يسر الإسلام في لبس الجوارب

يسر الإسلام في لبس الجوارب

مشاهدات: 547

محاضرات وكلمات

يسر الإسلام في لبس الجوارب

فضيلة الشيخ  : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــ

يقول الله عز وجل :

((يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ))

فالله جل وعلا أردا بعباده اليسر ولم يرد بهم العسر والعنت والمشقة

وهذا إن دل يدل على سماحة هذه الشريعة

واليسر :

المقصود به في الشرع :

هو اليسر الذي جاء به الشرع لا اليسر الذي تهواه النفوس

لأن النفوس تهوى ما كان يسيرا عليها

لكن المقصود باليسر في الشرع :

هو اليسر الذي جاء به الشرع

من أنواع اليسر في الشرع :

أن المسافر إذا سافر له أن يقصر الرباعية ركعتين

وأنه إذا كان لابسا للخف أن يمسح عليه ثلاثة أيام

وأنه إذا كان صائما فله الفطر

هذا الموسم وهو موسم الشتاء يسر الله علينا فيه ماذا ؟

لبس الجوارب

والجوارب لها أحكام متعددة ولكنني اقتصر على مسألة واحدة في هذه الليلة

وهذا يدل أيضا على يسر الشريعة

فإن هذه المسألة التي سأذكرها تدل على يسر هذه الشريعة وعلى سماحتها

كيف يمسح الجورب ؟

يمسح الجورب بأن تكون اليدان مبلولتين بالماء ثم تمسح على ظاهرها من أطراف الأصابع إلى الساق على الظاهر فقط

اليد اليمنى على اليمنى

واليد اليسرى على اليسرى

إن شئت أن تمسح اليمين ثم تمسح اليسرى فلك ذلك لأن الشرع فيه ما يدل على هذا

وإن شئت أن تمسح بكلتا يديك على قدميك معا مثل ما تمسح الأذنين فلك ذلك

فإن في الشرع ما يدل على هذا

فالأمر فيه سعة :

إن بدأت باليمنى ثم اليسرى فحسن

وإن مسحتهما كلتيهما كما تمسح الأذنين فلك ذلك

لكن أين يسر الشريعة هنا ؟

أين يسرها ؟

مسحنا لكن أيضا فيه يسر سماح

أن المسح على الظاهر

لم يكن المسح في الباطن ولم يكن المسح في العقب

ولذا :

لا يشرع المسح لا على أسفل الخف ولا على العقب

وأيضا من السماحة :

بما أننا نمسح على الظاهر نمسح أكثر الخف

نمسح أكثر الجورب

هكذا

يعني :  تكون اليد مبلولة متفرقة الأصابع

نضع اليد اليمنى على القدم اليمنى من الأصابع هكذا

إلى الساق فقط

نجد أن ظاهر القدم هل مسح كله ؟

ما مسح كله

وهذا يدل على سماحة الشريعة

لو قال قائل :

إنسان لبس شرابا على طهارة والجو حار أله أن يمسح ؟

نعم يمسح

ليس المقصود البرد وليس المقصود المرض :

لأن البعض من الناس قد تتعبه قدماه إذا كانتا مكشوفتين فيحب أن يأنس بلبس الخفين ويرتاح بهما

فنقول :

لو أنه لبس الخفين أو الجوربين على طهارة فله أن يمسح في المدة المقررة في الشرع

ولا يلزم أن يكون لمرض

ولا يلزم أن يكون لبرد

ما يلزم هذا

ولذا :

لو أن الإنسان – وهي نقطة مهمة جدا – أحيانا في الشتاء يدهن بعضنا فيدهن قدميه بالدهون

تجد أنه توضأ ثم يضع الدهن

ثم هو يقول : بما أنني  دهنت قدمي ألبس الشُرابين

ما في باله أن يمسح أبدا

أدهن على وضوء ثم لبس على وضوء

هل يريد المسح ؟

ما في  نيته أن يمسح أبدا

لكن لما استيقظ الفجر

هل يمسح أو لا يمسح ؟

يمسح

لم ؟

لأنه لبسها على طهارة

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى