فجيعة الأسهم على كل سعودي ، وهي ثلاثة أقسام من حيث الجواز والتحريم

فجيعة الأسهم على كل سعودي ، وهي ثلاثة أقسام من حيث الجواز والتحريم

مشاهدات: 469

فجيعة الأسهم على كل سعودي

وهي ثلاثة أقسام من حيث الجواز والتحريم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا أنصح إخواني فيما يتعلق بالأسهم بنصيحة شاملة جامعة بيَّنها النبي عليه الصلاة والسلام للمسلم :

قال عليه الصلاة والسلام  كما في الصحيحينك

(( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ))

معنى هذا الحديث :

أن على المسلم أن يكون فطنا حذرا فلا يقع في الخطأ الذي وقع فيه مسبقا

 ولا يعني أنه لا يقع ، قد يقع بعض الناس قد يقع في خطأ ثم يقع في هذا الخطأ مرة أخرى

لكن هذا الحديث :

يحث فيه النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن على أن يكون حذرا  فطنا بحيث لا يلدغ من ذلك الجحر الذي لدغ  منه وفيه في المرة السابقة

 الناس فيما مضى دخلوا في الأسهم ، وتلك الإسهم فجعت الناس في عقاراتهم وفجعت الناس في صحتهم وفي أبدانهم وفي أحوالهم

وحتى في علاقتهم مع أقربائهم :

ــ من كان غنيا افتقر

 ــ ومن كان مالكا لبيت إذا به مستأجر

 فالإنسان ينظر إلى ما مضى

 نحن لا نحرم الأسهم ، هذا مما أباح الله قال تعالى :

{ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا }

 فالشرع أتاح للمسلم أن يتكسب وأن يبحث عن الرزق

لكن :

عليه أن يتوخى الطريق الصحيح

بمعنى :

عليه أن يحرص على الطريق الصحيح الشرعي

 وهذه الأسهم عاد الناس إليها في مثل هذا الزمن

وهي تصنف إلى ثلاثة أصناف :

مع أني أرى في قرارة نفسي أنه من الأفضل أن يبتعد عنها كلها لأنها فعلت بقدر من الله ما فعلت بالناس ثم هذ ليست مستقرة       

بمعنى :

أنك تربح في هذا اليوم خمسة ألاف , أو أربعة ألاف ريال إذا بك في آخر الأسبوع تخسر هذه الأربعة أو تخسر ما هو أكثر

وكذا دواليك :

الأسبوع الذي يليه ربما تقع لك خسارة أو يقع لك ربح

 خلاصة القول :

هذا فيما تطمئن إليه نفسي

لكن فيما يتعلق بهذه الأسهم هي ثلاثة أنواع :

النوع الأول :

أن تكون حلالا محضا بمعنى أنه ليس فيها ما يسمى بالتطهير

 بعض الناس يقول طهر خمسة في المائة أو واحد في المائة أو ما شابه ذلك أو أن الشركة تطهر

هذه لا يتلفت إليها

 إذا كانت هذه الأسهم حلالا محضا لا تطهير فيه فليدخلها المسلم       ولا حرج عليه في ذلك

النوع الثاني :

ما كان مختلطا

بمعنى :

 أن يقال طهر خمسة في المائة أو أقل أو ما شابه ذلك

 فهذا لا يجوز

لأن الله لما حرم الربا قال :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا }

لم يقل بنسبة واحد في المائة أو اثنين في المائة أو ثلاثة في المائة أو خمسة في المائة أو أكثر أو أقل ، لا

ولذلك قال تعالى :

{ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ }

فعلى  كل  حال هذا المختلط لا  يجوز

 النوع الثالث :

الذي هو حرام محض فهذا لا يجوز الدخول فيه

إذاً :

 النوع الأول هو الذي يجوز بأن يكون حلالا محضا

أما النوعان الأخريان من أنه حرام محض يعني صرف ، حرام صرف واضح وبين فهذا لا يجوز الدخول فيه

 وكذلك الشأن فيما لو كان فيه شيء يسير مما يقولونه من أن الشركة تطهره أو أن المضارب يطهره فإن هذا لا يجوز

ويستوي في ذلك المضارب وغير المضارب وأنا لا أردي من أين أتي بالإباحة للمضارب من غير المضارب

لما تساهم في تلك الشر كة أنت لما تساهم فيها

 ما معنى المساهمة ؟

معناها هي الشراكة

يعني :

أنت شاركت هؤلاء ولو بنسبة قليلة شاركتهم في تلك الشركة التي بنت أسهمها على شيء من الحرام فأنت شريك لهم

ولذا قال تعالى :

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

 لو شاركتهم بألف ريال تكون ضمن هؤلاء ويختلف الإثم من شخص لآخر

 قضية المضاربة من غير المضاربة هذه واحد

 ولا يختلف فيها الحكم

وأما بالنسبة ما سأل عنه من أسهمه التي هنا الآن واقعة :

الله عز وجل قال :

{ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) }

فمتى ما أخذ رأس ماله فإن الواجب عليه أن يتخلص منها ، ولا يجوز له أن يبقى في هذه الشركة وعليه أن يبحث عن الشركات التي هي حلال محض

وكما أسلفت لما وقع الناس وأصرفوا في هذه الأسهم ، وأجازوا لأنفسهم ما هو مختلط

وأعلم أناسا فيما مضى لما رأوا تدفق الناس على هذه الأسهم التي هي حرام محض والربح فيها عظيم نسوا أو تناسوا بحكم الغفلة أو بحكم البيئة التي  هم فيها نسوا ما هو حلال و ما هو حرام

 وما هي إلا برهة من الزمن وإذا بهم يجنون ثمرتها المرة ، وهي فجيعة ، ولا أظن أن أي سعودي دخل في الأسهم في السنوات الماضية لا أظن أنه سينسى تلك المصيبة

فعلى المسلم :

أن يحذر كل الحذر مما حرمه الله عز وجل

 لا نحرم إلا ما حرمه الله

 البيع في الأصل حلال لكن كما أسلفت عليك أن تحرص على الأسهم النقية نقاء كاملا

ثم إن الإنسان ما مدة بقائه في هذه الدنيا ؟ !

يعني :

 يحرص على هذا المال وهذا مما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من أن الناس في آخر الزمن لا يتورعون عن المال

قال عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري :

 (( يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ المال أمن حل أم من حرام ))

والقضية قضية عبادة

وهذا المال الذي نحصل عليه سواء عن طريق الأسهم أو أي جهة من الجهات هو عون لنا على عبادة الله  

 ولذلك لما قال عز وجل :

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

 ذكر بعدها الرزق :

{ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) }

 ولذلك :

الله عز وجل في غالب الآيات لما يذكر العبادة يذكر الرزق صراحة أو إشارة

مما يدل على أن  ابن آدم إذا حرص على عبادة ربه فإن رزقه آت

ولذلك :

 صح الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام :

( إن الرزق ليطلب ابن آدم أكثر مما يطلبه أجله )

لأن الرزق يحرص عليك ويسارع منيتك إليك قبله