شرح حديث (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة …. )

شرح حديث (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة …. )

مشاهدات: 793

الوضوء في المنزل

وشرح حديث :

(من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة كان أجره كأجر الحاج المحرم).

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة كان أجره كأجر الحاج المحرم).

هذا الحديث تندرج تحته عدة فوائد :

  • هذا الحديث حسنه الألباني رحمه الله.
  • بيان فضيلة الوضوء في البيت لمن أراد أن يأتي إلى صلاة الجماعة و أن من توضأ في بيته ثم خرج إلى صلاة الجماعة يكون له هذا الأجر الكبير وهو أجر من حج محرماً.
  • بيان فضل الله عزوجل وعظيم منته وكرمه فبهذا الفعل اليسير الذي لا يكلف الإنسان شيئا يحصل على هذه الأجور العظيمة ومما يؤكد هذا غير ما ورد في هذا الحديث من الفضل والأجر أنه عليه الصلاة و السلام قال كما في حديث أبي هريرة كما في الصحيحين (صلاة الرجل جماعة تفضل على صلاته في سوقه أو في بيته خمساً وعشرين درجة وذلك أنه إذا توضأ[ يعني إذا توضأ في بيته] فخرج لا ينهزه إلا الصلاة لم يخطو خطوة إلا حط الله بها عنه خطيئة ورفعه الله عزوجل بها درجة) من حين ما تخرج من بيتك وأنت متوضأ تكفر عنك الذنوب بهذه الخطوات وترفع لك الدرجات وتكتب لك الحسنات ثم يكون لك الأجر وهو أجر من حج , ومن ثم فإنه ينبغي للمسلم إذا خرج إلى صلاة الجماعة أن لا يؤخر وضوءه حتى يأتي دورات مياه المسجد أو في مكان آخر ليحرص المسلم تمام الحرص على أنه إذا توضأ يتوضأ من بيته حتى ينال هذا الأجر الكبير العظيم من الله عزوجل .
  • بيان فضل وعظم صلاة الجماعة على من صلى في منزله أيظفر بهذا الثواب ؟ كلا فقل لأولئك المساكين الذين ضيعوا صلواتهم وصلوا في بيوتهم قل لهم ما قاله عليه الصلاة و السلام في هذا الحديث من هذا الفضل الكبير من الله عزوجل يمكن أن ترصد لك حسنات وتحصي لك حسنات تراها يوم القيامة بجهد كبير ؟ لا والله بجهد يسير .
  • أن قوله عليه الصلاة و السلام كأجر الحاج المحرم يمكن لو كأجر الحاج لكفى لكن قال (كأجر الحاج المحرم) لمَ ؟ لأنه لا حج إلا بإحرام فكذالك لا صلاة إلا بوضوء و أفضل مكان يتوضأ فيه المسلم هو بيته .
  • لا يستعظم أحد هذا الأجر يقول كيف يتأتى له هذا الأجر فالشرع جعل على أعمال يسيرة خفيفة جعل عليها أجورا كبيرة منها ما في سنن الترمذي أن النبي عليه الصلاة و السلام قال (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تقعد الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجه وعمرة) بعض الناس يقول كيف هذا العمل اليسير القليل في الوقت بأجر حجة وعمرة جاء الحديث في تتمته ليرفع هذا الوهم وهذا الظن قال (كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) ثلاث مرات يكررها النبي عليه الصلاة و السلام حتى لا يدخل الشيطان على البعض ويقول كيف ؟ ففضل الله واسع فجديرٌ بنا والله أن نأخذ بمثل هذه الأحاديث التي جاءت بهذه الأجور العظام مقابل عمل يسير خفيف على اللسان والأبدان .

وصلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين