الفقه الموسع
الدرس ( 135 )
تتمة مسائل على الاستفتاح :
أنواع الاستفتاحات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع الرابع من أنواع الاستفتاحات :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن علي أنه قال ” كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة قال :
(( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك ، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ))
المسألة الأولى المتعلقة بهذا الاستفتاح :
أولا :
ــــــــ
أن هذا الاستفتاح استدل به بعض العلماء كما سبق على أن دعاء الاستفتاح يكون قبل الصلاة لقوله :
” إذا قام إلى الصلاة “
وأُجيب عنه :
ويجاب عما ذكروه مما ورد عند أبي داود من زيادة التكبير :
كان إذا قام إلى الصلاة كبر
ثم ذكر الحديث
المسألة الثانية :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا الاستفتاح ذكر ابن القيم في زاد المعاد
قال : ” والمحفوظ انه في قيا م الليل “
وقال ابن حجر كما في البلوغ والفتح قال :
جاءت رواية عند مسلم بأن هذا في صلاة الليل
وتبعه الشوكاني في نيل الأوطار
فهذه أقوال لهؤلاء الأئمة تثبت أن هذا الاستفتاح في قيام الليل وليس في الفرض
ولكن الألباني لم يرض بهذا :
فقال :
” لم أجد في صحيح مسلم رواية تثبت أن هذا في صلاة الليل بل لم أجد في أي طريق عند غير مسلم هذه اللفظة اللهم إلا أن الوارد عند النسائي كما في استفتاح سيأتي بيانه :
أنه كان إذا قام إلى صلاة التطوع
فيكون مخالفا لما ذكره هؤلاء العلماء
وقد قال :
” لعل الشوكاني التبس عليه بما ذكره مسلم قبل هذا الحديث ، وهو حديث ابن عباس في دعاء الاستفتاح أنه كان يقوله في قيام الليل وأوله :
” اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن “
وهذا إن دل يدل كما سبق على أن العالم مهما بلغ في العلم فإنه يفوته شيء
وهذا الفوات :
إما ان يكون في حق هؤلاء المذكورين كابن القيم وابن حجر والشوكاني
وإما أن يكون في حق الألباني
وكلا الأمرين يدل على أن العالم كما سبق لا يغتر بتحصيله العلمي وأنه ضعيف وأنه مهما بذل من جهد ومهما أطلق عليه من ألفاظ فإنه قد يفوته شيء وشيء بل وأشياء
ولا أدل مما ذكرنا من قصة اختلاف أبي بكر وعمر في حرب المرتدين
فإذا كان هؤلاء تنطلي عليهم وتخفى عليهم هذه الأشياء فغيرهم من باب أولى
ونحن من باب أولويات
والله المستعان
وإن كان الألباني تتبع هذه الطر ق وأثبت ما ذكره إلا أنه لا يدل على وهم من هؤلاء فإنه لا يدرى قد تكون هناك نسخ اُعتمد عليها
ولذا :
زيادة بركاته في جهة اليمين ثابتة في سنن أبي داود :
كان النبي عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود :
إذا سلم عن يمينه قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا في الصلاة
النسخ الموجودة : أن هذه الزيادة من جهة اليمين
ابن حجر في البلوغ ذكر أنها في جهة اليمين وجهة اليسار
وذكر ذلك قبله النووي
ولذا وُهم هذان العالمان فقيل : إنهما قد وهما وإن زيادة بركاته إنما من جهة اليمين لا من جهة اليسار
ولذا الألباني رحمه الله في إرواء الغليل قال :
” هي ثابتة من جهة اليمين ، أما من جهة اليسار فقد ذكرها النووي وابن حجر ولعلها وهما أو أنها في إحدى النسخ
لكن المباركفوري بيَّن أن هناك نسخة عثر عليها في سنن أبي داود تثبت أن زيادة وبركاته ثابتة من جهة اليسار
ولذا انتفى الوهم عن هذين العالمين
ولذا قال المباركفوري : والصحيح أن من وهمهما فقد وهم “
خلاصة القول :
” أن العالم وطالب العلم يستفيد من مثل هذه النقاط “
ومع هذه أتقال هذه الدعوات الطويلة في الفرض أم لا ؟
على غرار ما ذكر عن هؤلاء العلماء فإنها ثابتة في النفل وفي صلاة الليل .
لكن لا يعني : ” أنها لا تقال في الفرض ، هي تقال شريطة أن لا يطيل الإمام على المأمومين فيما إذا لم يرغبوا أن يذكر هذا الدعاء “
لم ؟
ليس اتباعا لأهوائهم ورغباتهم وإنما لأنه لم يأت نص على أنه في صلاة الفرض
هذا على القول فيما ذكره هؤلاء العلماء
لكن على ما ذكره الألباني فإنه يدل على أنه يقال : في الفرض أيضا
لم ؟
لأنه أطلق : كان إذا قام إلى الصلاة
وجاءت رواية عند أبي داود :
” كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة قال هذا الدعاء “
ولذا قال الصنعاني في السبل قال :
” يحمل المطلق على المقيد فيكون هذا الاستفتاح مقيدا بصلاة الفرض فتكون رواية كان إذا قام إلى الصلاة مطلقة “
ما هي هذه الصلاة ؟
قيدت بالرواية التي عند أبي داود
والنووي يرى أنه يقال في الفرض وفي النفل لإطلاق النصوص تارة ولتقييدها تارة أخرى
وكلام النووي هو الأصوب
لأنه ينبني على قاعدة سبق وأن ذكرتها :
” ذكر بعض أفراد العام لا يدل على التخصيص أو التقيد “
فيفهم من رواية كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة تكون الصلاة المكتوبة أحرى وأولى بأن يقال فيها هذا الدعاء
وذلك بأن يكون منفردا أو إماما والمأمومون يرغبون في إطالة الصلاة
المسألة الثالثة المتعلقة بهذا الدعاء :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الدعاء فيه زيادات :
(( وأنا أول المسلمين ))
هناك رواية عند مسلم :
” وأنا من المسلمين “
أي من جملة المسلمين
إنما الرواية التي معنا تدل على أولوية إسلامه عليه الصلاة والسلام .
وأولوية إسلامه عليه الصلاة والسلام في أثناء ذكر المعاني نتعرض لها بإذن الله
(( اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ))
هناك رواية :
” سبحانك وبحمدك ” في مسند الإمام أحمد
(( والشر ليس إليك ))
فيه زيادة :
(( المهدي من هديت ))
وهذه عند أحمد أيضا
(( أنا بك وإليك ))
بعدها : (( لا منجا ولا ملجا منك إلا إليك ))
والزيادة الأخيرة عند الترمذي رحمه الله
المسألة الرابعة المتعلقة بهذا الدعاء :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي مسألة شرح بعض الألفاظ الواردة في هذا الدعاء :
” وجهت وجهي ” :
تحتها أمران :
الأمر الأول :
ما معناها ؟
معناها : قصدت بوجهي
الأمر الثاني :
أن أكثر الضبط لها بإسكان الياء ويجوز فتحها :
” وجهت وجهيْ “
ويصح أن تقول :
” وجهت وجهيَ “
لكن الأكثر بالسكون
” فاطر السموات والأرض ” :
الفطر : الإبداع على غير مثال سابق
وهذا هو الأمر الأول
الأمر الثاني :
لماذا أفردت الأرض وجمعت السموات ؟
وهذا كثير في كتاب الله عز وجل
فلم تجمع السموات وأحيانا تفرد السموات في بعض النصوص كما في كتاب الله عز وجل ذكرت بلفظ السماء
فلماذا أفردت الأرض وجمعت السموات ؟
قال بعض العلماء :
إن إفراد الأرض يدل على الجمع لأن المراد من الأرض جنس الأرض فيدخل في ذلك الأرضون الأخرى وهي سبع أرضين كما صح بذلك الحديث :
” من ظلم شبرا من الأرض طوقه من سبع أرضين “
وبمفهوم وإشارة الله عز وجل :
((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))
فالمثلية لا يمكن أن تكون في الصفة هل الأرض مثل السماء ؟
لا
فدل على أن المثلية في العدد
وقال آخرون :
لأن حاجتنا إلى السموات هي حاجة لجميعها بينما حاجتنا إلى الأرض إنما للأرض التي نحن عليها
ولذا :
نحتاج إلى الشمس وإلى القمر وإلى الكواكب
وهذه متفرقة في السموات
وقال بعض العلماء:
وهذا ما أخرجه البيهقي عن ابن عباس قال :
” إن هناك أرضين تحتكم في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وعيسى كعيساكم “
قال البيهقي : وهو صحيح الى ابن عباس
ونقول :
لو صح عن ابن عباس من حيث السند فإنه تفوح منه رائحة الإسرائيليات لاسيما وأنه يعارض النصوص الأخرى :
وهي أن الرسل من البشر
والنبي عليه الصلاة والسلام أرسل إلى الإنس والجن فكيف يكون فيها نبي كالنبي عليه الصلاة والسلام ؟
والأظهر هو القول الثاني
” حنيفا “:
مر معنا الحنيف
الحنيف : هو المائل عن الشرك
ما الذي بعدها ؟
” مسلما “
كلمة ” مسلما ” العجيب أن الألباني جعلها بين قوسين وقال : هي زيادة عند الإمام أحمد
الشوكاني ذكر أن مسلما ، محفوظاته فيها ” مسلما “
لكنه جعلها بين قوسين
وقال : هذه زيادة عند الإمام أحمد وغيره
ولا أدري هل يريد أن يكون لها مخرجين لها غير مسلم أم لا ؟
مع العلم أن الزيادات التي يضعها يبين ويقصد بها أنها ليست من المخرج الأول وإن كانت من المخرج الأول في رواية أخرى ذكرها
“وما أنا من المشركين “
هذه جملة تفسيرية تفسر ما قبلها
من هو الحنيف المسلم ؟
هو الذي لم يشرك بالله عز وجل
” إن صلاتي ونسكي “
النسك :
مر معنا في التوحيد
النسك : إما ان يكون الذبح كما مر معنا في تفسير قوله عز وجل :
” قل إن صلاتي ونسكي “
ويجمع بينهما في نصوص أخرى
وهذا يدل كما ذكر شيخ الإسلام :
على أن الصلاة أفضل العبادات البدينة وأن الذبح أفضل العبادات المالية
وقال بعض العلماء : إن النسك هو العبادة
فيكون هذا العطف من باب عطف العام على الخاص لأن الصلاة من العبادة فيكون في ذكر الصلاة قبل العبادة : التنويه بعظم شأن الصلاة إذ أفردت من هذا العموم لمزيد الاهتمام بها
” ومحياي ومماتي “
محياي : عند الأكثر بفتح الياء ويجوز الإسكان
محيايْ ومماتي
ففي ياء محياي الأكثر الفتح ويجوز الإسكان
هذا بخلا ما مر معنا في ” وجهي “
عكس الضبط
” وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين “
أول المسلمين مرت معنا :
فيكون النبي عليه الصلاة والسلام أول المسلمين مع أن هناك من هو أسبق منه في الإسلام ؟
فكونه عليه الصلاة والسلام أول المسلمين :
إن نظرنا إلى جميع الأمم : فهو أول المسلمين من حيث كمال إسلامه
إن نظرنا إلى أولويته في الإسلام إلى الأمة التي هي أمته :
فالمراد من ذلك كمال الإسلام وأولوية الزمن فهو أولهم زمنا وهو أولهم كمالا في الإسلام بل لا يضاهى عليه الصلاة والسلام بهذا
ولذا رواية وأنا من المسلمين تبين شيئا مما ذكرناه في هذه التوجيهات
” لبيك وسعديك “
لبيك مرت معنا في الحج
مأخوذ من ألبّ بالمكان : إذا أقام فيه
بمعنى : أجبتك إجابة بعد إجابة وأصلها مثنى لا يراد منه التنصيص على العدد وإنما يراد منه الكثرة
كما قال تعالى :
((ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ))
ليس المراد كرتين بل لو عاودت النظر مرارا ومكثارا فإن البصر ينقلب وهو حسير ضعيف لم يجد عيبا ولا خللا في خلق الله عز وجل
وأصلها : لبين “
لكن لما أضيفت إلى الكاف حذفت النون فتكون ” لبيك “والنون تحذف عند الإضافة كما سيمر معنا إن شاء الله
في النحو
وسعديك :
إسعادا لأمرك بعد إسعاد
” والشر ليس إليك “
ما معناها ؟
قال بعض العلماء :
معنى والشر ليس إليك : أي أن الشر لا يصعد إليك
بدليل قول الله عز وجل :
((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ))
وقال بعض العلماء :
معناها : أن الشر لا يتقرب به إلى الله إنما يتقرب إليه عز وجي بالخير
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ” إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا “
وقال بعض العلماء :
إن الشر لا يضاف الى الله على وجه الانفراد
فلا تقل : يا خالق القردة والخنازير يا خالق الشياطين
القول الرابع :
أن معنى هذه الكلمة:
أن الشر لا ينسب إلى الله عز وجل
فهو وإن كان خالقا للشر فإنه عز وجل ليس في فعله شر إنما الشر في مفعولاته
ولذا :
لو أن الأب كوى ابنه بالنار للاستشفاء فإن فعل الأب خير
أراد لابنه الشفاء
لكن الأثر والمفعول وهو الاحتراق أو التألم هذا هو شر ولله المثل الأعلى
ثم إنه لا يخلق شرا محضا :
فإنه وإن أنزل المرض بفلان فإن فيه خيرا : إما لفلان وإما لغير فلان
فإما أن يكون خيرا لفلان : إذ يوقظه هذا المرض من رقدات الغفلة :فيتوب إلى الله
وكم من إنسان كان متسلطا مسرفا في الذنوب فأصيب بمر ض خطير فعاد إلى الله عز وجل
وإما ان يكون خيرا لغيره :
فإذا رأى الناس أن فلانا المتكبر صاحب المال قد أصبح في حالة ضعف في حالة مرض أو في حالة فقر فإن غيره من المتسلطين الذين يشابهونه قد يتأثرون فيحدث لهم هذا الأمر تأثرا ورجوعا إلى الله عز وجل :
ولذا قال عز وجل :
((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ))
ــــــــ لم ؟
((لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))
والحديث عن هذا يطول
وقد فصل ابن القيم تفصيلا كبيرا في هذه المسألة في كتابه شفاء العليل
” والمهدي من هديت “
يفسره دعاء قنوت الوتر :
” اللهم اهدني في من هديت “
ويفسره قوله تعالى :
((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ))
ولكن يستحضر مثل هذه المعاني
ولذا النبي عليه الصلاة والسلام لما أرشد بعض الصحابة إلى ان يقول :
” اهدني وسددني “
قال : ” اذكر بالهداية هدايتك الطريق وبالسداد سدادك للرمي “
إذا قلت : اللهم اهدني استحضر هذا المعنى
استحضارك لأن تهدى الى الطريق
إذا قلت : اللهم سدني
استحضر هذه الكلمة كتسديدك المصيب لموقع الرمي
” أنا بك وإليك ” :
معناها :
أن توفيقي بك
وعبادتي إليك
فإذاً :
إن كان هناك توفيق فمنك
إن كان هنا كتوفيق للعبادة فمنك
ثم هذه العبادة إليك
المسألة الخامسة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا الدعاء ورد بوجهين آخرين :
وفيهما اختصار
فيها حذف لبعض الجمل
وبالتالي فإنه يحتمل :
أن يكون علي رضي الله عنه قد أتى بالنص بأكمله بينما غيره اختصر
فيكون هذان الوجهان داخلين ضمن هذا الذي نحن بصدده وهو حديث علي
ويحتمل :
انه ليس هناك اختصار وإنما هذان الوجهان كل وجه يعد استفتاحا مستقلا بنفسه
وهذا ما دعا الألباني إلى أن يجعل هذين الوجهين نوعين من أنواع الاستفتاح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع الخامس من أنواع الاستفتاح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو مثل ما سبق في حديث علي إلى قوله :
” سبحانك وبحمدك “
كما جاء عند النسائي من حديث محمد بن مسلمة قال : “ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى التطوع كبّر ثم ذكر الحديث “
وذكر التكبير يرد به أيضا على من قال بأن هذا الاستفتاح قبل الشروع في الصلاة
النوع السادس :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مثل ما ذكر في حديث علي إلى قوله :
” وأنا من المسلمين “
ثم يزيد :
(( واهدني لأحسن الأعمال وأحسن الخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت ))
أخرجه النسائي من حديث جابر رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال :
(( إن صلاتي ونسكي ومحياي ))
فذكره
وهذان النوعان جعلهما الألباني مستقلين
ويمكن أن يتجوز في الأول
لكن الثاني قال رحمه الله : ومثل ما سبق مع أن حديث جابر صدره :” إن صلاتي ونسكي “
والأظهر- والله أعلم – أن هذه الصيغ المذكورة سمع بعضها جابر ، وبعضها محمد بن مسلمة من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يسمعا كل ما سمعه علي رضي الله عنه .