التفسير المختصر الشامل (173) تفسير سورة طه من الآية (113) إلى ( آخر السورة )

التفسير المختصر الشامل (173) تفسير سورة طه من الآية (113) إلى ( آخر السورة )

مشاهدات: 565

( بسم الله الرحمن الرحيـــــــم ﴾

تفسير سورة طه من آية ( 113 ) إلى آخر السورة

  الدرس ( 173 )

لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد:

فكنا قد توقفنا عند قول اللهِ عز وجل:

 

﴿وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا﴾

{وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا} {وَكَذلِكَ}: أي مثل ما أنزلنا عليك الآيات السابقات كذلك أنزلنا إليك هذا القرآن العربي. {وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ} نوَّع الله عز وجل فيه من الوعيد وذلك ليتعظَ من يتعظ {لَعَلَّهُم يَتَّقونَ} مساخطَ الله {أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا} بمعنى أنهم يُقبلون على طاعة الله عز وجل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿فَتَعالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا﴾ (١١٤)

{فَتَعالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ} وهنا إثبات صفة العلو لله عز وجل، ومرَّ الحديثُ عنها كثيرًا في السور السابقة {فَتَعالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ} فهو الحق في قوله، وهو عز وجل حق، ولذا ما سواه فهو باطل قال تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ ما يَدعونَ مِن دونِهِ هُوَ الباطِلُ} (الحج: ٦٢)

فما يُعبد من دون الله عز وجل فهو الباطل.

 {وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ} وهذا خطابٌ للنبي ﷺ لأنه كان يستعجل في حفظ القرآن ويريد ألا يفوته شيء ولذا قال عز وجل: {سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسى} (الأعلى: ٦) وقال عز وجل كما في سورة القيامة: {فَإِذا قَرَأناهُ فَاتَّبِع قُرآنَهُ – ثُمَّ إِنَّ عَلَينا بَيانَهُ}

{وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا}: وهنا أمَرَ الله عز وجل نبيه ﷺ أن يزيده العلم، ولذا قال بعض العلماء:

 لم يأمر الله عز وجل نبيه ﷺ أن يسأله شيئًا مما يزيده ما سأله من العلم في قوله تعالى: {وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا} وهذا يدل على فضيلة العلم.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

﴿وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا﴾ (طه: ١١٥)

{وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا} بيَّن عز وجل هنا أن آدم لما أمره اللهُ عز وجل بسكنى الجنة ونهاه عن الأكل من تلك الشجرة كما مرَّ معنا تفسير ذلك في سورة البقرة.

قال عز وجل: {وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا} فنسيَ: يعني ترك ما عهِدناه به ومن ثمَّ فإن النسيان هنا يكون بمعنى الترك، وبعض العلماء قال: إن النسيان هو النسيان المعروف وهو الذهول، وذلك لأن النسيانَ في الأمم السابقة ما كان مغفورًا إنما هو مغفورٌ في هذه الأمة ولذا ثبت الحديث الصحيح قوله ﷺ: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)

 قال بعدها: {وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا} أي لم نجد له قوة وثباتًا على هذا الأمر ولذا لما بيَّن عز وجل أمْرَهُ  للنبي ﷺ قال : {فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُو العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ} ( الأحقاف :  ٣٥ ( .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى﴾ (طه: ١١٦)

{وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى} ومرّ معنا ما يتعلق بذلك السجود مفصلًا في سورة البقرة {وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى} كما قال تعالى: { أَبى وَاستَكبَرَ وَكانَ مِنَ الكافِرينَ } ( البقرة : ٣٤ ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى﴾ (طه: ١١٧)

{فَقُلنا يا آدَمُ} والخطاب لآدم عليه السلام {فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ} أي: لزوجتك وهي حواء، ومرّ معنا من أن إطلاق كلمة الزوج على المرأة هو الأغلبُ والأشهر كما بيَّنا ذلك في أوائل سورة البقرة

 {فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى} نعم! ولذلك فإن الجنة دار الراحة والسرور والنعيم؛ فإنه إذا أُخرج منها أُخرج إلى هذه الدنيا، ومن ثم فإنه يشقى وتصيبه الهموم والأحزان، ويشقى في طلب المعيشة وما شابه ذلك { فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى } .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى﴾ ) طه : ١١٨

{ إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى } يعني في هذه الجنة { إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى }

بمعنى أن جسمك يكون مستورًا وكذلك بطنك يشبع في هذه الجنة، ومن ثَمَّ لما ذَكَرَ الجوع وذَكَرَ ما يتعلق بالعُريّ هنا نفى أن يكون في الجنة أَلَم الظاهر وأَلَم الباطن؛ لأن أَلَم الباطن هو الجوع

 وألم الظاهر هو عدمُ اللباس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

﴿وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى﴾ ( طه : ١١٩ (

{وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى} والظمأ يكون في الباطن، والضُّحى يكون في الظاهر؛ وذلك حيث يصيبُهُ ما يصيب ظاهرَه { إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى – وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى } فإنه عز وجل ذَكَر هنا ما نفاه مما لا يكون في الجنة: نفى الجوع، ونفى الظمأ، ونفى العُرِيّ، ونفى الضُّحى ولذلك معظم همّ الإنسان في هذه الدنيا أكثر ما يهتَمُّ به يهتمُّ ببطنه حتى لا يجوع ولا يظمأ، ويهتَمُّ بظاهِرِه بحيث يلبس اللباس الذي يستره ويقيه الحرُّ والبرد، وأيضًا يحتاجُ إلى المسكن في قوله: { وَلا تَضحى } فإنه إذا كان في سكن فإنه لا يصيبه حرُّ الشمس.

 { إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى – وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى } .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى﴾ ( طه: ١٢٠ )

{فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى} على شجرة الخلد: من أكل منها فإنه يكون خالدًا فيها {وَمُلكٍ لا يَبلى} يعني لا ينتهي، فهنا اغترَّ آدمُ عليه السلام وذلك لأن الشيطان أقسم له {وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ} (الأعراف: ٢١).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى﴾ (١٢١)

{ فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما} أي العورة، وسميت العورة بالسوءة لأن الإنسان يسوؤه أن تظهر عورته.

{وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ} وطفقا: أي وأخذا يُلصقان عليهما من ورق الجنة حتى يسترا سوءاتِهِما، وهنا قال بعض المفسرين: إنما أخذوا ورق التين لأنه كان كبيرًا، والذي يظهر أنه لا دليل على تعيين أوراقٍ معينة من هذه الجنة.

{وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} وعصى آدم ربه إذ خالف أمره؛ إذ قال عز وجل: {وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ} (البقرة: ٣٥ (

ومعلومٌ كما مر معنا في سورة النساء: هل الأنبياء معصومون من الذنب أم لا؟

مر ذلك مفصلًا وموضحًا في قوله تعالى في سورة النساء {وَاستَغفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفورًا رَحيمًا}

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى﴾ (طه: ١٢٢)

{ثُمَّ اجتَباهُ} ثم اجتباه يعني: اصطفاه {ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى} واستمر على هذه الهداية ولذا قال عز وجل عنهما كما في سورة البقرة: {فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ} (البقرة: ٣٧)

وفي سورة الأعراف قال: { قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ}

{ ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى } ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله: قد يقع العبد في الذنب وإذا به بعد توبته يكون هذا الذنب ماثلًا أمامَه فإنه حينها كلما تذكر هذا الذنب تقرب إلى الله عز وجل وزاده ذلك إيمانًا وتقى وهدى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

﴿قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى﴾ (123)

{ قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا } بعض المفسرين قال إن قوله : { اهبطا } الضمير يعود إلى آدم وإلى حواء، وفي قوله تعالى { اهبطوا } من أن الضمير يعود إلى آدم وحواء وإلى الذرية، ولكن الذي يظهر:

 أن الخطاب هنا بين من ؟ بين آدم وبين الشيطان، والمرأة إنما دخلت تبعًا لآدم عليه السلام

ولذلك لما قال: { إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى – وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى } إنما ذَكَر آدم وذلك لأنه بشقاء الرجل تشقى المرأة وبسعادة الرجل تسعد المرأة

 { قالَ اهبِطا } فدل هذا على أن الأظهر من حيث السياق من أن الضمير في قوله : { اهبطا } يعود إلى آدم وزوجتُه تبعًا ويعود إلى الشيطان.

{قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ}

{فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى} وقد مر معنا ذلك مفصلًا في سورة البقرة: { فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ } وقال هنا :{ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى} فلا يضل : لا يصيبه ضلالٌ وأيضًا لا يشقى، ومن ثَمَّ فإنه لا يضل ولا يشقى ، وهذا يشمل ماذا ؟ يشمل أن الضلال مُنتفٍ عمن اتبع شرع الله عز وجل، والضلال والشقاء لا يكونان للعبد المسلم الموحد، لا يكونان في دنياه، ولا في قبره، ولا في آخرته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ (طه : ١٢٤)

ذكري: يشمل القرآن ويشمل ذكرَ الله عز وجل ” سبحان الله والحمد لله وما شابه ذلك من هذه الأذكار”

{وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري} ومن ذلك هذا الذكر الذي هو هداية

 { فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا }  معيشةً ضنكًا: بعض المفسرين حصره فقط  – لبعض الآثار – حصره على القبر، والذي يظهر: أنه يشمل أيضًا ما يكون في الدنيا وما يكون في الآخرة كما يكونُ في القبر

فإنه من أعرض عن ذكر الله فإن له المعيشة الضنك وذلك في دنياه، وذلك في قبره بأن تختلفَ فيه أضلاعه، وذلك فيما يحصل له في آخرته.

{وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى} ما هو هذا العمى؟ هل هو عمى البصر؟ أم هو عمى البصيرة بحيث لا يهتدي إلى جواب؟ قيل بهذا وقيل بهذا.

ولا شك أنه في يوم القيامة يكون أعمى: أعمى البصر، وأعمى البصيرة، لكن من حيث السياق هنا يكون أعمى البصر بدلالة السياق، كما أنه يكون في الآخرة أعمى البصيرة؛ فلا يهتدي إلى جواب ولا إلى اعتذار، فقال عز وجل: { وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى } ولذا مر معنا قوله تعالى: { وَنَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلى وُجوهِهِم عُميًا وَبُكمًا وَصُمًّا مَأواهُم جَهَنَّمُ } ( الإسراء : ٩٧ )

 وقال تعالى : { أَسمِع بِهِم وَأَبصِر } ( مريم : ٣٨ ) فما هو الجمع بين هذه الأدلة ؟

مر معنا ذلك مفصلًا في أواخر سورة الإسراء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا﴾ ( طه : ١٢٥ )

{وَقَد كُنتُ بَصيرًا } يعني في الدنيا .

 

﴿قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى﴾ ) طه : ١٢٦ (

{قالَ كَذلِكَ} أي مثل ما أتتك آياتنا {فَنَسيتَها } يعني: فتركتها { وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى} يعني تترك وتهمل في النار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾) طه : ١٢٧ )

{وَكَذلِكَ نَجزي} أي: مثل جزائنا هذا الجزاء السابق نجزي المسرفين {وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ } فمن هذه صفاتُه فهذا جزاؤه، وكذلك مثلما جزينا هذا الذي مرّ ذِكره كذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ثم قال : { وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى }:

 فعذاب الآخرة عذاب شديد وهو مستمر باق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿ أَفَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ يَمشونَ في مَساكِنِهِم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ﴾ (١٢٨)

{ أَفَلَم يَهدِ لَهُم } أي ألم يتبين لكفار قريش بعدما ذكر الله عز وجل الآيات الشرعية والآيات التي تدل على عظمة الله، ألم يتبين لهؤلاء أيضًا ما أجراه الله عز وجل على الأمم الكافرة السابقة!؟ فإنهم إذا كفروا فستكون العاقبةُ كعاقبتهم

﴿ أَفَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ يَمشونَ في مَساكِنِهِم}

 {يَمشونَ في مَساكِنِهِم } يمشون في مساكنهم وذلك بأن كفار قريش كانوا يسيرون بقوافلهم إلى الشام وإلى اليمن فيرون بقاعَ تلك الديار التي أهلكها الله عز وجل من عادٍ وثمود وقوم لوط وما شابه هؤلاء، فقال عز وجل : {إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى } إن في ذلك: أي ما يرونه من آثار أولئك { لَآياتٍ } لآيات وعلامات { لِأُولِي النُّهى } أصحاب العقول النَّيِّرة التي تنهى أصحابَها عن الفواحش وأعظم هذه الفواحش هو الشرك بالله عز وجل.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

﴿وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ ( طه : ١٢٩)

{ وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ } كلمة سبقت من الله عز وجل، بتأخير العذاب عن هؤلاء بحيث لا يستأصلهم؛ إما لأن النبي ﷺ  فيهم { وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم } ) الأنفال : ٣٣ (

أو من أجل أن الله عز وجل سيُخرج من أصلابهم من يؤمن بالله عز وجل كما قال ﷺ كما ثبت في الصحيح لما أتاه ملَك الجبال فقال: ( إن شئتَ أن أُطبق عليهم الأخشبين ) وهما الجبلان المحيطان بمكة فقال : ( لا بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا ) .

{لَكانَ لِزامًا } أي لكان العذاب لازمًا لهم { وَأَجَلٌ مُسَمًّى } يعني لولا كلمة سبقت من الله بتأخير العذاب عنهم وهو عذاب الاستئصال، ولولا أيضًا أجل مسمى قدَّره الله لهم في هذه الدنيا إلى أن يموتوا للزمهم العذاب لزومًا عظيمًا، لكن يا محمد:

 

﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾( طه : ١٣٠ (

{فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ } مما يقولونه عنك ، ساحر أو كاهن أو مجنون، وما يقولونه في القرآن من أنه أساطيرُ الأولين وما شابه ذلك، {وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ } وهنا أمرَهُ بالصبر وأمره أيضًا بالتسبيح

 { قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح } يعني ساعات الليل

 { وَأَطرافَ النَّهارِ } وهو ما يكون عند الزوال { لَعَلَّكَ تَرضى } وذلك بأن تتقرب إلى الله عز وجل فيرضى الله عز وجل عنك، وترضى عن ثواب الله عز وجل.

ولذا قال بعض المفسرين: أن هذه الآية تشمل أيضًا الصلوات، ولا شك أن الصلاة هي الأساس في دخولها لأن بها الذكر وبها التسبيح، فكما أُمِرَ بالصبر أُمر أيضًا بالصلاة، وذلك كما قال تعالى : {وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ } ) البقرة : ٤٥(  ومن هنا فقوله عز وجل: { وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ } صلاة الفجر{ وَقَبلَ غُروبِها } يعني صلاة العصر { وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح } العشاء والمغرب {وَأَطرافَ النَّهارِ} يعني صلاة الظهر { لَعَلَّكَ تَرضى }  .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى ﴾ (١٣١)

{وَلا تَمُدَّنَّ}: أي لا تمُدّ بقوةٍ وبتمعنٍ إلى ما أُعطي هؤلاء من زخارف الدنيا،

 ولْيُعلَم أن النبي ﷺ لم يكن مادًا بعينيه إلى هؤلاء ولا إلى مُتَعِهم ، بل كان لا يلتفتُ إلى الدنيا ولذلك لما دخل عليه عمر رضي الله عنه ورأى أن الحصيرَ قد أَثَّرَ في جنبه، ولم يجد إلا بعض القِرَب الخَلِقة فقال: يا رسول الله ! أنت رسولُ الله وكسرى وهِرَقْل في النعيم ! فقال ﷺ :

 ( ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ).

 

فعلى كل حال هنا خطابٌ – ولو كان خطابًا للنبي ﷺ – فالمقصود من ذلك أن تعتبر الأمة، وأن المسلم عليه ألا يمدَّ عينيه بالنظر إلى زخارف أهل الدنيا

 { وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ }  فإن ما أعطاك الله عز وجل من العلم ومن الصلاح ومن الخير فهو خيرٌ من هذه الدنيا، ولذلك النبي ﷺ كما ثبت عنه قال: ( لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربَة ماء ) ولذلك لما قال عزوجل :{ وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ } هذا هو العلم؛ ماذا قال؟ { لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ }( الحجر٨٧ : ٨٨ )

دل هذا على أن من أُعطي العلم ومن أُعطي الصلاح والاستقامة فإنه أُعطي نعمة عظيمة فإنه لو فاته من الدنيا ما فاته فإنه أفضلُ عند الله عز وجل وأعظم سعادة من غيره ممن جمع المال ممن لم يجمع مع المال الصلاح والعلم ولذا قال هنا: { وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم }.

ولذلك في سورة الحجر أتى بدون كلمة واو { لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ } من أجل أن ما أعطيته من القرآن والعلم فإنه أفضل من هذه الدنيا لكن هنا لما كان الحديثُ منفصلًا وليس بخصوص الدنيا وإنما هو في سياق صدود هؤلاء، أتى بالواو { وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم } يعني أصنافًا منهم.

 

{ زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا } زهرة: بمعنى أنه هذه الدنيا بمثابة الزهرة ما أحسنَ جمالَها ولونَها ورائحتها لكن بعد حين إذا بها تكون يابسة وتكون هشيمًا، وهذه حال الدنيا كما قال عز وجل كما مر تفسيره في سورة يونس: {إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ }  الآية

 

فقال هنا : { زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ } لنختبرهم في ذلك من يشكر ومن لا يشكر ولذلك قال عز وجل: { لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذينَ كَفَروا فِي البِلادِ (١٩٦)مَتاعٌ قَليلٌ ثُمَّ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهادُ }

( آل عمران : ١٩٧)

فقال هنا : {وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى } ورزق ربك : أي ما رزقك الله عز وجل من هذا العلم ومن هذا الهدى، وما رزقك الله عز وجل من القناعة، وما يكون لك في الآخرة: { وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى } خير ٌوأبقى : فهو خيرٌ لك وأبقى يعني أنه يبقى والمقصود من البقاء هنا إنما هو ما يكون في يوم القيامة، أما هذه الدنيا فإن ما فيها يزول بزوالها، لكن يدخل في ذلك أن من الرزق العظيم في هذه الدنيا أن يُرزقَ الإنسان العلم والهداية وأن يرزق القناعة ولذا قال عز وجل:

 { مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً } (النحل: ٩٧).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾( طه : ١٣٢ )

{وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ} تلك الصلاة التي أُمرت بها في الآيات السابقات { وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها } هي خيرٌ للإنسان في دنياه وفي أُخراه، ومما يكون من الخير في الدنيا أنها سببٌ ووسيلةٌ إلى الرزق كما قال القرطبي رحمه الله { وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ }: أيضًا كما أنك مأمور بالصلاة – بالمحافظة عليها – مُرْ أهل بيتك بالصلاة

{ وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها } فهي تحتاج إلى مصابرة .

{لا نَسأَلُكَ رِزقًا }: لا نسألك أن ترزق نفسَك ولا أن ترزق غيرَك ، فإذا أقمت هذه الصلاة وفعلت الأسباب التي بها تتكسب من هذه الدنيا فإن الله سيفتح لك أبوابَ الرزق ، وأبواب الرزق ليست محصورةً فقط في المال ! لا ، أبواب الرزق من حيث الصحة ، من حيث صلاح الأولاد ، والرزق عظيمٌ وكثير فقال عز وجل: {لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوىْ}

{وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى } والعاقبة لأهل التقوى كما قال تعالى: { وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ } (الأعراف : ١٢٨ ) فإنه وإن ضاقت الدنيا على أهل التقوى وألمَّت بهم الكروب والشدائد فإن الله عز وجل سيجعلُ لهم فرجًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَقالوا لَولا يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى ﴾ (طه : ١٣٣ )

{وَقالوا لَولا يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ} سبحان الله مع تلك الآيات الواضحات ومن أعظم ما يكون هذا القرآن إذا بهؤلاء – كفار قريش – يقترحون على النبي ﷺ فقال عز وجل عن هؤلاء: { وَقالوا لَولا يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ }: يعني هلَّا يأتينا بآية من ربه، يعني بآية كما طلبناها من أنه يُبعد عنا جبال مكة وأن يُفجِّر الأنهار وما شابه ذلك مما قالوه كما بيَّنا ذلك كما في سورة الإسراء:

 { وَقالوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبوعًا }

أو أنه يأتينا بآية كما أتت الأنبياء السابقون بالآيات، كمعجزة موسى من العصا واليد وما شابه ذلك.

{أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى} يعني أولم تأتهم بينة وهو القرآن الذي به ما ذكرت الكتب السابقة، وتلك الكتب السابقة إذا قُرِئ ما فيها وقُرِئ ما في القرآن تجد أن القرآن ذكر ما فيها.

{أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى } ويدخل في ذلك قول من يقول:

{أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى } بمعنى أن الكتب السابقة من التوراة والإنجيل ذكرت أن محمدًا ﷺ نبي وأن دينه حق.

 { أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى } فهذا فيه كفاية وهذا القران معجزة، ولذلك قال ﷺ كما ثبت عنه قال : ( ما أُوحي إلى نبي إلا وقد أُعطي من الآيات على ما مثله آمن البشر، إنما الذي أُوتيتُهُ : أُوتيت وحيًا وأرجو الله أن أكون أكثرَهم تابعًا ) فدل هذا على أن القرآن معجزة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى﴾( طه : ١٣٤ )

{وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ} يعني لو أهلكناهم بعذاب قبل مجيء محمد ﷺ بهذا القرآن

 { لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا } قبل أن تُهلكنا { فَنَتَّبِعَ آياتِكَ } مما جاء به هذا النبي

 { مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ } يعني يُصيبنا الذل { مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى } يعني أن يصيبنا الخزي والعار.

﴿قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصوا فَسَتَعلَمونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدى ﴾ ( طه : ١٣٥(

{ قُل كُلٌّ } قل لهؤلاء { كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ } نحن متربصون ومنتظرون بكم وأنتم لِتنتظروا ما يحِلُّ بنا { قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصوا فَسَتَعلَمونَ } حينما يأتي العذاب وتتضح الأمور لكم {مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ } الصراط المستقيم المستوي { وَمَنِ اهتَدى } أي ممن هو على هدايةٍ من ربه عز وجل.

 

وبهذا ينتهي الحديثُ عن تفسير سورة طه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ