الاستفهام ـ الجزء الأول

الاستفهام ـ الجزء الأول

مشاهدات: 505

البلاغة

من أقسام الطلب :

 الاستفهام (1 )

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من صيغ الإنشاء :

الاستفهام :

والاستفهام عرفه البلاغيون بأنه :

طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من ذي قبل بإحدى أداوته

إذاً :

الاستفهام :

هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من ذي قبل بإحدى أداوته

وأوات الاستفهام :

حسب التتبع والاستقراء تصل إلى إحدى عشرة أداة

وكلها أسماء ما عدا

الهمزة وهل :

فهما حرفان

ولكل أداة لها من المعاني ما يختص بها :

وعندنا في صيغة الاستفهام بوجه عام عندنا :

ما يسمى بالتصديق

وما يسمى بالتصور

والمراد من التصور :

هو معرفة تعيين الحكم لا معرفة الحكم ذاته

ومعنى هذا الكلام :

أن الحكم معروف لدى السائل لكنه يطلب تعيين هذا الحكم بمن يختص ؟

وأما التصديق :

فهو طلب معرفة الحكم لا تعيينه

ومن هنا :

فهذه الأدوات منها ما يكون للتصديق :

كـ ” هل “

ومنها ما يكون للتصور وللتصديق أيضا :

وهي الهمزة

وأما بقية الأداوت فهي للتصور

فإذاً :

عندنا هذه الأداوت :

إما أن تكون للتصور فقط

أو بعضها للتصديق

أو بعضها مشتركا :

فالمشترك الهمزة :

فيستفهم بها للتصور وللتصديق

وأما ما يكون للتصديق فقط فهي:

” هل “

وما يكون للتصور فقط :

بقية الأداوت

فإذا عرف هذا :

فلنأخذ  كل أداة ونذكر ما يتعلق بها من مسائل لغوية

فنأتي إلى الهمزة :

الهمزة :

يستفهم بها عن التصور ، وعن التصديق

التصور:

” طلب تعيين الحكم فالحكم معروف لدى السائل لكنه لا يعرف من هو المعين بهذا الحكم ” :

مثاله :

حينما تستفهم وتقول :

أسافر زيدٌ أم عمروٌ ؟

الهمزة هنا همزة الاستفهام

فيستفهم بها هنا عن التصور

بمعنى أن لديك علما بأن السفر قد حصل

لكن من هو الذي سافر أهو زيدٌ أم عمرو ؟

ولذا تكون الإجابة هنا بالتعيين

لا تكون الإجابة بنعم أم لا :

أسافر زيد أم عمرو ؟

فتجيب فتقول مثلا :

زيدٌ

أما التصديق:

 فكما أسلفنا في قولنا بأنه طلب معرفة الحكم :

فليس لديك علم بالحكم فأنت تطلب معرفة الحكم :

 هل وقع وهل حصل في الواقع أم لا ؟

فمثلا :

قولك :

أحضر زيدٌ ؟

هنا تريد أن تعرف :

هل  حضر زيد أم لم يحضر ؟

هنا في المثال :

أسافر زيد أم عمرو ؟

عندك معرفة بالحكم وهو وجود السفر

لكن وقع ممن ؟

لا تعلم

فتطلب من المسئول أن يعين لك هذا المسافر

أما هنا :

فلا تعلم بحضور زيد

فتكون الإجابة هنا :

نعم في الإثبات

وفي النفي : لا

من يتأمل ما ذكر وما كتب هنا بين الجملتين فيستخرج ويستنبط لنا العلامات التي  تمتاز بها همزة التصور عن همزة التصديق ؟

في الجملة الأولى :

أسافر زيد أم عمرو ؟

في الجملة الثانية :

أحضر زيد ؟

إذا نظرنا إلى الجملتين و جدنا أن الجملة الأولى :

وهي  همزة التصور :

يصحبها في الغالب ” أم المتصلة ”

فإذاً تذكر أم المتصلة مع همزة التصور

بينما همزة التصديق  تخلو من ” أم المتصلة “

فلو قُدر أنه في همزة التصديق  أتت ” أم ” فهي أم المنقطعة التي بمعنى [ بل ]

إذاً من الفروق :

أن ” أم المتصلة “:

التي يؤتى بها للمعادلة تأتي في  همزة التصور بينما تخلو في سياق همزة التصديق

وإذا وجدت أم في همزة التصديق:

فيراد منها المنقطعة التي بمعنى بل :

فمثلا :

شخص يستفهم عن حضور الأمير

يريد من ذلك التصديق فهو جاهل بالحكم :

أحضر الأمير أم جيشه ؟

هذا المثال:

يصلح أن تكون فيه الهمزة همزة تصور و همزة تصديق

لكن إذا علمنا :

بأن هذا السائل في الأصل أن هذه الجملة همزة تصور فإذا علمنا من حال السائل أنه جاهل بالحكم الذي هو الحضور وسأل هنا أتت [ أم ] فلا يراد منها أم المتصلة بل[ أم ]المنقطعة التي بمعنى[  بل ]

فإذا سأل وقال مستفهما لمعرفة الحكم :

أحضر الأمير  أم  جيشه

تقول في الجواب مثلا :

بل حضر جيشه

أما إذا كانت للتصور :

أحضر الأمير أم جيشه ؟

تقول :

جيشه

إذاً :

من العلامات الفارقة بين همزة التصور  وهمزة التصديق

ـــ أن همزة التصور تأتي  معها ” أم ” غالبا ويندر جدا أن تخلو

ـــ أما بالنسبة إلى همزة التصديق فلا تأتي  معها أم

ـــ فلو جاءت اعتبرنا أم هنا هي ” أم المنقطعة “ التي بمعنى بل

إذا أردنا ان تكون هذه الهمزة للتصور  :

جعلنا هذا السائل  يعلم الحضور لكن لا يعلم ما هو الحضور أهو الجيش أم الأمير

فإذا جعلناها همزة تصديق :

فهو جاهل بالحكم الذي هو الحضور نخرج أم هنا بأنه أم المنقطعة التي بمعنى “بل “

أيضا من العلامات :

أن الإجابة في همزة التصور تكون بالتعيين :

بتعيين المسئول عنه

أما بالنسبة لهمزة التصديق :

فالإجابة في  حالة الإثبات بـ”  نعم “

وفي  حالة النفي بـ ” لا “

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ