ما حكم قول ( الله ما شفناه بالعقل عرفناه )؟

ما حكم قول ( الله ما شفناه بالعقل عرفناه )؟

مشاهدات: 1011

ما حكم قول :

( الله ما شفناه بالعقل عرفناه   ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول من يقول : ( الله ما شفناه ، بالعقل عرفناه )

 تسأل عن معناها ، صحيح أم لا ؟

يتبين حكمها من معناها

قول : (( الله ما شفناه ))

 يعني :

 ما رأيناه ، هذه الجملة يدل لها ما ذكره أهل السنة والجماعة

 ومعتقد أهل السنة والجماعة :

(( أن الله لا يرى في الدنيا ، وإنما يرى في الآخرة ))

وأما قول (( بالعقل عرفناه )) :

لاشك أن العقل دليل من الأدلة ، على معرفة الله عز وجل ، وقد بيّن شيخ الإسلام ـ كما في منهاج السنة ـ أن إثبات الصانع الذي هو الله إثباته له طرق متعددة :

ومن بين  ذلك :

الفطرة والعقل

ولكن ليعلم :

أن هذا العقل لا يستقل بمعرفة ما لله من الأسماء والصفات لنفسه

 لاشك أنه دليل ، نعم  ، الله أمر بالتفكر في مخلوقاته وهذا إن دل يدل على إثبات العقل ،

 وفي  كل شيء له آية     تدل على أنه الواحد

ولكن لا يمكن أن يستقل العقل بمعرفة ما لله عز وجل من الأسماء والصفات ؛ لأنه لا يمكن أن تعرف الله حق المعرفة إلا عن طريق الشرع

ولذا :

هو جل وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب

ولكن ليعلم :

بما أن هذه دارجة حتى في غير مجتمعنا :

 

هي يبدو أنها دارجة على مستوى العالم

يجب أن يتفطن لأمر ، وهو :

أنه ربما عن طريق هذه الكلمة يروج لمعتقد المعطلة من المعتزلة ، وغيرها ؛ لأنهم ينفون أن يُرَى الله ،

فيقولون : لا يرى الله لا في الدنيا ولا في الآخرة

وهم يثبتون العقائد عن طريق العقل

فأخشى أن تكون هذه الجملة ، أخشى أن تكون ترويجا ، عندنا  لا يقصدون ما يقصده هؤلاء ، لكن يخشى أن تكون هذه تسويقا لمعتقد المعتزلة من نفي رؤية الله عز وجل مطلقا في الدنيا وفي الآخرة

وأيضا  :

 

هم يثبتون أن العقل في إثبات ما لله من الأسماء والصفات ، ولذا لو أتى دليل من الشرع إن وافق العقل قبلوه ، وإن لم يوافق العقل رفضوه

ولذلك :

 فإن التعبير السليم الذي يخرج الإنسان من تبعات  هذا اللفظ إن قال هذا القول يقول : [ الله ما شفناه ]

 طبعا هو عز وجل لا يرى في الدنيا

و الدليل :

أدلة كثيرة من بينها  :

ما جاء في صحيح مسلم ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( تعلموا  ) بهذا النطق ، يقول النووي : ” اتفق الرواة على هذا النطق ( تعلموا ) ، يعني اعلموا وتحققوا

(( تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت ))

فهو لا يُُرََى في الدنيا

فإذاً :

 حتى يكون الإنسان في مأمن من أن يدخل بهذا اللفظ فيقول : ( الله ما شفناه ، بالشرع وبالفطرة وبالعقل عرفناه )

ولاشك أن الفطرة فطر الناس على معرفة الله عز وجل