بسم الله الرحمن الرحيم
هل إخراج الأثاث والطعام يعتبر صدقة؟
فضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
امرأة تسأل: هل إخراج الأثاث والطعام من المنزل يعتبر صدقة أم لا؟
يُعتبر صدقة إذا رَضِيَ زوجُها بذلك، إذا كان زوجُها مالكا لهذا الشيء؛ أما إذا كانت مالكةً له فإنها تُؤجر على ذلك، ولو قَلّ
وهنا أمر أحب أن أُنَبِّهَ عليه، وهو:
أن الصدقةَ فاضلة بما صَغُر وبما كَبُر؛ بما حَقُرَ، وبما عَظُم
يعني/ بعض الناس يقول: لا تتصدق إلا بما تُحِبُّهُ نفسُك
ليس بصحيح!
لا شك أن الصدقة بأفضل ما يكون أن لها مزية ولذلك قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}
ولما سئل عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن أعظم الصدقة؟
قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: ” أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا “
لكن لا يعني أن القليل لا يُتصدق به
ولذلك/ “بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ما كان يمر عليه يوم حتى يتصدق ولو ببصلة” ولو قلّ
بعض الناس يقول: هذا أنا غير محتاج إليه، يعني: عندي ثوب مثلا ما أحتاج إليه، ثوب خَلِق أو مثلا شماغ خَلِق، أو مثلا أثاث خَلِق لا أحتاج إليه ربما أرميه في النفايات
فنقول: الصدقة به لها فضل لأن الله عز وجل لما قال {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ}
لأن بعضا من الناس يستدل بهذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} يستدلون يقولون:
لا أتصدق إلا بما هو أفضل
لكنهم لم يُكمِلُوا الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ثم قال: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ} أي شيء
{شَيْءٍ} نكرة في سياق الشرط {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
يعني/ لو تصدقت بشيءٍ لا ترتاحُ إليه نفسك، وأنتَ كارِهٌ له ولا تريدُه، ولا يكونُ في قلبك وُدٌّ ولا شيء هنا لو تصدقت به لك أجر.