علامات الساعة الصغرى والكبرى ( 2 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
أما بعد :
نذكر العلامات الكبرى للساعة
وقبل ذلك : قد جاء في سنن أبي داود :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يا أنس إن الناس يمصرون أمصارا ، وإن من بين أمصارهم مصرا يقال له : البصرة ، فإذا مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها وأسواقها وأبواب أمرائها ، وعليك بضواحيها ، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ويبيت قوم يصبحون قردة وخنازير ))
وجاء أيضا في سنن أبي داود :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوشك المسلمون أن يحاصَروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سَلاح ))
والمسالح : هي الثغور
وسَلاح : موطن قريب من خيبر
وذلك أنه في أحد الأزمان يحاصر المسلمون في المدينة ، وتكون ثغورهم قريبة منها ، وذلك لشدة تضييق الكفار عليهم
وقيل : إن هذا في زمن المسيح الدجال
وخروج المسيح الدجال من العلامات الكبرى :
وقبل الحديث عن فتنة هذا الدجال نحب أن نذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
إذ قال في معجم الطبراني – عن العلامات الكبرى – قال : (( الآيات كنظام خرز إذا انقطع سلكه تتابعت ))
وقبل الحديث عن الدجال نتحدث عن المهدي :
وأحاديث المهدي صححها شيخ الإسلام رحمه الله ، وتلميذاه : ابن القيم ، وابن كثير وكذا الشوكاني والألباني وغيرهم .
والمهدي :
اسمه : محمد بن عبد الله من ولد فاطمة ، من صلب الحسن بن علي
قال عليه الصلاة والسلام – كما في سنن أبي داود – : (( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ))
قال ابن كثير رحمه الله : ” وخروج المهدي يكون من ناحية المشرق ، لا كما تزعمه جهلة الروافض : أنه دخل في سرداب ، فهذا من جهلهم ، وهذا نوع من هذيانهم ، وقسط كبير من خذلانهم ، إذ لم يدل دليل ، لا من كتاب الله ، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ،
والمهدي الممدوح الموعود بخروجه آخر الزمان يخرج من ناحية المشرق ، ويبايَع له عند البيت ”
انتهى كلامه رحمه الله
وجاء في المسند :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يخرج آخر الزمان المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا – أي بالعدل – وتعظم الأمة ، وتكثر الماشية يمكث سبعا أو ثماني او تسع سنين ، ثم لا خير في الحياة بعده ، يُبعَث على اختلاف من الناس ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء ))
وجاء في سنن ابن ماجة :
أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ))
قال ابن كثير : ” يوفقه الله للتوبة بعد أن لم يكن كذلك “
وصفته – كما جاء في سنن أبي داود :
(( أجلى الجبهة – : أي انحتَّ شعر مقدمة رأسه –
أقنى الأنف : أي طويل أرنبة الأنف
من ولد فاطمة ))
ومن العلامات :
خروج المسيح الدجال :
وسمي بالمسيح : لكونه ممسوح العين اليمنى او لكونه يمسح الأرض
وسمي بالدجال : لأنه يلبس الحق بالباطل بدجله وبكذبه
وقد جاء في سنن أبي داود :
عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنه قال : ” كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الفتن وعظمها ، فذكر فتنة الأحلاس
والحلس : هو الكساء الملازم لظهر البعير كناية للزومها واستمرارها
قلنا : يا رسول الله ، وما فتنة الإحلاس ؟
قال : هرب وحرب
ثم ذكر فتنة السراء :
وسيمت بالسراء : لأنها وقعت بسبب الذنوب التي هي من جراء كثرة النعم فيسر العدو بهذه الفتنة
ثم فتنة السراء ، دخنها : ( أي يثيرها ) رجل من أهل بيتي يزعم انه مني ( أي في الدين ) وليس مني ، وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِك على ضِلَع ،
وهذا يدل على أن هذا الرجل المبايع له لا تستقيم له إمارة ؟
لأن الورك لثقله لا يمكن أن يثبت على الضلع لدقته
ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع
ثم فتنة الدهيماء
لدهمتها وشدتها
قال عليه الصلاة والسلام : (( ما تدع احدا من هذه الأمة إلا لطمته ، فإذا قيل انقضت تمادت حتى يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويكون الناس حينها على فسطاطين :
فسطاط : إيمان لا نفاق معه
وفسطاط : نفاق لا إيمان معه ))
قال عليه الصلاة والسلام : (( فإذا كان كذلك فانتظروا الدجال من يومه او من غده ))
وجاء في سنن أبي داود :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عمران بيت المقدس – وعمران بيت المقدس لاستيلاء الكفار عليه ، قال : ” من علامة عمران بيت المقدس : خراب يثرب ( أي المدينة ) وخراب يثرب خروج الملحمة ( وهي القتال بين المسلمين والروم ) وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ))
ثم ضرب عليه الصلاة والسلام على فخذ الذي حدثه وقال : (( إن هذا لحق كما أنك هنا ))
والمسيح الدجال – عباد الله – :
من صفاته كما جاء في الصحيحين :
(( رجل جسيم أحمر جعد الشعر أعور العين اليمنى ))
وفي رواية مسلم :
(( على عينه اليسرى ظفرة غليظة – أي لحمة غليظة ))
أي تكون عيناه كلتاهما معيبتين
وجاء عند أبي داود :
أنه قصير
وفي رواية أحمد :
أجلى الجبهة ، عريض النحر ، فيه انحناء
وجاء في رواية مسلم :
كثير الشعر
وجاء في الصحيحين :
وهذه هي علامة مميزة له : ” مكتوب بين عينيه كافر “
في رواية مسلم :
يقرأها كل مؤمن : كاتب وغير كاتب ، حتى الأمي يقرأها
قال النووي : ” يخلق الله للأمي إدراكا ، لأن في ذلك الزمن تنخرق العادات ،” وهذه الكتابة حقيقية جعلها الله علامة لكفره “
وثبت عند مسلم :
أنه عقيم لا يولد له
وجاء عند مسلم :
أنه يخرج من ناحية المشرق
وبالتحديد – كما عند الترمذي – من خراسان
وهو يهبط كل أرض ما عدا المدينة ومكة على كل نقب من أنقابها ملائكة يحرسونها
وأكثر من يتبعه : اليهود :
كما عند مسلم : ” يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان “
وجاء في سنن ابن ماجة :
أنه يفتن الأعراب ، فيقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتؤمن لي بالربوبية ؟ فيقول : نعم ، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان له : يا بني اتبعه فإنه ربك .
وأيضا يتأثر به النساء ؛ وذلك لغلبة الجهل عليهن :
لما جاء في مسلم :
(( يخرج النساء إلى الدجال حتى إن الرجل ليأتي إلى أمه وحماته وأخته وعمته فيوثقها رباطا خيفة من ان تذهب إليه ))
وأما فتنته – كما عند مسلم :
ـــ معه نهران يجريان أحدهما : ماء أبيض رأي العين ، والآخر : نارا تأجج رأي العين
قال عليه الصلاة والسلام : (( فإما إن أدركنا أحدا فليأت إلى النهر الذي هو نار ويغمض عينيه ويطأطئ رأسه ويشرب منه فإنه ماء بارد ))
ولبثه في الأرض أربعون يوما :
يوم كـ ” سنة “
ويوم كـ ” شهر “
ويوم كـ ” جمعة ” أي كاسبوع
وسائر أيامه كأيامنا
وأما إسراعه في الأرض : فكالغيث استدبرته الريح
فيأتي على القوم فيؤمنون به فيأمر السماء ان تمطر فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم ماشيتهم أطول ما كانت أسمنة ، وأسبغ ضروعا وأمده خواصرا لامتلائها من الشبع
ثم يأتي إلى القوم فيدعوهم فيرفضون قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين لا مال لديهم
ويمر بالخربة : فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كذكور النحل
ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه ضربتين ثم يدعوه فيقبل يتهلل وهو يضحك
وفي رواية البخاري :
أن هذا الرجل من خيار الناس ، ويخرج من المدينة ، ثم إذا أراد ان يقتله مرة اخرى فلا يُسلط عليه
وهلاك الدجال على يد عيسى يقتله بباب لُدٍّ : وهي مدينة عند المقدس
يقتله بـ ” باب لد “ فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، لكن عيسى يبادر إليه بحربته فيقتله فيري الناس دمه في حربته .
وقد جاء في المسند :
أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( سيكون بعدكم قوم يكذبون بالدجال ))
قال السفَّاريني : مما ينبغي لكل عالم أن يفشي أخباره وأحاديثه للناس ولاسيما النساء والأولاد .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عنه ، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر ))
والعصمة من فتنته بينها النبي صلى الله عليه وسلم :
وذلك بأن تحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ومن آخرها
وكذلك تستعيذ بالله من فتنته في التشهد الأخير في الصلاة
وكذلك تفر منه
قال عليه الصلاة والسلام – كما عند أبي داود : (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث عليه من الشبهات ))
ومن العلامات :
من العلامات الكبرى للساعة :
نزول عيسى بن مريم
وهو الآن حي في السماء
وصفته : أنه أحمر آدم ( أي أدمته صافية ) سبط الشعر ( أي ناعم الشعر ) جعد أي ( اكتنز لحم جسمه ) عريض الصدر ، عليه لُمَّة ( أي شعر يتجاوزشحمة أذنه )
فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم المسيح حكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية( أي لا يقبل إلا الإسلام ) ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، وتكون السجدة خياًر من الدنيا وما فيها ، وفي عهده ينتشر الرخاء والأمن، فيقال للأرض – كما في صحيح مسلم : أخرجي ثمرتك ، وردي بركتك ، وتأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ولتذهبن التباغض والفحشاء والتحاسد ويبارك الله في اللبن ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ من الناس
وجاء عند أحمد :
أن الأسود ترتع مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ))
ومن العلامات الكبرى للساعة :
خروج يأجوج ومأجوج :
وهما قبيلتان من ذرية آدم وحواء
وعددهم : كثير
وأوصافهم كأوصاف الترك :
حمر الوجوه
فطس الأنوف
صغار الأعين
وهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم
جاء حديث قال عنه ابن حجر له شاهد صحيح :
من ان يأجوج أمة ، ومأجوج أمة ، كل أمة : أربعمائة ألف لايموت أحدهم حتى يخرج الله من صلبه ألف رجل
وأما ما ذُكر من أوصافهم :
أن طولهم شبرأو شبران
وأنهم يفترشون آذانهم ، ويلتحفون بالأخرى فهي كذب لا صحة لها كما قال ابن كثير رحمه الله .
وجاء عند مسلم :
أنهم يمرون على بحيرة ” طبرية ” فيشربون ما فيها من الماء ، ويُحصر نبي الله وأصحابه في جبل بيت المقدس
فيقولون : قتلنا من في الأرض فهلمَّ نقتل من في السماء ، فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع إليهم مخضوبة بالدماء
فيرغب عيسى وأصحابه على الله جل وعلا فيرسل عليهم ” النغف ” وهو دود يكون في أنوف الإبل يقتلها ، فيرسل عليهم ” النغف ” في رقابهم فيصبحون قتلى .
ثم يهبط عيسى ومن معه على الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه نتنهم ورائحتهم ، فيرغب إلى الله جل وعلا فيرسل عليهم طيرا كأعناق الإبل فتطرحهم حيث شاء الله .
وجاء في رواية الترمذي :
أن دواب الأرض لتسمن من لحومهم
وجاء في المسند :
ان عيسى بعد ذلك يُتوفى ، ويصلي عليه المسلمون
أما سد يأجوج ومأجوج :
فهو من ناحية المشرق ، اما بالتحديد فلا يعلم مكانه كما ذكر الله جل وعلا في آخر سورة الكهف : ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ )) وقد فتح منه جزء يسير فقالت زينب : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث ))
ومن العلامات الكبرى للساعة :
خراب المدينة :
وذلك بعد المهدي وبعد موت عيسى ، كما جاء في حديث البخاري : (( تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا عوافي السباع والطير))
ومن العلامات :
هدم الكعبة :
فقد جاء في المسند :
أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( يخرب الكعبة ” ذو السويقتين ” ( أي دقيق الساقين ) من الحبشة يسلبها حليها ، ويجردها من كسوتها ، ولكأني أنظر إليه : أُصيلع ( أي لاشعر له في الرأس ) أُفيدع ( أي زالت مفاصل قدمه عن مواضعها ) يضرب عليه بمسحاته ومعوله ))
وفي رواية البخاري :
(( لكأني أنظر إليه : أسود أفحج ( أي بعيد ما بين الفخذين ) ينقضها حجرا حجرا ))
وهذا قرب قيام الساعة حين لا يبقى في الأرض أحد يقول : الله
لأن الله جل وعلا يرسل ريحا باردة من قِبل الشام ، وفي رواية من قبل اليمن ، فلا تمر على مسلم إلا قبضته
حتى جاء في رواية أحمد :
أنه عليه الصلاة والسلام قال فيخربونه خرابا لا يُعمَّر بعده أبدا
ومن العلامات :
ما جاء في صحيح مسلم :
أنه يكون في الأرض ثلاث خسوفات :
خسف في المشرق
وخسف في المغرب
وخسف في جزيرة العرب
وهذا قرب يوم القيامة
ومن العلامات :
الدخان
كما جاء في صحيح مسلم ، وجاء في معجم الطبراني بيان صفاته :
ــ أنه يملأ ما بين السماء والأرض
ـــ يصيب المؤمن منه مثل الزكمة
ــ ويثقب سمع الكافر ويدخل في دبره
قال الله جل وعلا : ((فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ))
ومن العلامات :
خروج الدابة من الأرض :
كما قال الله جل وعلا {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ))
من أوصافها : ((تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }
وهي : تخرج ضحى – كما جاء في رواية مسلم ، وجاء في بعض الروايات وفي بعض الأحاديث : أن خروجها يكون من المسجد الحرام ، وأنها تسم الناس على خراطيمهم ، وتجلو وجه المؤمن ، وتخطم أنف الكافر ، فيُعرف حينها الكافر من المسلم
وأما ما ورد في صفاتها من آثار فهي آثار لاتصح
ومن العلامات :
طلوع الشمس ممن مغربها
كما جاء في الصحيحين : (( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فحينها يؤمن الناس ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ))
وآخر العلامات :
ما جاء في صحيح مسلم :
آخر ذلك نار تحشر الناس إلى محشرهم من المشرق إلى المغرب
وخروجها : من قعر عدن ، وبالتحديد – كما جاء في المسند – من بحر حضرموت
وهذه النار تحشر الناس إلى المحشر ، وهي بلاد الشام
والحشر هنا : ليس هو حشر الآخرة ، إنما هذا حشر في الدنيا ، لأن حشر الآخرة لا يكون فيه جمال ولا يكون فيه شجر ولا حجر
وكذلك هذه النار ليست هي نار الآخرة ، إنما هي نار في الدنيا
جاء في الصحيحين :
أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( تحشر هذه النار الناس على ثلاثة أفواج :
فوج راكبون
وفوج تارة يركبون ، وتارة يمشون ، يتعاقب اثنان على بعير ، وكذلك الثلاثة ، وكذلك الأربعة ، وكذلك العشرة
أما الفوج الثالث : فإن النار تحشر بقيتهم فتقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا
وجاء في رواية أحمد :
أنهم يُحشرون – وهم شرار الخلق طبعا ، هؤلاء شرار الخلق – يحشرون مع القردة والخنازير، من تخلف أكلته النار
وقد جاء في رواية أحمد :
وفي رواية الترمذي : أنهم يحشرون إلى الشام في آخر الزمان ، وهي أرض المحشر
نسأل الله جل وعلا أن يجنبنا وان يعصمنا من الفتن :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال- كما في سنن أبي داود : (( السعيد من جُنِّب الفتن ، السعيد من جُنِّب الفتن ، السعيد من جُنِّب الفتن ))
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم حال الفتن : أن يذهب الناس إلى الشام
فقد جاء في سنن أبي داود :
عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( سيصير أمر الناس إلى ان يكونوا جنودا مجندة :
جند بالشام
وجند باليمن
وجند بالعراق
فقال ابن حوالة : خِْر لي يا رسول الله ( أي اختر لي )
فقال عليه الصلاة والسلام : (( عليك بالشام ، فإنها خيرة أرض الله ، ويجتبي إليها خير عباده ، فإن أبيتم فعليكم باليمن ، واسقوا من غدرها ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله ))
أسأل الله جل وعلا أن يعصم الأمة من الفتن
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن