مسائل مهمة لعامة الأمة (9 )

مسائل مهمة لعامة الأمة (9 )

مشاهدات: 35

مسائل مهمة لعامة الأمة  (9 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا قيل :

من هم شرار الخلق عند الله ؟

 فقل : هم من افتتن بالتصوير وبالقبور

الدليل في الصحيحين :

ذكرت أم سلمة رضي عنها كنيسة رأتها في الحبشة ذكرتها للنبي عليه الصلاة والسلام وما بها من التصاوير فقال : (( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله ))

 

إذا قيل :

ما معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ))

ما معنى اتخاذ القبور مساجد ؟

قل :

إن اتخاذها مساجد نوعان :

حسي ومعنوي

الحسي : أن يبنى على القبر مسجد

 أما المعنوي فإن العبد لا يبني مسجدا وإنما يأتي إلى القبر

انتبه :

يأتي إلى القبر ويصلي لله ويذبح لله ويتصدق لله كل عبادته لله ليس لذلك القبر أو لأهل القبور لكنه عبد الله عند القبور فهذا من اتخاذها مساجد

ولذلك :

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود (( لا عقر في الإسلام )) يعني لا ذبح في الإسلام كانوا يذبحون لا للميت ، وإنما يذبحون بقرة أو بهيمة باعتبار أن هذا الميت من الكرماء في الدنيا فيذبحونها حتى تأكلها الطير والسباع فجاء الإسلام فقال (( لا عقر في الإسلام ))

قال المناوي كما في فيض القدير : ” ومثل هذا التصدق في المقابر بل نص شيخ الإسلام على أن إخراج الصدقة مع الميت حينما يشيع بدعة “

إذاً :

ما يفعل في هذا الزمن من توزيع المياه في المقابر هذا ليس من شرع الله وهذا من البدع

كانوا فيما مضى يوزعون بالكراتين أما الآن فتوسع الحال وإذا بهم يدخلون السيارات العظام يقولون : نحن نريد أن نسقي المشيعين لحرارة الشمس فنقول لهم : أين حرارة الشمس وأين الظمأ الذي يوجد في الشتاء القارص الشديد ، وفي الغالب أن الإنسان لا يشرب ماء في الشتاء فلماذا تأتون بهذه المياه في الشتاء في المقابر ما أردتم إلا الصدقة

والصدقة في المقابر أو أي عبادة خذها :

أي عبادة لم يأت الشرع بها أي عبادة تجعل لله خالصة لوجه الله فإنه لا يجوز أن تفعل في المقابر لا دعاء لا ذكر لا صلاة لا ذبح لا نذر عامة  إلا ما استثناه الشرع ، ولذلك نهى الشرع عن الصلاة في المقبرة إلا ما استثناه الشرع وهو الصلاة على الميت

نهى الإسلام أن يزاد في القبر

نهي الإسلام أن يجصص القبر

نهى الإسلام أن يكتب على القبر  سواء كانت كتابة عامة أو كتابة الاسم لأن الحديث  عام وكلمة ” أن يكتب ” مصدرية بمعنى المصدر في سياق النهي فتكون عامة سواء كتب الاسم اسم هذا الميت أو كتبت أسماء أو كلمات أخرى كل هذا من أجل ألا تكون تلك العبادة في مستقبل الأمر ألا تكون لأهل القبور ، هي فعلت لله عند المقبرة  ، في المستقبل يتوسع الناس ويعظم الجهل وإذا بهم يصرفون هذه العبادة لغير الله عز وجل

فتنبه رعاك الله

بناء المساجد على القبور نوعان :

حسي وهو أن يبنى بمواد البناء وهذا لا يجوز

أن لا يبنى عليه من مواد البناء ، وإنما يجعل عبادته أو شيئا من العبادة لله في المقبرة فإن هذا لا يجوز في شرع الله

بل إن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند مسلم (( لا تصلوا إلى القبور ))

يعني : لا تجوز أن تصلي والمقبرة أمامك

مع أنك ما أردت بهذه الصلاة إلا وجه الله عز وجل

وليعلم :

أن شيخ الإسلام كما أسلفت لما قال يحرم أن يخرج الإنسان بصدقة مع الميت أو النهي عن التصدق بالمياه في المقابر من أجل ماذا ؟

الخشية من الوقوع في الشرك

ولتعلمون :

أن أول كفر ، الشيطان مع العبد له سبع عقبات أول ما يبدأ الشيطان في إضلال بني آدم بالشرك أول ما يبدأ معهم

ولذلك يزينه فإن وقع في الشرك هنا سعد الشيطان إن لم يستطع الشيطان أن يوقع ابن آدم في الشرك أتى إليه بالعقبة الثانية وهي البدعة

فلربما تصدق بمياه في هذه الأزمان غدا أو بعد غد يؤتى بفواكه يؤتى بلحوم يؤتى بأطعمة يؤتى بأنواع الشربة

فالحذر الحذر

 

إذا قيل :

حديث النبي عليه الصلاة والسلام (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ))

كما في الصحيحين لماذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام الأمة من اتخاذ  القبور مساجد في حال صحته؟

وقبل أن يموت بخمس ليال حذرهم بل في شدة سكرات الموت حذر الأمة من اتخاذ القبور مساجد

لم ؟

لخطورة هذا الأمر 

 

وليعلم أيضا :

أن هذا نهي منه عليه الصلاة والسلام لم ينسخ بل هو حكم ثابت مستقر بل لم يبق عليه الصلاة والسلام على هذا التحذير من حيث الزمان من حيث زمن صحته أو قبل وفاته بخمس ليال أو عند سكرات الموت ، لا ، بل حتى حذر باللفظ كلمة ” ألا  ” أداة توكيد

كان يقول ” ألا ” من باب التنبيه والتوكيد

(( ألا إن من كان  قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ))

 انظر بعدها :

( ألا )) مع النهي أتت أداة التنبيه والتوكيد

(( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ))

بل ختم وصرح بالنهي قال (( فإني أنهاكم عن اتخاذ القبور مساجد ))

أي قبرلنبي أو لولي أو لأي شخص مهما كان

 

إذا قيل :

ما حكم تنوير وإضاءة القبور تنويرا دائما مستمرا أو تنويرا مؤقتا ؟

فقل : هذا لا يجوز

والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند أبي داود والترمذي قال (( لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ))

السرج : جمع سراج فلا يجوز تنوير ولا إضاءة المقابر  ، لا تنويرا دائما ولا مؤقتا إلا إن احتيج أن يدفن شخص بالليل ، فلا بأس أن يؤتى بسراج أو بإضاءة محدودة من أجل دفنه ، ثم بعد ذلك ينتهي هذا الضوء أو تنتهي هذه الإنارة

والدليل :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه لما أراد أن يدفن أحد أصحابه بالليل أتى بالسراج حتى دفنه عليه الصلاة والسلام

أما إضاءتها وتنويرها على وجه الدوام أو على وجه الاستمرار فهذا لا يجوز

وكل ذلك من البدع ومن تحذير المسلمين من الوقوع في الشرك

 

إذا قيل :

أيجوز أن يسافر المسلم إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام

فقل  : لا يجوز

فلا تشد الرحال كما قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين (( إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام كما قال ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ))

فاذهب إلى المدينة من أجل زيارة المسجد النبوي لا للقبر بل  لو ذهبت إلى المسجد النبوي ولم تزر قبر النبي عليه الصلاة والسلام فلا إشكال لكن لو زرت في سفرك وأردت شد الرحل من أجل المسجد النبوي وزرت بعد ذلك قبر النبي عليه الصلاة والسلام لا للتوسل به أو لدعائه أو للاستغاثة به ، لا ، إنما نتذكر أن أعظم الخلق عليه الصلاة والسلام نزل به الموت أفلا ينزل بك أنت ومن دون النبي عليه الصلاة والسلام

ولذلك :

 ما ورد من أحاديث في استحباب زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام مؤقتة أو مقرونة بالفراغ من الحج أو كانت عامة كل حديث ورد في فضل زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام محددة بزمن أو مطلقة فإنها لا تصح كما نبه على ذلك المحققون من أهل العلم

 

إذا قيل :

ما معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند أبي داود :

(( لا تتخذوا قبري عيدا ))

فقل :

من زار النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان مستقرا في المدينة لم يشد الرحل فما ظنكم في هذا الحكم الذي سأذكره ما ظنكم بمن شد الرحل من أجل زيارة القبر ؟

إذا كان من بالمدينة لم يشد الرحل فإنه لا يجوز له أن يخصص أوقاتا معينة لزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام

أيضا :

من اتخاذ قبره عليه الصلاة والسلام عيدا أنه لا يخصص زمنا وإنما يكرر يكثر من زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام

ولذلك :

ما يفعله بعض الناس لما يسافر من أجل المسجد النبوي فيزور قبر النبي عليه الصلاة والسلام إذا به يكرر هذه الزيارة أكثر من مرة فهذا من اتخاذ قبر النبي عليه الصلاة والسلام عيدا

اتخاذه عيدا إما بتخصيص أوقات معينة أو بكثرة المجيء إلى قبره عليه الصلاة والسلام

 ولذلك سد الباب ماذا قال ؟

قال (( فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ))

بل إنه عليه الصلاة والسلام وهذا هو التوجيه منه قال كما عند النسائي (( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام  ))

لو سلمت وصليت على رسول الله عليه الصلاة والسلام في أي مكا ن ولو بعدت عن المدينة بآلاف الكيلوات فإن هناك ملائكة يبلغون رسول الله عليه الصلاة والسلام سلام أمته

إذاً لا حاجة لهذا الغلو الذي يفعل عند قبره عليه الصلاة والسلام

إذا قيل :

لو أن شخصا يتعبد الله في مكان خصصه عند جدار عند عمود عند جبل في مكان معين إذا به إذا أراد ان يعبد الله أتى إلى هذا المكان لا مزية عنده في هذا المكان وإنما يخصص هذا المكان لتلك العبادة

فاعلم :

بأنه كما قال شيخ الإسلام ضاهى مساجد الله

يعني شابه المساجد  فلا يجوز أن يخصص بقعة يجعل عبادته لله عز وجل في هذا المكان لا حانوت كما قال شيخ الإسلام يعني لا دكان يعني محل ولا جدار ولا عمود ولا أي مكان

فتخصيصها بالعبادة لا يجوز إلا ما استثناه الشرع

ولذلك :

علي بن الحسين رأى رجلا يدخل في فرجة عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فيدعو الله فقط

خصص هذه الفرجة عند قبره عليه الصلاة والسلام هو لا يدعو النبي عليه الصلاة والسلام

إنما يدعو الله

فقال  (( ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي ))

يعني الرسول عليه الصلاة والسلام

قال (( لا تتخذوا قبري عيدا وسلموا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم ))

انظر خصص فرجة ومكان سواء عند قبره عليه الصلاة والسلام أو في أي مكان

إذاً من جعل أي مكان يضاهي به المساجد فهو من المبتدعة وهو وسيلة من وسائل الشرك

ولذلك ماذا قال ؟

قال (( ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء ))

يعني كونك تأتي وتصلي وتسلم على النبي عليه الصلاة والسلام أو تجعل هذا المكان لهذا الدعاء أو لهذا السلام للنبي عليه الصلاة والسلام فأنت ومن بالأندلس الذي يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام سواء

لم ؟

لأنه قال ((  فإن تسليمكم يبلغني حيثما كنتم  ))

وقال (( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام ))