قيام الناس للشخص القادم منه ما هو محرم ومنه ما هو جائز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في السنن قال ( من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار )
هنا فيه نهي صريح بأنه لا يجوز أن يقام للشخص
لكن أتى حديث وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم في شأن سعد بن معاذ كما في الصيححين قال ( قوموا إلى سيدكم )
وجاء في صحيح البخاري ( أن المغيرة وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس والمغيرة قائم في صلح الحديبية )
وجاء في الأدب المفرد كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه لما قدمت فاطمة قام لها فقبلها ثم أجلسها في مكانه )
فكيف نجمع بين هذه الأحايدث ؟
فنقول :
القيام المحرم نوعان :
أن يقوم شخص على شخص جالس فهذا لا يجوز إلا في حالة واحدة وهي أن يقوم الجندي أو المسلم على رأس ولي الأمر ، وولي الأمر جالس ليس قياما مجردا ، لا ، وإنما من أجل أن يظهر للعدو تلاحم المسلمين ، فهنا من باب المصلحة الكبرى دخلت هذه المفسدة الصغرى وتسومح فيها والدليل : ما فعه المغيرة لما قام على رأس النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية
ولذا لما أتى ذلك الآتي قال ( ما رأيت أحدا يعظم أحدا كتعظيم أصحاب محمد لمحمد عليه الصلاة والسلام )
النوع الثاني : أن يأتي شخص والغالب أنه شخص عظيم ، لكن لوأتى شخص عظيم أتى إلى أناس في مجلس وهم جالسون فقدم عليهم سواء سلم أو لم يسلم ، يعني سلم بلسانه سلم وإذا به سيجلس في مكان من المجلس وإذا بهم يقومون فقط مجرد قيام بمجرد مجيئه قاموا ثم لما جلس جلسوا وهذا يمكن يرى ويشاهد في بعض الحالات وخصوصا في بعض المناسبات وما شابه ذلك
فهذا هو المحرم
لكن لو قام ليستقبله ، أنت في المجلس وإذا بوالدك أو بشيخك أو ماشابه ذلك رأيته فقمت إليه وسلمت عليه ثم استقبلته لا حرج
الدليل في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن سعد بن معاذ ( قوموا إلى سيدكم )
ولما فعل ما فعل مع ابنته فاطمة رضي الله عنها
فدل هذا على أن القيام ليس محرما على وجه العموم وليس جائزا على وجه العموم وإنما يكون بهذا التفصيل الذي ذكرناه
كذلك الشأن مما يدخل في المنهي عنه أنه لما يأتي المعلم وهذا قديما عندنا وأظنه أنه اندثر أنه لما يأتي المعلم الفصل إذا بالطلاب يقومون كلهم أو إذا أتى زائر لهذا الفصل يقول المعلم للطلاب قوموا فهذا ليس من السنة ومخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في السنن ( من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار )
ويجب التنبيه على هذا الأمر
وبعض الجهال قد يستدل بقول الشاعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا
هذا جهل
أولا : ليس قول الشاعر دليلا
ثم إن في قوله ” قم للمعلم وفه التبجيلا ” ليس المقصود أن تقوم له يمكن نعتذر لهذا الشاعر ، وإنما المقصود قم له قياما معنويا بدليل ما ذكر من الصفات التي له مما يستحق بها أن يقدر
نعم ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن القيام هو من سنة من غيرالتفصيل الذي ذكرنا مما يدل عل أنه من سنة الأعاجم في شأن الصلاة عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح ( أنه لما كان مريضا فصلى بهم فقاموا خلفه فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال كدتم أن تفعلوا كما تفعل الأعاجم كانوا يقومون على أسيادهم )
فدل هذا على النهي لأحد نوعي القيام المحرم أن يكون الرئيس أو الأمير أن يكون جالسا وهناك من هو قائم عليه هذا محرم إلا إن وجدت مصلحة ما هي تلك المصلحة ؟
هي أنه يظهر للأعداء أن الولاة مع رعاياهم في تلاحم وفي ألفة من باب إظهار قوة المسلمين وتلاحمهم فلا إشكال في ذلك
ودليله أن المغيرة في صلح الحديبية كما عند البخاري وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم
فاندفعت مفسدة القيام من أجل تحقيق مصالح أكثر
لكن من لا يعرف النصوص الشرعية يقول كيف يقومون لأنه لا يدري
يمكن يسمع هذا الحديث ( من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار )
ويأخذ بهذا الحديث ولا يدري أن هناك أحاديث أخرى