خطبة قواعد عشر تفهم بها المعنى الصحيح لحديث( بدأ الإسلام غريبا ) لكيلا تضل أو تزل

خطبة قواعد عشر تفهم بها المعنى الصحيح لحديث( بدأ الإسلام غريبا ) لكيلا تضل أو تزل

مشاهدات: 576

خطبة قواعد عشر تفهم بها المعنى الصحيح لحديث

( بدأ الإسلام غريبا ) لكيلا تضل أو تزل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ:  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حديث النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء) لست بصدد ذكر روايات هذا الحديث، ولا على التعليق على مفرداته، وإنما أنا بصدد أن نفهم هذا الحديث فهما صحيحا؛ حتى لا نزل، ولا نضل، ولا ننحرف، وأحسن من تكلم عن هذا الحديث من هذه الحيثية هو شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى، ألخص ما قال بأسلوبي حتى أقرب كلامه، فكلامه جد نافع…

أولا :

ــــــــــ

قال رحمه الله: إذا كان الإسلام غريبا، فلا يقتضي ذلك أنه يجوز تركه والعياذ بالله، بل يجب أن يتمسك به {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} إلى غير ذلك من الآيات والنصوص، قال: فكما أنه في أول الأمر لا يقبل دين إلا هذا الدين، فكذلك عند غربته في آخر الزمن، بل في حديث عياض بن حمار كما في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم) المقت هو أشد البغض (فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)

قلت: لعله يشير إلى أن الله عز وجل امتدح هؤلاء البقية مع قلتهم؛ لأنهم تمسكوا بالدين أي بالدين السابق بدين الأنبياء السابقين، وقيل بدين عيسى قبل التحريف والتبديل.

 ثانيا :

ــــــــــــــــ

أن غربة الإسلام في زمن لا يعني أن من تمسك به يكون في شر، قال: بل هو أسعد الناس، في تتمة الحديث (فطوبى للغرباء)، فيقول: هو من جنس الأولين السابقين، وهم أسعد الناس في الدنيا وفي الآخرة ففي الآخرة لهم الدرجات العالية من الجنة بعد الأنبياء، أما في الدنيا فكما قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} يعني أن الله كافيك وكافي من اتبعك {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} قال رحمه الله: فالمتمسك بالإسلام وبشريعة الإسلام عند غربة الزمن هو من أسعد الناس، ولو عودي، ولو أوذي، فالله يكفيه ويثبته وينصره ويحفظه، وتأمل حال النبي عليه الصلاة والسلام، فقد سعى المشركون بكل وسيلة أن يؤذوه، لكن الله عز وجل دافع عنه ونصره، قال: بل إن من آذاه يحصل له من الشر من نظيره، يقول: لأن كل كبير له كبير يؤذيه ويعاديه، فيقول: فما أحد ينصره.

قال: وتأمل حال الصحابة لما عودوا، فهاجروا إلى الحبشة، فصار لهم العز عند ملك الحبشة، وكذلك الشأن لما ضيق عليهم في مكة، فهاجروا إلى المدينة.

قال: وأهل الإسلام الذين يؤذون فيه يعوضهم الله في الدنيا وفي الآخرة، أما من عادى الإسلام فلا تعويض لهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.

قال: ومن أعظم ما يعوض به المسلم في الدنيا المتمسك بالشرع تلك الحلاوة حلاوة الإيمان التي إذا ذاقها هي أعظم حلاوة وأعظم لذة تخفف  عنه تلك المعاناة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام قال للإيمان وللتمسك بالدين حلاوة لا توصف، ولا تقارن بأي حلاوة لقوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) الحديث…

وقال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا)

ثالثا :

ـــــــــــــ

أن من وجد في غربة الإسلام فعليه أن يقوم بدين الله، وبنشره، وبحفظه، وبنصرته حسب الإمكان، وحسب قوته وحسب الأعوان لقوله عيه الصلاة والسلام كما عند مسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع  فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه) وفي حديث آخر: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)

رابعا :

ــــــــــــــــ

قال رحمه الله: “البعض إذا رأى انصراف الناس عن الدين، وبتضييع الناس لهذا الدين أصابه الضيق والحزن والغم، حتى إن بعضهم يقول يتكاسل وينوح كما ينوح أهل المصائب” قال: وهذا منهي عنه، فلا يصبك هم، ولا حزن على ترك الناس لهذا الدين، فيقول: فكما أن الله نهى نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام أن يحزن على من لم يدخل في هذا الدين، فكذلك في آخر الأمر.

وإنما كما قال رحمه الله: على المسلم حينما يرى صدود الناس في غربة الدين في غربة الزمن عليه أن يؤمن بالله، وأن يتوكل على الله، وأن يعلم أن العاقبة للمتقين, وأن العاقبة للتقوى، وأن الله ناصر هذا الدين.

خامسا:

ــــــــــــــ

قال رحمه الله: الله عز وجل سينصر دينه قال تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)وقال تعالى {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}  قال: فالنصرة لأهل الدين لكن إن أصاب من تمسك بالدين إن أصابه شيء مما يكرهه، فإنما حصل له ذلك بسبب ذنوبه، فكما نقص منه مما يكون له في هذا الدنيا من خير، فيقول: فبسبب ذنوبه قال: والله عز وجل يمحص أولياءه؛ ليخلص إيمانهم، وليكفر عنهم سيئاتهم.

سادسا:

ـــــــــــــــ

قال رحمه الله: غربة الدين (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما كان غريبا) يقول: ليس معنى ذلك أن الدين يكون في جميع أقطار الدنيا يكون غريبا، يقول لا، لا يمكن، وإنما تكون الغربة في أماكن دون أماكن، وفي أزمنة دون أزمنة، نعم، فيقول: بيَّن عليه الصلاة والسلام أن هذا الدين أول ما ظهر ظهر غريبا، ثم انتشر، ثم قال: سيعود غريبا كما كان في الأول، ثم يظهر وينتشر.

قال: ومما يدل على أن غربة الدين لا تكون في جميع أقطار الدنيا أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر كما في الصحاح وفي غيرها قال: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة)

فيقول: لا يضرهم المخالف، لا يضرهم المخالف، ولا يضرهم خلاف المخاذل.

فيقول: فالغربة لا تكون للدين في جميع أقطار الدنيا إلا إن كان على الاحتمال الآخر أنه يكون في الدنيا إذا لم يبق للمسلمين إلا قلة، وذلك متى؟ قال: بعد الدجال وبعد خروج يأجوج ومأجوج، فتبقى قلة مسلمة، فيبعث الله ريحا، فيقبض روح كل مسلم، وإلا فجميع أقطار الدنيا لا يمكن أن تكون هناك غربة للدين.

سابعا:

ــــــــــــ

قال رحمه الله: عند غربة الدين واندراس الدين يظهر الله في هذه الأمة يظهر لهم مجددين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام كما في السنن: (إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) فيقول: في عهد عمر بن عبد العزيز اختفت أكثر معالم الإسلام عن كثير من أهل الإسلام، حتى كما قال رحمه الله حتى قال: إن تحريم الخمر قد خفي على بعض المسلمين قبل مجيء عصر عمر بن عبد العزيز، فجدد الله هذا الدين بعمر بن عبد العزيز، قال رحمه الله قال: وقد يكون للإسلام غربة في بعض الشرائع، فقد لا يكون في البلد من يعرف هذه الشرائع، من يعرفها إلا واحد ثم الواحد ثم الواحد، لكن هذا الدين يظهر وينتشر.

ثامنا:

ــــــــــــ

قال رحمه الله: من أشد ما يكون لغربة الدين أن يرتد عنه أهله، يقول هذا أشد ما يكون قال: فإن ارتد عنه بعض أهله، فالله عز وجل لا يترك دينه، يبدل هؤلاء بخير منهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} قال تعالى {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}.

قال رحمه الله قال: وهذه الآية لا تخص من هم في عصر النبي عليه الصلاة والسلام، لا، فهي شاملة بدليل أنه صدر الآية بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا} بل قبلها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} فمن نهي عن اتخاذ الكفار أولياء هو الذي نهي أن يرتد عن دين الإسلام، ولذلك يقول لما ارتد من ارتد من العرب عوض الله أهل اإسلام بأهل اليمن كما قال عليه الصلاة والسلام، قال: ولا يحصر هذا في أهل اليمن، لا يحصر هذا في أهل اليمن، قال: بل هذا في كل زمن ومن كل طائفة أراد الله لها الخير، ولذلك يقول رحمه الله قال: سيعوض الله أهل الدين بغير أهل اليمن كما في أهل فارس لعله يريد بذلك ما جاء في صحيح مسلم في قوله تعالى {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال عليه الصلاة والسلام: (لو كان الإيمان بالثريا ـ في النجم ـ لناله رجال من هؤلاء) ووضع يده على سلمان الفارسي، وفي رواية (لناله رجال من أهل فارس)، فدل هذا على أن الله عز وجل إذا كتب على أناس أنهم يرتدون عن دين الإسلام، فالله يعوض أهل الإسلام بخير منهم، ولذلك ماذا قال عز وجل، مما يدل على العموم في كل زمن لا تخف ولا تحزن ممن ضيع دينه من أهل الإسلام، ولذلك ماذا قال عز وجل في سبيل الجهاد، وبعض الناس قد يحصر الجهاد في قتال المعركة، قلت: أعظم ما يكون من الجهاد أن تجاهد أهل البدع وأهل الأهواء الذين يدسون الدسائس في دين الله، قال تعالى {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ما الذي بعدها {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} هذا في سبيل من هو جبان، في سبيل من هو بخيل الذي يبخل بصرف المال من أجل نصرة الدين، ومن أجل أن ترتفع معالم الدين، ومن أعظم ما يرفع به الدين العلم الشرعي، قال تعالى {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}

تاسعا:

ــــــــــــ

قال رحمه الله قال: قول الله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} هذه الآية يقول هي عامة ليست محصورة في السابقين الأولين، لا، قال بل هي عامة، ويقول لما تمسك بها الأولون السابقون مكنوا في الأرض أعظم تمكين، ويقول في كل زمن كذلك يقول: وإن لم يكن هناك قرن سيأتي مثل القرن الأول الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: (خير الناس قرني) وفي رواية: (خير أمتي قرني) إلا أن التميكن لأهل الإسلام بقدر ما يقومون به من هذا الدين، ليحصل لهم هذا التمكين، فإن انتقصوا منه شيئا حصل لهم التمكين بقدر ما أنقصوا قال: لأن هذا عمل صالح والجزاء من جنس العمل.

عاشرا:

ـــــــــــ

قال رحمه الله ـ وهذا الترتيب في النقاط عاشرا ليس من كلامه لكني رتبه من أجل أن أقرب كلامه

عاشرا:

ــــــــــــــ

قال رحمه الله: لا يكن في قلبك شك  من غربة الإسلام، قال تعالى {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}

قال لكن الناس بحاجة إلى ماذا؟ عند غربة الدين بحاجة إلى الأدلة والبراهين، إلى العلم الشرعي الذي ظهر الدين عن طريقه في أول الأمر، فيقول: في آخر الزمن عند غربة الدين الناس محتاجون إلى العلم الشرعي الذي يرفع عن الناس الجهل، والذي يبصر به الناس بأمور دينهم، فالناس بحاجة إلى العلم الشرعي، وخصوصا في هذا الزمن، وخصوصا في هذا الزمن كثر الجهل، وكثر الجهال الذين يتعلمون ويستعلمون، نعم، فعظم ظهور هؤلاء على حساب دين الله، وبعضهم جهلة، أو عنده بعض المعلومات، وإذا به يسيء إلى الدين.

فلا تقل إن العلم كثير العلم، كثير نعم، لكن العلم الصحيح المنشور الظاهر البارز للناس كم نسبته من هذه المعلومات التي تكون في وسائل التواصل، فلتتنبه، لا تقل إن العلم كثير، ولاسيما إذا فقد العلماء.

يقول ابن تيمية: ففي حديث العلم (إن الله لا يقبض العلم من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما) ما الذي جرى؟ (اتخذ  الناس رؤوسا جهالا فسئلوا) يا ليتهم لما سئلوا قالوا لا ندري، لا، أفتوا (فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)

ولا تقل إن كتاب الله بين أيدينا يقول: فإذا رفع العلم بموت العلماء وبقي القرآن ما حصل للناس ما ينفعهم لأن العلم ذهب، ولذلك قال رحمه الله لما قال عليه الصلاة والسلام: (هذا أوان يرفع فيه العلم، فقال رجل من أهل المدينة قال: يا رسول الله وكيف يرفع العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرؤه أبناءنا ونساءنا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ثكلتك أمك، لقد ظننت أنك من أفقه هذه المدينة، قال هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فما يغني عنهم)

فيقول رحمه الله: فإذا قبض العلم، انتبه، احرص على العلماء الربانيين حتى تنجو، فيقول: فإذا قبض العلم وبقي الناس من غير علم، والقرآن بين أيديهم، قال لأن القرآن يقرأه المؤمن ويقرأه المنافق، ويقرأه الأمي الذي لا يفقه منه شيئا، فيقول: هنا إذا رفع العلم رفع العلم بذهاب العلماء بموت العلماء.

وليعم أن من أشراط الساعة كما قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين (يرفع العلم)

قال ابن حجر كما في الفتح يقول: ليس معنى ذلك أنه إذا ـ في هذا الحديث (يرفع العلم ويقبض العلم) ليس معنى ذلك أنه ليس هناك علماء، هناك علماء، لكن الناس منصرفون عنهم إلى الجهال، ولذلك كأنه لا علماء ربانيين.

فيقول ابن تيمية فيقول: فإذا رفع العلم وبقي القرآن، ماذا قال عليه الصلاة والسلام كما في سنن ابن ماجه؟

إذا لم يكن هناك علم قال (ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية)

قال: (فيرفع إلى السماء فلا يبقى منه في الأرض آية)، لكن قال رحمه الله قوة المسلم حينما يجتمع عنده العلم والإيمان.

قلت: في قوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} ما الذي بعدها {وَالْإِيمَانَ} الإيمان والعلم، الإيمان والعلم، قال: (ويسرى على كتاب الله في ليلة  فيرفع إلى السماء فما يبقى منه في الأرض آية)

قال الألباني معلقا على صحيح ابن حبان قال: وهذا الحديث (ويسرى على كتاب الله) تورط بعض الناشئين في علم الحديث فضعفه فرددت عليه، انتهى كلامه رحمه الله، وأيضا انتهى كلام شيخ الإسلام.

لكن هذه النقاط وهذه الأمور العشرة تضيء لك الطريق بإذن الله حتى لا تحزن، وحتى لا تضل، ولا تزل، وكما أسلفت لست بصدد الحديث عن روايات الحديث، وعن كلماته؛ لأن له توسعا في ذلك، لكن نكتفي بهذا القدر، أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق حتى الممات.