هل يجوز أن نقول عن المال ( وسخ ) أو( وسخ دنيا ) أو ( أوساخ دنيا ) ؟

هل يجوز أن نقول عن المال ( وسخ ) أو( وسخ دنيا ) أو ( أوساخ دنيا ) ؟

مشاهدات: 2495

هل يجوز أن نقول عن المال ( وسخ ) أو( وسخ دنيا ) أو ( أوساخ دنيا ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبي صلى الله عليه وسلم  كما عند مسلم قال ( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس لا تحل لمحمد ولا لآل محمد )

وصف ماذا ؟ الصدقة بأنها أوساخ الناس كيف تكون وسخا ؟

جاء عنج الطبراني قول علي رضي الله عنه قال ( إنما هي غسالة أيدي الناس )

 وجاء عند مالك قول عبد الله بن الأرقم قال( هي أوساخ الناس يغسلونها )

المقصود من هذا :

أنها أوساخ الناس باعتبار أنهم إذا أخرجوها تطهروا من الأوساخ من أوساخ البخل والشح وما شابه ذلك

ولذلك ماذا قال تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } أما بالنسبة إلى هذا القول ” هذا المال وسخ دنيا أو هو وسخ “

لأن بعضهم ربما أنه إذا أراد أن يقلل من شأن المال أو حتى لا يعظم يقول هذه أوساخ وسخ دنيا لا تدقق

ربما تقال مثل هذه العبارت فالجواب عن هذا :

أن الفيصل في هذا ما جاءت به الأدلة والأدلة أتت كما في مسند الإمام أحمد من حديث حكيم كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ( أنه قال لما سأله حكيم قال: يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة )

ماذا قال ؟ ( حلوة خضرة وإنما هو أوساخ أيدي الناس )

إذن وصفه بأنه وسخ ، وصفه في الجملة الأولى بأنه حلو من حيث ما يتلذذ به الإنسان ، خضر باعتبار ما يروق له إذا رأى زخارف الدنيا من هذا المال لكنه قال ( هو أوساخ أيدي الناس ) فأثبت أن المال وسخ

 وأما قوله عز وجل { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

 اقرأ ما بعدها

قال القرطبي : ” هذا فيه رد على من افتخر بماله فبين عز وجل له أن هذا المال أقصى ما فيه أنه زينة الدنيا “

لكن الذي يبقى { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } كما جاء بعدها

لكن هذه اللفظة لا يصح إطلاقها على وجه العموم لا يصح أن تقول : مال وسخ على وجه العموم

طيب الدليل الذي ذكرناه :

نقول ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد أنه قال ( نعم المال الصالح ) وصف المال بأنه صالح ( للرجل الصالح ) إذن باعتبارات يكون هذا المال خير وصلاح بل وصفه الله بأنه خير { وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } { الْخَيْرِ } هنا المال

 { إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ }  { خَيْرًا } هنا المقصود به المال

باعتبار ما جاء في الحديث الذي في الصحيحين ( إن هذا المال حلو فمن أخذه بحقه ــ كما في الصحيحين ــ ووضعه في حقه فنعم المعونة )

الآن مدح المال مدح بالصلاح وأنه نعم المعونة

بل مدح بأنه بركة وأنه رحمة وأنه فضل الدليل :

ما جاء عند البخاري ( أن أيوب عليه السلام لما اغتسل وسقط عليه الذهب فجعل يحثوه فقال الله ألم أكن أغنيتك يا أيوب عن هذا ؟ فقال ياربي لا غنى لي عن بركتك )

قال ابن حجر في الفتح قال : فيه طلب الازدياد من المال إذا لم يشغله عن الخير وأن هذا المال يوصف بأنه بركة باعتبار ما يصرف فيه في الخير

بل قال وردت رواية  قال ( ومن يستغني عن رحمتك أو فضلك )

فخلاصة القول :

أنه لا يصح أن يقال المال وسخ مطلقا هو وسخ باعتبار وصلاح ومعونة وبركة وخير وفضل ورحمة باعتبار

متى ؟ إذا وضعه في حقه وأخذه بحقه