التفسير المختصر الشامل تفسير سورة النساء من الآية (145) إلى (154) الدرس (72)

التفسير المختصر الشامل تفسير سورة النساء من الآية (145) إلى (154) الدرس (72)

مشاهدات: 478

تفسير سورة النساء

من آية 145 إلى آية 154

الدرس72

للشيخ زيد البحري – حفظه الله –

 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد

فكنا قد توقفنا عند قول الله عزوجل(إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ)

(إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ)

جاء في صحيح البخاري أن  حذيفة رضي الله عنه وقف على حلقة  فيها عبد الله بن مسعود  فسلم عليهم ثم قال لقد أنزل الله النفاق على قومٍ خيرٍ منكم فقال الأسود سبحان الله إن الله عز وجل يقول

 (إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ)

فلما تفرق القوم عن ابن مسعود رضي الله عنه  وكان قد تبسمَ  لما قال الأسود ما قال إذا بحذيفة يرميه بحصاه  فأتى إليه  فقال إن النفاقَ نزل على قومٍ خيرٍ منكم وإن ابن مسعود  رضي الله عنه علم ما قال فتبسم فقال إن  الله عز و جل  أنزل النفاق  على قومٍ خيرٍ منكم فتابوا ثم تاب الله عليهم هذا الحديث كما قال الشراح رحمهم الله  قالوا إن  مقصود حذيفة رضي الله عنه من أن النفاق وجد في طبقه  وفي عصرٍ هم  خيرُ العصور  ومع ذلك فإنكم  لا يؤمن عليكم من النفاق فأنتم   في الطبقة الثانية بعد طبقة  أصحاب النبي ﷺ فلا يؤمن عليكم من النفاق ثم إن هؤلاء  اللذين في عصر النبي ﷺ تاب منهم من تاب  فقبل الله توبته وكان حذيفة رضي الله عنه يتعجب من  ابتسامة ابن مسعود رضي الله عنه  لان حذيفة  يعلم  أن ابن مسعود يعلم  ما يريده  حذيفة  رضي الله عنه (إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ) وأنا  اذكر مثل هذه الاحاديث حتى لا يأتي  العقلانيون وماشابه  هؤلاء من أهل الأهواء فلربما  طعنوا في أحاديث  النبي ﷺ أو طعنوا في صحابة النبي ﷺ  

 (إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ)

فإنه  عزوجل لما ذكر صفات المنافقين ذكر  عقوبتهم في الآخرة  (إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ) والدرك هو المنازل ومن ثم فإن  كل ما تسافل يعد دركات  وقد يطلق على ما يتعلق  بهؤلاء المنافقين  وبهؤلاء الكفار قد يطلق عليهم درجات كما  أطلق على مآلهم بأنهم  في الدركات  كما مر معنا في سورة آل عمران (هُم دَرَجاتٌ عِندَ اللَّهِ) وقال تعالى (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلوا) فقال هنا في الدرك الأسفل من النار   (وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا) فلا نصيرَ لهم  يدفع عنهم هذا العذاب ولا ولي يتضمن ذلك أنه لا ولي لهم يأتيهم  بالخير ولا نصيرَ لهم  يدفع عنهم هذا  العذاب لأن  العزة لمن  لله عز وجل  كما قال تعالى عن حال هؤلاء المنافقين  (أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا) ثم قال( إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا) بيّن هنا أن  المنافق وقد قال العلماء إن الزنديق لا تقبل  توبته قال هذا القول بعض العلماء وقال  آخرون  بل تقبل توبة الزنديق  وهومن تكررت  ردته قال تعالى ومر معنا  توضيح مثل ذلك عند قوله تعالى

﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا ثُمَّ كَفَروا ثُمَّ آمَنوا ثُمَّ كَفَروا ثُمَّ ازدادوا كُفرًا لَم يَكُنِ اللَّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَلا لِيَهدِيَهُم سَبيلًا﴾ بين هنا أن من تكررت ردته فإنه إن تابَ  قبل أن  يموت  فإن الله يقبل توبته لكن ذكر هنا بعض الأوصاف لما لأن حال الزنديق وحال المنافق حال مراوغه

فهو يحتاج إلى ماذا إلى أن يذكر بأن هناك اوصافاً  تزيد  على التوبة قال تعالى ( إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا) أصلحوا ما يتعلق بقلوبهم وأصلحوا ما يتعلق بجوارحهم لأنه ما مر معنا قوله عز وجل (وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى) هذا ظاهرهم  وذكر من أنهم

(يُراءونَ النّاسَ وَلا يَذكُرونَ اللَّهَ إِلّا قَليلًا)

  فدل هذا على أن بواطنهم  وعلى أن ظواهرهم  تحتاج إلى إصلاح  حتى يوثق  بهم و بتوبتهم.

 

(إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا وَاعتَصَموا بِاللَّهِ) فهم بحاجة إلى ماذا؟ بل كل عبدٍ محتاج  إلى أن يعتصم بالله وقد مر معنا  تفصيل  عظيم حول ما يتعلق بالعصمة  عند قول الله عز وجل في سورة آل عمران ( وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ) قال هنا

(وَاعتَصِموا باللّه ) لما لأن حال المنافق حال خوف  وحال حرص على الدنيا   وماشابه  ذلك  مما تضطرب  به قلوبهم

فقال هنا (وَاعتَصَموا بِاللَّهِ) أي لا بغيره  واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله إذاً لابد من الإخلاص لان شأن هؤلاء  شأن  ماذا شأن نفاق وشأن رياء    كما مر في الآيات السابقات  فقال هنا( وَأَخلَصوا دينَهُم لِلَّهِ) قال (وأخلصوا دينهم لله) فهذا  هو الدين الحقيقي  وهو أن الدين لا يُمكن أن يكون مقبولاً عند الله إلا إذا كان خالصا ولذا ماذا قال تعالى   كما مر معنا ﴿وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ نَقيرًا﴾ ثم قال فأولئك  مع المؤمنين وصرح هنا فقال فأولئك مع المؤمنين بمعنى أنهم إذا أتوا بالتوبة  وأتو بهذه الأوصاف فإنهم يكونون مع أهل الإيمان ومن ثم فإن هذه منقبة  تدل على عظيم فضل الله عزوجل على عبادة إذا تابوا إليه   (فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنينَ وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا) قال 

(وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ ) صرح بإسم المؤمنين وإلاّ  يمكن  أن يكون في غير القرآن  أن  يكون هناك إضمار وسوف يؤتيهم أجراً عظيماً  لكن  لما قال (وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا)  

دل هذا على أن كل  من اتصف بوصف الإيمان  من هؤلاء أو من غيرهم فإنهم يكونون قد ظفروا بهذا ثواب (فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنينَ وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا) ووصف هذا الأجر وهذا والثواب  بأنه عظيم لما لأنه من لدن ربٌ عظيم وقال هنا(وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ )

أين الياء؟  الأصل يؤتي  بمعنى  أن  الياء  تكون موجوده وهنا حذفت الياء  لإلتقاء الساكنين لأن الياء ساكنة وما بعدها ساكن   فهنا قال

) وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا) ونظير ذلك ( يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ) وكما قال تعالى فيما يتعلق بالواو

﴿سَنَدعُ الزَّبانِيَةَ﴾ لم تذكر الواو فإنها  كما  حذفت في النطق حذفت أيضاً في ماذا حذفت في المكتوب فقال هنا ( وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا)

 

﴿ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم ﴾ هنا إستفهام  تقريري أي منفعة  تكون لله إن عذبكم إذا كنتم  أتيتم  بالإيمان و بالشكر    فإن تعذيبه لكم لا يزيده  في ملكه

  وهو عز وجل عظيم وغني ومن ثم فإن قوله تعالى ﴿ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم ﴾ بمعنى  أنه لا يستفيد من عذابكم أي شيء وذلك إذا  أتى الإنسان بالإيمان وبالعمل الصالح  وبالشكر لله عز وجل فإن الله عز وجل  يزيده خيراً لكن من عذبه الله عز وجل  فليس لكون  تعذيبه  عز وجل لمن ظلم واعتدى  لا من أجل أنه سيستفيد أو ينتفع لا وإنما هو عز وجل هو أحكم الحاكمين فبعدله عذّب الظالمين  وبفضله  وبكرمه أثاب  الطائعين.

 

فقال هنا ﴿ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم ﴾

فدل هذا على عظيم ماذا على عظيم  الإيمان

 و على عظيم الشكر لله عز وجل فإنه ينجي بإذن الله من عذاب الله عز وجل

 

(وَكانَ اللَّهُ شاكِرًا عَليمًا)

ختم الآية   باسمه الشاكر و باسمه العليم  فهو عز وجل الشاكر الذي من شكره عزوجل من أنه يثيب عبده  الأجر  العظيم على العمل القليل وهو عز وجل عليم  فهو عليم  عزوجل بكل شيء و عليم بأحوال  الناس من يستحق التوبة فيتوب عليه من هو مستحق للعذاب فلا يوفقه   للتوبة فيعاقبه عز ووجل بعدله  فالله عز وجل عليم بحال الناس بظواهرهم وببواطنهم حتى في حال من  تاب وهو لم يكن  ناصحاً وخالصاً في التوبة  فالله عزو جل عليم بحالهِ

﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾

﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾

هذه الآية اختلف فيها المفسرون وكما مر معنا من أن اختلاف  المفسرين في أكثره يكون اختلاف تنوع لا تعارض بينها فقوله عزوجل ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ{

 بالسوء أي ما هو سيء من القول إلا من ظلم  وكما مر معنا تأمل  هذه السورة تجد أن كلمة سوء تكررت أكثر من مرة في ما يتعلق بما يفعله العباد من الذنوب فقال تعالى هنا

﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾

يعني من ظلم له أن يجهر  بماذا بالسوء ما هو السوء؟ بمعنى أن من ظلم له أن يجهر فيقول إن فلاناً قد ظلمني واعتدى علي ويدل لذلك ما ثبت عنه قوله

  ﷺ( لَيّ الواجد يحل عرضه وعقوبته)

وأيضاً يتضمن ماذا يتضمن الدعاء الدعاء بأن يكف الله عز وجل  شر هذا  الظالم  عن هذا المظلوم فيدعو الله أن يكفّ شره عنه  وهل له  أن يدعو عليه أم لا  قال بعض أهل العلم لا وإنما يدعو الله  أن يكف شره عنه والصحيح أن له أن يدعو عليه بقدر  مظلمته بقدرِ مظلمته فلا بأس  بذلك لكن  إن  كان مؤمناً فإنه لا يزيد على مظلمته مثال ذلك لو أن إنساناَ مثلاً ظلم

إنساناً بأن أخذ  منه ريالاً  واحداً فلا يقول مثلاً من حيث  الدعاء اللهم سلط عليه  العذاب من فوقه ومن وتحته اللهم  لا تجعله يهنئ بعيش ولا بنوم مثل هذا زيادة على ماذا على هذه المظلمة وإنما تكون بقدر مظلمته  لكن إن كان  كافراً  فإنه  يجوز الدعاء عليه بعظيم  الدعاء ولذا النبي  ﷺ كما ثبت عنه قال ” اللَّهمَّ اشدُدْ وطأتَك على مُضَرَ واجعَلْها عليهم سنين كسِنِي يوسُفَ”

فدل هذا أن  الأمر  يفترق  بين حال المؤمن وبين حال  الكفار  وإن  عفا بمعنى أنه ترك الدعاء عليه فهو أفضل  ولذا جاء عند أبي داود فهي حديث فيه  مقال يحسنه   بعض  أهل العلم إن ثبت إن  ثبت من أن  سارقاً سرق من عائشة رضي الله عنها فدعت عليه فقال ﷺ  لا تسبّخي عنه لا تسبّخي عنه

  يعني لا تخففي عنه ولا تنقصي  من أجرك بمعنى أن لك أجراً عند الله عز وجل  

 ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾

فهذا يشمل ما يتعلق بذكر  المظلمة وبالدعاء على من ظلم ولا يدخل في هذا الباب  ما جاء  في صحيح  مسلم من  أن العباس وعلياً أتيا   إلى عمر  ابن الخطاب رضي الله عنه وكان عنده عثمان

و الزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد فقال  العباس رضي الله عنه إقضي بينا

 يا أمير المؤمنين اقضِ بيني  وبين هذا الكاذب، و الآثم ، الغادر، الخائن  و الخطاب  موجهه من العباس رضي الله عنه  إلى إلى من إلى علياً رضي الله عنه  يخاطب من يخاطب أمير المؤمنين  عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهذا الحديث  بعض أهل العلم قال هذا الكلام لا يصدر من العباس رضي الله عنه  ولا يليق

 بعلي رضي الله عنه فقالوا  بدل ما يتهم الصحابة  رضي الله عنهم  فإننا نتهم الرواة  فيكون هذا غير ثابت  بل إن   بعضهم في نسخ  صحيح مسلم  لم يثبت ذلك باعتبار هذا   الأمر  وبعض  أهل  العلم قال إن  تخطئة  الرواة لا يليق  في مثل هذا  المقام  وإن  ما معنى هذا الحديث معنى هذا الحديث من أن  العباس بمقام الأب فهو يدلي  على علي  رضي الله عنه فوصفه بهذه الأوصاف  لا ن هذه الأوصاف به لكن حال  الأب وحال العم  يستعظم  ما جرى بينه وبين علي من قضية و تلك القضية قضية دينية  تتعلق بمال  فمثل هذه الأوصاف ما أطلقها العباس على علي رضي الله عنه من أجل أن  هذه الأوصاف من أجل أنها  في علي العباس لا يعتقد هذا الاعتقاد لا يعتقد هذا الاعتقاد

   وإنما كحال الأب لما يقول  لابنه ببعض الأوصاف يا كاذب يا غادر  يا خائن من أجل أنه  يرى أن له منزلة يفترض أن هذا  الابن  لا يفعل مثل هذا الفعل   ومما يؤكد هذا كما  قالوا   من أن عمر وأن عثمان وعبدالرحمن والزبير وأن سعداً كانوا موجودين ومع ذلك لم ينكروا على العباس  رضي الله عنه وعنهم فدل هذا على أن هذا ليس من قبيل هذا الأمر   ولذلك قال ابن العربي رحمه الله  قال مثل هذا  لا يعتقده العباس ومن ثم فإنه لا يمكن الغوغاء  لا يمكن الغوغاء من أنهم يتحدثون  ويصوفون أهل الخير وأهل الفضل بهذه الأوصاف  عند المحاكم وإنما عليه أن يرفع  خصومته وعلى القاضي أن يحكم بينهما إذاً ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾

وكما سلف كما مر في حديث حذيفة نزل النفاق على في الآية السابقة  نزل  النفاق  على قومٍ خير منكم أردت بذلك أن أوضح حتى لا يأخذ بعض  الناس به الطعن في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أوفي الأحاديث   النبوية كحال العقلانيين وكحال أهل الأهواء وأصحاب الأراء الفاسدة 

﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾ فقال بعض المفسرين إلا من ظلم يعني أن من نزل ضيفاً على شخص فلم يضيفوه فإن له أن يتحدث عنه ويقول إن فلاناً لم يقم بواجب أو ضيافة  لي فيقولون في مثل هذا  يكون هذا داخل و كما سلف  لا تعارض بين هذا وبين هذا  وقوله

{إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾على هذا القول يكون دليلاً من القرآن على وجوب ضيافة الضيف وعلى إكرام الضيف لأن العلماء اختلفوا هل إكرام الضيف  واجب أم  مستحب  و استدل بها  من استدل كالإمام   أحمد رحمه الله في مذهبه  من أن  إكرام الضيف يكون  واجبا   {إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾ وقال بعض  أهل العلم إِلّا مَن ظُلِمَ يعني إلا من اكره على قول السوء من كفر أو غيره  إذا اكره  فإنه لا جناح عليه ولا إثم عليه فلا تكون هذه الآية صادقةً عليه

 ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾ وهذا يدل على ماذا يدل على أن الله عزوجل يحب الكلم الطيب والقول الحسن ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَميعًا عَليمًا﴾  فهو سميع عزوجل لكل قول وهو عليم بكل حال   ومن ذلك فهو سميع لما يقال من القول السيئ و عليم بحال  الظالم وبحالِ من وبحال ِالمظلوم

{وَكانَ اللَّهُ سَميعًا عَليمًا﴾

﴿إِن تُبدوا خَيرًا} أي  تظهروه

{إِن تُبدوا خَيرًا أَو تُخفوهُ أَو تَعفوا عَن سوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَديرًا﴾ سبحان الله قال هنا إِن تُبدوا خَيرًا مر معنا من أن الصدقة في سورة البقرة { إِن تُبدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِن تُخفوها وَتُؤتوهَا الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم}

كذلك من أظهر خيراً على وجه الإطلاق من صدقة أو من غيرها فإن الله عزوجل  عالم بها وعالم بنية صاحبها  قال {إِن تُبدوا خَيرًا أَو تُخفوهُ أَو تَعفوا عَن سوء} معلوم أن العفو عن السوء يكون من ضمن الخير لكنه صرح به  باعتبار ماذا باعتبار   الآية السابقة من باب   الحث  على العفو عن من أساء إليك

﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ ﴾ وفي هذا حث على ماذا حث على أن من ظلم فإن الأفضل في حقه  أن يعفو  ولذلك ماذا قال تعالى { فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ}  وقال النبي ﷺ كما عند مسلم ما زاد  الله عبداَ بعفوٍ  إلا عزاً ” فقال هنا   ﴿إِن تُبدوا خَيرًا أَو تُخفوهُ أَو تَعفوا عَن سوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَديرًا﴾ سبحان الله  لم يذكر حكماً فدل هذا على ماذا على أنه لم يذكر ثواباً على ذلكم الحكم  وإنما علق هذا الأمر على  ماذا على ذكر  اسمين من اسمائه عز وجل مما يؤكد  على ماذا مما يؤكد على أن العبد   عليه ماذا أن  يتمعن وأن يتدبر وأن يتفقه في معاني  أسماء الله عزوجل لأن من عفا عن من ظلمه مع قدرته  فليتذكر  من أن من بين  اسمائه عز وجل العفو القدير  {فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَديرًا﴾ ولهذا قال  بعض  أهل العلم الكلمة التي تقال العفو عند المقدرة  تدل عليها هذه الآية {فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَديرًا﴾

{إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} ﴿إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُريدونَ أَن يُفَرِّقوا بَينَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ}  ما نوع هذا التفريق  لماذا ذكر  هنا الرسل مع الإيمان بالله عزوجل  لأن الرسل  لأن الرسل مبلغون عن الله عزوجل ما شرعه عز وجل ولذا الأنكار لأحد من الرسل أو إنكار من أن الله عزوجل  أنزل الرسل لا يكون فيه تعظيم لله قال تعالى

﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدرِهِ إِذ قالوا ما أَنزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِن شَيءٍ}

هنا في هذه الآية الإيمان  ببعض الرسل والكفر ببعضهم  هذا لا يكون إيماناً فقال هنا

{ إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُريدونَ أَن يُفَرِّقوا بَينَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقولونَ}  وهذا نوع  من أنوع التفريق{ وَيَقولونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ وَنَكفُرُ بِبَعضٍ وَيُريدونَ أَن يَتَّخِذوا بَينَ ذلِكَ سَبيلًا﴾ أي طريقاً يعني ابتدعوا أمراً  مما يدل على عظم الابتداع في  العقيدة  و في أصول والايمان {وَيُريدونَ أَن يَتَّخِذوا بَينَ ذلِكَ سَبيلًا﴾ الحكم  (أُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ حَقًّا)حكم  عليهم بأنهم كفار  وأكد ذلك بكلمة حقا مما  يدل على ماذا مما يدل على أن بعضاً من الناس  ربما إذا رأى حال هؤلاء من  أنهم آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض الرسل قالوا  إن حالهم أخف من حال غيرهم  لا هؤلاء أصحاب مراوغة هؤلاء أصحاب  تدليس فالعذاب عليهم أشد ولذلك  الحكم عليهم هنا  أوكد  (أُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ حَقًّا)  (وَأَعتَدنا) أي هيأنا (لِلكافِرينَ عَذابًا مُهينًا﴾ فلما حكم عليهم بالكفر دل هذا على ماذا  دل على أنهم أصحاب كفر ثم بين بعد ذلك ما أعده الله عز وجل  لهم من العذاب المهين سبحان الله قال  بعدها

 ﴿وَالَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَم يُفَرِّقوا بَينَ أَحَدٍ مِنهُم  أُولئِكَ سَوفَ يُؤتيهِم أُجورَهُم}

هؤلاء مر معنا من هم  اصحاب  النبي ﷺ وكذلك النبي ﷺ في سورة البقرة وبينا ذلك مفصلا ﴿قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ وَما أوتِيَ موسى وَعيسى وَما أوتِيَ النَّبِيّونَ مِن رَبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ﴾ وفي ختام سورة البقرة حكم عزو جل لهم بأنهم آمنوا ﴿آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لانفرق بين أحدٍ من رسله ﴾ قال هنا (أُولئِكَ سَوفَ يُؤتيهِم أُجورَهُم)  أتى بحرف  سوف سوف  والسين تدلان عند أهل اللغة على الاستقبال   بمعنى أنه أمر في المستقبل سيحصل والجمهور  من أهل اللغة  يقولون  إن السين للزمن القريب  وسوف للزمن البعيد مع أن بعض أهل اللغة يقول هما في الزمن واحد  ولا تفاوت بينهما  لكن على رأي الجمهور

( أُولئِكَ سَوفَ يُؤتيهِم أُجورَهُم)  بمعنى أن أجورهم مهما طال الزمن بما  يعتقدونه   في هذه الدنيا  مهما طال الزمن فإن لهم هذا الأجر  العظيم من الله عز وجل لما لأن الله سريع الحساب كما مر  معنا  تفسير كلمة سريع الحساب  في سورة البقرة و في سورة آل عمران. 

{ أُولئِكَ سَوفَ يُؤتيهِم أُجورَهُم وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾ فهو غفور عز وجل  فيستر الذنب وهو رحيم يرحم عبادة ومن   ذلك  فيما لو أن الإنسان اخطأ  من غير عمدٍ و ما شابه ذلك فتاب فإن الله عزوجل  يغفر له ويرحمه.

(يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتابًا مِنَ السَّماءِ) يعني يسألك يا محمد  من أهل الكتاب  وكذلك يدخل فيه من  يدخل فيه الكفار  لأن أهل الكتاب سألوا النبي ﷺ أن ينزل عليهم كتاباً من السماء كذلك كفار قريش طلبوا ذلك كما طلبته اليهود سبحان الله كما قال عز وجل  في سورة البقرة

 ( تَشابَهَت قُلوبُهُم) ( تَشابَهَت قُلوبُهُم)

﴿وَقالوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبوعًا﴾ ﴿أَو تَكونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَخيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجيرًا﴾﴿أَو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفًا أَو تَأتِيَ بِاللَّهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلًا﴾ أَو يَكونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أَو تَرقى فِي السَّماءِ وَلَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَينا كِتابًا نَقرَؤُهُ} هذا موضع الشاهد  مما طلبه كفار قريش كحال من كحال أهل الكتاب (يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتابًا مِنَ السَّماءِ)

كتاباً من السماء حتى يصدقوك  حتى يصدقوك  ﴿يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتابًا مِنَ السَّماءِ فَقَد سَأَلوا موسى أَكبَرَ مِن ذلِكَ} أي ما هو أكبر مما سألك  هؤلاء

(فَقالوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً) (فَقالوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً) لنرى الله عيانا وهذا  كما قال شيخ الإسلام رحمه الله  طلب رؤية الله عز وجل  جهاراً  أكبر  وأعظم من تنزيلِ  كتاب مما يدل على عظيم ما سأله أجدادهم وهذا يدل  على ماذا  يدل على  أن هؤلاء وهم  الأحفاد ساروا  على طريقة  أجدادهم من الإعراض والنكول . ( فَقالوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم)  أي بسبب الظلم وهنا إذا تأملت هذه الآية سبحان الله ما أعظم كلام الله هنا  يذكر   عزو جل و يعدد ما ذكروه  على وجه الإجمال مع أنها مفصله في مواطن أخرى سبحان الله    كيف اجتمعت هذه الأوصاف  سبحان الله 

(قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا)  فدل هذا على عظيم  كلام  الله  عز وجل

 ( فَقالوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم) كما مر معنا في سورة البقرة

 قال عز وجل ﴿وَإِذ قُلتُم يا موسى لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُ وَأَنتُم تَنظُرونَ﴾﴿ثُمَّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾

فقال هنا عن هؤلاء لما قالوا  أرنا الله جهرة فأخذتهم  الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد. اتخذوا العجل إله  من بعد ما جاءتهم   البينات. البينات من  فلق البحر وما شابه  ذلك  مما آتى به موسى كما مر معنا كما مر معنا في سورة البقرة

﴿وَلَقَد جاءَكُم موسى بِالبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَأَنتُم ظالِمونَ﴾ فقال هنا

(فَعَفَونا عَن ذلِكَ) (فَعَفَونا عَن ذلِكَ)

  بمعنى أنه   عز وجل لم يعاجلهم بالعقوبة وصفح عنهم  ولذا ماذا قال عز وجل هنا  {فَعَفَونا عَن ذلِكَ وَآتَينا موسى سُلطانًا مُبينًا﴾ أعطيناه  الحجج والبينات الواضحة  التي على مثلها يؤمن  البشر لكن قلوبكم معرضه فقال هنا {وَآتَينا موسى سُلطانًا مُبينًا﴾

 ﴿وَرَفَعنا فَوقَهُمُ الطّورَ } يعني  الجبل 

{بِميثاقِهِم} يعني  لما طُلب منهم أن يأخذوا التوراة   وأن يعملوا بها فرفضوا  رفع الله عليهم الجبل ولذا مر معنا في سورة البقرة

قال عزو جل  ﴿وَإِذ أَخَذنا ميثاقَكُم وَرَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ خُذوا ما آتَيناكُم بِقُوَّةٍ}

وكما  سيأتي معنا في سورة الأعراف

(وَإِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِم خُذوا ما آتَيناكُم بِقُوَّةٍ)

(ثُمَّ اتَّخَذُوا العِجلَ مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيِّناتُ فَعَفَونا عَن ذلِكَ وَآتَينا موسى سُلطانًا مُبينًا)

قال (وَرَفَعنا فَوقَهُمُ الطّورَ بِميثاقِهِم وَقُلنا لَهُمُ ادخُلُوا البابَ سُجَّدًا)

كما قال عز وجل في سورة البقرة

(وَإِذ قُلنَا ادخُلوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَدًا وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا وَقولوا حِطَّةٌ) الآيات ومر معنا  لكنهم غيروا وبدلوا فقالوا ماذا قالوا حبة قالوا حبة وجاءت رواية وسؤلت عن ذلك  بعض الناس لما تحدثت  في سورة البقرة قال هل هي حبة أو حنطة هل هي حبة أوهي حنطة فكيف يكون هذا ف والعلم عند الله من أن هؤلاء  بدلوا كلام  الله فافترقوا على فرقتين  منهم من قال حبة ومنهم من  زاد  فقال  حنطه قال عزو جل هنا  (وَقُلنا لَهُمُ ادخُلُوا البابَ سُجَّدًا وَقُلنا لَهُم لا تَعدوا فِي السَّبتِ)أي  لا تتجاوزوا في السبت ومر معنا ذكر ذلك في سورة البقرة

﴿وَلَقَد عَلِمتُمُ الَّذينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السَّبتِ فَقُلنا لَهُم كونوا قِرَدَةً خاسِئينَ﴾

وسيأتي معنا أيضا

(وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا)

كما سيأتي  بإذن الله  في سورة الأعراف

{وَأَخَذنا مِنهُم ميثاقًا غَليظًا﴾  وهو الميثاق  الغليظ  الموثق   وكم من ميثاق غليظ أخذ على  هؤلاء لكنهم لم يقوموا به لكنهم لم يقوموا به  ومر معنا ذكر  مثل ذلك في سورة البقرة فسبحان الله تأمل  هاتين الآيتين كيف  ذكر الله عزوجل على وجه الإجمال ما وقع  فيه هؤلاء من البهتان ومن الطغيان مع ذلك ذكر  عز وجل هذه الأحوال مفصّلةً في سور  أخرى فما أعظم كلام الله عز وجل.