مخاطبة [ البحر ] وغيره من الجمادات بهذه الكلمات
من الشرك بالله عز وجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه القصيدة :
سواء قيل بها في هذا الزمن أو قيلت فيما مضى ، وكذلك يسري الحكم على الكلام النثري ، ولو لم يكن شعريا ، إذا وجدت الاستغاثة بالجمادات من بحر ونحو ذلك مما يذكر في هذه الأبيات من أنه يخاطب البحر ، ويستغيث به ، ولاشك أنها استغاثة ، ولو قيل إنها غير استغاثة فالعبرة في معاني وكلمات هذه الأبيات أو هذه الكلمات فإن البحر لا يمكن أن يغرق الطفل إلا بإذن الله عز وجل
كيف وهنا استغاثة ، وهذا من الشرك بالله أن يلجا إلى البحر أن ينقذ من أتى إليه حال وجود العواصف الهائلة أو المصائب العظيمة ، والله يقول : { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }
من وقع في كربة وبلية لا يمكن أن ينقذه البحر
الذي ينقذ هو الله عز وجل { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ } هنا إنكار عليهم { أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }
{ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ }
هذا بحر جماد لا يضر ولا ينفع ، ولذلك ماذا قال عز وجل { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ }
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ }
البحر ما يعمل شيئا
{ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا }
فالبحر بأمر الله عز وجل هو من نجى موسى وقومه ، وهو من أغرق فرعون وقومه ليس بإرادته وإنما بأمر الله عز وجل
وهذه استغاثة بغير الله عز وجل ؛ لأن هذا البحر جماد ، فهو بمثابة الغائب ، من يستغيث بغائب من كربة هذا شرك بالله
وهذا الجماد وهو البحر بمثابة الغائب كيف وإذا أسندت إليه أمور لا يمكن أن يجريها إلا الله عز وجل
ولذلك على المسلم :
ألا تأخذه العاطفة في شعره أو في نثره حينما يرى مصائب غيره
ليدع لمن أصيب بأن يفرج الله عنه همه ، وأن يزيل كربه لكن أن تدغدغ العواطف والمشاعر بمثل هذه الكلمات التي تتضمن الاستغاثة بغير الله عز وجل
هذا بحر لا يملك نفعا ولا يدفع ضرا
ولذلك ماذا قال عز وجل ؟
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ }
ما هو البحر الذي يجري، ولا يفعل ، إنما كل هذا بأمر الله عز وجل
ولذلك :
يحذر من مثل هذه الأبيات وما يندرج ما يشابهها من كلمات نثرية ، أو من مخاطبة واستغاثة جمادات من جبال أو أنهار أو بحار أو غير ذلك
وهذا يدعونا إلى أمر وهو :
أن تعلم التوحيد من أوجب الواجبات
وكما قال الإمام المجدد رحمه الله :
” من قال إن التوحيد قد عرفناه فهو من أجهل الناس “