فضائل المدينة النبوية ــ الجزء الأول

فضائل المدينة النبوية ــ الجزء الأول

مشاهدات: 543

فضائل المدينة النبوية  ــ الجزء الأول

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد : فيا عباد الله  )

حديثنا في هذا اليوم عن فضائل المدينة النبوية “

المدينة النبوية قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله :

” ما تعورف عن الناس واصطلح عليه من تخصيص المدينة بأنها المدينة المنورة فليس هنا دليل يحصر هذا الوصف فيها ، لأن كل مدينة دخلها الإسلام فقد استنارت به ، فيصح أن تقول في كل مدينة الإسلام أن تقول ” المدينة المنورة “

قلت

لكن جاء ذكرها في كتب السلف بكثرة

 

( من فضائل المدينة النبوية )

أن لها أسماء تدل على فضلها ، هذه الأسماء أوصلها بعض العلماء إلى أربعة وتسعين اسما ، سأذكر إن شاء الله ما دل عليه الدليل :

من أسمائها : ” المدينة “ وورد ذكرها في القرآن في أربعة مواطن ، قال تعالى :

{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ } التوبة101 .

وقال تعالى :

{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً } الأحزاب60

وقال تعالى :

{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ } المنافقون8

وقال تعالى :

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ } التوبة120

” ومن أسماء المدنية “

( طابة )

كما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن ا لنبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن الله سمى المدينة طابة )

” ومن أسماء المدينة ”

( طيبة )

كما جاء في صحيح مسلم في حديث فاطمة بن قيس في قصة الجساسة ، قال صلى الله عليه وسلم :

( هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة )

وما جاء من حديث من تسميتها ” مسكينة وجابرة ومجبورة ويندد والدار وجبار وبحبورة “

فإنه حديث موضوع لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

وما ورد عند ابن أبي حيثمة من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه :

( من تسميتها بالدار ومن تسميتها بالإيمان )

فهو حديث ضعيف جدا .

ولو قال قائل :

ما رأيكم في تسميتها بيثرب ؟ فهل يصح أن نقول عن المدينة يثرب ؟

لتعلموا أن المدينة كانت تسمى في الجاهلية بيثرب ، لكن لما جاء الإنسان كره النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم ، ولذا جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم في قضية الهجرة ، قال :

( أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة )

فكره النبي صلى الله عليه وسلم تسميتها بيثرب ، لم ؟

لأنه إما من ” الثَّرْب “ وهو الفساد .

أو من ” التثريب ” وهو التوبيخ والتقريع .

وكان صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن .

لكن لو قال قائل :

قوله عز وجل :

{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا } الأحزاب13 ؟

فيقال : هذا قول لبعض المنافقين ولا يدل على الجواز .

وما جاء من حديث في المسند وهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه  :

( من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة ، هي طابة )

هذا الحديث ضعفه الأئمة كابن كثير رحمه الله ، وأسرف ابن الجوزي رحمه الله في الحكم عليه بأنه موضوع .

وما جاء من حديث ، وهو حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري في تاريخه معلقا :

( من قال يثرب مرة فليقل ) من باب التوبة ( فليقل المدينة عشر مرات )

فإنه حديث لا يصح .

خلاصة القول : أنه يبغي للمسلم ألا يصف المدينة وألا يسميها بأنها يثرب .

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن الشرع جعل لها حرما ، هذا الحرم لا يعتدى فيه على الصيد ، ولا يؤخذ من شجره ، ولا يحمل فيه السلاح للقتال ، والمدينة حرم عند جمهور العلماء ، وأما مكة فحرمها مجمع عليه بالاتفاق .

وحدود هذا الحرم كالتالي :

” من جهة الشمال إلى جهة الجنوب  “

من الجنوب : جبل عَيْر ” وهو جبل ممتد من جهة المغرب إلى المشرق يشرف طرفه الغربي على ميقات المدينة وهو ذو الحليفة .

ومن الشمال : ” جبل ثور “ جبل ثور معروف أنه في مكة ، لكن هناك جبل صغير خلف جبل أحد من جهة الشمال يسمى بجبل ثور .

ولذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :

( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور )

” ومن جهة الشرق والغرب “

فحدود حرم المدينة الحرة الشرقية والحرة الغربية ، قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم :

( المدينة حرم مما بين لابتيها )

وهذه الحرة الشرقية والغربية سألت عنها بعض أهل المدينة فقالوا إنها قد امتلأت بالناس .

لو قال قائل :

هل الحرتان الشرقية والغربية أهي من حدود الحرم أم أنهما خارج حدود الحرم ؟

أشار النووي رحمه الله في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ” من أن الحرتين داخلتان ضمن حدود الحرم “

وما جاء من أحاديث تدل على أن ما زاد عن هذه الحدود أنه حرم فإنها أحاديث ضعيفة ، فحدود حرم المدينة ما ذكرته لكم ، وما زاد عن ذلك فإنه لا يصح فيه حديث .

لكن لو قال قائل :

جاء عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم :

( حرَّم ما بين لابتي المدينة وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى ) ؟

فهذه المسافة تزيد عن الحدود .

قال الإمام مالك رحمه الله : هذا خاص بالشجر ولا يتعلق بما ذكرنا ، وكذلك ذكره ابن عبد البر في الاستذكار  عن عبد الله بن وهب .

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للشجر حمى .

( ومن فضائل المدينة )

لو قال قائل : من حرَّم المدينة ؟

جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن زيد :

( إن إبراهيم حرَّم مكة ودعا لها وحرَّمت المدنية ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة )

وفي رواية عند مسلم :

( مثلي ما دعا إبراهيم لمكة )

ومعظم روايات مسلم ( مثل )

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

لو قال قائل : ما الذي يحرم في حدود الحرم ؟

يحرم الصيد فيه وقلع شجره “

قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث جابر بن عبد الله :

( لا يقطع عضاؤها ) يعني شجرها ( ولا يصاد صيدها )

لكن بالنسبة إلى الشجر يتسامح فيه ، فإذا أراد الإنسان أن يعلف لدوابه فلا بأس في ذلك كما جاء الجواز في مسند الإمام أحمد ، لكن حرم مكة لا يجوز أن يؤخذ من الشجر لعلف الدواب ، وإنما الحكم في شجر الحرمين كالتالي  :

حرم مكة : لا يجوز أن يقطع إلا للضرورة .

وحرم المدينة : فيجوز عند الحاجة .

وقال صلى الله عليه وسلم عند النسائي من حديث علي رضي الله عنه :

( ولا يحمل فيه السلاح لقتال )

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن الله عز وجل حماها من أن يدخلها الدجال “

جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه :

( ما من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس لها من أنقابها نقب ) يعني طريق وباب ( إلا وعليه ملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق )

 

( بل من فضائل المدينة النبوية  )

” أن رعب الدجال لا يدخل “

جاء في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم :

( لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملك )

ومعلوم أن الدجال يخرج من جهة المشرق كما جاء بذلك حديث أبي هريرة عند مسلم من جهة المشرق العراق وخراسان ونحوهما :

( يأتي إلى المدينة ويقف عند جبل أحد ثم تصرفه الملائكة إلى الشام حيث يقتله عيسى ابن مريم عليه السلام )

وجاء عند أبي داود قوله صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وحسنه ابن حجر في الفتح :

( ما من باب من أبوابها إلا ملك سالط سيفه يمنعه منها وبمكة مثل ذلك )

سالط سيفه : أخرجه من غمده .

وإذا أتى هذا الدجال يصعد جبل أحد ويقول لأصحابه قولا يصف به مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء في المسند من حديث محجن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( يوم الخلاص وما أدراكم ما يوم الخلاص ؟ )

كررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات

( قالوا يا رسول الله وما يوم الخلاص ؟ قال : يجيء الدجال فيصعد أحدا فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه ألا ترون هذا القصر الأبيض ؟ هذا مسجد أحمد )

يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يوصف بأنه قصر أبيض .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن الله عز وجل حماها من أن يدخلها الطاعون “

جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :

( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون )

وفي حديث أنس عند البخاري :

( إن شاء الله )

ما هو هذا الطاعون ؟

جاء في المسند من حديث عائشة رضي الله عنها :

( أنه غدة كغدة البعير )

وفي حديث آخر عند أحمد :

( هو وخز أعدائكم من الجن )

والطاعون شهادة – سبحان الله – لو قال قائل :

بما أن الطاعون شهادة لم لا يدخل المدينة ؟

لأن الشهادة لها فضيلة ، وبما أنه شهادة لم قُرن مع الدجال بعدم دخول الطاعون إلى المدينة ؟

قال ابن حجر رحمه الله :

” ليس معنى هذا أن الطاعون هو شهادة– وإنما ما يسببه الطاعون هو الشهادة ، ومن تأمل أن الطاعون هو وخز كفار الجن تبين له حينها فضل المدينة إذ لا يدخلها الطاعون ، لأن كفار الجن ممنوعون من دخول المدينة ، وبالتالي لو دخلها بعضهم اتفاقا فإنه لا ينجم منه شر لأهلها “

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن المدينة فيما مضى كانت موبوءة ، بها أوبئة تهلك أهلها ، وأعظم هذه الأوبئة ” الحمَّى “ ولذلك صح من حديث جابر في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم :

( استأذنت عليه الحمِّى ، فقال صلى الله عليه وسلم من هذه ؟ قالت أم ملدم ،فأمر النبي صلى الله عليه  وسلم أن تذهب إلى أهل قباء ، فلما ذهبت إلى أهل قباء عانوا منها معاناة شديدة وتعبوا منها ما الله به عليم ، فأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن شئتم دعوت الله أن يكشفها لكم   ، وإن شئتم صبرتم وهي لكم طهور ، فقالوا يا رسول الله أو تفعل ذلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم نعم ، قالوا فدعها )

ثم بعد ذلك كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الله أن ينقلها إلى الجحفة )

لمَ لمْ ينقلها في أول الأمر ؟

قال ابن حجر رحمه الله كما في الفتح :

” لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا في قلة من العدد والعتاد وكانت موبوءة ، ثم هو صلى الله عليه وسلم خُيّر بين إخراجها وبين بقائها فاختارها صلى الله عليه وسلم على الطاعون ، لكن لما احتاج إلى الجهاد ورأى أن هذه الحمى أنها مظنة أن تهلك أصحابه دعا صلى الله عليه وسلم أن تنقل إلى الجحفة ، فأصبحت المدينة أصح ما كانت من البلدان بعد أن كانت بخلاف ذلك .

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن سكنى المدينة لها فضل “

وهذا في حق من أطاع الله ، ومن لم يطع الله فلا خير فيه سكن المدينة أو غيرها

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :

( والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون )

وأما ما جاء من حديث عند البخاري في تاريخه معلقا

( أول من أشفع له من أمتي هم أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف )

فإنه حديث لا يصح .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن من سكنها وصبر على بلائها وشدتها فإن له فضلا “

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

( لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة )

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها بالبركة في مدها وفي صاعها “

في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال ، قال صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة )

وعند ابن حبان :

( اللهم اجعل مع البركة بركتين )

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أنه صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة أن يقبل أهل الآفاق عليها بقلوبهم “

في المسند من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

( أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ، ثم نظر إلى العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ، ثم نظر إلى كل أفق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ، ثم قال اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض )

أخرجه الإمام أحمد وحسنه الهيثمي رحمه الله .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن من أحدث فيها حدثا يخالف شرع الله فإن له هذا العذاب “

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه :

( من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه عدل ولا صرف )

( لا يقبل منه عدل ) يعني فداء من مال .

( ولا صرف ) يعني توبة .

وقيل : ( لا يقبل منه عدل ) يعني فريضة .

( ولا صرف ) يعني نافلة .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن من كاد أهلها وأراد بهم السوء فإن له هذا العقاب “

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري :

( لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح )

وعند مسلم :

( من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء )

بل إن من أراد بأهلها السوء فإنه آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء عند ابن أبي شيبة قوله صلى الله عليه وسلم :

( من أخاف ) فقط مجرد جوف

( من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين وأشار إلى جنبيه )

 صلوات ربي وسلامه عليه .

 

الخطبة الثانية

أما بعد فيا عباد الله /

( ومن فضائل المدينة النبوية )

 

” أن المدينة تنفي الخبث فيها وتبقي الطيب “

جاء في الصحيحين :

( أن أعرابيا بايع النبي صلى الله عليه وسلم فأصابته الحمى ، فقال أقلني بيعتي يا محمد ، ثم رجع في اليوم الثاني فقال أقلني بيعتي ، فرفض صلى الله عليه وسلم ، فخرج الأعرابي ، فقال صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها )

قال ابن حجر رحمه الله ” إذا خلَّصت الخبيث منها استبان واتضح حينها الطيب .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن الموت فيها فيه خير إن اتقى الله عز وجل “

جاء عند أحمد والترمذي وابن ماجه قوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

( من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها )

الخاتمة : ………………