فوائد تحت حديث (من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)

فوائد تحت حديث (من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)

مشاهدات: 650

فوائد تحت حديث :

( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )

للشيخ زيد بن مسفر البحري

أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)

هذا الحديث تندرج تحته عدة فوائد :

عظم هذا الدين وأنه جاء ليكمل إيمان و عمل المسلم فإن المسلم لا يكاد أن يخلو من نقص حتى في عمله الصالح المفروض عليه فشهر رمضان فرض ولكن هذا الفرض فد يشوبه ما يشوبه من الخلل والنقصان والتقصير فجاء الإسلام بهذا الأثر ليكمل ما يحصل من خلل في هذه العبادة ولذا النبي عليه الصلاة و السلام كما في حديث أبي هريرة وتميم الداري عند الخمسة أنه عليه الصلاة و السلام قال (أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كانت ناقصة قال الله عز و جل  أنظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع فيكمل بها فريضته ثم{وهو موضع الشاهد}ثم تأخذ سائر الأعمال) الزكاة الصوم الحج وغير ذلك من أعمال فصيام هذه الست وما يشابهه من النوافل بمثابة الترقيع و التكميل لما يحصل من خلل في هذه العبادة.

أن المسلم بحاجة إلى أن يتصل بهذه العبادة المفروضة عليه تجد أن صلاة الظهر مثلاً السنة التي قبلها أربع والسنة التي بعدها ركعتان رمضان السنة قبله كما جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنه أن أكثر ما يصوم شهر شعبان هذه سنة قبل رمضان, والسنة بعد رمضان ما نحن الآن فيه ست من شوال .

أن هذا الأجر مربوط بمن صام رمضان كله فلو أن الإنسان عليه قضاء فصام هذه الست لم يحسب له هذا الأجر في هذا الحديث لأنه عليه الصلاة و السلام علق الحكم بمن صام رمضان ولذا من أراد صيام الست ينصح يصوم ما عليه من قضاء ثم يصوم هذه الست.

أن أفضل ما يكون من الوقت لصيام هذه الست بعد عيد الفطر يعني في اليوم الثاني من شهر شوال لأن في ذلك مسابقة ومسارعة إلى الخيرات لو أنه أخرها أو فرقها أغتنم مثلاً الإجازة الأسبوعية فصام من كل أسبوع يومين حتى أكمل الست في شوال أجزء ذلك لأن الحديث لم يقيد قال وأتبعه ست من شوال.

قال(وأتبعه ست من شوال ) فلو أن الإنسان لم يتمكن من الصيام في شهر شوال فقال أقضيها في ذي القعدة أو في ذي الحجة نقول هي مقبولة عند الله على أنها صيام نفل لكن لا تحسب على أنها صيام ست لأن الحديث قال (وأتبعه ست من شوال).

قال (كصيام الدهر) هل هو كصيام العمر أو صيام السنة ؟فالمقصود بكلمة الدهر ؟ المقصود السنة لكن الأصل أن الدهر العمر لكن لماذا قلنا السنة لما جاء عند بن ماجة من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال (من صام رمضان وصام بعد الفطر ست من شوال كان تمام السنة [مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا] {الأنعام:160} )  قال تمام السنة . طيب كيف لست من شوال مع رمضان كأجر من صام السنة لأن الحديث قال في أخره [مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا] رمضان بعشرة شهور شهر بعشرة شهور الست من شوال اضربها بعشرة ستون يوماً كم؟ شهران المجموع سنة كاملة , إذاً هذه ليست واجبة لكن ينبغي للمسلم ألا يدعها لأن لدينا من النقص في فرضنا الشيء الكثير فنسأل الله أن يعيننا على أنفسنا.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين