ست وقفات مع الإبل

ست وقفات مع الإبل

مشاهدات: 567

 ( ست وقفات مع الإبل  )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد: فيا عباد الله  )

 

موضوعنا في هذا اليوم غريب طرحه ولكن طرحه فيه من الفوائد ما فيه

موضوعنا عن الإبل :

1ـ الإبل جاء ذكرها في القرآن

2ـ وجاء ذكرها في السنة

3ـ وجاء ذكرها عند العرب

لِمَ لم يذكر الفيل ؟

لأن الفيل لا يؤكل لحمه ولأنهم لا يعرفونه تمام المعرفة , فذكرت الإبل لأنها من أعظم المخلوقات خلقة ويقودها أصغر البشر فينيخها و يسوقوها ويقودها بيسر وسهولة ثم هي صابرة عن الطعام وعن الماء وهي الوحيدة من البهائم التي ترعى كل ما يكون الصحراء دون غيرها من البهائم ولأن المنفعة بها أتم لأنها توفرت فيها أربعة أشياء

{ ركوبة  أكولة  حمولة   حلوبة }

ولذا ليس هناك من دواب الأرض يحمل عليها شئ إلا وهو قائم سوى الإبل .

1ـ ذكرت الإبل في القرآن على أنها محل اعتبار

{  أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } الغاشية 17

ولذلك كان شريح يقول اذهبوا بنا إلى الصحراء حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت .

2ـ الإبل ذكرت في القرآن على أنها من البهائم من بهيمة الأنعام التي بها جمال { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } النحل 6

الرواح : هو آخر النهار

المسرح: هو أول النهار

لكن

لماذا قدم الرواح ؟

لأن أهلها يعجبون بها إذا قدمت في آخر النهار ولأن الجمال يكمن بها في تلك الفترة من الزمن ولأن أهلها ينتفعون بها بعد الرواح أكثر من انتفاعهم بها بعد تسريحها .

3ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن على أنها معجزة لقوم صالح

{ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } الشمس 13

يعني احذروا أن تعقروا الناقة وأن تقابلوا شرب حليبها بعقرها وأن تعتدوا على يوم شربها من البئر

4ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن على أنها عظيمة واقسم الله عز وجل بها

{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } العاديات 1

التفسير المشهور أن العاديات هي الخيل ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ( ليس من الحيوانات شئ يضبح إلا الخيل والثعلب والكلب )

ولكن في تفسير آخر { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} هي الإبل

لكن كيف تضبح ؟  ضبح الإبل هو أن تمد أعناقها إذا سارت وانطلقت تسرع

5ـ  وجاء ذكر الإبل في القرآن على أنها من البهائم السمينة

{ والْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ } الحج 36

 

6ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن  في النهي عن التكبر من البشر على غيرهم

{ ولَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } لقمان 18

والتصعير هو داء يأخذ الإبل فيلف أعناقها عن رؤوسها

 

7ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن على أنها علامة و صفة للشرارة التي تنطلق من النار

{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ{32} كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ{33} } المرسلات32، 33

يعني أنها سوداء تميل إلى الصفرة  فدل على أنها نار مظلمة

8ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن محرم أكلها على اليهود بظلمهم

{ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ } آل عمران 93

إسرائيل  هنا هو يعقوب

قالوا : إن الإبل حرمها إبراهيم فكيف تأكلونها ، فرد الله عليهم

{ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا }

فليس هناك شئ محرم على اليهود و إنما حرم يعقوب على نفسه الإبل لمّا أصابه كما قال المفسرون {عرق النَسَا } وإلا فليس هناك شئ محرم على اليهود ،  لكن لما ظلموا حرم الله عليهم كل ما يتعلق بالإبل

{ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } الأنعام 146

يعني ليست مشقوقة الأصابع كالإبل والنعامة ونحوها فهي محرمة على اليهود

 

9ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن على أنها تضيّع ولا يلتفت إليها إذا جاءت علامات يوم القيامة

{ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } التكوير 4

والعشار ناقة عشراء وهي التي حملت ولها أربعة أشهر ويستمر هذا الوصف بها إلى أن تلد

 

10ـ وجاء ذكر الإبل في القرآن على أن أهل النار يشربون من الحميم شربا عظيما كشرب الناقة إذا أصابها داء الهيام فتشرب من الماء فلا ترتوي حتى تهلك

{ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ{54} فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ{55} }الواقعة54، 55

يعني الإبل التي لا ترتوي التي أصابها هذا الداء

 

ذكر الإبل في السنة المطهرة :

 

1ـ جاء ذكرها في السنة أنه لا تصح الصلاة

في معاطنها وهو المكان الذي تبقى فيه عند ورودها الماء

وفي مرابد الإبل وهو المكان الذي تحبس فيه للبيع

وفي مناخ الإبل وهو المكان الذي تستقر فيه بعد أن تأتي من الرواح

 

2ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أن يحرم التقاطها إذا ظلت في الصحراء كما جاء في الصحيحين .

 

3ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أن صاحبها إذا لم يتعاهدها نفرت وهربت وشردت منه قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين

{ إنما صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهدها امسكها وان أطلقها ذهبت }

و جاء عند الحاكم :

{ كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير على أهله}

4ـ  وجاء ذكر الإبل في السنة أن أصحابها عليهم أن يركضوا بها في زمن الربيع وألا يسرعوا بها حتى تأخذ حظها من الأرض عند مسلم

{ إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة يعني في القحط والجدب فأسرعوا عليها السير }

 

5ـ  وجاء ذكر الإبل في السنة أنه يصلى عليها السنن حتى  الوتر ، كما ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين { كان يوتر على بعيره }

 

6ـ وجاء ذكر الإبل في السنة  في النهي عن تحصين الإبل في قلادات كما تفعله العرب في جاهليتهم ففي الصحيحين من حديث أبي بشير

{ ألا لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت}

 

7ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أنها كما جاء في السنن{ خلقت من الشياطين  }ليس معنى ذلك أن مادتها من الشياطين

إنما لما غلب عليها وصف الغلظة والشدة والشيطنة وصفت بذالك كحالنا نحن خلقنا من تراب ولذلك قال {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} الأنبياء 37

لِمَ ؟

لأن الوصف الأعظم فينا العجلة

 

8ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أن العرب يحلبونها في زمن الجدب عند العشاء حتى لا يأتي الفقراء فيشاركوهم في شربهم زمن الجدب ولذلك قال عيه الصلاة والسلام كما  عند مسلم { ألا لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله العشاء وإنهم يعتمون بحلاب الإبل }

 

9ـ وجاء ذكر الإبل في السنة أن  { ما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا جمعت له يوم القيامة أوفر ما كانت فتنطحه وتطؤه بأخفافها }

 

10ـ  وجاء ذكر الإبل في السنة كما في المسند والسنن  النهي عن { أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير }

بمعنى أنه ينهى أن يعرف الإنسان بأن هذا المكان مكانه في المسجد

لا يفارقه في صلاة ولا في قراءة قرآن ولا في ذكر هذا منهيٌّ عنه .

 

11ـ  وجاء ذكر الإبل في السنة على أنها {  تجزئ عن سبع شياه في الأضحية }

 

12ـ وجاء ذكر الإبل في السنة أن { الدية فيها مائة من الإبل عن قتل النفس وفي الإصبع الواحد عشر من الإبل وفي السن خمس من الإبل }

كما جاء في الحديث عند النسائي .

 

13ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أنها تحلب عند الماء لأنه أنفع لها ولكي يراها المساكين فيطعمون من حليبها

 

14ـ وجاء ذكر الإبل في السنة أنك إذا سجدت لا تسجد كما يبرك البعير كما جاء في حديث أبي هريرة في سنن أبي داود والنسائي

{ إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير }

 

15ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أنه { يجوز إن تبيع بعيرا ببعيرين أو بأربعة أو بخمسة فلا ربا في الإبل وهو حي } يعني ناقة بناقتين بثلاث بأربع لا إشكال في ذلك

 

16ـ وجاءت السنة في ذكر الإبل أن  { الإبل التي تكون في الصحراء انفع لصاحب  مرض البطن لكي يشرب من حليبها ومن ابوالها ولكي يتنفس عندها من الهواء الطلق }  كما جاء في  قصة العرنيين الذين أصابهم داء في بطونهم كما في الصحيحين

{ فأمرهم النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن يذهبوا  إلى إبل الصدقة فيشربوا من ابوالها وألبانها فلما شربوا استصحوا } .

 

17ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على { أنها قد تتوحش وتند من صاحبها } فماذا يصنع بها ؟

يرميها بالسهم لأن تذكية الإبل لابد من نحرها في الوهدة لكن  لو عجز صاحبها وشردت كشرود السباع ولم يتمكن فليرمها بالسهم أو ليرمها بالبندق في هذا العصر فيكون قتله لها بهذا الرمي جائزا في أكلها ولذلك في حديث رافع كما في الصحيحين { لما ند بعير فرماه  سهم من الصحابة فقال صلى الله عليه وآله وسلم  إن لهذا الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا غلبكم شئ منها فا فعلوا به هكذا }

 

18ـ وجاء ذكر الإبل في السنة على أن النساء في العرب كن يركبن الإبل في الصحيحين من حديث أبي هريرة { خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش }

 

19ـ وجاء ذكر الإبل في السنة كما عند ابن ماجه أن من السنة

{أن من اشترى بعيرا فليضع يده على ذروة سنامه وليدع بالبركة }

يدعو الله أن يبارك له في هذا البعير أو في هذه الناقة .

 

 

هذه الإبل ذكرت عند العرب

هناك المزايين وغير المزاين عند العرب ما هي ؟

أذكر لكم جزءا كبيرا من مسميات هذه الإبل عند العرب مما هو جميل ومما ليس كذلك

عند العرب من الإبل ما يسمي

البحيرة

البحيرة :  هي الناقة التي  أنتجت خمسة أبطن فإن ولدت ذكرا أكله الرجال وإن ولدت أنثى بحروا أذنها يعني شقوا أذنها فتركت فلا يحمل عليها شئ ولا يجز منها وبر ولا يحلب منها حليب وإن أخرجت في هذا الخامس ميتا أكله الرجال والنساء

{ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء } الأنعام 139

كما جاء في آية الأنعام ولذا قال عز وجل

{ مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ } المائدة 103

يعني ما شرع الله من بحيرة فهذا فعل مذموم في الشرع

 

وهناك ما  يسمى عند العرب

بالحام :

وهو البعير إذا اخرج الله من صلبه عشرة قالوا حمى  ظهره فلا يحمل ولا يركب  { مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ } المائدة 103

 

وعند العرب ما يسمى

بحمر النعم:

كما جاء في الصحيحين وهي الإبل في  الحمراء التي هي أنفس ما يكون عند العرب من الإبل

 

وهناك عند العرب ما يسمى

بهمل الإبل:

وهي الإبل التي لا راعي لها يهتم بها .

 

وهناك عند العرب ما يسمى

بغر الذرى :

كما جاء بذلك حديث  { أهدى النبي صلي الله عليه وسلم لبعض القوم خمس غر الذرى وهي ما يكون من جمال الإبل عندهم غر الذرى يعني أنها بيضاء في سنامها }

 

وعند العرب ما يسمى بـ

الكوامة :

كما جاء ذكر ذلك في صحيح مسلم كما قال صلى عليه و وسلم للصحابة { أيحب أحدكم أن يغدو إلى العقيق فيأتي بناقتين كوماوين ــ يعني عظيمة السنام ــ من غير إثم ولا قطيعة رحم قالوا : كلنا ذلك يا رسول ، قال  لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آية أو آيتين خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل}

 

وعند العرب ما يسمى

بالبُخت :

{ رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } كما جاء عند مسلم في وصف النساء الكاسيات العاريات ،

البخت : هي إبل عظيمة السنام أيضا .

 

وعند العرب أيضا ما يسمى

بالفرَع:

وهو

أول نتاج الناقة يذبحونه لأصنامهم ولذلك قال صلي الله عليه و آله وسلم كما في الصحيحين { لا فرع ولا عتيرة }

 

وعند العرب ما يسمى

بالعيايا

من الإبل كما جاء في وصف تلك المرأة في حديث أم زرع  لزوجها  قالت :{ زوجي عيايا غيايا طباقا} عيايا يعني أنه مثل البعير التي لا يطرق النوق ولا يلقحها ولا يضربها .

 

وهناك عند العرب ما يسمى بناقة

شائلة :

الناقة الشائلة: عند العرب هي الجافة لبنها والتصق بطنها بظهرها

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

الراحلة :

وهي الإبل المخصصة لأن ترحل وتركب ليسافر عليها  ، ولذلك قال صلى الله عليه و آله وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال { الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة}يعني أن هذا الصنف من هذا الإبل قليل كما أن الصنف من البشر في النفع إذا وقعت الواقعة وحصلت الأحداث وأريد به لأن ينفع قليل لكن في زمن الرخاء كل يدعي أنه هوهو .

 

ومن الإبل عند العرب ما يسمى بـ

البكْرة:

وهي صغيرة الإبل

 

وهناك عند العرب ما يسمى

بالجزور

وهو ما يجزر من الإبل يعني يقطع لحمه إذا ذبح  .

 

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

الرَسَل :

الرَسَل هو الناقة التي هي ذات لبن فإذا كسرت الراء { الرِسِل}  فيكون المقصود اللبن ، لكن إذا قيل الرَسَل فالمقصود منه الناقة التي هي ذات لبن .

 

وهناك عند العرب ما يسمى

بالعير :

وهي التي تحمل البضائع .

 

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

الناضح :

بعير ناضح يعني مخصص ليستقى به الماء فيخرج الماء من البئر عن طريق هذا البعير

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

القلوص :

وهي الناقة الشابة الفتية طويلة القوائم القادرة علي السير الطويل .

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

العوذ:

عوذ الإبل وهي ذات اللبن .

 

وهناك عند العرب ما يسمى بـ

اللقاح

وهي الإبل التي تدر لبناً عظيماً .

 

وهناك عند العرب طعام لهذه الإبل من أحسن ما ترعاه الإبل وهو شوك السعدات وجاء ذكره في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا أحسن أطعمة الإبل ،

هناك طعام للإبل في الشتاء عندهم يسمى بالعلقة يعني الإنسان أكل طعام العلقة يعني يتعلق به يعني بقدر ما يقيم صلبه

العلقة: هذا في الأصل شجر في الصحراء لا تأكله إلا الإبل في الصحراء في الشتاء لأنه يقيم بدنها

وهناك ما يسمى ب ” قيلت الإبل “ يعني شربت الإبل الماء في القائلة .

 

وهناك ما يسمى بحداء الإبل وهو الصوت الذي يذكر عند الإبل إذا أرادوا أن تسرع في السير نزل الرجل منها ثم حدا بها فانطلقت في السير .

 

وأما صوت الإبل فيسمى رغاء

وأما سارق الإبل فيسمى في اللغة خارب  والذي ينقص المكيال مطفف والذي ينقص في الميزان مخسّر ، أما الذي يسرق الإبل فيسمى في اللغة خارب .

هذه هي الإبل المزاين وغير المزاين عند العرب .

 

أما الإبل المزاين عندنا :

فإن هذه الإبل المزاين في هذا العصر قد اشتغل بها اشتغالا عظيما كبيراً والشرع لما ذكر ما يتعلق بهذه الإبل ، فإن الإبل لهذه الإبل قدرا ومكانة في شرع الله عز وجل وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولذا كان له عليه الصلاة والسلام القصواء  والعضباء والجدعاء

وكان لقاحه خمس وعشرون من الإبل وكان يهتم بها صلى الله عليه وآله وسلم

ولكن ليس بالاهتمام الذي حصل في هذا العصر وضربت الملايين في بيعها وأصبح بيعها كأنه بيع وهمي ، ونتج من ذلك أنه هناك نعرات بدأت تظهر من أجل هذه الإبل وحصل بها الفخر والخيلاء من البعض ليس من الكل  ما ينتج من البعض من تضييع الصلوات لما تعرض هذه الإبل من إباحة المحرمات ومن التفاخر ومن التباهي وما ينتج من ذلك من صور ومقاطع فيديو من أن هناك أطعمة عظيمة يزج بها في المزابل وفي النفايات وهذا لا يجوز في شرع الله وهو من كفر النعمة بالله عز وجل .

 

وليحذر أصحاب الإبل من هذا الحديث الذي ذكره النبي صلي الله عليه وآله وسلم فليتفطن له لا نحرم أن يعرف للإبل قدرها فقدرها معروف في الشرع لكن أن تكون بهذه الصورة وينتج منها من المفاسد التي ذكرتها ومما لم أذكره ، فهذا لا يجوز في شرع الله عز وجل  ، فالنبي صلي الله عليه وآله وسلم قال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه { الفخر والخيلاء عند أهل الإبل }

وعند ابن ماجه { الإبل عز لأهلها } نعم عز لأهلها

لكن هل هي عز للإسلام والمسلمين ؟

وجاء في الصحيحين قوله صلي الله عليه وآله وسلم مع ذكر الفخر والخيلاء قال { ألا إن القسوة وغلظ القلوب عند الفدادين عند أصول أذناب الإبل  }

من هم الفدادون من أصحاب الإبل ؟

قال العلماء هم الجفاة من الأعراب الذين يستكثرون من الإبل استكثار عظيماً يصل هذا العدد ما بين مائتين إلى ألف من النوق فهؤلاء يصدق عليهم الوصف

إذن ليعن بالإبل وليهتم بها لكن ليس بهذه الصورة التي ينتج عنها ما ينتج من المفاسد.

 

أحاديث ضعيفة في ذكر الإبل :

أذكرها لكي أنبه عليها :

1ـ من الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل كما عند الترمذي

{  لا تشربوا بنفس واحد كالبعير و إنما مثنى وثلاث }

2ـ ومن الأحاديث الضعيفة في الإبل كما جاء عند الحاكم

{ نهى الرجل أن يمشي بين البعيرين يقودهما }

3ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل أن

{من رأى الإبل في المنام فهي علامة الحرب } الإبل في المنام حرب .

4ـ من الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل أن

{ المنافق إذا مرض فشفي فأطلق من مرضه فهو كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه لا يدري لماذا عقله أهله ولماذا أرسلوه }

5ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل

{  اللهم أعوذ بك من الأعميين السيل والبعير الصئول }

6ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل

{ إذا كان أحدكم على وضوء فأكل طعاما فلا يتوضأ إلا  أن يشرب حليب الإبل فليتمضمض }

لتعلموا أنه  ورد في السنة أنه إذا أكل لحم الإبل فينتقض الوضوء ، أما حليبها فلا ينقض الوضوء لقصة العرنيين أمرهم أن يشربوا من ابوالها وألبانها ، ثم لتعلموا أن السنة في شرب أي حليب من الإبل أو من غير الإبل السنة إذا شربت أي حليب أن تتمضمض هذه هي السنة ، لكن الإبل لو شربت حليبها من السنة لك أن لا تقتصر على المضمضة ، يل تتوضأ كما جاء في حديث أخر لكن ليس علي سبيل الوجوب ، شرب حليب الإبل لا ينقض الوضوء  .

 

7ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل

  { ليس من الجنة شئ من البهائم إلا الطير والإبل } لا يصح

8ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل

{ الجَمال في الإبل } ويغني عنها الآية لأنها ذكرت من بين الأنعام

{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } النحل 6

9ـ ومن الأحاديث الواردة الضعيفة في الإبل .

{ عليكم بألبان الإبل وأبوالها البرية  } وهذا لا يصح ولكن يغني عنه ما ذكرنا من أنه من اشتكى داء في بطنه فليذهب إلى الصحراء وليشرب من حليب وأبوال الإبل فإن شفاء بإذن الله عز وجل.