لن تبقى معك وسوسة بعد تنفيذ ما تسمعه في هذا المقطع بإذن الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي وسوسة علاجها حتى لا تزيد مع الإنسان لأن من فتح باب الوسوسة انفتحت عليه أبواب تلو الأبواب ، والشيطان حريص على أن يحزن الإنسان من رجل أو امرأة فإنه إن أغلق باب الوسوسة ذهب عنه الشيطان وإن فتح باب الوسوسة فتح عليه أبواب فوجد الشيطان مرتعا وإذا به يدخله من وسوسة إلى وسوسة حتى يفقده لذة العبادة بل إنه يفقده لذة المتعة مع أهله ومع الناس في دنياه .
وبالتالي فإنه عليه الصلاة والسلام فصل في هذا الموضوع قال كما في الصحيحين في حق من وجد وسوسة حتى في الدين لأن بعضهم ربما أنه يوسوس في ذات الله ، وإذا بالشيطان يعظم هذا الأمر ، ويقول أنت خرجت من الدين بهذه الوسوسة
والنبي قال كما في الصحيحين : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا ؟ فيقول الله ، فيقول من خلق الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام فإذا وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته )
مطالب بأمرين الاستعاذة بالله من الشيطان ولينته بمعنى أنه يسد الأبواب
بعض الناس يقول إني أستعيذ بالله وأكثر من الاستعاذة بالله لكن أين الشق الآخر من العلاج ؟
وهو الانتهاء بمعنى أنك لا تسترسل معه لو أتاك وأضرب مثالا فيما يخص العقائد وحتى فيما يخص الأمور الأخرى لو أتاك مثلا وقال إنك قلت في الله وسوست في الله بكذا وكذا مما لا يستطيع الإنسان أن ينطق به ولذلك بعض الصحابة كما في السنن قال : ( يا رسول الله إني أجد الشيء في نفسي أحب أن أسقط من السماء حمما ــ يعني فحما ــ ولا أتكلم به فقال عليه الصلاة والسلام : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
ففي صحيح مسلم ( الرجل يتعاظم الشيء في نفسه ) فماذا قال عليه الصلاة والسلام قال ( ذاك صريح الإيمان )
يعني لو قلت مثلا لهذا الرجل يعني يمكن أن تنطق به متعمدا فالإجابة لا لأنه أصلا ما سأل إلا لأنه يخاف على دينه فدل على إيمانه لكن الشيطان يتلاعب به وبأمثاله فيقول مثلا أنت وسوست في الله أو في ذات الله بكذا وكذا لا يمكن أن تقول هذا الوصف في مخلوق فقلته في حق الخالق إذن أنت خرجت من الدين
إذن ما العلاج ؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، حينها لا ألتفت إلى هذا الأمر ، بمعنى أني أقول في نفسي لم أخرج من الدين ولذلك بعض العلماء في حق من يوسوس في الوضوء من أنه يخرج منه شيء وينتقض وضوؤه يوسوس له الشيطان فيقول وقد ورد في ذلك حديث لكن فيه ضعف ، فيقول إذا قال خرج منك شيء فليقل في نفسه بل هذا من الماء بل هذه رطوبة ليست شيئا نجسا خرج مني بل رطوبة الماء ، هنا يقضي على الوسوسة
لكن لو أنه يسترسل وإذا به يعظم الأمر ويقول خرجت من الدين وإذا به في كل حين يعني في ساعات ليله ونهاره يتعب إن نام نام وقلبه مشغول بهذا الأمر إن استيقظ استيقظ وقلبه مشغول بهذا الأمر ، إذا به لما يدخل في الصلاة يقول كيف تصلي وأنت كافر ؟ كيف تقرأ القرآن وأنت كافر ؟ كيف تصوم وأنت كافر ؟ فيأتي الشيطان إليه بهذه الوساوس
العلاج نبوي ، لأن بعضهم ربما أنه يستفحل به الأمر ويذهب إلى الأطباء يمكن أن يصرف له علاجا لكنه مهدئات لا يقضي حقيقة لا يقضي ، الذي يقضي هو العلاج النبوي في هذا الجانب ( ليستعذ بالله ولينته )
والوسوسة حتى في الطلاق ، الأصل أن الطلاق لم يقع وأن زوجتك باقية فلا تنظر ، بعضهم يقول ربما تلفظت ، ليس في الإسلام شكوك ، الإسلام يريد اليقين
فهو وأمثاله لأنهم يعانون لأنهم بمثابة المرضى وأعرف هذا المرض قابلت أشخاصا بعضهم يقول كل شيء تنجس عندي حتى حلقة باب بيتي ، الفراش عنده تنجس السيارة تنجست
بعض النساء تقول لا أريد أن ألمس أولادي الصغار لأنهم ينجسوني
كل شيء عنده أوعندها أنه نجاسة وهذا ليس من شرع الله
لو تأمل هذا وأمثاله لأنهم بماثبة المرضى ولابد أن يعالجوا أنفسهم بالعلاج النبوي لا بعلاج آخر ( ليستعذ بالله ولينته )
مثل ما نقول الآن في اللهجة العامية عندنا [ طنش ]
يعني لو أتاك اعتبر الأمر عادي وعش حياتك مع زوجتك مع أصدقائك ، ولا تلتفت ، لكن كونك تكون حبيسا لهذه الأفكار وهذه الأوهام تزيد معك ويزيد معك حتى يقضي على حياتك ، وهذا نتجية التفيكر هذا حديث النفس ، ولذلك في صحيح مسلم : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( الرؤيا ثلاث ) ذكر منها ( حديث النفس ) هذا هو حديث النفس ، في نهاره في ليله في تفكير إذا به يأتيه في المنام وهكذا وهكذا ، تجد أن بعضهم يقول أنا أصلي أحافظ على الصلوات جماعة أنا أقرأ القرآن أنا أقرأ الأذكار أخذت بشق واحد من العلاج ( فليتسعذ بالله ) بقي الشق الآخر ( ولينته ) سد الأبواب
سيجد معاناة في بداية الأمر ، قال تعالى { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } فهو لما يقطع على الشيطان الباب أو يغلق على الشيطان الباب الشيطان لن يدعه سيأتيه ، لكن يجد منه صبر وقوة وإرادة بتوفيق من الله ذهب عنه { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }