الدرس ( 133 ) صفة الصلاة ( 14 ) من أنواع الاستفتاح ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )

الدرس ( 133 ) صفة الصلاة ( 14 ) من أنواع الاستفتاح ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )

مشاهدات: 592

الفقه الموسع

الدرس ( 133 )

مسائل الاستفتاح :

مسألة :

اختلف العلماء في محل الاستفتاح :

أهو قبل الشروع في الصلاة أم بعد الشروع فيها ؟

مسألة :

اختلف العلماء في هذه الاستفتاحات :

ما هي أفضل أنواع الاستفتاح ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسألة الثالثة المتعلقة بالاستفتاح :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختلف العلماء في هذه الاستفتاحات :

ما هي أفضل أنواع الاستفتاح ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختلف العلماء في هذه المسألة :

وهذا الاختلاف منشؤه وسببه النظر عند البعض إلى السند والنظر من البعض إلى المتن

ولذا :

نرى أن الإمام أحمد يختار الدعاء المشهور

ما هو ؟

(( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ))

وكذلك يرى هذا الاستفتاح  أبو حنيفة

وسبب اختيار الإمام أحمد لهذا الاستفتاح ما يلي :

وذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد :

أولا :

جهر عمر به على محضر من الصحابة مما يدل على مزيد اهتمام  به وعلى حرص الصحابة عليه إذ لم يوجد من يخالف عمر في ذلك

لاسيما وأن جهره به من أجل إفشائه وتعليم الناس له لأن السنة في  دعاء الاستفتاح أن يكون سرا

بدليل حديث أبي هريرة :

(( يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول ؟ ))

السبب الثاني في  اختيار الإمام أحمد لهذا  الاستفتاح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن فيه ثناء على الله عز وجل

وما كان فيه  ثناء أفضل مما كان فيه الدعاء

ثالثا :

ــــــــــــــ

أنه فيه تنزيه الله وحمده وذكر أوصافه بخلاف غيره

رابعا :

ـــــــــــــ

أن غالب الاستفتاحات وردت في قيام الليل بينما هذا الدعاء  ورد في صلاة الفرض بدليل جهر عمر له في صلاة الفرض

خامسا :

ــــــــــــــــ

أن من قال : بفضل استفتاح علي (وجهت وجهي )يرى البعض أن السنة ألا يكمله لأنه طويل

لكن المشكل على هذا :

أن الإمام احمد  لما سئل عن سند هذا الحديث قال : لا يصح

وأجاب الألباني بأن قول الإمام أحمد : لا يصح باعتبار المصطلح القديم لأن المصطلح القديم عند المحدثين الذين هم المتقدمون يرون أن الحديث ينقسم إلى قسمين :

صحيح

وضعيف

وليس عندهم حسن لغيره

فإنهم يطلقون على الحسن لغيره يطلقون عليه الضعيف من حيث أصله لكن لو اجتمعت شواهد واعتبارات أصبح مقبولا عندهم

فيكون مرد الحكم أنه مقبول عند الإمام أحمد .

وهذا الدعاء وهو دعاء الاستفتاح ورد أنه يضيف إليه :

” وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض  حنيفا  “

الحديث إلى قوله :

”  لا شريك له “

كما في حديث ابن عمر عند الطبراني وغيره

وهذه الزيادة وهي أن يقول هذا الذكر ويقول بعده:

(( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا ))

أخذ بهذه الزيادة بعض أصحاب أبي حنيفة

وهذا على اعتبار صحتها لأن العلماء متنازعون في  هذه الزيادة فمن صحت عنده قال : يقولها

ومن لم تصح عنده لا يقول بها

والألباني كلامه حولها لم يتضح لي في أول الأمر فهو يخالف ما في نهاية الأمر لكنه قال :

“ولو صحت الزيادة في  حديث ابن عمر لكان قوله متجها “

فيكون هذا الدعاء : أين ؟

في الفرض

ومما يقوي ما اختاره الإمام أحمد :

 أن التسبيح والتنزيه المذكور في دعاء الاستفتاح :

” سبحانك ” أنه  أحب الكلام إلى الله عز وجل بعد القرآن

وقد جاء  ما يدل على ذلك عند النسائي في اليوم والليلة

(( قال عليه الصلاة والسلام : إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحانك ))

وذكر الحديث

وهذا الدعاء :

جاء في صحيح مسلم : أن عمر كان يجهر به

ولكن أعله بعض العلماء بأنه منقطع

ولكن ليست العمدة على ما في صحيح مسلم فحسب وإنما العمدة على ما جاءت به الأحاديث الأخرى :

من حديث أبي سعيد

وحديث  عائشة

في  المسند

وسنن أبي داود

والترمذي والنسائي .

فكل هذه بمجموعها تجعل الحديث في مرتبة الصحة

وهذا الدعاء :

إن قيل في النفل كقيام الليل فإن الأفضل ولاشك أنه لو اقتصر عليه فلا إشكال في ذلك

لكن مما ينبغي أن يقول معه أحيانا كما جاء في سنن أبي داود وهذا يعده الألباني نوعا ثانيا من أنواع الاستفتاحات بالزيادة التي سأذكرها

فإذا قال هذا الاستفتاح فإنه يقول بعد ذلك :

(( لا إله إلا الله ثلاث مرات ، والله أكبر كبيرا ثلاث مرات ))

وحفظها سهل

فيكون هذا نوعا آخر

وهذا الاستفتاح :

نقل شيخ الإسلام أن جمهور الصحابة ومن  بعدهم يرون فضله على غيره من أنواع الاستفتاحات مع التأكيد على جواز الأنواع الأخرى

وسبب هذا التفضيل :

وقد ذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى قال :

” إن الاستفتاح لا ينظر إلى سنده وإنما ينظر إلى متنه فينظر فيه إلى الفضل لا الى قوة السند “

ومن ثم :

فإن الاستفتاحات تحور من حيث الأفضلية إلى ثلاثة أشياء :

أولا :

ـــــــــــــــــ

وهو  الأفضل :

ما كان فيه ثناء فيه على الله عز وجل

كهذا الاستفتاح

ثانيا :

ــــــــــــــــ

ما كان إنشاء من العبد أي قول من العبد في الثناء على الله عز وجل

كحديث علي عند مسلم :

(( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا ))

ففيه إخبار من العبد بإقباله وتوجهه إلى الله عز وجل

الثالث :

ــــــــــــــــــ

وهو في المرحلة الأخيرة في الفضل :

ما كان دعاء من العبد كحديث أبي هريرة في الصحيحين  (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي ))

الحديث

وهذا الاستفتاح ينبغي أن نعرج على بعض ألفاظه ولا نقف عند كل كلمة على وجه التفصيل وإنما على وجه الإجمال

فالجملة الأولى :

” سبحانك اللهم وبحمدك “

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التسبيح :

هو تنزيه الله عز وجل عما  لا يليق به

وبحمده :

الباء للملابسة : أي أنزه الله عز وجل متلبسا بذكر  محامده عز وجل

فيكون في كلمة التسبيح نفي النقائص والمعائب عن الله عز وجل وعن صفاته الكاملة وعن مشابهته للمخلوقين

فإذا نفيت هذه النقائص و المعائب أتى الحمد الذي هو إثبات الكمال  والصفات العلى له عز وجل

وتبارك اسمك :

ـــــــــــــــــــــــــــ

تبارك :

مر معنا في التوحيد

تبارك لها كلام طويل ليس هذا محلها :

تبارك على وزن السعة والعظمة بمعنى : أن بركته اتسعت وعظمت

فما كان على وزن تبارك كـ” تعالى ”  فإن المراد منه السعة والكثرة والعظمة

و ” تبارك “ لا تطلق إلا على الله عز وجل

” وتبارك اسمك ”

إذا كان الاسم قد تبارك فالمسمى من باب أولى

” وتعالى جدك “:

ــــــــــــــــــــــــــ

أي  تعالى عظمتك

قال عز وجل عن الجن :

{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً }

وفيه زيادة  : وجل ثناؤك ” :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذه جملة موضوعة لا أصل لها فهي تزاد وكلها من زيادة الوضّاعين

” ولا إله غيرك ” :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أي لا معبود بحق إلا أنت سبحانك