بسم الله الرحمن الرحيم
خُطبة:
يجب على كل مسلم ومسلمة الدفاع عن السعودية بلاد الحرمين
فضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه البلاد المباركة حفظها الله وحرسها تُستهدف من قِبَلِ أعداءِ دين؛ من قِبَل أعداء التوحيد!
فهذه الدولةُ المباركة الواجب ليس على كل سعودي يعيشُ فيها، بل إن الواجب على كل مسلم أن يدافع عنها، وعن دينها وأمنها واستقرارها ورخائها، فإن من يفرحُ بزلزلة هذه البلاد، وبخلخلة الأمن فيها هم أعداءُ التوحيد الذين يُحاربون هذه الدولة؛ لأنها دولةُ التوحيد، ولأنها تقمعُ الشركَ، وتنبُذ الخرافات، ومِن ثَم فإن المتعين على كل مسلم أن يدافع عنها بكل ما يستطيع،
فإن أسعدَ ما يكون لدى أعداءِ الدين، ولاسيما الرافضة والصوفية أن يتخلخل الأمنُ في هذه البلاد، فالرافضة لينظر إلى أفعالها المشينة القبيحة في العراق، وفي سوريا، وفي شتى بلدان العالم الإسلامي! فالعاقلُ يعتبر ويتعظ، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح مسلم:
” السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيْرِهِ “
فالواجب على كلِّ مسلم أن يحافظ على هذه البلاد، لم؟
لأن الله عز وجل أكرمَها بأمورٍ عظيمة، هذه البلاد تقيمُ التوحيد، وتقمع البدع، قال تعالى في شأن أيِّ دولة تقمع البدع، وتنبذ الشرك، قال الله عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} ما العلة؟ جملة استئنافية {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}
ــــــــــــــــــ
هذه البلاد: الواجب أن يدافع عنها، فبها مدينتان؛ حرّم اللهُ عز وجل هاتين البقعتين، فالله عز وجل كما جاء في صحيح مسلم كما قال ﷺ عن مكة:
” إنّ هذا البلد حَرَّمه اللهُ يوم خلق السموات والأرض “
ثم جاء إبراهيمُ عيه السلام فوضح هذا التحريم فحرمها، ثم أتى النبيُّ محمدٌ ﷺ في الفتح، وبيّن أن هذه البلد حرامٌ بحرمة الله، وقال ﷺ عن المدينة: ” إنّها حَرَمٌ آمِنٌ “
بل إن المسلم مأمورٌ بأن يؤمِّن من أتى إلى هاتين البقعتين، قال تعالى عن مكة: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا} وكما قال ﷺ عن المدينة عند مسلم: ” إنّها حَرَمٌ آمِنٌ “ والأحاديثُ في مثل هذا كثيرة،
فكيف يُحاكُ ضِدَّ هذه الدولة هذه المكائد التي يُراد منها إسقاط التوحيد، وإسقاط الدين، فإن الزعزعة في هذه البلاد ينجم منها إذا تزعزع الأمن ينجم منها أن تفوت المصالح الدينية والدنيوية، ولذلك إبراهيمُ عليه السلام لما دعا اللهَ عز وجل لما بنى الكعبة، فإنه قدم الأمن على التوحيد:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا} ثم ماذا قال؟ {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}، ذلك بأن مصالحَ الدين وكذلك الدنيا لا تقوم إلا بالأمن.
ـــــــــــــــــــــــــــ
هذه البلاد بها بقعة من ألحد فيها مَن ألحد فيها؛ ومال عن دين الله عز وجل؛ فإنه يكونُ بغيضا عند الله، فما ظنكم بمن يدبر لها المكائد والشرور!؟ فالنبي ﷺ قال كما في صحيح البخاري:
” أبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ “
” وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ “، ما هي سنة الجاهلية؟ هي الفوضوية، هي عدمُ الأمن، هي تخلخل الأمن بحيثُ لا يكونُ ولاة، هذه هي سنة الجاهلية.
ومن ثم فإن الفوضوية إذا انتشرت، وإذا ألحد في الحرم ما الذي يترتب على ذلك؟ أن تُقتَل الأنفس، وتأمل جمل هذا الحديث قال ﷺ: ” أبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ “.
ــــــــــــــــــــــــــ
فهذه البلاد مَن رأى أفعالَها فيما يتعلق بالحرمين، وفي خدمة الحجاج، وكذلك ما يتعلقُ بخدمة المسلمين في شتى أقطارِ الأرض يتعين هنا على كل مسلم أن يدافعَ عنها
وليحذر كلَّ الحذر من الإعلام المشبوه المحرض الذي يستهدفُ ليل نهار هذه البلاد، بل إن الواجب على كلِّ إعلاميّ أن يدافع عن هذه البلاد، بل إن كل مسلم لديه القدرة أن يدافع عن هذه البلاد بطرق وسائل التواصل التي انتشرت في هذه الأيام.
فهم يريدون هذه البلاد، يريدون توحيدَها دينها وعقيدتها وأمنها واستقرارها ورخاءها، ومن ثم فإن المتعين علينا أن نلتفَّ حول جماعة المسلمين، وعلى إمامهم.
ولذلك النبي ﷺ قال كما ثبت عنه في السنن: ” ثَلَاثٌ لَا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أئمة المسلمين، وَلُزُومُ جَمَاعَتهم “
ويتعينُ علينا أيضا حتى تبقى هذه الخيرات أن نحافظَ على هذا التوحيد، قال تعالى:
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} يعني بشرك {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
وكذلك يتعين علينا أن نحافظ على الصلاة في جميع أوقاتها، وأن نُخرِجَ الزكاة طيبةً بها الأنفس، كذلك إضافةً إلى الصلاة وإخراج الزكاة: أن يؤمرَ بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر.
هذه أسبابٌ بإذن الله تحفظُ البلادَ والعِبادَ قال تعالى:
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}
فنسألُ اللهَ عز وجل أن يحفظ هذه البلاد من شر الأشرار، ومن كيد الفجار، اللهم مَن أراد بهذه البلاد في دينها، وفي عقيدتها، وفي أمنها، وفي رخائها، وفي استقرارها، من أراد بها سوءا وفتنة وشرا وخلخلة اللهم فأشغله في نفسِه، اللهم فأشغله في نفسِه، اللهم فأشغله في نفسِه،
ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قويُّ يا عزيز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وننصح بالعودة إلى خُطبة: (الأسباب العَشَرة في وُجوبِ حفظِ أمنِ الدولةِ السعوديّة)
وخُطبة: (المحافظة على أمن السعودية خير لأهلها ولكل مسلم)
وخطبة: [جهود الدولة السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام؛ متّبعين السنة في ذلك]