على طالب العلم أن يحرص على معرفة (الإجماع) لكن لا يتسرع في نقل الإجماع لهذه الأسباب

على طالب العلم أن يحرص على معرفة (الإجماع) لكن لا يتسرع في نقل الإجماع لهذه الأسباب

مشاهدات: 437

على طالب العلم أن يحرص على معرفة (الإجماع) لكن لا يتسرع في نقل الإجماع لهذه الأسباب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا وجد طالب العلم مسألة نص فيها على أن العلماء أجمعوا أو أنهم اتفقوا ينظر فقد يكون هذا الناقل للإجماع قصد بذلك إجماع واتفاق علماء مذهبه وإن كان لا يقصد اتفاق علماء مذهبه فإن النقولات نقولات الإجماع لا يتسرع فيها طالب العلم

ولذلك قال الإمام أحمد ” وما يدريك أنهم أجمعوا لعلهم اختلفوا “

والإجماع المنضبط هو كما قال ابن تيمية ما كان في أول الأمر لما كان الصحابة في الحجاز لكن لما تفرق العلماء فهنا لا ينضبط هذا الإجماع وليس معنى ذلك أننا نلغي الإجماع ، لا ن، الإجماع أصل من أصول التشريع

أصول التشريع القرآن أولا ثم السنة ثم الإجماع كما قال تعالى { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا١١٥ } هذا دليل كثير من العلماء دليلهم من القرآن على الإجماع ، والنبي صلى الله عليه وسلم  كما ثبت عنه قال ( لا تجتمع أمتي على  ضلالة )

الإجماع أصل من أصول التشريع لكن لا يتسرع طالب العلم ، ولذلك كم من مسألة نقل فيها الإجماع من علماء كثر ثم تبين بعد حين أن هناك من خالف ، والمخالفة قد تكون من مجموعة وقد تكون من شخصين أو من ثلاثة أو من واحد

ولذلك اختلف الأصوليون لو اتفق واجتمع العلماء لكن خالف واحد أو اثنان أو ثلاث بعضهم لا يعتبر أن هذا خلاف فيقولون هذا إجماع ، والصحيح أنه لا إجماع إلا باتفاق العلماء كلهم حتى إن بعضهم أخرج خلاف داود الظاهري قالوا غير معتبر ، والصحيح أنه من العلماء

فعلى كل حال :

المقصود من ذلك اتفاق جميع علماء الأمة وإجماعات علماء الأمة في بعض المسائل موجودة ويقينية ليس معنى ذلك أنه لا توجد مسألة عليها إجماع ، لا ، الإجماع في مسائل كثيرة موجود لكن أقصد بذلك بعض  المسائل قد ينقل فيها أنهم اتفقوا على كذا أو أنهم اجتمعوا على كذا

إما أن يكون الناقل يقصد بذلك اتفاق علماء مذهبه أو أنه على حسب  الاطلاع اطلاعه قال أجمعوا أو أنه أحيانا ينقل عمن سبقه فمن سبقه قال أجمع العلماء على كذا وهو ينقل ونقولات أهل العلم بعضهم عن بعض كثيرة بل إن بعضهم ينقل بالنص بنص العالم السابق في مسائل سواء كان فيما يتعلق بالفقه أو بالحديث أو غير ذلك

ولذلك كان شيخ الإسلام أحيانا يحتاط فيقول رأي في المسألة كذا إن لم يخالف إجماعا

وقد قال بهذا القول  في بعض المسائل فوجد الخلاف

ولذلك لا يتسرع طالب العلم ، بعض الناس يأتي ويقول المسالة ليس فيها خلاف اتفقوا

وخصوصا طالب العلم المبتدئ يحرص على مثل هذا الأمر