بسم الله الرحمن الرحيم
مَن يحج بدون تصريح فقد ارتكب إثمَين
فضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَن يحج بدون تصريح فقد ارتكب إثمَين، فدع عنك هذه الفتاوى، وقول: الناس يحجون وأنا لا أحج!
قال الشيخ زيد البحري: ” قضية الدم أو الفدية لا تُغني عن قضية الكمال!
تكونُ العمرة مجزئة، يكون الحج مجزئا نعم، فيُرقِّع هذا الخلل إما بدم أو بفدية.
لكن السؤال الذي يطرَحُ نفسَه مما يفعلُه بعضُ الناس من تجاوز الميقات، ولا سيما في الحج لأنه لا تصريح معه، أو أنه يلبَس ثيابَه المعتادة على أنه سيمر لا يحج حتى يتحايل!
فهنا ارتكبَ إثمَين: الأول/ التحايُل
الثاني/ أنه عرَّضَ حَجَّه الذي قال عنه النبي ﷺ قال كما في الصحيحين:
” الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ ” والمبرور: هو الذي لم يُخالِطه إثم.
فسبحان الله! كيف أُقدِم على حجٍّ أوّل ما بدأتُ به بدأتُ بإثم! فأين البر في هذا الحج!؟
لكنَّ بعضا من الناس يُدَلِّس عليه الشيطان بحكم العاطفة، يقول (الناس يحجون وأنا جالس!)
ليحجُّوا فلك عُذرُك، فالنبيُّ ﷺ قال كما في الصحيحين في أعظم الغزوات التي فيها من الجُهد والتعب والمشقة (غزوة تبوك)
” إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلَّا كَانُوا معكُمْ؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ “
وفي رواية: ” إلَّا شَرِكُوكُمْ في الأجْرِ ” وهم ما كثون في المدينة.
فدل هذا على: أن الانسان متى ما مُنِع فانه يجب عليه أن يُطيعَ وليَّ الأمر في هذا الباب،
وهو لم يُمنَع مَنْعًا قطعيا وكُليًّا! لا، بعد خمس سنوات له أن يَحُج.
إذا لم يسبق له الحج فيُعطى على أنه فرض، ولله الحمد مُيَسّر،
فعليه أن ينصاعَ لأمْر ولي الأمر لأنه أدرى بالمصلحة،
ثم هو وهو ماكِثٌ بين أهله وبين أولاده، ولا تعب ولا نصب أجره تام، فأيُّ فضل بعد هذا الفضل!
أما أن يذهبَ بعضُهم وتعب ومشقة وجُهد، لكنّ هذه العاطفة التي لم تُربَط بالشرع أودته الى هذا الأمر! تعب ومشقة وجهد، وأين الحج المبرور؟!
أنا ما ذهبت إلا من أجل أن أحصُل على الأجر وعلى فضيلة كما في الصحيحين:
” مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ “
أما أن أذهب وإذا بي أول ما أبدأ بذنب! فأي فائدة؟!
لكنَّ الشيطان يُدَلِّس على بعضٍ من الناس ولو كان ينتسب للعلم الشرعي!
بعض الناس ليس عنده بُعد نَظَر في هذا الباب، ولو كنتَ مِن طلاب العلم يجب أن تنصاع لهذا الأمْر، ما الذي مَيّز طالب العلم مِن غيره؟!
النصوص الشرعية للجميع، بل إن أولى مَن يمتثل للنصوص الشرعية هم طلابُ العلم، لا أن يكونوا أبوابا يفتحونها ويشرعونها للناس من أجل أنهم يتحايلون على هذه الشعيرة! ” ا.هـ