طالب يخرج من المدرسة وينام إلى صلاة العشاء

طالب يخرج من المدرسة وينام إلى صلاة العشاء

مشاهدات: 393

طالب يخرج من المدرسة وينام إلى صلاة العشاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو لما سأل يدل إن شاء الله على حبه للخير ؛ لأنه لما سأل دل على أن وازع الخير قد نبض في قلبه ؛ لأن مثل هذا الفعل لا يمكن أن تقره نفس طيبة زكية لأن ترك الصلاة معلوم من حيث الأدلة أنه لا يجوز أن تؤخر عن وقتها ، ولذلك قال تعالى { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ }     { أَضَاعُوا الصَّلَاةَ } فذمهم عز وجل لإضاعتهم للصلاة هم يصلون لكنهم أضاعوها فتوعدهم الله بغي

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ” ما تركوها ولكنهم أخروها عن وقتها ” ولذا قال تعالى { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) } لم يقل في صلاتهم لأنه لا يسلم أحد من السهو في صلاته ، لكن قال { عَنْ صَلَاتِهِمْ } وعن تفيد المجاوزة في اللغة العربية يعني تجاوزا بهذه الصلاة عن وقتها إلى وقت آخر ، ولذلك قال تعالى { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } دل على أنه لا يجوز أن تؤخر ، ولو كان يجوز أن تؤخر لأخرها النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف حتى في حالة الحرب كان يؤيدها عليه الصلاة والسلام

ومن ثم فإن الواجب على هذا السائل وعلى أمثاله من الشباب أن يتقوا الله وألا يقدموا الدنيا ومصالحها على الدين ومصالحه لأن الحياة الحقيقية التي فيها السعادة الأبدية هي الحياة الأخروية { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } يوم أن يأتي في يوم القيامة يندم { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } لأن الحياة الحقيقة هي حياة اليوم الآخر { وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ } يعني هذه الحياة الحقيقة لأن هذه الدنيا إنما هي بمثابة المطية التي نركبها إلى الآخرة فلا يقدم المسلم مصالحه الدنيوية باعتبار أنه يقدم من المدرسة أو أنه يقدم من الكلية أو ماشابه ذلك 

إذا أتى شيء يشغل عن الصلاة فإنه لا خير في هذا الشيء وبالتالي فإن فعله هذا يكون آثما ويخشى عليه أن تقبض روحه في تلك النومة ثم يلاقي الله على سوء حال ؛ لأن النبي صلى الله عيه وسلم يقول كما عند مسلم     ( يبعث كل عبد على ما مات عليه )

ومعلوم ما ذكرناه في حلقات سابقة حديث سمرة في صحيح البخاري ( أن النبي رأى أن هناك رجلا مضجعا وأن هناك من يقوم على رأسه ويشدغه بصخرة فيتدهده الحجر أو تتدهده هذه الصخرة فلا يذهب إليه ثم يعود إليه إلا وقد صح جسمه فيفعل به هكذا إلى قيام الساعة )

 فالأمر خطير جدا وعلى المسلم أن يتقي الله فيما يخص هذه الصلاة

إذا فرطنا في هذه الصلاة ما الذي بقي ؟ 

ولذلك يقول عمر رضي الله عنه : ”  لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة” ومن تكرها فهو لما سواها أضيع

هذه الصلاة قال تعالى { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } ولذلك لما ضعف حال الصلاة عندنا ضعفنا في طاعة الله ، ولذا في المسند  لما كان هناك رجل  كان يقوم الليل لكن عنده ذنبا كان إذا أصبح سرق فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحاله من أنه يقوم الليل وأنه إذا أصبح سرق فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟ قال    ( سينهاه ما تقول ) يعني صلاته بالليل ستنهاه عما قلت من الذنب الذي يفعله

فالله الله في الصلاة !! كيف والنبي صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه في آخر حياته      ( الصلاة الصلاة ) يعني الزموا وحافظوا على الصلاة

( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )