الشرح المختصر على ( متن الآجرومية ) [ 2 ]

الشرح المختصر على ( متن الآجرومية ) [ 2 ]

مشاهدات: 557

شرح متن ( الآجرومية )

مختصر

[ 2 ]

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

قال الماتن رحمه الله :

علامات النصب

(وللنصبِ خمسُ علاماتٍ : الفتحةُ، والألفُ ،والكسرةُ،والياءُ ،وحذف النونِ .

فأما الفتحة ، فتكونُ علامةً للنصبِ في ثلاثةِ مواضعَ : في الاسمِ المفردِ، وجمع التكسيرِ ،والفعلِ المضارعِ إذا دخلَ عليه ناصبٌ ولم يتصلْ بآخرهِ شيءٌ .

وأمَّا الألفُ ، فتكون علامةً للنصبِ في الأسماءِ الخمسةِ،  نحو : ” رأيتُ أباكَ وأخاك ” وما أشبه ذلك .

وأما الكسرة ، فتكونُ علامةً للنصبِ في جمعِ المؤنثِ السالمِ .

وأما الياءُ ، فتكونُ علامةً للنصبِ في التثنيةِ والجمعِ .

وأما حذف النون ، فيكونُ علامةً للنصبِ في الأفعالِ الخمسةِ التي رفعها بثبوت النون ) .

( الشرح ) :

 

مر معنا الاسم المفرد وبيان المثنى وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة ، مَن ضبط ما سبق سيضبط بإذن الله تعالى ما سيأتي ، ومن ثمَّ فلا معنى لأن يُعاد ما سبق ، لأن ما سبق قد شُرِح وانتهي منه .

قال رحمه الله :

( فأما الفتحة فتكون علامة للنصب ثلاثة مواضع : الاسم المفرد )

مثال : ” رأيتُ زيداً “

زيداً : مفعول به وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

( وجمع التكسير )

مثال : ” رأيتُ رجالاً “

( والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء )

لمَ قال ولم يتصل بآخره شيء ؟

ليخرج الأفعال الخمسة .

مثال : فعل مضارع سبقه ناصب ” لن يذهبَ “

يذهب: فعل مضارع منصوب بـ [ لن ] وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

ثم قال : ( وأما الألف )

وذكر الألف بعد الفتحة لأن الفتحة إذا أشبعت تولد منها ألف ( وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة ، نحو: رأيت أباك وأخاك ، وما أشبه ذلك ) يشير إلى ما مضى                ” رأيت حماك ، رأيت فاك ، رأيت ذا مالٍ “

مثال : ” رأيت أباكَ “

أبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف والكاف مضاف إليه .

وما سبق من شروط في الأسماء الخمسة تكون هنا سواء في النصب أو في الخفض .

 

ثم قال :

( وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم )

مثال : ” رأيت المسلماتِ “

المسلمات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة على آخره .

إذاً : ما الذي يُنصب بالكسرة ؟ شيء واحد وهو ” جمع المؤنث السالم “

 

ثم قال :

( وأما الياء ، فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع )

المقصود من الجمع ” جمع المذكر السالم ” لأن جمع المؤنث السالم مر معنا ينصب بالكسرة

مثال : ” شاهدتُ المسلميّنِ “

المسلمينِ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، والنون عِوض عن التنوين في الاسم المفرد .

مثال : ” شاهدتُ المسلميِنَ “

يختلف المثنى عن جمع المذكر السالم : بأن نون المثنى مكسورة ، ونون جمع المذكر السالم مفتوحة .

ن

 

المسلمينَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

 

ثم قال :

( وأما حذف النون ، فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون )

أمثلة : ” تقومان ” ، إذاً لو دخل عليها ناصب :

” لن تقوما “

” لن يقوما “

” لن يقوموا “

” لن تقوموا “

” لن تقومي “

[ تقوما ، يقوما ، يقوموا ، تقوموا ،  تقومي ] فعل مضارع منصوب بـ [ لن ] وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف التثنية في ” تقوما ويقوما ” ضمير مبني في محل رفع فاعل ، والواو في ” تقوموا ، يقوموا ” ضمير مبني في محل رفع فاعل ، وياء المخاطبة في ” تقومي ” ضمير مبني في محل رفع فاعل .

 

وخذها قاعدة :

وهي فائدة في الإملاء ، الألف هنا يؤتى بها بعد واو الجمع الذي يُعرب فاعل .

لو قلت : ” هؤلاء مسلمو العصر ” لا تأت بالألف ، لأن الواو هنا لا تعرب فاعل ، متى نأتي بالألف ؟ إذا كانت واو الجماعة تعرب فاعلاً ، أما إذا لم تعرب فاعل فإنه لا يؤتى به ، لماذا يؤتى بالألف ؟ من أجل أن نفرق بين واو الجمع وبين واو المفرد .

ما أصل الأفعال الخمسة ؟ الفعل المضارع الذي اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة .

ثم قال رحمه الله :

علامات الخفض

( وللخفضِ ثلاثُ علامات : الكسرةُ والياءُ والفتحةُ .

فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد المنصرف وجمع التكسير المنصرف وجمع المؤنث السالم .

وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الأسماء الخمسة وفي التثنية والجمع .

وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف ) .

 

( الشرح ) :

قال : ( فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : الاسم المفرد )

مثال :

” سلمتُ على زيدٍ “

” سلمتُ على هندٍ “

ويستوي في ذلك المفرد المُذكر والمؤنث على حدٍّ سواء .

لكنه قال ( الاسم المفرد المنصرف ) يعني المُنوَّن ، لأن الاسم المفرد الذي لا ينصرف له حكم آخر ، إذاً الاسم المفرد يخفض بالكسرة متى ؟ إذا نُوِّن ، إذا كان منصرفا ، ولذلك قلنا في المثال السابق : ” سلَّمت على زيدٍ “

فالتنوين : نون ساكنة تلحق آخر الاسم تنطق ولا تُكتب .

( وجمع التكسير المنصرف )

مر معنا ، مثال : ” سلمت على رجالٍ “

لأنه إذا كان جمع غير منصرف فله حكم آخر .

( وجمع المؤنث السالم )

مثال : ” سلمت على المسلماتِ “

المسلمات : اسم مخفوض بـ [ على ] وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره .

 

قال رحمه الله :

( وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع )

لما ذكر الكسرة ذكر الياء ، لأن الكسرة إذا أشبعت تولد منها ياء .

( في الأسماء الخمسة )

مثال : ” سلمت على أخيك “

أخيك : اسم مخفوض بـ [ على ] وعلامة خفضه الياء لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف والكاف مضاف إليه .

ما رأيكم لو قلت : ” نظرت إلى فمك ” ؟

فمك : اسم مخفوض بالكسرة ، لم ؟ لأن ” فو ” يشترط فيها أن تخلو من الميم .

( وفي التثنية والجمع )

مثال: ” سملت على المُسلِميّنِ “

( أنا لا أُنوِّع في الأمثلة من أجل أن تستقر المعلومة في الذهن )

المسلمينِ : اسم مخفوض بـ [ على ] وعلامة خفضه الياء لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

” سلمت على المسلمينَ “

المسلمينَ : اسم مخفوض بـ [ على ] وعلامة خفضه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، النون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

 

( وأما الفتحة فتكون علامة للاسم الذي لا ينصرف )

الاسم الذي لا ينصرف هو الاسم الذي لا يُنوَّن ، هذا يرفع بالضمة مثال : ” جاء أحمدُ ” لم نقل ” أحمدٌ ” لكنه مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره لأنه فاعل .

” رأيت أحمدَ ” لكن لا يُنون ، لا نقل ” رأيت أحمداً “

أحمدَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

” سلمت على أحمدَ ” هذا موضع الشاهد معنا

أحمد: اسم مجرور بـ [ على ] وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، يعني لم ننوِّنه .

كيف نعرف الأسماء المنصرفة ؟

الأسماء المنصرفة ما كان على وزن [ فواعيل – فواعل – مفاعيل – مفاعل]

 

أمثلة :

” مررتُ بطواحينَ ” على وزن فواعيل

طواحين : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف .

” مررت بصوامعَ ” على وزن فواعل ، نفس الإعراب السابق .

” مررت على مصابيحَ ” على وزن مفاعيل .

” مررت بمساجد ” على وزن مفاعل .

هذه تسمى بصِيغ منتهى الجموع ، فمن أنواع جمع التكسير صيغ منتهى الجموع .

 

وكذلك الاسم الذي على وزن الفعل .

مثال : ” أحمد ” يشابه (أذهب) .

نقول : ” مررت بأحمدَ “

أحمد : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، لم ؟ للعلمية ووزن الفعل .

مثال : قال تعالى : { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا }النساء86

{ أَحْسَنَ } اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، لم ؟ للوصفية ووزن الفعل .

 

وكذلك الاسم الذي سببه العلمية والعدل .

مثال : ” مررت بعمرَ “

عمر : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعملية والعدل .

 

وكذلك الاسم الذي سببه الوصفية والعدل .

مثال : ” سآتيك في أُخَرَ من الأيام “

أُخَرَ : اسم مخفوض بـ [ في ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للوصفية والعدل .

ولذلك قال تعالى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }

 

وكذلك الاسم المؤنث وفيه ألف ممدودة أو ألف مقصورة.

مثال : ” مررت بليلى “

ليلى : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، لم منع من الصرف ؟ لوجود الألف المقصورة .

” مررت بأسماء “

أسماء : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، لم ؟ لوجود ألف التأنيث الممدودة .

 
وكذلك المؤنث تأنيثا معنويا :

مثال : ” سلمت على زينب “

زينب : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والتأنيث المعنوي ، ما ضد المعنوي ؟ اللفظي .

مثال : مررت بطلحةَ “

طلحة : اسم رجل لكنه مؤنث تأنيث لفظي ليس معنويا ، لكن نريد اسما مؤنثا لفظيا ومعنويا نقول : ” سلمت على عائشةَ ” فاسم عائشة مؤنث ، وأيضا لفظها فيها تاء التأنيث

 

وكذلك ما كان مركبا تركيبا مزجيا :

مثال : ” مررت بحضر موتَ “

حضرموت : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة ، لم ؟ للعلمية والتركيب المزجي .

 

وكذلك ما كان مزيدا بالألف والنون .

مثال : ” سلمت على سلمان “

سلمان : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية وزيادة الألف والنون .

” سلمت على سكرانَ “

سكران : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للوصفية وزيادة الألف والنون .

 

وكذلك العلم الأعجمي .

مثال : ” سملت على إسماعيلَ “

إسماعيل : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمى ، فأي علم أعجمي من أربعة أحرف فما فوق يعرب هذا الإعراب ، أما إذا كان ثلاثة أحرف فلابد أن يكون الحرف المتوسط منه متحركا .

 

مثال : ” سلمت على آدمَ ”

آدم  : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمى ، مع أنه ثلاثة أحرف لكن الوسط منه متحرك ، لكن لو قلت : ” سلمت على نوحٍ “

نوح : اسم مخفوض بـ [ على ]  وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره ، لمَ  لم تكن علامة خفضه الفتحة ؟ لأن الوسط منه ساكن ، فالعلم الأعجمي الثلاثي إذا كان وسطه ساكنا فإنه يعرب الأعراب الطبيعي .

 

وهذه مجموعة في قول الناظم :

 اجمعْ وزنْ عادلا أنِّثْ بمعرفة

رَكِّب وزِدْ عُجْمةً فالوصف قد كَمُلا

 

اجمع : صيغ منتهى الجموع .
وزن : وزن الفعل .
عادلا : العدل .
أنث  : التأنيث .
ركب : التركيب المزجي .
زد    : زيادة الألف والنون .
عجمة : الاسم الأعجمي ، الذي من أربعة أحرف ، فإن كان من ثلاثة فيشترط أن يكون الوسط متحركا ، لو قلت : ” مررت بيزيدَ “
يزيد : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية ووزن الفعل .
فهذا البيت يجمع لكم شتات ما سبق ويذكركم بما مر معنا .
إذاً متى تكون الفتحة علامة للخفض ؟ في الاسم الذي لا ينصرف .
 
ثم قال رحمه الله :

علامتا الجزم

( وللجزم علامتان : السكون والحذف , فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر ، وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر وفي الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون  فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر )

.

الشرح :

مثال :

” يذهب ” فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

إذا دخل عليه جازم نقول ” لم يذهبْ “

يذهب : فعل مضارع مجزوم بـ(لم) وعلامة جزمه السكون .

قال : ( الصحيح ) حتى يخرج ما سيأتي معنا إن شاء الله .

إن كان معتلا ، ما هو المعتل ؟ هو الفعل المضارع الذي في آخره

[ ألف ، أو واو ، أو ياء  ]

أمثلة :

” يسعى ” ، ” يدعو ” ، ” يمشي “

يسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر.

يدعو  : فعل مضارع مرفوع بالضمة،  منع من ظهورها الثقل .

يمشي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .

لو أدخلنا على الفعل المضارع المذكور هنا جازما نقول :

 

لم يسعَ : فنحذف الألف ، نقول يسع : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، لكن إذا حذفنا حرف العلة نأتي بحركة مناسبة للحرف المحذوف ، الحرف المحذوف هو الألف ما الذي يناسبه من الحركات ؟ الفتحة ، إذاً : لم يسعَ .

يدعو : إذا أدخلنا عليه الجازم ، نقول : لم يدعُ ، ونضع على العين ضمة .
يمشي : لم يمشِ ، نحذف الياء ونضع كسرة .
قال :
( وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر)
كما ذكرنا
( وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون )
الأفعال التي رفعها بثبات النون ماذا تسمى ؟ الأفعال الخمسة .
أمثلة :
 [ يذهبون ، تذهبون ، يذهبان ، تذهبان ، تذهبين ] هذه كلها مرفوعة بثبوت النون ، لكن لو أدخلنا على هذه الأفعال جازما ، نقول :
” لم يذهبوا ” فنحذف النون ، ونأتي بألف بعد الواو لأن الواو تعرب فاعل .
يذهبوا : فعل مضارع مجزوم بـ(لم) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير مبني في محل رفع فاعل .
تذهبون : ” لم تذهبوا “
تذهبان : ” لم تذهبا “
يذهبان : ” لم يذهبا “
تذهبين : ” لم تذهبي “
الماتن رحمه الله لما فرغ مما سبق أراد أن يأتي بفصل مختصر ، ليعيد مراجعة ما سبق .

 

 

قال رحمه الله :

فصل المعربات

( المعربات قسمان : قسم يعرب بالحركات وقسم يعرب بالحروف .

فالذي يعرب بالحركات أربعة أشياء : الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء .

وكلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسكون وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء : جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره .

المعربات بالحروف

والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع : التثنية ، وجمع المذكر السالم ، والأسماء الخمسة ، والأفعال الخمسة ،وهي : يفعلان ، وتفعلان ، ويفعلون ، وتفعلون ، وتفعلين .

فأما التثنية فترفع بالألف وتنصب وتخفض بالياء .

وأما جمع المذكر السالم فيرفع بالواو  وينصب ويخفض بالياء .

وأما الأسماء الخمسة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء .

وأما الأفعال الخمسة فترفع بالنون وتجزم بحذفها ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الشرح :

قال :

( فالذي يعرب بالحركات أربعة أشياء :

( الاسم المفرد ) جاء محمدٌ

( وجمع التكسير )  جاء رجالٌ .

( وجمع المؤنث السالم ) جاءت مسلماتٌ .

( والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء ) يذهبُ .

( وكلها ترفع بالضمة ، وتنصب بالفتحة ، وتخفض بالكسرة ، وتجزم بالسكون ، ما الذي يجزم ؟ الفعل .

 

قال :

( وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء : جمع المؤنث السالم ، يُنصب بالكسرة )

رأيت المسلماتِ .

 

( والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالكسرة ) مررتُ بأحمدَ .

بشرط ( ألا يضاف ) لو قلت : ” مررت بأحمدِكم ” ، لما أُضيف أصبح يعامل معاملة الاسم المنصرف .

بأحمدكم : أحمد ، اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الكسرة ، لم ؟ لأنه مضاف .

” مررت بالأحمدِ “

الأحمد : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره ، لمَ لم تكون العلامة فتحة ؟ لأنه معرف بالألف واللام .

 

( والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره )

لم يرمِ، لم يسعَ ، لم يدعُ ، ولكن نعوض عن الحرف المحذوف بحركة تناسبه ، الألف نعوض عنها بالفتحة ، والواو

بالضمة ، والياء بالكسرة .

 

( والذي يُعرب بالحروف أربعة : التثنية )

 هل المثنى يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة ؟ كلا ، لما فرغ رحمه الله من الحركات أتى بالحروف .

 

( والذي يُعرب بالحروف أربعة : التثنية ، وجمع المذكر السالم ، والأسماء الخمسة ، والأفعال الخمسة وهي : تفعلان ، ويفعلان ، وتفعلون ، ويفعلون ، وتفعلين ).

فأما التثنية فترفع بالألف ، وتنصب وتخفض بالياء .

وأما جمع المذكر السالم فيرفع بالواو ، وينصب ويخفض بالياء .

وأما الأسماء الخمسة فترفع بالواو ، وتنصب بالألف وتخفض بالياء .

وأما الأفعال الخمسة فترفع بالنون وتجزم وتنصب بحذفها ) وكل هذا مر معنا .

هذا عبارة عن فصل مختصر يذكر طالب العلم بما أخذه من قبل

ثم قال رحمه الله : باب الأفعال
( الأفعال ثلاثة : ماضٍ ومضارع وأمر نحو : ضرب ويضرب واضرب .
فالماضي مفتوح الآخر أبداً ,والأمر مجزوم أبداً , والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك (أنيت) وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب أو جازم)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( الشرح ) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

قال رحمه الله : (الأفعال ثلاثة )  :

ما الدليل ؟ تتبع واستقراء كلام العرب ( ماضي ، ومضارع ، وأمر ، نحو : ضرب )

ضرب : فعل ماضي ، ما الذي أدرانا أنه ماضي ؟ نقول نأتي بعلامة ، ما العلامة التي تميز الفعل الماضي ؟ تاء التأنيث الساكنة ، فيصح أن نقول ” ضَرَبَتْ ” .

 

( ومضارع ) مثَّل رحمه الله فقال ( يضرب ) ما الذي أدرانا أن يضرب فعل مضارع ؟ ندخل عليه سوف أو السين .

 

( وأمر ) مثَّل فقال ( اضرب ) لا شك أن الفعل الأمر يعرف من حيث معناه ، من حين ما تسمع الكلمة تعرف أنها أمر ، بشرط أن يقبل النون.
مثال : ” اضرب ” نريد أن ندخل عليها النون ” اضربنَ ” يمكن أن يأتي معناه الأمر ولكن لا يقبل النون ، هذا ليس من الأفعال نقول ” صَهْ ”             ” مَهْ ” هذا اسم فعل ، ليس لنا به علاقة ، هو في معناه يدل على الأمر ، لأن ” صه ”  بمعنى اسكت ” مه ” بمعنى اكفف ، لكن لما لم يقبل النون ، نقول هو اسم فعل أمر .
 
( فالماضي مفتوح الآخر أبدا ) :
 هذا هو رأيه ، لأنه رحمه الله من الكوفيين .
الفعل الماضي مبني أم معرب ؟ مبني في جميع الأحوال .
إذاً : ضربَ ، الأصل فيه أنه مبني على الفتح ، إذاً : أي ماضي يأتيك فهو مبني على الفتح .
لكن لو أدخلنا عليه واو الجماعة بُني على الضم ” ضربُوا “
ضربُوا : فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير مبني في محل رفع فاعل .
ويبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ” ضربْتُ ”                      ” ضربْتِ ” ، ” ضربْتَ ” ، ” ضربْنا ” .
فعل ماضي مبني على السكون، لم ؟ لاتصاله بضمير رفع متحرك .
لو قلت : ” الزيدان ضربا ” ألف التثنية ضمير رفع ، لكنه ساكن ليس متحركا .
” الزيدان ضربا “
ضرب : فعل ماضي مبني على الفتح ، نعود إلى الأصل ، ما أصل الفعل الماضي ؟ أنه يبنى على الفتح ، فإذا اتصلت به واو الجماعة يبنى على الضم ، وإن اتصل به ضمير رفع متحرك بني على السكون.
 
( والأمر مجزوم أبدا )  :
هذا رأيُه رحمه الله ، من أن الأمر مُعرب ، والصحيح أن فعل الأمر مبني ، والأصل في بنائه السكون ” اضربْ ” هذا هو الأصل .
نعود إلى الفعل المضارع ، نريد علامات جزم الفعل المضارع ،نقول : ” لم يذهبْ ” مجزوم وعلامة جزمه السكون .
” لم يسعَ ” مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
” لم يذهبوا ” مجزوم وعلامة جزمه حذف النون .
إذاً : الفعل المضارع يجزم بالسكون ، ويجزم بحذف حرف العلة ، ويجزم بحذف حرف النون .
الأمر : نفسه ، لكن نصنع شيئا ( نحذف أداة الجزم  ، ونحذف حرف المضارعة ، ونأتي بهمزة الوصل )
 
مثال : ” لم يذهب ”
نحذف أداة الجزم ” يذهب ” ثم نحذف حرف المضارعة ” ذهب ” ثم نأتي بهمزة الوصل ” اذهب “
اذهب : فعل أمر مبني على السكون .
” اذهبوا ”  فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو ضمير مبني في محل رفع فاعل .
” اسعَ ” فعل أمر مني على حذف حرف العلة .
إذاً :
” ادعُ “ فعل أمر مبني على حذف حرف العلة .
” قُوما “ فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف التثنية ضمير في محل رفع فاعل .
” اخشَ “ فعل أمر مبني على حذف حرف العلة .
ولذلك قلتم لكم : إن النحو متراكب بعضه على بعض ، فإذا عرفت أحوال الفعل المضارع في الجزم هي هي في فعل الأمر( فنحذف أداة الجزم , ونحذف حرف المضارعة ، ونأتي بهمزة الوصل ) .
 
( والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك : (( أنيت ))
كيف نعرف الفعل المضارع ؟
إما  بـ [ سوف أو السين أو لم ]                و( لم )  لا تدخل إلا على الفعل المضارع و  ، نعرف الفعل المضارع بحرف زائد من هذه الأحرف المجموعة في كلمة ( أنيت )
” أذهبُ ، نذهبُ ، يذهبُ ، تذهبُ ” انتبه لابد أن تكون زائدة .
لو حذفنا الألف : ذهب .
لو حذفنا النون : ذهب .
لو حذفنا الياء  : ذهب .
لو حذفنا التاء  : ذهب ، إذاً هي زائدة .
لو قلت :” تعب الولد ” فيه ( تاء ) في أوله ، لكنها ليست زائدة، فلو حذفناها ماذا نقول ؟ عب ، فلا يصح .
هذه علامة للفعل المضارع في هذه الكلمة [أنيت]، وإلا دخول ( لم أو سوف أو السين) كافٍ .
قال : ( وهو مرفوع أبدا )
 فالأصل في الفعل المضارع أنه مرفوع
( حتى يدخل عليه ناصب أو جازم )
” يذهب ” أدخل عليه جازم ” لم يذهبْ ” إذاً حركته السكون .
لو أدخلنا عليه ناصب ” لن يذهبوا ” حركته هنا حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة .
إذاً : الفعل الماضي مبني بإجماع النحاة .
الفعل الأمر : مبني عند الجمهور .
الفعل المضارع : معرب إلا في حالتين  يكون فيها مبنيا ( إذا اتصلت به نون النسوة )
 
مثال : ” النساء يَذهبْنَ ”
( أو اتصل به ضمير التوكيد )
مثال : ” الرجال يذهبَنَّ ”
كيف تعرف أنها نون النسوة أو نون توكيد ؟
من السياق ، إذا كان السياق للنساء نكون نون نسوة .
فإذا دخلت عليه نون النسوة يبنى على السكون ، وإذا دخلت عليه نون التوكيد يبنى على الفتح ،إذاً كيف نعرف أن هذه نون النسوة وهذه نون التوكيد ؟ من السياق ، إن كان سياق إناث فهي نون النسوة ، وإن لم يكن فهي نون التوكيد ، ولكن لتعلم أن نون النسوة تعرب فاعلاً، أما نون التوكيد فلا تعرب فاعل .
إذاً : ” النساء يذهبْنَ “
يذهبْن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، ونون النسوة ضمير مبني في محل رفع فاعل .
” الرجال يذهبَنّّ “
يذهبَن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد .