علامات الساعة الصغرى والكبرى ـ الجزء الثاني

علامات الساعة الصغرى والكبرى ـ الجزء الثاني

مشاهدات: 692

علامات الساعة الصغرى والكبرى ( 2 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

أما بعد :

نذكر العلامات الكبرى للساعة

وقبل ذلك : قد جاء في سنن أبي داود :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  ((يا أنس إن الناس يمصرون أمصارا ، وإن من بين أمصارهم مصرا يقال له : البصرة ، فإذا مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها وأسواقها وأبواب أمرائها  ، وعليك بضواحيها ، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ويبيت قوم يصبحون قردة وخنازير ))

وجاء أيضا في سنن أبي داود :

عن ابن عمر رضي الله عنهما  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوشك المسلمون أن يحاصَروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سَلاح ))

والمسالح : هي الثغور

وسَلاح : موطن قريب من خيبر

وذلك أنه في أحد الأزمان يحاصر المسلمون في المدينة ، وتكون ثغورهم قريبة منها ، وذلك لشدة تضييق الكفار عليهم

وقيل : إن هذا في زمن المسيح الدجال

وخروج المسيح الدجال من العلامات الكبرى :

وقبل الحديث عن فتنة هذا الدجال نحب أن نذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم :

إذ قال في معجم الطبراني – عن العلامات الكبرى – قال : (( الآيات كنظام خرز إذا انقطع سلكه تتابعت  ))

وقبل الحديث عن الدجال نتحدث عن المهدي :

وأحاديث المهدي صححها شيخ الإسلام رحمه الله ، وتلميذاه : ابن القيم ، وابن كثير وكذا الشوكاني والألباني وغيرهم .

والمهدي :

اسمه  : محمد بن عبد الله من ولد فاطمة ، من صلب الحسن بن علي

قال عليه الصلاة والسلام  – كما في سنن أبي داود – : (( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ))

قال ابن كثير رحمه الله : ” وخروج المهدي يكون من ناحية المشرق  ، لا كما تزعمه جهلة الروافض : أنه دخل في سرداب  ، فهذا من جهلهم  ، وهذا نوع من هذيانهم ، وقسط كبير من خذلانهم ، إذ لم يدل دليل ، لا من كتاب الله ، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  على ذلك ،

والمهدي الممدوح الموعود بخروجه آخر الزمان يخرج من ناحية المشرق ، ويبايَع  له عند البيت  ”

انتهى كلامه رحمه الله

وجاء في المسند :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يخرج آخر الزمان المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا – أي بالعدل  – وتعظم الأمة ، وتكثر الماشية يمكث سبعا أو ثماني او تسع سنين ، ثم لا خير في الحياة بعده ، يُبعَث على اختلاف من الناس ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء ))

وجاء في سنن ابن ماجة :

أنه عليه الصلاة والسلام قال : ((  المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ))

قال ابن كثير : ” يوفقه الله للتوبة بعد أن لم يكن كذلك “

وصفته كما جاء في سنن أبي داود :

(( أجلى الجبهة –  : أي انحتَّ شعر مقدمة رأسه –

أقنى الأنف : أي طويل أرنبة الأنف

من ولد فاطمة  ))

ومن العلامات :

خروج المسيح الدجال :

وسمي بالمسيح : لكونه ممسوح العين اليمنى او لكونه يمسح الأرض

وسمي بالدجال : لأنه يلبس الحق بالباطل بدجله وبكذبه

وقد جاء في سنن أبي داود :

عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنه قال : ” كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الفتن وعظمها ، فذكر فتنة الأحلاس

والحلس : هو الكساء الملازم لظهر البعير كناية للزومها واستمرارها

قلنا : يا رسول الله ، وما فتنة الإحلاس ؟

قال : هرب وحرب

ثم ذكر فتنة السراء :

وسيمت بالسراء : لأنها وقعت بسبب الذنوب التي هي من جراء كثرة النعم فيسر العدو بهذه الفتنة

ثم فتنة السراء  ، دخنها : ( أي يثيرها ) رجل من أهل بيتي يزعم انه مني ( أي في الدين ) وليس مني ، وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِك على ضِلَع ،

وهذا يدل على أن هذا الرجل المبايع له لا تستقيم له إمارة ؟

لأن الورك لثقله لا يمكن  أن يثبت على الضلع لدقته

ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع

ثم فتنة الدهيماء

لدهمتها وشدتها

قال عليه الصلاة والسلام : (( ما تدع احدا من هذه الأمة إلا لطمته ، فإذا قيل انقضت تمادت حتى يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويكون الناس حينها على فسطاطين :

فسطاط : إيمان لا نفاق معه

وفسطاط : نفاق لا إيمان معه ))

قال عليه الصلاة والسلام : (( فإذا كان كذلك فانتظروا  الدجال من يومه او من غده ))

وجاء في سنن أبي داود :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عمران بيت المقدس – وعمران بيت المقدس لاستيلاء الكفار عليه ، قال : ” من علامة عمران بيت المقدس : خراب يثرب ( أي المدينة ) وخراب يثرب خروج الملحمة ( وهي القتال بين المسلمين والروم ) وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ،  وفتح القسطنطينية  خروج الدجال ))

ثم ضرب عليه الصلاة والسلام على فخذ الذي حدثه وقال : (( إن هذا لحق كما أنك هنا ))

والمسيح الدجال عباد الله – :

من صفاته كما جاء في الصحيحين :

(( رجل جسيم أحمر جعد الشعر أعور العين اليمنى ))

وفي رواية مسلم :

(( على عينه اليسرى ظفرة غليظة – أي لحمة غليظة ))

أي تكون عيناه كلتاهما معيبتين

وجاء عند أبي داود :

أنه قصير

وفي رواية أحمد :

أجلى الجبهة ، عريض النحر ، فيه انحناء

وجاء في رواية مسلم :

كثير الشعر

وجاء في الصحيحين :

وهذه هي علامة مميزة له : ” مكتوب بين عينيه كافر “

في رواية مسلم :

يقرأها كل مؤمن : كاتب وغير كاتب ، حتى الأمي يقرأها

قال النووي : ” يخلق الله للأمي إدراكا ، لأن في ذلك الزمن تنخرق العادات ،”  وهذه الكتابة حقيقية جعلها الله علامة لكفره “

وثبت عند مسلم :

أنه عقيم لا يولد له

وجاء عند مسلم :

أنه يخرج من ناحية المشرق

وبالتحديد – كما عند الترمذي – من خراسان

وهو يهبط كل أرض ما عدا المدينة ومكة على كل نقب من أنقابها ملائكة يحرسونها

وأكثر من يتبعه : اليهود :

كما عند مسلم  : ” يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان “

وجاء في سنن ابن ماجة :

أنه يفتن الأعراب ، فيقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتؤمن لي بالربوبية ؟ فيقول : نعم  ، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان له : يا بني اتبعه فإنه ربك .

وأيضا يتأثر به النساء ؛ وذلك لغلبة الجهل عليهن     :

لما جاء في مسلم :

(( يخرج النساء إلى الدجال حتى إن الرجل ليأتي إلى أمه وحماته وأخته وعمته فيوثقها رباطا خيفة من ان تذهب إليه ))

وأما فتنته كما عند مسلم :

ـــ معه نهران يجريان أحدهما : ماء أبيض رأي العين ، والآخر : نارا تأجج رأي العين

قال عليه الصلاة والسلام : (( فإما إن أدركنا أحدا فليأت إلى النهر الذي هو نار ويغمض عينيه ويطأطئ رأسه ويشرب منه فإنه ماء بارد ))

ولبثه في الأرض أربعون يوما :

يوم كـ ” سنة “

ويوم كـ ” شهر “

ويوم كـ ” جمعة ” أي كاسبوع

وسائر أيامه كأيامنا

وأما إسراعه في الأرض : فكالغيث استدبرته الريح

فيأتي على القوم فيؤمنون به فيأمر السماء ان تمطر فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم ماشيتهم أطول ما كانت أسمنة ، وأسبغ ضروعا وأمده خواصرا لامتلائها من الشبع

ثم يأتي إلى القوم فيدعوهم فيرفضون قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين لا مال لديهم

ويمر بالخربة : فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كذكور النحل

ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه ضربتين ثم يدعوه فيقبل يتهلل وهو يضحك

وفي رواية البخاري :

أن هذا الرجل من خيار الناس ، ويخرج من المدينة ، ثم إذا أراد ان يقتله مرة اخرى فلا يُسلط عليه

وهلاك الدجال على يد عيسى يقتله بباب لُدٍّ : وهي مدينة عند المقدس

يقتله بـ ” باب لد “ فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، لكن عيسى يبادر إليه بحربته فيقتله فيري الناس دمه في حربته .

وقد جاء في المسند :

أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( سيكون بعدكم قوم يكذبون بالدجال ))

قال السفَّاريني  : مما ينبغي لكل عالم أن يفشي أخباره وأحاديثه للناس ولاسيما النساء والأولاد .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عنه ، وحتى تترك الأئمة ذكره  على المنابر ))

والعصمة من فتنته بينها النبي صلى الله عليه وسلم :

وذلك بأن تحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ومن آخرها

وكذلك تستعيذ بالله من فتنته في التشهد الأخير في الصلاة

وكذلك تفر منه

قال عليه الصلاة والسلام – كما عند أبي داود : (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث عليه من الشبهات ))

ومن العلامات :

من العلامات الكبرى للساعة :

نزول عيسى بن مريم

وهو الآن حي في السماء

وصفته : أنه أحمر آدم ( أي أدمته صافية ) سبط الشعر ( أي ناعم الشعر ) جعد أي ( اكتنز لحم جسمه ) عريض الصدر ، عليه لُمَّة ( أي شعر يتجاوزشحمة أذنه )

فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم المسيح حكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية( أي لا يقبل إلا الإسلام ) ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، وتكون السجدة خياًر من الدنيا وما فيها ، وفي عهده ينتشر الرخاء والأمن، فيقال للأرض – كما في صحيح مسلم  : أخرجي ثمرتك ، وردي بركتك ، وتأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ولتذهبن التباغض والفحشاء والتحاسد ويبارك الله في اللبن ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ من الناس

وجاء عند أحمد :

أن الأسود ترتع مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ))

ومن العلامات الكبرى للساعة :

خروج يأجوج ومأجوج :

وهما قبيلتان من ذرية آدم وحواء

وعددهم : كثير

وأوصافهم كأوصاف الترك :

حمر الوجوه

فطس الأنوف

صغار الأعين

وهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم

جاء حديث قال عنه ابن حجر له شاهد صحيح :

من ان يأجوج أمة ، ومأجوج أمة ، كل أمة : أربعمائة ألف لايموت أحدهم حتى يخرج الله من صلبه  ألف رجل

وأما ما ذُكر من أوصافهم :

أن طولهم شبرأو شبران

وأنهم يفترشون آذانهم ، ويلتحفون بالأخرى فهي كذب لا صحة لها كما قال ابن كثير رحمه الله .

وجاء عند مسلم :

أنهم يمرون على بحيرة ” طبرية ” فيشربون ما فيها من الماء ، ويُحصر نبي الله وأصحابه في جبل بيت المقدس

فيقولون : قتلنا من في الأرض فهلمَّ نقتل من في السماء ، فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع إليهم مخضوبة بالدماء

فيرغب عيسى وأصحابه على الله جل وعلا فيرسل عليهم ” النغف ”  وهو دود يكون في أنوف الإبل يقتلها ، فيرسل عليهم ” النغف ”  في رقابهم فيصبحون قتلى .

ثم يهبط عيسى ومن معه على الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه نتنهم ورائحتهم ، فيرغب إلى الله جل وعلا فيرسل عليهم طيرا كأعناق الإبل فتطرحهم حيث شاء الله .

وجاء في رواية الترمذي :

أن دواب الأرض لتسمن من لحومهم

وجاء في المسند  :

ان عيسى بعد ذلك يُتوفى ، ويصلي عليه المسلمون

أما سد يأجوج ومأجوج :

 فهو من ناحية المشرق ، اما بالتحديد فلا يعلم مكانه كما ذكر الله جل وعلا في آخر سورة الكهف : ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ )) وقد فتح منه جزء يسير فقالت زينب : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث ))

ومن العلامات الكبرى للساعة :

خراب المدينة :

وذلك بعد المهدي وبعد موت عيسى ، كما جاء في حديث البخاري : (( تتركون المدينة على خير ما كانت  لا يغشاها إلا عوافي السباع والطير))

ومن العلامات :

هدم الكعبة :

فقد جاء في المسند :

أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( يخرب الكعبة ” ذو السويقتين ” ( أي دقيق الساقين ) من الحبشة يسلبها حليها ، ويجردها من كسوتها ، ولكأني  أنظر إليه : أُصيلع ( أي لاشعر له في الرأس  ) أُفيدع ( أي زالت مفاصل قدمه عن مواضعها ) يضرب عليه بمسحاته ومعوله  ))

وفي رواية البخاري :

(( لكأني أنظر إليه : أسود أفحج ( أي بعيد ما بين الفخذين ) ينقضها حجرا حجرا ))

وهذا قرب قيام الساعة حين لا يبقى في الأرض أحد يقول : الله

لأن الله  جل وعلا يرسل ريحا باردة من قِبل الشام  ، وفي رواية من قبل اليمن ، فلا تمر على مسلم إلا قبضته

حتى جاء في رواية أحمد :

أنه عليه الصلاة والسلام قال فيخربونه خرابا لا يُعمَّر بعده أبدا

ومن العلامات :

ما جاء في صحيح مسلم :

أنه يكون في الأرض ثلاث خسوفات :

خسف في المشرق

وخسف في المغرب

وخسف في جزيرة العرب

وهذا قرب يوم القيامة

ومن العلامات :

الدخان

كما جاء في صحيح مسلم  ، وجاء في معجم الطبراني بيان صفاته :

ــ أنه يملأ ما بين السماء والأرض

ـــ يصيب المؤمن منه مثل الزكمة

ــ  ويثقب سمع الكافر ويدخل في دبره

قال الله جل وعلا : ((فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ))

ومن العلامات :

خروج الدابة من الأرض :

كما قال الله جل وعلا {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ))

من أوصافها : ((تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }

وهي : تخرج ضحى – كما جاء في رواية مسلم ، وجاء في بعض الروايات وفي بعض الأحاديث : أن خروجها يكون من المسجد الحرام ، وأنها تسم الناس على خراطيمهم ، وتجلو وجه المؤمن ، وتخطم أنف الكافر ، فيُعرف حينها الكافر من المسلم

وأما ما ورد في صفاتها من آثار فهي آثار لاتصح

ومن العلامات :

طلوع الشمس ممن مغربها

كما جاء في الصحيحين  : (( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فحينها يؤمن الناس ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ))

وآخر العلامات :

ما جاء في صحيح مسلم :

آخر ذلك نار تحشر الناس إلى محشرهم من المشرق إلى المغرب

وخروجها : من قعر عدن ، وبالتحديد – كما جاء في المسند – من بحر حضرموت

وهذه النار تحشر الناس إلى المحشر ، وهي بلاد الشام

والحشر هنا : ليس هو حشر الآخرة ، إنما هذا حشر في الدنيا ، لأن حشر الآخرة  لا يكون فيه جمال ولا يكون فيه شجر ولا حجر

وكذلك هذه النار ليست هي نار الآخرة ، إنما هي نار في الدنيا

جاء في الصحيحين :

أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( تحشر هذه النار الناس على ثلاثة أفواج :

فوج راكبون

وفوج تارة يركبون ، وتارة يمشون ، يتعاقب اثنان على بعير ، وكذلك الثلاثة ، وكذلك الأربعة ، وكذلك العشرة

أما الفوج الثالث : فإن النار تحشر بقيتهم فتقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا

وجاء في رواية أحمد :

أنهم يُحشرون – وهم شرار الخلق طبعا ، هؤلاء شرار الخلق – يحشرون مع القردة والخنازير، من تخلف أكلته النار

وقد جاء في رواية أحمد :

وفي رواية الترمذي : أنهم يحشرون إلى الشام في آخر الزمان ، وهي أرض المحشر

نسأل الله جل وعلا أن يجنبنا وان يعصمنا من الفتن :

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال- كما في سنن أبي داود : (( السعيد من جُنِّب الفتن ، السعيد من جُنِّب الفتن   ، السعيد من جُنِّب الفتن  ))

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم حال الفتن : أن يذهب الناس إلى الشام

فقد جاء في سنن أبي داود :

عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( سيصير أمر الناس إلى ان يكونوا جنودا مجندة :

جند بالشام

وجند باليمن

وجند بالعراق

فقال ابن حوالة : خِْر لي يا رسول الله ( أي اختر لي )

فقال عليه الصلاة والسلام : (( عليك بالشام ، فإنها خيرة أرض الله  ، ويجتبي إليها خير عباده ، فإن أبيتم فعليكم باليمن ، واسقوا من غدرها ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله ))

أسأل الله جل وعلا أن يعصم الأمة من الفتن

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن