فتاوى فقهية
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
س ( 2 ) : ما حكم صيام شهر المحرم كله؟ وما حكم صيام شهر شعبان كله؟
الجواب :
النبي ﷺ في صحيح مسلم قال:
(أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ )
فهذا الحديث في ظاهره يدل على أنه يُصام الشهر كلُّهُ، فمن صامه كلَّهُ فهو على خير، لكن الذي يظهرُ لي أنَّ الأفضل أن يُصام الأكثر منه، لمَ؟
لأنه جاء في الصحيحين من حديثِ عائشةَ -رضي الله عنها – قالت:
( وما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ )
وجاء في الصحيحين أنه ﷺ كما أخبرت عائشة: ( كان يصوم أكثر شعبان )
لكن لو قال قائل: جاء في الصحيحين من حديث عائشة أنه صام شعبان كلَّهُ؟
فالجوابُ عن هذا: أنَّ المقصود من ذلك أنه صام الأكثر، حتى يتوافق الحديثان،
وبعضُ أهلِ العلم قال: إنه صام شعبان في بعض السنوات كاملا، وفي بعض السنوات صام أكثرَهُ.
لكن الذي يظهر: أنه لم يصم إلا أكثرَ شعبان ولم يصم شهرا كاملا إلا رمضان، لمَ؟
لأنه جاء في سنن النَّسائي من حديث عائشة -رضي الله عنها – بإسنادٍ صحيح، قالت:
( لم يصم رسولُ الله ﷺ شهرا كاملا منذُ أتى المدينة إلا أن يكونَ رمضان )
قالت: ( منذُ ).
فخلاصةُ القول: أنَّ من صام المحرم كلَّهُ فهذا خير، لكن الذي يظهر:
أنه ﷺ لم يصم شهرا كاملا إلا رمضان.
ومن صام شعبان كلَّه فهو على خير، لكن الأظهر أنه يصوم أكثر شعبان.
وعلى كل حال فكما سلف: كلٌّ على خير، لكن هذا الذي يظهر من الأدلة والله أعلم.