الصالحة، لأنها تعينُ على الخير، وعلى الثبات على دين الله بأمْرِ الله وعلى ازدياد الإنسان من الخير.

فيقولُ: قدمت المدينة فدعوت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا، قال: فجالست أبا هريرة فقلت له:

“إني دعوت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا، فحدثني بحديث سمِعْتَهُ من النبي ﷺ لعل الله أن ينفعني به” فقال له أبو هريرة: ” سمعتُ النبي ﷺ يقول….” وذَكَرَ هذا الحديث.

 

هذا يدل على عظم هذا الحديث: ” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ “

وليس العبد وحدَه بل كل الناس، في رواية:

”  إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ ” الصلاة المفروضة.

دل على أن المحاسبة على الصلاة المفروضة، والذي يُحاسَب على الصلاة المفروضة هم المؤمنون أما الكفار فيُحاسَبون على تَرْكِهِم الإيمان بالله

ولذلك في رواية وهي عند ابن ماجه:

” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ “

يُحاسب على هذه الصلاة، الصلاة المفروضة: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.

 

وهذا لا يتعارض مع حديث النبي ﷺ: ” أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ “

 لا يتعارض لأن هذا الحديث يتعلق بحق الله، أن العبد يُسأل أول ما يُسأل عن الصلاة،

 وما يتعلق بحقوق الآدميين أول ما يُقضى ويُسأل عنه الدماء؛ الجناية على دماء الناس.

 

وكذلك يُجمع بين الحديثين؛ الأول يكون فيما يتعلق بترك الواجب

وأما حديث: ” أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ ” فيما يتعلق بِفِعلِ المُحَرّم.

 

ولذلك جاءت رواية الإمام أحمد مُوَضِّحَة أوضح ما يكون:

” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ ” أول ما يُحاسب به العبد!

ولِعِظَم الصلاة جاء في رواية النَّسائي: ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ بِصَلَاتِه ” زاد الباء هنا،

 لأن الروايات الأخرى: ” صَلَاتُهُ “

زاد الباء هنا لتأكيد أهمية هذه الصلاة، الصلاة المفروضة.

 

هذه الصلاة يُحاسَب عليها العبد أتَمَّها أم انتَقَصَها؟ أكمَلَها أم ضَيّعَها؟

 وكل هذه الكلمات أتت في روايات متنوعة من حيث اللفظ:

” هل أتمَّها؟ هل انتَقَصَها؟ هل أكْمَلَها؟ هل ضَيّعَها؟ “

فإن كان أكملها فما هو الثواب؟

 فقد أفلح، في رواية الترمذي: ” فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ “

لأن الصلاح كمال وتمام وعدم نُقصان وعدم تضييع

فَإِنْ صَلُحَتْ “ ويصح نُطقُها ” فإن صَلَحَت “

” فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ “

أَفْلَحَ: حصل على الثواب وبُعِّد عن العقاب.

وَأَنْجَحَ: من باب التأكيد.

لكن المعنى يزيد أنه حصل له مطلوبُه ومَقصودُه، لأنه ما صلَّى وحَرِصَ على هذه الصلاة وأتمّها وأكملها إلّا مِن أجل أن يحصُلَ على مقصودِه، ما مقصودُهُ؟

أن يكونَ له الثواب، وأن يُبَعَّد عن العقاب والنار ” فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ “

 

ولذلك في رواية عند ابن ماجه:

” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةً “

ليس المقصود النافلة هنا نافلة تطوع لا، لأن الحديث عن الصلاة المفروضة ولم يأت الحديث عن التطوع؛ الحديث عن التطوع في نهاية الحديث، قال:

” فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةً ” نافلة يعني: زيادة، لأن النفل هو الزيادة، يعني: كُتِبَت له كاملة قد زِيدَ له في الثواب.

 

إذًا يُزاد له في: 1- الأجر.

2- الفلاح: ” فَقَدْ أَفْلَحَ “.

3- النجاح: فقد ” أَنْجَحَ “.

كل هذا يدل على عظيم فْضِل هذه الصلاة المكتوبة إذا حافظَ الإنسانُ عليها

 

” يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟”

كما في الرواية قال: ” وَهُوَ أَعْلَمُ ” هو عالم عز وجل.

 

” أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا وَإِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَة “

 

” أَكْمِلُوا بِهِ ” به: أي بالتطوع الفريضة، وفي رواية قال: ” َأَكْمِلُوا بِهَا ” بها: يعود إلى صلاة التطوع، التأنيث لصلاة التطوع،

ولذلك في رواية: ” وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا ” وفي رواية أخرى: ” ضَيَّعَ مِن فريضته “

يقول الله عز وجل: ” فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ “

” أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ “

 

هذا يدل على فضيلة صلاة النافلة، لأن صلاة النافلة تتميم وتكميل ما نقص من فريضته، فيقول:

” انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟”  ليس المقصود التطوع فقط السنة الراتبة التي قبل صلاة الفرض وبعدها، لا، بل هو شامل لأيِّ صلاةٍ تطوّعَ بها الإنسان؛

لو أن الإنسان تطوّعَ تطوعًا مُطلقًا في غيرِ وقتِ النهي وزاد في الركعات هنا يُحسَب له، يُتَمّم له ويُكمّل له بهذا التطوع ما نَقَصَ وضَيّعَ في فريضته،

 أما حديث: ” لا تُقبل نافلة حتى تؤدى فريضة ” فهذا ليس بصحيح

 وهذا يدل على عظيم صلاة النافلة بجميع أنواعها

” انْظُرُوا لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَة “

 

والتضييع الذي حصل من هذا العبد ما هو؟

 التضييع في الخشوع؟ في بعض الواجبات؟

قيل بهذا، فيُكَمَّل ما نَقَصَ مِن خُشُوعِه، وقولٌ آخَر وهو قولٌ قويّ أيضًا لأنه قال:

” فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ “

أنه لو ترك بعض الصلوات المفروضة، وليُعلم أن تَرْكَه للصلاة المفروضة لا يَدُلّ على أنه يأمَن، لأن مَن نام عن الصلاة المفروضة كما جاء بذلك الحديث أنه بعد وفاته يُشدَخ رأسُه بحجارة

 

ولكن/ وعلى قول بعض العلماء، وهذا يدل على عظيم النافلة:

لو حصل منه تقصير في هذه الصلاة،

 أو على قول بعض أهل العلم: لو ترك بعض الصلوات المفروضة، فقوله:

” فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ ” وفضل الله واسع، لكن الإنسان لا يأمن.

 

فما ظنكم لو أن الإنسان أكمل هذه الفريضة بأدائها كلِّها، وحَرِص على أن يؤديَها بخشوعها وأركانها وواجباتها وأتى بالنوافل فما هو الأجر؟ أجرٌ عظيم

 

ومما يؤكد قول بعض أهل العلم: أنه لو ترك بعض الفرائض وكانت له نوافل فإنه حينها يُكمَّل له بهذه النوافل ما حصل من تضييعٍ لهذه الفريضة،

 ولذلك رأي شيخ الإسلام رحمه الله – وهو قولٌ سبقه أئمة:

[ أن الإنسان لو ترك فريضة متعمدًا فإنه لا يقضيها وإنما يُكثر من النوافل ]

قلتُ: لعل هذا الحديث يؤيد كلامَه، ومما يؤيد أن النبي ﷺ قال:

” ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ ” الزكاة المفروضة يُؤتى إليها؛ هل أدّاها كاملة؟ لكن إن لم يؤدها كاملة يُنظر:

هل تصدَّق تصَدُّق نافلة؟ فيُكَمَّل مِن صدقة النافلة ما حصل مِن نَقْصٍ في زكاة الفريضة،

ومعلومٌ أن الزكاة ليس بها إلّا واجب أو نفل، فدل هذا على أن الحديث فيما يتعلق بالصلاة أنه لو ترك بعض الصلوات وله نوافل أنه يُكَمَّل هذه الفريضة التي تركَها بهذه النوافل، لأن الزكاة ليس بها إلا فرض أو نفل، ليس فيها خشوع وما شابه ذلك مما يتعلق بالأشياء الأخرى.

 

ثم قال ﷺ: ” ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ “

 الأعمال المفروضة كما في الرواية الأخرى تؤخَذ على حسب ذلك:

 الصوم: ما انتقص منه شيئًا؛ هل له صيام تطوع؟ يُكمَّل، الحج؟ وهكذا سائر الأعمال

قال ﷺ: ” ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ “

-وبعض الأعمال: هذا أمْرٌ أيضًا يدخل فيه تعلُّق حقوق الناس بحيث إذا كانت عليه حقوقٌ للناس أنه يؤخذ من أعماله هذه مما هي حسناتٌ له، أنها تُؤخَذ وتُعطَى هؤلاء الذين لهم حقوق،

والقول الأول هو الأظهر لسياق الحديث، لكن حقوق الآدميين جاءت الأحاديث الأخرى من أن الإنسان أنه تؤخذ منه الحسنات يوم القيامة حتى يرضى أصحابُ الحقوق.

 

 

حديث عظيم، ما أعظمَ سنّةّ النبي ﷺ إن تُحُدِّث عن القرآن كلام الله ما أعظمه وما أجمله، وإن تُحُدِّث عن السنة فما أعظم كلام النبي ﷺ.

أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة النبي ﷺ.

 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله:

 

اعلموا أن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهُدى هُدى محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد شرًا وفتنةً فأشغله في نفسه، ورد كيد في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز،

 اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

 ﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾

 ﴿ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.