مسائل العشر الأواخر من شهر رمضان

مسائل العشر الأواخر من شهر رمضان

مشاهدات: 497

 مسائل العشر الأواخر من شهر رمضان

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــ

نحن في  عشر مباركات هذه العشر لها خصائص ومزايا تلك الخصائص والمزايا أعرضها في صورة مسائل مختصرة :

فمن هذه المسائل :

أن هذه العشرة خصَّها نبيكم عليه الصلاة والسلام بمزيد اهتمام :

جاء عند مسلم :

قالت عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها ))

وقالت كما في  الصحيحين : (( إذا دخل العشر شد مئزره ))

كناية عن تركه للجماع لأن الوقت ليس  وقت مسامرة أو معاشرة وإنما الوقت وقت جد

وقيل : شد مئزره كناية عن اجتهاده في  الطاعة

 

ومن المسائل :

أن هذه العشرة أقسم الله بها على أحد قولي المفسرين فقوله تعالى :

((وَالْفَجْرِ{1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2} ))

قال : إن المقصود منها هي العشر الأواخر من شهر رمضان

ومن المسائل :

أن العلماء اختلفوا في أيهما أفضل ؟

هذه العشر أم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ؟

 ومعلوم حديث  ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري عن أيام ذي الحجة الأول :

(( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام ))

فهل هذه الليالي أفضل أم أن أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أفضل ؟

قولان لأهل العلم

والقول الفصل الذي جمع هذين القولين هو قول شيخ الإسلام رحمه الله :

من أن ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان أفضل من ليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة بينما أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة هي أفضل من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان

ومن المسائل :

أن هذه العشر فيها ليلة مباركة التمسها النبي عليه الصلاة والسلام بالاعتكاف

 كما جاء عند البخاري  :

(( اعتكف في العشر الأول من شهر رمضان طلبا لليلة القدر ثم اعتكف في العشر الأوسط ثم أُخبر صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان فاعتكف صلوات ربي  وسلامه عليه ))

ومن المسائل :

أن الموفق  من وفقه الله لاغتنام هذه  الأيام الفاضلة

فهي أيام يسيرة لاسيما أن بها ليلة هي خير من ألف شهر

يعني  : لو أن إنسانا عمَّر ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر ليس بها ليلة القدر فإن ليلة القدر أفضل من عمر هذا الرجل الذي عبد الله ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر

فهذا فضل عظيم والموفق  من وفقه الله  .

وأنتم يا من حضرتم معي في أول خطبة في هذا الشهر المبارك في أول جمعة منه ها نحن على مقربة من توديع هذا الشهر .

إنها ومضة كأنها سحابة صيف

فالموفق هو من استدرك ما تبقى من هذا الشهر

لربك جل وعلا عتقاء من النار في كل ليلة كما جاء عند ابن ماجه ، فهل استوثقت وتيقنت أنك من المعتقين ؟

ربما لم تصبك نفحة من نفحات الله فيما مضى من ليالي أو ربما حصل تفريط وكلنا ذلكم الرجل

فعلى المسلم أن يغتنم ما تبقى من هذه العشر في طاعة الله بالليل وبالنهار ، وما هو إلا أسبوع ثم إذا بنا يهنئ بعضنا بعضا بحلول العيد .

ثم ما هي إلا لحظات وإذا بنا نستقبل شهرا آخر في عام ألف  وأربعمائة وأربع وثلاثين إن قُدِّر الله لنا البقاء ثم ما هي إلا لحظات وإذا بنا نستقبل رمضان عام ألف وأربعمائة وأربعين إن قدر الله لنا الحياة ، ثم ما هي إلا برهة من الزمن وإذا بالناس يقولون : مات فلان انطوت صفحاته

فماذا قدمت ؟

هذه  العشر بل هذا الشهر ومن ضمنه هذه العشر إن لم توفق فيها لمرضاة الله وإلا صارت نقمة عليك وحجة عليك أمام رب العالمين

لأن هناك أناسا تحت أطباق الثرى يتمنون أن يخرجوا إلى الدنيا لإدراك جزء من هذه العشر المباركات

فالله الله

الله الله

الله الله بما تبقى من هذه الأيام

الله الله في  طاعة الله عز وجل :

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56

والحديث له شجون فيما يخص هذه الخاطرة التي خطرت على قلبي وأنا في هذا المقام

الحديث له شجون لكن بما أن الوقت يسير والناس بحاجة إلى بيان مسائل مما يتعلق بهذه  العشر أكتفي بذلك ، أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه وعظيم جوده وواسع فضله أن يعينني  وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن أصابته نفحة من نفحات الله فسعد بها في  دنياه وفي قبره وفي أخراه

عباد الله :

من المسائل :

في هذه الليلة وهي ليلة القدر أنزل الله عز وجل فيها القرآن

في أي ليلة ؟

جاء عند الطبراني في حديث يحسنه الألباني رحمه الله :

(( أن صحف إبراهيم نزلت أول رمضان وأن التوراة نزلت لست خلون من رمضان وأن الإنجيل نزل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأن الزبور نزل لثماني عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأن القرآن نزل لأربع وعشرين  خلت من رمضان)

أي

من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا

كما قال القرطبي : يكاد يكون إجماعا نزل جملة واحدة ثم  بعد ذلك تتابع نزوله حسب الأحداث  والوقائع على نبينا صلى الله عليه وآله سلم

ومن المسائل :

أن هذه الليلة عظمها الله وشرفها بهذا الاستفهام التعظيمي :

((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3}))

ومن المسائل :

أن هذه الليلة سميت بهذا الاسم لأن العبادة لها قدر فيها  

ولذا قال عليها لصلاة والسلام :

(( من قام ليلة القدر – كما في الصحيحين – من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

بل إن هذه الليلة سميت بليلة القدر :

لأن الله عز وجل يقدر ما يكون فيها إلى السنة القادمة كما قال تعالى :

{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } القدر4

((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4}))

فهذه المقادير السنوية تؤخذ  من التقدير العام الذي كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما جاء بذلك الحديث في صحيح مسلم

ومن المسائل :

أن على المسلم استحباب أن يكثر في هذه الليالي من قول :

(( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ))

كما ثبت بذلك الحديث في المسند

وفي السنن من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها

ومن المسائل :

أن هذه الليلة لعظمها وواسع فضل الله أنه جعل للمسلمين لها علامات ،

علامات تصحبها كما جاء في المسند  :

بأن ليلتها ليلة بلجة طلقة

يعني : أن الجو فيها ساكن لا حر ولا برد ، والإضاءة فيها واضحة وكذلك أن هذه الليلة لا يرمى فيها بنجم كما ثبت في المسند

وكذلك هذه الليلة يكثر فيها الملائكة أكثر من عدد الحصى :

((تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ))

الروح : هو جبريل لأنه رئيس الملائكة

فتتنزل الملائكة في هذه الليلة أكثر من عدد الحصى كما ثبت بذلك الحديث الحسن في  مسند الإمام أحمد

وأما ما يذكر من أن نباح الكلاب يقل أو ينعدم فإنه لا أساس له من الصحة

وهناك علامة لاحقة :

وهي أن الشمس تطلع في اليوم الذي يليها تطلع صبيحتها لا شعاع لها كما جاء عند مسلم

صورتها بينها عليه الصلاة والسلام كما في المسند :

(( تكون الشمس كالقمر ليلة البدر ))

بمعنى : أنه مكتمل الإضاءة لكنه لا يصدر أشعة

ومن المسائل :

أن هذه الليلة سلام

سلام في ليلتها من أذان المغرب إلى أذان الفجر

سلام من الآفات

سلام من الذنوب لمن وفقه الله

سلام من الشرور

سلام من النيران

سلام من العذاب

{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }القدر5

فياخيبة ويا خسران من لم يوفق لهذه  الليلة وأن يقوم بها حق ما بينه الله في حقها وبينه النبي عليه الصلاة والسلام في شانها

والموفق من وفقه الله

والموفق من وفقه الله عز وجل لإدراك المواسم الخيرة

فنبيكم عليه الصلاة والسلام لا تكتحل عينه بنوم إذا  دخلت هذه العشر كل ذلك حرصا مع أنه عليه الصلاة والسلام – كما جاء في الصحيحين – : (( غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))

وكما ذكر عز وجل في سورة الفتح ومع ذلك كان حريصا على فعل الخير

وكما أسلفت : الموفق  من وفقه الله

ومن المسائل :

الحذر الحذر بل يجب على كل مسلم أن يصون وأن يحمي دينه وعقيدته مما قد يلوثها

 بسبب  هذا الانفتاح الذي  وصل إلينا عن طريق قنوات التواصل يقال فيما يقال فيما وصلني :

من أنه إذا دخلت العشر أو إذا أتت ليلة القدر قل : (( إني  نويت أن أقوم لك ليلة القدر وذكر بعض الأدعية ))

ولتعلموا : وهي قاعدة :

أن التصريح بالنية في أي عبادة :

نويت الصلاة

أو نويت الأذان

أو نويت الحج

أو ما شابه ذلك فإن هذا من البدع لم ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه الكرام

والخير كل الخير في اتباع ما سلف من منهجه صلى الله عليه والسلام ومنهج الصحابة رضي الله عنهم

حتى الحج قول : لبيك عمرة ليس ذكرا للنية وإنما لأنها شعار الحج شأنها كشأن تكبيرة الإحرام في الصلاة مع اختلاف الحكم من حيث  الركنية ومن حيث سوى ذلك .

لكن هي شعار كما أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه أن ترفع أمته أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج .

حتى لو قيل : إن النية مصرحة في الحج يجب علينا أن نقف حيث وقف النص فنستثني الحج وما عدا ذلك فلا يجوز التصريح بالنية مع أنه كما قلت لكم :

(( لا دليل على ذكر النية في الحج ))

احذروا لأن المسلمين ولاسيما في هذا المجتمع يعرف منهم سلامة العقيدة

فأهل الطوائف يستهدفون المسلمين بهذه الرسائل البدعية .

حتى أتت رسالة أخرى تقول :

قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( أربعة لا يغفر الله لهم – كما زعموا في ليلة القدر ثم ذكروا : المغتاب وأخذ بعضهم يقول : سامحني فإني عفوت عنك وقل هذا الدعاء ثلاث مرات ولا يقف هذا الدعاء في جوالك أرسله إلى غيرك ))

سبحان الله ! هي هي البدعة التي  حصلت في  زمن شيخنا ابن باز رحمه الله

هذا الحديث موجود وتكلم عنه شيخنا ابن باز لكنه ظهر وانتشر بسبب انتشار هذه الوسائل فأصبحت البدع المدفونة تظهر الآن

فالله الله في عقيدتكم

ويجب أن يربى الصغار على هذه العقيدة ، والله لو زالت هذه العقيدة من نفوس هذا المجتمع والله سيحل به البلاء :

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام82

سرِّح طرفك يمنة ويسرة من حيث الأمام من حيث الخلف تجد أن الفتن والزلازل والمشاكل عمَّت أرجاء المعمورة

((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ))

بفضل الله ثم بفضل هذه العقيدة نحن ننعم بالأمن

حتى لو قلَّ ما في أيدينا وإن كانت قلة نسبية حقيقة أنا أضرب لكم أمثلة :

في هذا الشهر :

هل نقضي على كل ما يقدم إلينا من مأكولات ومشروبات في بيوتنا ؟

نصفها أو أكثر يبقى وإذا بها ترمى في الزبالة

مع هذا كله والله لو أكل الإنسان خبزة أو كسرة خبزة يابسة مع ماء على أمن والله إن هذا خير عظيم

الشاهد من هذا :

الحذر الحذر

ثم سبحان الله ! يقولون : (( لا يغفر الله للمغتاب ! ألم يقل الله عز وجل : ((وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ))

((إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ))

أيتوب الله على القاتل إذا أكرمه الله بإرضاء المقتول

القتل أعظم من الغيبة ، مع أن الغيبة شأنها عظيم لكن كون أن يؤتى بحديث ويختلق ويقال بأنه لا يغفر للمغتاب هذا خطأ عظيم ومخالف لصريح القرآن ولصريح السنة المطهرة

الله الله

الله الله في عقيدتكم

نسأل الله عز وجل أن يحفظ علينا أمننا وعقيدتنا

اللهم من أراد ديننا وعقيدتنا وأمننا وبلاد المسلمين عامة بسوء اللهم فأشغله بنفسه اللهم أشغله في نفسه

اللهم أشغله في نفسه

وشتت شمله

وأدم فقره

وأعظم همه وغمه وعرضه للفتن يا قوي يا عزيز

الخطبة الثانية :

أما بعد فيا عباد الله :

من المسائل :

أن النبي عليه الصلاة والسلام اعتكف في هذه العشر

واعتكف الصحابة رضي الله عنهم معه وكذلك اعتكف نساؤه

ولذلك يستحب للنساء أن يعتكفن إذا أمنت الفتنة وتيسر الأمر ، إن لم يتيسر فليكن بالليل ، لو أن المرأة دخلت بالليل من أذان المغرب إلى أذان الفجر والفتنة مأمونة ولم تضيع واجبا من واجباتها البيتية فإن هذا من السنة لفعل الصحابيات رضي الله عنهن

ومن المسائل :

أن الاعتكاف سنة في الأمم الماضية

قال عز وجل آمرا إبراهيم وإسماعيل :

(( أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) البقرة125

ومن المسائل :

أن بعضا من الناس يهمل هذا الاعتكاف

ونقول : إذا لم يتيسر لك أن تعتكف العشر كلها اعتكف لو ما تيسر

تعتكف ليلة أو تعتكف يوما بأكمله

هذا يصدق عليه الاعتكاف

أقل الاعتكاف إما يوم وإما ليلة

والدليل :

ما جاء في الصحيحين :

أن عمر رضي الله عنه قال : يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام ليلة  قال : (( أوف بنذرك ))

فهو أمره أن يوف بنذره ولو كان النذر بليلة أو بيوم لا يكون اعتكافا لقال عليه الصلاة والسلام : (( أوف بنذرك ))

ولكن لتعلم أن الاعتكاف لا يصدق بيوم ولا يصدق بليلة

فعلى كل حال :

على المسلم أن يحرص على أن يعتكف لو ليلة حتى لا يفوت عليه الأجر

ثم هنا أمر :

بعض من الناس يظن انه لو دخل بنية الاعتكاف لهذه العشر أو لبعض أيامها يقول : (( إنني أُلزمت شرعا بالاعتكاف ))

نقول : لا

يقول ابن قدامة رحمه الله : (( ليس هناك عبادة تطوعية يجب الاستمرار فيها إلا الحج والعمرة ))

الإعتكاف سنة مؤكدة ولا يجب إلا بالنذر أما إذا لم ينذر فله أن يقطعه

ولكن على المسلم إذا شرع في عبادة ألا يدع هذه العبادة بل يستمر

ثم بعضهم يتوهم يقول : (( أنا اعتكفت يومين أو ثلاثة أيام وسأقطع )) بعضهم يتوهم أن أجر الأيام التي قضاها يذهب !

ليس بصحيح

تلك عبادة مضت وأؤديت على الوجه الأكمل فبالتالي فإن أجرك كامل والله لا يضيع أجر من أحسن عملا

فالحرص الحرص على هذه السنة المطهرة

ومن المسائل :

أن المعتكف لا يخرج إلا لما لابد له منه وإلا ينقطع اعتكافه

ولا إثم عليه إلا إن كان نذرا

لا يخرج إلا لما لابد له إما من حيث  الشرع وإما من حيث الحس :

من حيث الشرع :

بعض الناس الآن معتكف في مساجد مؤقتة أوقات فصلى معنا الجمعة هذا لابد منه شرعا

إنسان يريد أن يتوضأ هذا لابد له شرعا

أو مما لابد له من حيث الحس:

بعض الناس قد يحتاج إلى دورة المياه يجوز له أن يخرج

بعض الناس يريد أن يأتي بطعامه من بيته لأن هناك من لا يأتي له بالطعام

لا إشكال في ذلك

فلا يخرج إلا لما لابد له منه

ثم كما أسلفت أوشكنا على توديع هذا الشهر فلنتق الله عز وجل فيما بقي  منه

ما تدري – عبدَ الله – لعلك توفق في الأيام القادمة للعتق من النيران وبإدراك فضل ليلة القدر

ولا يدري أحدنا : هل يدرك رمضان القادم أم لا ؟

في العام الماضي أناس هنا ونعرفهم بأسمائهم فلان وفلان وجيران لنا أين هم الآن ؟

تقول : خيال وهم

هذه حقيقة :

قريبك أين هو ؟

أبوك ؟

أمك ؟

زميلك في العمل ؟

زميلك في الدراسة ؟

أما أن يلهو الإنسان في حياته هكذا : ذهاب وإياب وتسوق وأكل وشرب

مع أن الإنسان قد يؤدي الفرائض مع هذه الأشياء

لكن ما هي إلا أيام يسيرة

نحرص  على أن نملأ خزائننا وأن نملأ أرصدتنا بالمال ولكن أين حرصنا على أن نملأ رصيدنا من الحسنات

هذا هو الفيصل : {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24

((يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ))

فالحذر الحذر

ما تدري  : هل تخرج من هذا المكان أم لا ؟

ما أدري  هل أنهي خطبتي أم لا ؟

((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))

((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ))

فالسعيد من توفاه الله عز وجل وهو على أحسن حال فيما يتعلق بحقوق ربه وحقوق عباده

 والشقي  من هو خلاف ذلك

وكما قررت وأكثرت : الموفق من وفقه الله

أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقني وإياكم لمرضاته وأن يجنبنا وإياكم مساخطه .