الأمر ـ الجزء الثاني

الأمر ـ الجزء الثاني

مشاهدات: 525

البلاغة

الأمر

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذاً هذه هي الصيغ التي  تكون للأمر ويعرف الأمر بهذه الصيغ الأربع وهي :

فعل الأمر المطلق

الفعل المضارع المجزوم بلا م الأمر

اسم فعل الأمر

المصدر النائب عن فعل الأمر

فإذا وجدت إحدى هذه الصيغ فلتعلم بأن هذه الجملة أو هذا الكلام صيغة طلب ونوعها :

أمر

والأمر هو :

طلب  حصول الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء

فإذا قلنا طلبي ونوعه أمر:

فنرجع إلى معنى الأمر وهو طلب الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء

لكن قد يخرج الأمر عن معناه الحقيقي الذي هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء

قد يخرج عن هذا المعنى بحسب ما يقتضيه السياق  :

مثل قوله تعالى :

((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ))

((رَبِّ أَوْزِعْنِي))

أوزعني هنا :

صيغة أمر لكن ليس  معناه طلب الفعل من الله على وجه الاستعلاء لا  يمكن هذا

فنقول هنا :

أوزعني فعل أمر بمعنى وفقني ، ولا يراد منها معنى الأمر الحقيقي فيكون هنا غرض الأمر :

الدعاء

فهذا يعتبر دعاء

وهذه المعاني تعرف من نفس السياق :

مثل :

قوله تعالى :

((اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ))

هنا يراد منه :

التهديد

قوله تعالى :

((فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ))

يراد منه :

التحدي والتعجيز

قوله تعالى في الحديث القدسي عن المصورين :

(( فليخلقوا ذرة ))

أو
(( ليخلقوا حبة ))

هنا : التعجيز

قوله تعالى لأهل الجنة :

((ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ))

هنا : الإكرام

قوله تعالى لأهل النار :

((فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ))

الأمر هنا : التسوية :

يعني:  سواء صبرتم أو لم تصبروا فهذا مآلكم

قوله تعالى :

((كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ))

الغرض منه : الإهانة

صيغة أمر خرجت عن معناها الحقيقي الذي سبق ، وإنما يراد منه إما التسوية وإما الإكرام وإما الدعاء

قوله تعالى :

((انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ))

الأمر هنا : للاعتبار

قوله تعالى :

((انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ ))

الأمر : للتعجب

قوله تعالى :

((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ))

الأمر : للإباحة .

قوله تعالى :

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ))

هنا : الأمر : للإرشاد

قولك لزميلك الذي يساويك في مرتبتك وفي منزلتك : أعطني الكتاب

الغرض منه هنا : الالتماس .

قوله تعالى :

((وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً))

الأمر هنا : للامتنان

قوله تعالى :

((اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ))

الغرض هنا : الدعاء

ويراد مع الدعاء : الدوام والاستمرار

قوله تعالى :

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82

كن : الأمر هنا : للتكوين

قول النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن سلمة :

(( كل مما يليك ))

الأمر هنا : للتأديب

قول الشاعر :

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي      

                    بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ

انجلي : الأمر هنا : للتمني

قولك لمن طرق الباب :

ادخل

الأمر هنا : للأذن بالدخول .

قولك لشخص :

تزوج هندا أو أختها

الأمر هنا : للتخيير

قوله تعالى :

((قُوا أَنفُسَكُمْ))

هنا نرجع إلى المعنى الحقيقي وهو:

” طلب حصول الفعل على وجه الاستعلاء “

صيغ الأمر قد تخرج عن معناها إلى أغراض أخرى أوصلها البعض إلى ثمانية عشر غرضا

مثل قوله جل وعلا :

{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الملك13

أسروا : أمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ