فتاوى حديثية
الشيخ زيد بن مسفر البحري
س ( 30 ) : ما صحة حديث: ( أعطي يوسف وأمه سارة شطر الحسن وثلثه ) وهل يوسف عليه السلام أجمل من نبينا ﷺ؟
الجواب :
حديث: (أُعطيَ يوسف شَطر الحُسن ) هذا الحديث في صحيح مسلم، وقد جاء عند ابنِ عَدي وابن عساكر: ( أعطيَ يوسُف وأمه ) يعني: سارة ( شَطر الحُسن ) وهي زيادة من عفَّان وهو ثقة، فهي زيادة مقبولة.
أما ما جاء من حديث عندَ ابنِ جرير مِن ( أنَّ يوسف وأمَّهُ أُعطِيا ثُلُثَ الحُسن والناس أعطوا الثُلُثَين أو العكس ) فهو مع ضَعفه هو مُرسل من كلام الحسن.
وأما ما جاء من حديث -وهو حديث أنس والراوي عن أنس قتادة – ( لم يبعث الله عز وجل نبيا إلا بعثه حسن الوجه، حسن الصوت، وكان نبيكم أحسَنَهم وجها وأحسَنَهم صوتا ) فهذا الحديث قال عنه الدارَ قُطني في علله في مَوضعَين:
( وهو عن قتادة أشبه ) وقال في موضعٍ آخَر: ( وهو عن قتادة وهو الصواب ).
فيكونُ من قَول قتادة؛ لكن مَن يذكره من العلماء كابنِ حجر في الفتح وابن القيم في بدائع الفوائد وغيرهم، يذكرون هذا الحديث.
فهل يكونُ النبي ﷺ أجمل من يوسُف عليه السلام؟
على القول من أنه قول قتادة فلا يأتي هذا السؤال، وإن أتى فبعضُ العلماء يقول:
إنَّ يوسف أعطيَ شَطر حُسن النبي ﷺ.
يعني: النبي ﷺ أعطيَ الحُسُن وأعطيَ يوسف منه الشطر.
وابن القيم رحمه الله لا يرتضي بهذا، بل يقول:
أعطي -يعني يوسف – شطر الحُسن، والناس الشطر الآخَر، لكن حديث أنس – على كلام ابن القيم – أنه أعطيَ ﷺ مشتركا مع يوسف في شطر الحسن، والنبي ﷺ اشترك مع الناس الآخَرين في الحُسن فيكونُ النبي ﷺ بهذا يكون أحسن الأنبياء وجها لحديث أنس هذا.
والله أعلم وصلى اللهُ وسلَّمَ وبارك على نبينا محمد.