هل يجوز أن نقول عن المال ( وسخ ) أو( وسخ دنيا ) أو ( أوساخ دنيا ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم قال ( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس لا تحل لمحمد ولا لآل محمد )
وصف ماذا ؟ الصدقة بأنها أوساخ الناس كيف تكون وسخا ؟
جاء عنج الطبراني قول علي رضي الله عنه قال ( إنما هي غسالة أيدي الناس )
وجاء عند مالك قول عبد الله بن الأرقم قال( هي أوساخ الناس يغسلونها )
المقصود من هذا :
أنها أوساخ الناس باعتبار أنهم إذا أخرجوها تطهروا من الأوساخ من أوساخ البخل والشح وما شابه ذلك
ولذلك ماذا قال تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } أما بالنسبة إلى هذا القول ” هذا المال وسخ دنيا أو هو وسخ “
لأن بعضهم ربما أنه إذا أراد أن يقلل من شأن المال أو حتى لا يعظم يقول هذه أوساخ وسخ دنيا لا تدقق
ربما تقال مثل هذه العبارت فالجواب عن هذا :
أن الفيصل في هذا ما جاءت به الأدلة والأدلة أتت كما في مسند الإمام أحمد من حديث حكيم كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ( أنه قال لما سأله حكيم قال: يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة )
ماذا قال ؟ ( حلوة خضرة وإنما هو أوساخ أيدي الناس )
إذن وصفه بأنه وسخ ، وصفه في الجملة الأولى بأنه حلو من حيث ما يتلذذ به الإنسان ، خضر باعتبار ما يروق له إذا رأى زخارف الدنيا من هذا المال لكنه قال ( هو أوساخ أيدي الناس ) فأثبت أن المال وسخ
وأما قوله عز وجل { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
اقرأ ما بعدها
قال القرطبي : ” هذا فيه رد على من افتخر بماله فبين عز وجل له أن هذا المال أقصى ما فيه أنه زينة الدنيا “
لكن الذي يبقى { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } كما جاء بعدها
لكن هذه اللفظة لا يصح إطلاقها على وجه العموم لا يصح أن تقول : مال وسخ على وجه العموم
طيب الدليل الذي ذكرناه :
نقول ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد أنه قال ( نعم المال الصالح ) وصف المال بأنه صالح ( للرجل الصالح ) إذن باعتبارات يكون هذا المال خير وصلاح بل وصفه الله بأنه خير { وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } { الْخَيْرِ } هنا المال
{ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ } { خَيْرًا } هنا المقصود به المال
باعتبار ما جاء في الحديث الذي في الصحيحين ( إن هذا المال حلو فمن أخذه بحقه ــ كما في الصحيحين ــ ووضعه في حقه فنعم المعونة )
الآن مدح المال مدح بالصلاح وأنه نعم المعونة
بل مدح بأنه بركة وأنه رحمة وأنه فضل الدليل :
ما جاء عند البخاري ( أن أيوب عليه السلام لما اغتسل وسقط عليه الذهب فجعل يحثوه فقال الله ألم أكن أغنيتك يا أيوب عن هذا ؟ فقال ياربي لا غنى لي عن بركتك )
قال ابن حجر في الفتح قال : فيه طلب الازدياد من المال إذا لم يشغله عن الخير وأن هذا المال يوصف بأنه بركة باعتبار ما يصرف فيه في الخير
بل قال وردت رواية قال ( ومن يستغني عن رحمتك أو فضلك )
فخلاصة القول :
أنه لا يصح أن يقال المال وسخ مطلقا هو وسخ باعتبار وصلاح ومعونة وبركة وخير وفضل ورحمة باعتبار
متى ؟ إذا وضعه في حقه وأخذه بحقه