رسالة بها حلول عاجلة بسبب حادثة قتل الداعشيين لوالديهما ورد افترائهم على ابن تيمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن خبر إقدام الولدين على قتل أبيهما وأمهما في هذا اليوم لاشك أنه خبر آلم وأثر على الجميع
وليعلم :
أن هذا من قدر الله { إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ٤٩ } والله لا يخلق شرا محضا
لكن هذا القدر كما قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : ” القدر يرد بالقدر نرد قدر الله بقدر من الله “
ومن قدر الله ما شرعه الله قال عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه ( لا يرد القدر إلا الدعاء )
فشرع الله من قدر الله فمثل هذه الأحداث المؤلمة التي نفجع بها فجعنا فيما مضى بأحداث مؤلمة لكن هذا أشد ما يكون إذ إن الإقدام على قتل الوالدين مما لا تقره الفطر لأن القلوب جبلت على حب الأبوين لا يقره العقل لا يقره الشرع
ومن ثم فإن علينا في مثل هذه الأحداث لأنها كثرت والناس يقولون ما هو الحل ؟
الحل : هذا قدر الله ، قدر الله يرد بقدر الله من قدر الله شرع الله
من شرع الله حتى ندفع مثل هذه الأخطار التي يخشى كل إنسان على نفسه بعد الحادثة نسأل الله السلامة والعافية منها :
ــ أن يكثر العبد من الدعاء :
الدعاء لأبنائه بالصلاح وبالحفظ ، الدعاء لإخواننا رجال الأمن بالإعانة وبالصبر وبالتوفيق ، الدعاء لهذه البلاد التي يراد بها الشر من أطراف شتى فهي بلاد التوحيد ( لا يرد القدر إلا الدعاء )
ومن شرع الله الذي يدفع به ما يحدث : أن نعود إلى العلماء أن نأخذ العلم من أهله فإنه والله فيما مضى من سنوات ماضية في الخمس السنوات أو الست السنوات الماضية لما مرت بنا لما عزل الناس عن أهل العلم الراسخين جرى ما جرى
ما كانت هذه جارية بهذه الفظاعة فيما مضى
ولذلك أخبر عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( ينقص العلم ويظهر الجهل )
يقول ابن حجر : ” لا لأنه لا يوجد علماء ، يقول فيه علماء ربانيون لكن الزبد طغى ما هو الزبد ؟ الذي يستعلم يقول أنا عالم فأصبح الناس لا يأتون إلى العلماء الراسخين في العلم فجرى ما جرى
وإلا ففيه علماء ، فلنعد إلى العلماء بعض الناس يقول هؤلاء هل هم مجانين ، بعض الناس يقول الآن يقول هؤلاء هل سحروا هل أصابت أدمغتهم أمور هل أعطوا علاجا أو ما شابه ذلك من هذه المؤثرات
هذه وإن كان يمكن أن تحصل لكن السبب الحقيقي
السبب الحخقيقي الذي يغفل عنه كثير من الناس سببه الذي هو قد يولد غياب العقل ، قد يولد غياب العقل
فلا يدري هذا أهو أبوه أم أمه وهو الشحن يشحن الشاب أو حتى الرجل الكبير يشحن بماذا ؟
يشحن بتضخيم ما يكون من أخطاء تقع في الدولة وما يقع من الناس فلما يدخل في تلك الصفحات التي تشن الحرب بالكلام لأن الخروج على الولاة ليس فقط بالسيف ، لا ، بدايته من الكلام
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( لما أتاه رجل فقال اعدل يا محمد قال يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم )
بالكلام
لما يشحن وإذا به يستمع ليل نهار إلى هذا الشحن وتضخيم الأخطاء فتصبح الدولة عنده كافرة والعلماء يصبحون عنده كفارا إذا به يرى أن المجتمع كله قد وقع في الكفر بسبب أن المجتمع يساير الدولة فإذا بعقله من شدة الغضب والشحن يغلق عليه فلما يغلق عليه هنا أصبح كالمجنون كالمسحور لا يدري ماذا يصنع فوقع ما وقع
وهذا شيء ليس وليد هذا العصر
في البداية لابن كثير :
قال اجتمعوا في عهد علي بن أبي طالب في بيته فضخموا ما لديه من أخطاء حتى أتوا إليه وقالوا تب إلى الله
فقال كأني بك تكون قتيلا تسري عليه الرياح قال وددت أن يكون ذلك
انظر يقول وددت أن أقتل ، عقله ذهب ، كيف يتمنى إنسان القتل ؟
ولذلك يقول ابن كثير عن الخوراج يقول وهذا من أغرب ما خلق الله يحسبون أنهم وهم يفعلون هذا الشيء أنهم يحسنون صنعا
فالشاهد من هذا :
انتبه سبحان الله رحم الله السلف كان عندهم بعد نظر أهل البدع كانوا يحذرون منهم حتى قال يونس لابنه لما رأه قد خرج من بيت مبتدع قال والله يا بني وددت لو أنك تلقى الله سارقا شاربا للخمر أحب إلي من أن تدخل عند هذا
انظر ، لم ؟
لأنه إذا سرق أو زنا أوشرب الخمر عنده خوف من الله ربما يعود لكن هذا صاحب شبهة
ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال هؤلاء
فالشاهد من هذا :
انتبه ونبهوا أولادكم ونبه وحذر حتى نفسك لا تدخل على المواقع المشبوهة
الآن يا إخوان هذه الدولة يراد بها السوء وواجب حماتيها من الجميع واجب على الجميع أن يحميها حتى لو لم يكن من أهل هذه البلاد هذه البلد بلد التوحيد معقل الإسلام
الآن يدار لها الشرور لا تدخل ما يسمى بهاتشقات فيها إلحاد فيها رافضة فيها خوارج فيها سب فيها قدح في الدولة قدح في الدين
لا تدخل ، لم ؟
ما رأيكم في ابن سيرين تابعي جليل عظيم الشأن
سبحان الله !
قال له صاحب بدعة : ” أريد أن أقرأ عليك شيئا من القرآن قال لا قال قرآن قال ولا آية “
انظر
إذا كنت في مأمن ابتعد
ولذلك قال بعضهم لما قال أريد أن أقول لك كلمة قال ولا نصف كلمة
وهؤلاء من ؟
علماء
ولذلك عمران بن حطان أحد رواة صحيح البخاري لما علم بأن قريبة قد دخلت في مذهب الخوارج قال أتزوج بها من أجل أن أؤثر عليها فتأثر هو بها حتى صار إماما في هذا المذهب الفاسد
لا تأمن على نفسك ابتعد
الشحن والضغط يولد منه الغضب والغضب إذا أتى قتل الإنسان ممكن نفسه من حيث لا يشعر
فإذن نرد قدر الله بشرع الله
والآن بارك الله فيكم في مثل هذا الحديث وهو أمر مهم جدا
وضعوا أو صوروا صورة من فتاوى ابن تيمية قالوا وكيف لا تخرج الخوارج وهذا كلام ابن تيمية وأشاروا إليهم
ذكروا كلاما لابن تيمية هذا الرجل كثيرا ما ظلم في عصره الآن هم يعادون ابن تيمية لمنهجه ما من أجله ، لا
ما يريدونه ولذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما سار على طريقته الآن يقولون الوهابية ما فيه شيء اسمه وهابية اخترعوها من تلقاء أنفسهم من اجل أن يحاربوا هذا المعتقد الصحيح
ولذلك هذه الدولة لما أخذت بالعقيدة الصحيحة صارت بلاد التوحيد فيجب على كل مسلم أن يدافع عنها
ولا أن تسمع فيها يجب أن تنافح عنها بكل ما أوتيت من قوة
فالشاهد من هذا :
أنهم كتبوا ومن ضمن الكلام وهو موجود في مجموع الفتاوى قال إذا دعا الوالد ولده إلى الشرك فلا يوقعه بل عليه أن يدعوه إلى الإسلام
قال ويجوز قتله وفي كراهته نزاع
قالوا أخذوا هذه الكلمة ويجوز قتله
سبحان الله !
ما رأيت في قراءتي مثل هذا الرجل من أعظم العلماء بيانا لفساد مذهب الخوارج
بيانا لحقوق ولاة المسلمين
مع أنه لم يمكن لا من منصب ولا من مال ولا من جاه ما رأيت مثل هذا الرجل ولا ندعي فيه العصمة في الحرص على حماية دماء المسلمين وتنفير الناس من أن يوقعوا أنفسهم في الماء
سبحان الله !
الكلام يتحدث عن الشرك يتحدث عن الوالد المشرك في ماذا في الحرب
لكن لو كان بينا وبينه عهد وذمة لو كان يحاربنا فصار بيننا وبنيه عهد فلا يجوز أن تقتل الكفار العادي فكيف يأمر بقتل الوالد المعاهد هذا إذا كان في الحرب بينا وبينه حرب قال يجوز وإن كان العلماء تنازعوا هل يكره أم لا ؟
الشاهد من هذا :
أنا لم أذهب بعيدا في كتبه الأخرى هم ذكروا هذا في مجموع الفتاوى
سأذكر بعض الأشياء المتعلقة بهذا الباب
خالف شيخ الإسلام كثيرا من العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقتل مسلم بكافر )
قال إذا كان المسلم قد خدع الكافر المعاهد الذي لم يكن بيننا وبينه حرب خدعه ثم قتله قال فإنه يقتل به فكيف يأمر ابن تيمية بقتل الوالد المعاهد
ابن تيمية لما سئل عن رجل يشتم أباه في مجموع الفتاوى إذا كان هؤلاء وهؤلاء يوردها المبتدعة وأهل الأهواء
إذا كان هؤلاء قد اعتدوا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيعتدون على كلام علماء السنة
لما سئل عن شخص يشتم أباه ، فماذا قال رحمه الله ؟
قال مثل هذا إذا سب أباه أو اعتدى عليه فإنه يعاقب عقوبة بليغة مؤثرة تزجره عن مثل ذلك
قال وإن كان أبلغ من ذلك أنه عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين ( من الكبائر أن يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه )
قال فإذا كان الرجل منهيا عن أن يسب أبا الغير حتى لا يتولد عن ذلك أن يسب أباه قال فكيف يسب أباه مباشرة والله أمر بالإحسان إلى الوالدين
هذا كلامه
بل ذهب كما في مجموع الفتاوى إلى ما هوأعظم من ذلك
كثير من العلماء يقولون الزكاة لا يعطيها الولد لوالده ولو كان فقيرا وكان هذا الولد لا يستطيع أن ينفق عليه وكان عنده زكاة قالوا لا يعطيه زكاة شيخ الإسلام يقول لا إذا كان لا يستطيع النفقة على والده ووالده كان فقيرا تحقق فيه وصف الفقر فيعطى من الزكاة
يقول : إذا كان والده مدينا عليه دين لا يستطيع الوفاء يسدد عنه الدين من زكاته
ابن تيمية يقول ولعلي أختم ببيان ما قاله هذا الرجل سبحان الله !
في مجموع الفتاوى بعد عن أمه رحمه الله كان في سفر من أجل نصرة الدين
فأرسل إليها رسالة هذا عناية ابن تيمية فكيف يأمر بأن يقتل الولد والده هذا اعتداء أن يطعنون في ابن تيمية ويطعنون في الشيخ محمد بن عبد الوهاب من أجل أن يضعفوا هذا الدين
لماذ لم يطعنوا في غيرهم ؟
انتبه
ولذلك أرسل رسالة لطيفة إلى أمه سأذكر بعضا منها وكان بعيدا عنها يعتذر رحمه الله عنها لبعده من أجل نصرة الدين
فقال : ” من أحمد بن تيمية إلى الأم السعيدة أكرمها الله بنعمه وأسبغ عليها بغنى كرمه وجعلها من خير إمائه وخدمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وهو أهل لأن يحمد والله على كل شيء قدير
ونسأل الله أن يصلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قال أكتب إليكم هذا الكتاب عن نعم عظيمة ومنن كريمة وآلاء جسمية من الله
يخبرها بأنه في خير
قال ونسأل الله المزيد من فضله قال أبشركم أن نعم الله علي في ازدياد وفي نمو لا يحصيها التعداد ، ولكن تعلمون
يقول لها : ” ولكن تعلمون أننا ما رغبنا في البقاء إلا من أجل أمر لو تركناه لفسد أمر الدين والدنيا
وقال : والله لسنا مختارين لبعدكم والله لو حملتنا الطيور إليكم لسرنا إليكم
يقول لأمه والله لو حملتنا الطيور لسرنا إليكم
ولكن لو كنتم تعلمون بباطن الأمر لعلمتم أن بقاءنا خير وأنتم أهل لأن يعرف ذلك
ثم قال ” والحمد لله لا يزال الله يفتح علينا من نعمه ومن خيراته ومن بركاته بل يقول في كل وقت نهم أن نأتي إليكم
قال ما هناك شيء نؤثره من أجل أمر من أمور الدنيا قط ولكن تعلمون ما في مقامي هنا من أنه لو أهملناه لفسد أمر الدين والدنيا ، والشاهد يعلم ما لا يعلمه الغائب
ثم قال في ضمن ما قال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا قال وعلى من في البيت من الصغار والكبار والأهل والأحباب والأصحاب واحدا واحدا وصلى الله وسلم على نبينا محمد
هذا ابن تيمة
رقة رقة ورحمة
فالشاهد من هذا :
خلاصة الأمر ما جرى انتبه عليكم بالدعاء أن يحفظ أولادكم أن يحفظ هذه البلاد
عليكم بحماية هذه البلاد بكل ما أوتيم من قوة لا تسمعوا لكل ما يقال فيها
أنت حينما تدافع عنها بلسانك وبجسدك إنما تدافع عن الدين لأنها تحمل ولله الحمد راية الدين
لنعد إلى العلماء الراسخين الربانيين فلا يؤخذ من أي شخص
فنسأل الله أن يحفظ لنا ديننا ، ونسأله جل وعلا أن يحفظ بلادنا وأن يوفق ولاة أمرنا