البلاغة
من أقسام الطلب :
الاستفهام (1 )
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من صيغ الإنشاء :
الاستفهام :
والاستفهام عرفه البلاغيون بأنه :
طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من ذي قبل بإحدى أداوته
إذاً :
الاستفهام :
هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من ذي قبل بإحدى أداوته
وأوات الاستفهام :
حسب التتبع والاستقراء تصل إلى إحدى عشرة أداة
وكلها أسماء ما عدا
الهمزة وهل :
فهما حرفان
ولكل أداة لها من المعاني ما يختص بها :
وعندنا في صيغة الاستفهام بوجه عام عندنا :
ما يسمى بالتصديق
وما يسمى بالتصور
والمراد من التصور :
هو معرفة تعيين الحكم لا معرفة الحكم ذاته
ومعنى هذا الكلام :
أن الحكم معروف لدى السائل لكنه يطلب تعيين هذا الحكم بمن يختص ؟
وأما التصديق :
فهو طلب معرفة الحكم لا تعيينه
ومن هنا :
فهذه الأدوات منها ما يكون للتصديق :
كـ ” هل “
ومنها ما يكون للتصور وللتصديق أيضا :
وهي الهمزة
وأما بقية الأداوت فهي للتصور
فإذاً :
عندنا هذه الأداوت :
إما أن تكون للتصور فقط
أو بعضها للتصديق
أو بعضها مشتركا :
فالمشترك الهمزة :
فيستفهم بها للتصور وللتصديق
وأما ما يكون للتصديق فقط فهي:
” هل “
وما يكون للتصور فقط :
بقية الأداوت
فإذا عرف هذا :
فلنأخذ كل أداة ونذكر ما يتعلق بها من مسائل لغوية
فنأتي إلى الهمزة :
الهمزة :
يستفهم بها عن التصور ، وعن التصديق
التصور:
” طلب تعيين الحكم فالحكم معروف لدى السائل لكنه لا يعرف من هو المعين بهذا الحكم ” :
مثاله :
حينما تستفهم وتقول :
أسافر زيدٌ أم عمروٌ ؟
الهمزة هنا همزة الاستفهام
فيستفهم بها هنا عن التصور
بمعنى أن لديك علما بأن السفر قد حصل
لكن من هو الذي سافر أهو زيدٌ أم عمرو ؟
ولذا تكون الإجابة هنا بالتعيين
لا تكون الإجابة بنعم أم لا :
أسافر زيد أم عمرو ؟
فتجيب فتقول مثلا :
زيدٌ
أما التصديق:
فكما أسلفنا في قولنا بأنه طلب معرفة الحكم :
فليس لديك علم بالحكم فأنت تطلب معرفة الحكم :
هل وقع وهل حصل في الواقع أم لا ؟
فمثلا :
قولك :
أحضر زيدٌ ؟
هنا تريد أن تعرف :
هل حضر زيد أم لم يحضر ؟
هنا في المثال :
أسافر زيد أم عمرو ؟
عندك معرفة بالحكم وهو وجود السفر
لكن وقع ممن ؟
لا تعلم
فتطلب من المسئول أن يعين لك هذا المسافر
أما هنا :
فلا تعلم بحضور زيد
فتكون الإجابة هنا :
نعم في الإثبات
وفي النفي : لا
من يتأمل ما ذكر وما كتب هنا بين الجملتين فيستخرج ويستنبط لنا العلامات التي تمتاز بها همزة التصور عن همزة التصديق ؟
في الجملة الأولى :
أسافر زيد أم عمرو ؟
في الجملة الثانية :
أحضر زيد ؟
إذا نظرنا إلى الجملتين و جدنا أن الجملة الأولى :
وهي همزة التصور :
يصحبها في الغالب ” أم المتصلة ”
فإذاً تذكر أم المتصلة مع همزة التصور
بينما همزة التصديق تخلو من ” أم المتصلة “
فلو قُدر أنه في همزة التصديق أتت ” أم ” فهي أم المنقطعة التي بمعنى [ بل ]
إذاً من الفروق :
أن ” أم المتصلة “:
التي يؤتى بها للمعادلة تأتي في همزة التصور بينما تخلو في سياق همزة التصديق
وإذا وجدت أم في همزة التصديق:
فيراد منها المنقطعة التي بمعنى بل :
فمثلا :
شخص يستفهم عن حضور الأمير
يريد من ذلك التصديق فهو جاهل بالحكم :
أحضر الأمير أم جيشه ؟
هذا المثال:
يصلح أن تكون فيه الهمزة همزة تصور و همزة تصديق
لكن إذا علمنا :
بأن هذا السائل في الأصل أن هذه الجملة همزة تصور فإذا علمنا من حال السائل أنه جاهل بالحكم الذي هو الحضور وسأل هنا أتت [ أم ] فلا يراد منها أم المتصلة بل[ أم ]المنقطعة التي بمعنى[ بل ]
فإذا سأل وقال مستفهما لمعرفة الحكم :
أحضر الأمير أم جيشه
تقول في الجواب مثلا :
بل حضر جيشه
أما إذا كانت للتصور :
أحضر الأمير أم جيشه ؟
تقول :
جيشه
إذاً :
من العلامات الفارقة بين همزة التصور وهمزة التصديق
ـــ أن همزة التصور تأتي معها ” أم ” غالبا ويندر جدا أن تخلو
ـــ أما بالنسبة إلى همزة التصديق فلا تأتي معها أم
ـــ فلو جاءت اعتبرنا أم هنا هي ” أم المنقطعة “ التي بمعنى بل
إذا أردنا ان تكون هذه الهمزة للتصور :
جعلنا هذا السائل يعلم الحضور لكن لا يعلم ما هو الحضور أهو الجيش أم الأمير
فإذا جعلناها همزة تصديق :
فهو جاهل بالحكم الذي هو الحضور نخرج أم هنا بأنه أم المنقطعة التي بمعنى “بل “
أيضا من العلامات :
أن الإجابة في همزة التصور تكون بالتعيين :
بتعيين المسئول عنه
أما بالنسبة لهمزة التصديق :
فالإجابة في حالة الإثبات بـ” نعم “
وفي حالة النفي بـ ” لا “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ